خاص الاجتهاد: حققت الحوزات العلمية بعد الثورة الإسلامية تحولات عظيمة وإنجازات كبيرة ضاعفت من دور هذه المؤسسة في المجتمع. فبسبب الثورة الإسلامية، أصبح المراجع الدينية وكبار علماء الدين اليوم أهم مرجعية اجتماعية، ولهم التأثير الأكبر على سلوك الناس وقرارات العديد من المسؤولين في البلاد.
لقد جعل حضور رجال الدين في أكثر من 50 مجالًا من مجالات الخدمات بعد الثورة، المؤسسة الدينية مؤسسة في خدمة الشعب والشباب والأكاديميين. تأسيس المئات من المؤسسات الكبيرة للتبليغ الديني على مستوى العالم، تحت إشراف العلماء والمراجع، هو من بركات الثورة الإسلامية في نشر الإسلام. إيفاد المئات من الدعاة و المبلغين الدينيين إلى جميع أنحاء العالم هو من التحولات التي تلت الثورة الإسلامية في نشر معارف أهل البيت (عليهم السلام) على يد الحوزات العلمية.
الحوزات العلمية ورجال الدين والتحولات الجذرية
في تنظيم وقيادة الثورة الإسلامية، تمكن رجال الدين الشيعة من قيادة أكبر حركة مناهضة للاستعمار ومناهضة للهيمنة ومطالبة بالعدالة في العالم في القرن الأخير، وكانت جميع التحولات الاجتماعية الشعبية والاستقلالية في القرنين الأخيرين بقيادة رجال الدين والحوزات العلمية. كما تفخر الحوزات العلمية بأنها كانت على الدوام حاملة لواء وحدة المذاهب الإسلامية ومنادية بالتعايش السلمي والتحالف بين جميع الأديان للدفاع عن حقوق الشعوب في مواجهة المستبدين العالميين.
لقد فتحت رجال الدين الشيعي الثوري، من خلال توجيه الحركة الثورية للشعب وتشكيل نظام قائم على الفقه، آفاقًا جديدة على المجتمع البشري العالمي. وقد وسعت الثورة الإسلامية، بعد قرون، النهج الفقهي الذي يقتصر على القضايا الشخصية إلى فقه شامل مؤثر في جميع مجالات الحياة.
بعد انتصار الثورة الإسلامية، انطلقت أهم حركات التحرر في العالم على أيدي خريجي حوزة قم، واليوم يقود رجال الدين أكبر الحركات الثورية في العالم. ومع انتصار الثورة الإسلامية العظيمة، ولأول مرة في التاريخ، أخرج الشعب بقيادة رجال الدين الشيعة في إيران، النضال من أجل العدالة ضد النظام الرأسمالي من دائرة الفكر العلماني، واكتسب هذا النضال المقدس هوية دينية.
رد الفعل الشديد والإجرامي للهيمنة العالمية على رجال الدين الثوريين، والقتل والسجن والنفي لأبرز خريجي الحوزات العلمية مثل آيات الله والحجج الإسلام الشهداء السيد محمد بهشتي، ومحمد صدوقي، والسيد علي أصغر دستغيب، والسيد أسد الله مدني، وأشرفي الأصفهاني، والسيد عباس الموسوي، والسيد محمد باقر الحكيم، والسيد محمد باقر الصدر، والسيد عارف الحسيني، والمزاري، والشيخ باقر النمر، والشيخ علي سلمان، والشيخ عيسى قاسم، والشيخ راغب حرب، والشيخ الزكزكي، والشيخ البطوطي و… يدل على التأثير العميق لكفاءة وقدرة الحوزات العلمية في مواجهة المستبدين الدوليين وتهيئة الأرضية لتدمير الهيمنة العالمية الظالمة.
إن تشكيل نظام إسلامي قائم على الفقه الشيعي واستمرار هذا النظام لمدة أكثر من أربعين عامًا مع الحفاظ على جميع أصالته ومبادئه وقيمه الأساسية، على الرغم من المؤامرات التي لا نهاية لها والشاملة من قبل الأعداء الغربيين والشرقيين والإقليميين الكثيرين، قد فعّل القدرة العظيمة للفقه على بناء الحضارة وكشفها للجميع. وبعد انتصار الثورة الإسلامية، أدى ديناميكية ودخول الفقه الفعال في القضايا المبتلاة وجميع المجالات التي تحتاجها المجتمعات البشرية، وإصدار الفتاوى وتقديم النظريات المستقلة والمختلفة في التحدي العلمي والعملي مع العالم الغربي، إلى تسريع تقدم العلم في العالم.
