أرشيف الوسم : الهلال

الاجتهاد:مسألة بداية تحديد أوائل الشهور القمرية أخذت جدلاً في كلام الفقهاء بين نظرة تقليدية تجمد على النص الوارد (صوموا للرؤية وافطروا للرؤية) وبين فهم متحرك للنص ينظر إلى عمق النص في أن المطلوب هو تحصيل بداية دورة قمرية جديدة للشهر الهجري فعندئذ تفهم الرؤية على أنها طريق لإحراز بداية دورة قمرية

الاجتهاد: يطلع “البدر” من الشرق عند أو بعد غروب الشمس، وفي ليلة ١٦ إلى ليلة ٢٦ يسمى “قمرًا” وفي ليلة ٢٧ إلى وقت دخوله تحت شعاع الشمس يسمى “هلالاً”، ويكون طلوعه في جهة المشرق قبل طلوع الشمس، فإذا دخل تحت شعاع الشمس بأن كان بينهما أقل من ١٢ درجة سمي “محاقًا” لانحجابه بنور الشمس، فإذا اجتمع مع الشمس سمي “اقترانًا” أو اجتماعًا، فإذا خرج من شعاعها بأن بعُدَ عنها لجهة المشرق بقدر ١٢ درجة تقريبًا رُؤيََ هلالاً عشية.

الاجتهاد: من أفطر من مقلدي سماحة السيد السيستاني (دام ظله) في يوم الأحد ثقة ببعض المشايخ ثم تبين أنه اعتمد على ثبوت الهلال عند من يكتفي برؤيته في غير المنطقة من المراجع الاعلام (أيدهم الله) فعليه القضاء./ نوصي المؤمنين بالابتعاد عن إثارة الفرقة والدخول في المهاترات الكلامية بسبب الاختلاف في أمر الهلال.

 الاجتهاد: يحكى عن سيدّنا المرجع ( دام ظلّه ) أنه لا يأخذ أحياناً بشهادات الشهود على رؤية الهلال إذا خالفت إخبار الفلكيين بعدم قابليته للرؤية مع أن الشهادات حسّية والإخبار حدسي فما الوجه في ذلك؟

الاجتهاد: نشر صديقي وتلميذي الشيخ مهند الساعدي مقالة سابقة لي عن الهلال مشكورًا في إحدى مجموعات الواتس اب، فأورد بعض أعضاء المجموعة ملاحظات على الأمثلة التوضيحية التي ذكرتها في المقال، فأرسل لي الأخ مهند ذلك، وكتبتُ له هذا الجواب:

وفق التقويم السنوي الخاص بمعرفة أوائل الشهور القمرية للعام الهجري(1440) (مواقيت الأهلة) وفقاً لأفق مدينة النجف الأشرف وطبقاً للحسابات العلمية الخاصة بحركة القمر، يتوقع مكتبُ سماحة السيد السيستاني (دام ظلّه) في النجف الأشرف أن يكون هلال شهر رجب المرجّب مساء يوم الجمعة (30/ جمادي الآخرة/ 1440هـ) الموافق (8/ آذار/ 2019م) في أفق مدينة النجف الأشرف عند غروب الشمس في الساعة (6:05). وفي هذه الحالة يُتوَقّع أن يرى الهلال مرتفعاً واضحاً جداً. أما في الليلة الماضية (الخميس 29/جمادي الآخرة) يتوقع أن لايُرى الهلال بالعين المجردة.

إذا رؤي الهلال في بلد كفى في الثبوت في غيره مع اشتراكهما في الأفق، بحيث إذا رؤي في أحدهما رؤي في الآخر، بل الظاهر كفاية الرؤية في بلد ما في الثبوت لغيره من البلاد المشتركة معه في الليل وإن كان أول الليل في أحدهما آخره في الآخر.

إنّ ما قرر مشهور فقهاءنا وما قامت عليه الأدلّة القوية هو أنّ اتّحاد الأفق شرط في رؤية الهلال ، وهذا الأمر ناشىءٌ من كروية الأرض،كما هو الحال في اختلاف الوقت في الليل والنهار في البلدان المختلفة. وإذا كان المقصود هو حفظ الوحدة بين المسلمين (مع وجود كروية الأرض) فإنّ مثل هذه الوحدة ممكنة في منطقة من المناطق لا في جميع العالم الإسلامي، لأنّ المسلمين الذين يعيشون في النصف الآخر من الكرة الأرضية سيكون لهم عيد مستقل حتّى على قول من يرى «عدم لزوم وحدة الأفق ».

أظهرت التحليلات الصادرة من مراكز البحث الفلكية المتخصصة لدى المرجعيات الدينية في النجف، توقعات بأن يكون يوم الاثنين المقبل أول أيام عيد الفطر مع ثبوت الرؤية الشرعية لهلال شهر شوال للعام الهجري 1438.

كثر الحديث عن الاختلاف في ثبوت الهلال وبداية الشهور القمرية وخاصة بداية شهر رمضان وشوال و ذوالحجة لارتباطها بشعيرة الصوم والحج. وإنه من دواعي الاستغراب والأسى في آن واحد أنه وبعد كل ما قدم من بحوث ودراسات جادة من قبل المختصين في مجال تحديد بداية الشهور القمرية وتقدم العلوم المتعلقة بهذا الموضوع وجود الفوضى والبلبلة وشياع الشبهات والأخطاء الجسيمة التي يقع فيها بعض علماء الفلك وبعض الفقهاء فضلاً عن ما يدور بين عامة المجتمعات الإسلامية.