بعد هذه القرون لثورة الطف، من منا لا يريد ان يحشر في ركب الحسين؟ لذا ترى كثير بين باحث ودارس وعالم ومرجع، يجهدون أنفسهم ليل نهار، لعلهم يحضون بنظرة من الحسين أو أحد أصحابه (عليهم السلام)، فمن يريد ان يكون كعابس أو أقرانه، لابد أن تتوفر فيه ما توفر بهم، ومما نسلط عليه الضوء بحديثنا، هي البصيرة التي توفرت في شهداء الطف. بقلم: مرتضى آل مكي
موقع الاجتهاد: البصيرة هي العقيدة، وهي الدلالة التي يستبصر به الشيء على ما هو به، هي نور القلب كما ان البصر نور العين، وهنا يقول أمير المؤمنين(ع): “ليست الرؤية مع الابصار فقد تٌكَذب العيون أهلها، ولا يغش العقل من استنصحه” ويقول: ” فقد البصر أهون من فقد البصيرة”، والبصير هو الذي يشاهد الأشياء ظاهرها وخافيها دون حاجة الى آلة للبصر.
البصيرة هي الوضوح واليقين كما هي الرؤية الاستراتيجية في المنظور الحالي، وعكس الغموض والضبابية، ولنتمكن من التربع وسط الركب العاشورائي، لابد من تحقيق عوامل البصيرة، التي منها: القرآن الكريم والظواهر الكونية والاعتبار منهما.
عوامل البصيرة أيضا: التمسك بالحجة الشرعية، السؤال يأتي هل نحن ملتزمون بحجتنا؟ هنالك عامل آخر ومهم هو العلم يقول الله (عز وجل):”أفمن يعلم أنما أنزل اليك من ربك، كمن هو أعمى” حيث قرن الله العلم بالبصيرة وعدم العلم بالعمى، فهل العلم اليوم أخذاً دوره في مجتمعاتنا كي نحقق من خلاله البصيرة.
البصيرة في نبذ الخلاف، أي أن تكون واضحاً أمام الاخر، وأن تزيل كل الضبابية ليذهب معها التشظي والتشرذم، هل نجد الان من يبحث عن البصيرة؟ إذا ما ساومناه بترك الخلافات والتفكير في المصلحة العامة.
خلاصة القول: لنتمكن من الالتحاق بركب الطف، لابد ان تتوفر في كل منا خصالهم، والا لا فائدة في انتماءنا وقربنا من مدرسة الطف، ونحن لا نعمل بأهدافها، التي طرزت بدماء افرادها، ولابد ان نحضى برؤية تقبل الاخر ونبذ الاختلاف، لنبني جيلاً يلتزم ولو باليسير بمنهاج الثورة المعطاء.
المصدر: مركز النور للدراسات