لقد قامت الثورة الإسلامية، من خلال الخطاب وبناء المؤسسات اللازمة، بتفعيل علماء الدين في فروع العلوم الإنسانية المتخصصة، ووفرت الأساس النظري للتنظير والتحول الجذري في العلوم الإنسانية.
رجال الدين ودورهم في المجتمع والحكومة
قبل الثورة الإسلامية، لم يكن لمراجع الدين وكبار العلماء في قم والنجف أي دور في وضع السياسات أو توجيه أو إدارة البلاد، ولم يُسمح لهؤلاء العظماء بإبداء آرائهم في هذه المجالات، بل إن أولئك الذين اتخذوا مواقف للدفاع عن استقلال البلاد وعزة الإيرانيين واجهوا السجن والنفي والتعذيب وحتى القتل. الإمام الخميني (ره) وآية الله الشهيد سعيدي وآية الله الشهيد غفاري والمرحوم آية الله طالقاني هم من الأمثلة على هذه المواقف.
ولكن اليوم وببركة الثورة الإسلامية، أصبح المراجع الدينية وكبار علماء الدين اليوم أهم مرجعية اجتماعية، ولهم التأثير الأكبر على سلوك الناس وقرارات العديد من المسؤولين في البلاد، وقد استبدلت الثورة الإسلامية، من خلال الاستفادة من هذه القدرة العظيمة لتعالي البلاد، التعامل الإقصائي والمقصّر لرجال الدين في النظام السابق.
لقد وضعت الثورة الإسلامية رجال الدين والحوزات العلمية، الذين تم عزلهم بسبب المؤامرات الدولية المبرمجة وخاصة النظام السابق، في مركز الاهتمام والتطورات العالمية الكبرى. ومن علامات استمرار ثقة الناس برجال الدين في السنوات التي تلت الثورة، هو التصويت المباشر والعالي للمجتمع في الانتخابات لشخص يرتدي لباس رجال الدين.
بالرغم من أن عدداً قليلاً من رجال الدين قد ابتعدوا عن نمط الحياة الدينية، وتم استغلال ذلك من قبل وسائل إعلام العدو لخلق دعاية واسعة لتشويه سمعة المجتمع الديني بأكمله، فإن الغالبية العظمى من رجال الدين، بحمد الله، لا يزالون يحافظون على بساطة العيش والحياة بين الناس، ويشكلون النموذج الإسلامي للمجتمع. كما أن الزهد والعيش البسيط والنزاهة منقطعة النظير والمثالي لإمامي الثورة الإسلامية، الذي اعترف به الأعداء أيضاً، لم يسبق له مثيل بين قادة العالم، وهو وثيقة فخر لرجال الدين الشيعة في الحفاظ على الأصالة والابتعاد عن حب الدنيا.
إن أخذ زمام المبادرة في تنبيه الناس إلى ظلم واستبداد النظام الملكي، وعدم كفاءته، وخيانته للوطن، وارتمائه في أحضان الأجانب من قبل رجال الدين، وتحمل السجون والتعذيب والنفي والوقوف حتى حافة الشهادة لتحقيق مطالب الشعب الإيراني التحررية، هو شاهد على الدور المحوري لهذه الفئة الثورية في تشكيل وقيادة الحركة الإسلامية. كما أن نسبة شهداء رجال الدين إلى إجمالي المجتمع الديني هي أعلى نسبة شهداء بين فئات الشعب، وقد أظهر رجال الدين، من خلال تقديم 4300 شهيد، أنهم أكثر من غيرهم ملتزمون وعاملون بما يدعون الناس إليه.
