إلتقى موقع الاجتهاد الباحث في علم الكلام والدراسات الإسلاميّة وأستاذ الفقه الإسلامي بكلية الشريعة بجامعة طهران الدكتور «بهزاد حميدية» وسأله حول ظاهرة التكفير وأنجع السبل في مواجهتها من قبل رجال الدين المسلمين قبل غيرهم، حيث أكد حميدية على أنّه يوجد بين الفقهاء سواءً كانوا على المذهب الشيعي أو السني علاقات ووفاق كبير للغاية.
موقع الاجتهاد: تکفیر یتبعه إرهاب.. أفكار وأحكام مغلوطة ينتج هلاك مجتمعات بكاملها، إذ ما واصل إليه حال المجتمع الإسلامي اليوم بعد أن أصبح التكفير ديدن كلّ من هب ودب، وباتت التنظيمات الإرهابية تنشر أفكارها وأحلامها أينما حلّت و ارتحلت لتصبح هذه التنظيمات الخطر الأكبر على الإسلام والمسلمين، فهي كالسرطان الذي يسري في جسد الأمّة، وبات لزاماً على المؤسسات الدينية الفاعلة في العالم الإسلامي والفقهاء والمجتهدين الذين تقع على عاتقهم المسؤولية الكبرى في الدفاع عن الإسلام والوقوف بوجه المتطرفين وأفكارهم وعقائدهم، مع ضرورة تبيين صورة الإسلام الحقيقي للعالم أجمع.
وللخروج بهكذا موقف يطالب العديد من رجال الدين بحوار إسلامي –إسلامي أولاً قبل محاورة الغرب للخروج بموقف واحد يؤكد على أنّ التكفير لا يمتُّ للإسلام بصلة،وأنّ أخطاء بعض الموتورين لا يمكن إلصقها بدين سماوي فالإسلام دين السلام والرحمة وليس دين العنف والإرهاب.
موقع الاجتهاد إلتقى أستاذ الفقه الإسلامي بكلية الشريعة بجامعة طهران الدكتور «بهزاد حميدية» وسأله حول ظاهرة التكفير وأنجع السبل في مواجهتها من قبل رجال الدين المسلمين قبل غيرهم، حيث أكد حميدية على أنّه يوجد بين الفقهاء سواءً كانوا على المذهب الشيعي أو السني علاقات ووفاق كبير للغاية، وإذا جلسوا مع بعضهم أو شكّلوا لجنة أو إتحاد فإنّ نقاط الإتفاق والوفاق فيما بينهم كثيرة للغاية، وعلى هذا الأساس يمكن تطبيق القول المأثور بأنّ الناس على دين ملوكهم، وهنا يمكن وببساطة أن يجتمع الناس على ما اجتمع عليه علماء الأمة وفقهائها.
إمكانيات الإسلام الكثيرة للتعبير عن صورته الحقيقية
و أضاف الدكتور حميدية، بأنّ الإسلام يمتلك الكثير من الإمكانيات كالتسامح والتساهل والرفق وحفظ وصيانة الكيان الإسلامي والبعد عن الفرقة، وهذا جميعه ورد في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وأحاديث الآخرين، والجميع يعرف هذه الأحاديث ويقرُّ بها من جميع الفرق الإسلامية، ومن هنا يمكن أن نخرج بموقف واحد للتعبير عن صورة الإسلام الحقيقية لا تلك التي يحاول بعض المتطرفين تصويرها عن الإسلام، فالتكفير كنظرية بعيدة عن المجتمع الإسلامي وما يحاول فعله أصحاب الفكر الضال لا يمتّ للإسلام بصلة.
وتابع الدکتور حميديه؛ إذا جلس العلماء والفقهاء مع بعضهم البعض يمكن بعد ذلك فتح طريق للحوار، وهنا يمكن للفقهاء الوهابيون الجلوس والحوار مع الفقهاء الشيعة والفقهاء الحنابلة، وجميعهم يمكن أن يفتحوا قناة أو حوار سالم ومفيد للأمة.
ويؤكد أستاذ الفقه الإسلامي الدكتور بهزاد حميدية على أنّه يمكن إجراء حوار مع فقهاء الوهابية، وذلك بشرط أن لا يُلقوا الأحجار في طريق هذا الحوار، كما أنّ المشكلة الموجودة اليوم هي أنّ مجموعة من الأشخاص وصلوا إلى المقدمة وباتوا يعملون على التفرقة من خلال العنف والخشونة والإقصاء بعد أن تبنوا نظرية التكفير، منوّهاً في الوقت ذاته بأنّه يمكن إجراء الحوارات مع أظلّ الفرق الإسلامية، ولا بدّ من إجراء مثل هذا الحوارات، وإلا فإنّ الأعداء يقومون بقولبتنا، ونحن بدورنا نقوم بقتل بعضنا، وفي هذا الإقتتال الذي يدور بيننا لا يُقتل أي كافر، فالجميع مسلمون قاتل ومقتول.
كيفية مواجهة الفكر التكفيري من قبل الفقهاء والمجتهدين
وحول كيفية مواجهة الفكر التكفيري من قبل الفقهاء والمجتهدين من كافة المذاهب والمدارس الإسلامية؛ يطالب حميدية بإقامة المؤتمرات والندوات والجلسات العلمية والمقابلات الثنائية ومتعددة الجوانب بين فقهاء الأمةفجميعها يمكن أن تؤثر في تقليل الفرقة بين المسلمين، بالإضافة إلى النهوض بالإسلام ومواجهة المتطرفين وأفكارهم ونظرياتهم.
تراجع دور المجتهدين والفقهاء في العقود الأخيرة
وفيما يخص تراجع دور المجتهدين والفقهاء في العقود الأخيرة يرى حميدية أنّ السبب في ذلك يعود إلى وصول المجتمعات إلى مرحلة الحداثة وما بعد الحداثة، وهي مرحلة لم يعد يقبل بها الإنسان بالمرجعيات أو النظريات الخارجية، بل أصبحت مرجعيته داخلية تنبع من ذاته، وهو بذلك بات يُقدّس الحرية الذاتية والفردية، وأصبحت هذه السّمة هي الغالبة في المجتمع.
ويتابع أستاذ كلية الشريعة بجامعة طهران الدكتور حميدية للخروج من هذه المعضلة، يجب التوجه بالرسائل الثقافية نحو المجتمع لتبيين الأخطار التي تحملها له الحداثة، فالوعي بأخطار هذه المشکلات يساهم بحلها.
إعداد الحوار :السيد بهمن دهستاني