خاص الاجتهاد: عقدت يوم الأربعاء 15 / 2/ 2025، ندوة بعنوان “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الفقه والعلوم الإسلامية” حاضر فيها رئيس مجلس تخطيط مؤسسة الذكاء الاصطناعي والحضارة الإسلامية وعضو هيئة التدريس بجامعة العلوم والصناعة، السيد الدكتور “بهروز مينايي” وذلك في المدرسة الفقهية للإمام محمد الباقر (ع) في مدينة قم المقدسة.
مخاوف الغرب من قوة الذكاء الاصطناعي
وأشار مينايي إلى أن الذكاء الاصطناعي العام قد دخل جميع المجالات، وقال: بغض النظر عن هذه المسألة، هناك مسألة أخرى وهي أن الآلة، بالإضافة إلى قدرتها على بناء أجهزتها الخاصة، يمكنها أيضًا إدارة الإنسان والمجتمع، وهذا عنصر يخافه الكثيرون، وبالطبع الغربيون هم أكثر قلقًا بشأن هذه القضية، ونحن لسنا قلقين للغاية بشأن هذه المسألة لأننا نؤمن بالشريعة والوحي.
وتابع رئيس مجلس تخطيط مؤسسة الذكاء الاصطناعي والحضارة الإسلامية قائلاً: “سبب خوف الغربيين من هذه المسألة وهي غلبة الآلة والذكاء الاصطناعي على المجتمع، هو أنهم يعتبرون الإنسان نفسه إلهَ اتخاذ القرارات في الخير والشر، ووضع القوانين، والطريق الصحيح في المجتمع. فإذا ظهر كائنٌ وتفوق على الإنسان في جميع البنى، فمن الطبيعي أنَّ أصل فلسفة وجود هذا الإنسان وواقعَهُ سيخضع للتأثير، ونتيجة لذلك يقلقون. هذا في حين أننا لا نعتبر الإنسان محوراً مطلقاً، ونؤمن بالوحي والشريعة.
وأضاف مينايي: “إنّ حقبة الثورات الصناعية والثورات التي ظهرت بشكل تحولي، أثرت على مجالات مختلفة؛ وقد سُميت ثورة الذكاء الاصطناعي بهذا الاسم لأنها أثرت على تكنولوجيا المعلومات؛ لذلك فمنذ عام 1946، وهو تاريخ اختراع الحاسوب، ظهرت أيضاً مخاوف الذكاء الاصطناعي.
وقال هذا الباحث: في الوقت الحالي، ليس الذهاب إلى الذكاء الاصطناعي القويّ مشكلة بالنسبة لنا، ففي الواقع، الذكاء الاصطناعي الضعيف والمتوسط يعمل لدينا الآن. التعريف الذي طرحه البرلمان الأوروبي مؤخراً للذكاء الاصطناعي هو آلة قادرة على التصميم والاستدلال، ولديها القدرة على تحليل البيانات الضخمة.
على طلاب الحوزة والدبلوماسيين والمتخصصين الاستعداد للتبليغ واستخدام الذّكاء الاصطناعي المولد والمنتج
وأكد عضو هيئة التدريس بجامعة العلوم والصناعة على أن الطلاب والدبلوماسيين، وبشكل أساسي أولئك الذين لديهم وظائف متخصصة، يجب أن يكونوا مستعدين لأمر التبليغ الخاص بمجتمع اليوم، وصرح قائلاً: من وجهة نظري، يجب على هؤلاء الأفراد استخدام الذّكاء الاصطناعي المولّد لمعرفة الجمهور وإنتاج المحتوى؛ على أي حال، الثورة التي حدثت في الأسبوعين الأخيرين كانت “شات. جي. بي. تي 4” الذي كان قوياً جداً في الاستدلال؛ يجب أن نضع في اعتبارنا أن الذّكاء الاصطناعي المولد قد غيّر العالم، وأوصي المتخصصين باستخدامه.
وتابع قائلاً: من ناحية أخرى، فإن أساس ما ينتجه الذّكاء الاصطناعي يعتمد على غلبة النصوص الموجودة، وهذا نقد للذّكاء الاصطناعي، فالذكاء الاصطناعي، بناءً على ثقافة كل بلد، يُعرّف لنفسه سكة حديدية، على سبيل المثال، إذا قلت كلاماً بذيئاً فإنه يقاطعك أو يرد عليك ويتعامل معك؛ لذلك فإن استخدام الأطفال والطلاب له مثل السم، ولا يمكن الوثوق بالنصوص التي يقدمها.
وقال مينايي: إذا تم الوثوق بهذه النصوص، فكأن كل شيء صحيح، ويحدث نوع من التعددية، بالطبع، يعتمد ذلك على الضغط والنبرة التي تتحدث بها مع الذكاء الاصطناعي، فمن الأفضل في العديد من الموضوعات الجديدة استخدام محركات البحث نفسها؛ المسألة الأخرى هي أننا نعتبر مسألة نسبية الحقيقة أو التعددية من سلبيات هذا الذّكاء الاصطناعي التوليدي.
المحتوى الذي يقدمه الذّكاء الاصطناعي يعتمد على رأي الأغلبية، ولكن ليس كل ما تقوله الأغلبية صحيحًا بالضرورة.
كما أشار رئيس مجلس تخطيط مؤسسة الذّكاء الاصطناعي والحضارة الإسلامية إلى التحيز نحو المزيد من البيانات، وقال: هذه مسألة مهمة فيما يتعلق بالذّكاء الاصطناعي، لأن قالب الذكاء الاصطناعي يقبل أي شيء توجد عنه بيانات أكثر، هذا في حين أن كل ما تقوله الأغلبية ليس بالضرورة صحيحًا، هذه أيضًا أحد الانتقادات للذّكاء الاصطناعي، ولعل هذه هي أكبر مشكلة، لذلك يجب علينا تقديم وإنشاء بيانات صحيحة؛ وإذا قمنا بإنشاء أنطولوجيا لمعرفة معينة، فيمكن استخدامها
المصدر: موقع مفتاح بالفارسية