إن الحضور الواسع لرجال الدين في جبهات المقاومة والدفاع عن الحرم وتقديم عشرات الشهداء من رجال الدين المدافعين عن الحرم، يثبت استمرار روح التضحية في هذه الفئة المتدينة في العقد الرابع من الثورة. ولقد جعل حضور رجال الدين في أكثر من 50 مجالًا من مجالات الخدمات بعد الثورة، المؤسسة الدينية مؤسسة في خدمة الشعب والشباب والأكاديميين.
الحوزات العلمية والتبليغ وأداء الأدوار الدولية
كانت الدعوة والتبليغ قبل الثورة الإسلامية، في أيام الدعوة محرم وصفر وشهر رمضان تتم بشكل متفرق وغير منظم ومحدود، ولكن بعد الثورة، أصبح هذا التيار، مع تحسن نظام الحوزات، حركة مستمرة وواسعة وشاملة. هذا و يبشر حيوية وتحديث الحوزات العلمية في الموضوعات المتخصصة وتدريب الكوادر المتخصصة للعمل في المساجد والمدارس والجامعات والإذاعة والتلفزيون والفضاء السيبراني وإمامة الجمعة والفرق والأديان والطفل والمراهق والفن والإدارة الثقافية والدعوة خارج البلاد، بمستقبل واعد في العالم الإسلامي.
أحدثت الحوزات العلمية بعد الثورة الإسلامية، في مجال الدعوة، تحولات مثل مشروع أمين في وزارة التعليم والتربية بهدف تربية الطلاب المتدينين والثوريين وخلق نموذج في إدارة مدارس البلاد على مستوى إسلامي وثوري. فبالإضافة إلى الحضور الواسع للطلاب ورجال الدين في المجموعات الجهادية الطلابية والمدرسية، فإن إطلاق المجموعات الجهادية الخاصة بالطلاب وحضور رجال الدين في أكثر المناطق المحرومة في البلاد، عمّق من ارتباط رجال الدين بالجماهير المحرومة في المجتمع.
من بين الإبداعات والمبادرات التبليغية للحوزات العلمية الحالية، تأسيسُ الجمعيات التبليغية للشعر والقلم وكتابة السيناريو والخطباء، وإنشاءُ أربعِ حوزاتٍ علميةٍ قصيرةِ الأمدِ وإحدى عشرةَ حوزةً قيدَ الإنشاءِ تحتَ عنوانِ «سفراء الهداية»، وتنفيذ الخريطة الشاملة للفروعِ والمهاراتِ، وإمكانيةُ تحصيلِ طلاب العلوم الدينية في الفروع التخصصية المختلفة في السطوح الثالثة والرابعة طويلةِ الأمد، وإقامة مشروعِ الهجرة المؤقتةِ.
هذا ويُعد تأسيس المئات من المؤسسات الكبيرة للتبيلغ الديني على مستوى العالم، تحت إشراف العلماء والمراجع، من بركات الثورة الإسلامية في نشر الإسلام المحمدي الأصيل.
ومن الإنجازات الفريدة للحوزات العلمية بعد الثورة الإسلامية، جذب وتدريب أكثر من 15 ألف طالب أجنبي من مختلف دول العالم، أصبح العديد منهم قادة فكر في منطقتهم. كما يُعد إيفاد المئات من الدعاة والمبلغين الدينيين إلى جميع أنحاء العالم من بركات الثورة الإسلامية في نشر معارف أهل البيت (عليهم السلام) على يد الحوزات العلمية.
إن استخدام التقنيات الحديثة بمثابة الطريق السريع للهداية، في اتجاه الدعوة للدين من قبل رجال الدين وإنشاء شبكات إذاعية وتلفزيونية وفضائية ومواقع إعلامية ومجموعات وقنوات على شبكات التواصل الاجتماعي، للتنوير والإجابة على الشبهات والأسئلة بلغات العالم اليوم، قد خلق أملاً كبيراً لهداية البشرية جمعاء. وفي ضوء أداء الدور العالمي المُحدث للثورة الإسلامية، فإن تعطش شعوب العالم للتعرف على معارف الثورة الأساسية، قد أسفر عن آلاف الترجمات للكتب الدينية إلى لغات العالم اليوم. ترجمة القرآن إلى 110 لغة حية في العالم وترجمة الكتب المرجعية (التراث الشيعي) والحديث والتفسير وعلم الكلام والفلسفة وغيرها، هي أمثلة جديرة بالذكر.
توجيه وتربية الطلاب الفكرية وتنمية الشخصية
1- لم تكن في النظام السابق، حوزة علمية في معظم المدن، وبعد الثورة، مع تأسيس 500 حوزة علمية في جميع أنحاء البلاد، تم تسهيل وصول المتحمسين للدراسات الدينية.
2- إن تأسيس مراكز إدارة الحوزات في المحافظات تحت إشراف المراجع، أدى إلى الحفاظ على المستوى النوعي ومعايير الحوزات التي تم تأسيسها حديثًا والكثيرة في البلاد.
3- إن تنظيم الحوزات العلمية وإنشاء هياكل قوية لتطويرها بشكل منهجي، والحفاظ على جودتها ومعاييرها العلمية والتقليدية، هي من إنجازات الثورة الإسلامية، وهي تضمن استمرار مسار الحوزات على أساس الفقه التقليدي الديناميكي على مستوى العالم.
4- لقد طورت الثورة الإسلامية شغف الشباب الموهوبين والأكاديميين بالانضمام إلى الحوزات العلمية إلى درجة أدت إلى إنشاء نظام اختيار صارم مع اختبارات دخول إلى الحوزات العلمية.
5- إن الزيادة ثلاثة عشر ضعفًا في عدد الطلاب ورجال الدين العاملين في الحوزات العلمية بعد الثورة، يدل على الإقبال الشديد من الشباب على دراسة العلوم الدينية.
6- إن تأسيس وتفعيل 160 معهدًا بحثيًا ومئات المراكز البحثية من قبل الحوزات العلمية بعد انتصار الثورة الإسلامية، والذي وضع الأساس للدراسات المتعلقة بالقضايا الإسلامية وقضايا العالم الإسلامي بطريقة قوية، هو من الثمار الحلوة للشجرة الطيبة للثورة الإسلامية.
7- إن نظام القبول في الحوزات العلمية الحالية منظم للغاية وقائم على قواعد، وبالنسبة للطلاب الرسميين الذين لديهم رمز طالب علم، بالإضافة إلى الاختبار الشامل والمقابلة والتحقيق، يعتبر التطابق في العمر والمستوى الدراسي أيضا معيارا، ويتم تقديم الخدمات المختلفة بطريقة منهجية.
8- كان عدد الطلاب قبل الثورة حوالي 15 ألف شخص، في حين أنه مع نمو قدره 13 ضعفًا، وصل عدد هؤلاء الطلاب إلى أكثر من 200 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد.
9- من الإنجازات البارزة للحوزات العلمية بعد انتصار الثورة الإسلامية، هو محور البحث في دراسة طلاب العلوم الدينية مع التركيز على الاجتهاد وإنتاج العلم. إن إجراء آلاف البحوث والتحقيقات والأطروحات من قبل الطلاب هو نتيجة هذا التوجيه الذكي.
10- إن حضور وتألق العديد من رجال الدين البارزين في المؤتمرات الدولية، قد سهّل قبول الإسلام كونه مدرسة رائدة ومتسامية لنخب العالم.
11- لا توجد ساحة من ساحات العلم والثقافة، أو ميادين القتال والسياسة، أو زوايا الحياة الروحية وغيرها، إلا وتشهد حضورا فاعلا لرجال الدين وطلاب العلوم الدينية، يعملون بجد ويجتهدون لتلبية حاجات المجتمع والمخاطبين الدينية.
12- على الرغم من أن المراكز البحثية الغربية، بتوجيه من وكالات التجسس، قد تحولت إلى مصنع للشبهات ضد الإسلام، فإن مؤسسة الحوزات العلمية، من خلال الرد على عشرات الآلاف من الشبهات وعدم ترك أي شبهة عقائدية دون إجابة، أظهرت أنها تعاملت بشكل جيد مع هذه المعركة الفكرية.
رجال الدين والمكانة العلمية بعد الثورة الإسلامية
رجال الدين هم أبرز المؤلفين في البلاد من خلال تأليف ونشر آلاف الكتب الممتازة سنويًا. فكان قبل الثورة الإسلامية، هناك عدد قليل من المنشورات المتخصصة في مجال الدين، وبعد الثورة، يتم إنتاج المئات من المجلات والنشرات على يد رجال الدين المفكرين والثوريين. وكان عدد قليل من رجال الدين البارزين يظهرون في مجال التنظير، ولكن اليوم، هناك عشرات الفقهاء والمفكرين الروحانيين الناشطين في مجال التنظير العلمي.
كانت المؤسسات العلمية والثقافية التي أنشأها أو أدارها رجال الدين قبل الثورة محكوم عليها بالإغلاق والانهيار، وبعد الثورة، هناك المئات من المؤسسات التي تقوم بالدعاية والتبليغ للدين الإسلامي في إيران والعالم. فالنظام السابق لم يسمح إلا في حالات قليلة جدًا، وعلى مضض وبشكل غير مستقر، بحضور رجال الدين في الجامعات. أما النظام الإسلامي، فبدعوة وتشجيع رجال الدين على هذا الحضور، فقد عهد بآلاف المقاعد التدريسية في الجامعات إلى رجال الدين العلماء والملتزمين.
بعد الثورة، تم إنشاء موجة من انجذاب خريجي الجامعات لدراسة العلوم الحوزوية، وحتى الآن، أقبل أكثر من عشرة آلاف من خريجي الجامعات، الذين اجتاز العديد منهم المستويات العلمية للماجستير وحتى الدكتوراه، على دراسة العلوم الدينية في الحوزات العلمية، مما يدل على ارتفاع مستوى ونمو الحوزات العلمية بين أصحاب العلوم الأخرى.
إن كبار العلماء والعلماء في العديد من الحوزات العلمية في العالم الإسلامي المعاصر، هم من خريجي الحوزة العلمية في قم. وإن إمكانية الدراسة بدوام كامل أو جزئي أو غير حضوري أو افتراضي للطالبات، والحضور الواسع والمؤثر للداعيات من الأخوات الطالبات في مختلف المجالات، يدل على قيمة مكانة المرأة في نظام الجمهورية الإسلامية المقدسة.
الحوزات العلمية النسائية
تعد الحوزات العلمية النسائية من المنجزات العظيمة للجمهورية الإسلامية في مجال تعليم العلوم الدينية. فقد تم تأسيس 450 حوزة علمية نسائية لم يكن لها وجود قبل الثورة، مما أدى إلى التحاق 65 ألف طالبة وتخريج 43 ألف عالمة في العلوم الدينية.
كما تم وضع نظام تعليمي وتربوي خاص بالأخوات الطالبات، يهدف إلى تخريج عالمات متدينات ومتمكنات من التبليغ، وذلك في ثلاثة مستويات: البكالوريوس والماجستير (في 12 فرعا) والدكتوراه، مع التركيز على إنتاج العلم والتنظير.
وتتيح الحوزات العلمية النسائية فرصا للدراسة بدوام كامل أو جزئي أو عن بعد، مما يظهر مدى اهتمام الجمهورية الإسلامية بمكانة المرأة.
وقد أسهمت الحوزات العلمية النسائية في تخريج عالمات دينيات فاعلات في مختلف المجالات، كالمدارس والمساجد والعائلات والمؤسسات، وهو ما لم يكن موجودا قبل الثورة.
ولا تقتصر الحوزات العلمية النسائية على استقطاب الطالبات من داخل البلاد، بل تستقبل أيضا طالبات من الخارج، وتشهد إقبالا كبيرا من الأخوات على التبليغ في مختلف أنحاء العالم، مما يدل على حيوية هذه الحوزات وتفردها على مستوى المنطقة والعالم.
وبعد أن كان الإنتاج الديني والثقافي للمرأة قبل الثورة محدودا للغاية، نجد اليوم الأخوات الطالبات يقدمن إنتاجا علميا وبحثيا غزيرا في مختلف المجالات، كالكتب والمشاريع البحثية والأطروحات والبرامج الحاسوبية والمحتوى الرقمي، مما يعد دليلا واضحا على تفوق رؤية الثورة الإسلامية للمرأة مقارنة بالأنظمة العلمانية التي تدعي الدفاع عن حقوق المرأة.