الاجتهاد: رسالة تأبين آية الله الشیخ جعفر السبحاني بمناسبة استشهاد سيّد المقاومة الشهيد حسن نصر الله رضوان الله علیه
بسم الله الرحمن الرحیم
إنّ استشهاد سيد المقاومة، العالم الفاضل، والقائد الحكيم، المدافع عن القدس وعن شعب فلسطين المظلوم وبهذه الطريقة البشعة والظالمة، قد أحزن العالم الإسلامي وأقرح جفون الجميع من محبيه ومساندي خط المقاومة والجهاد.
لقد كان الشهيد شخصية فذّة سخّر كلّ وجوده ووقف بكلّ ما أُوتي من قوّة للدفاع عن حقوق المسلمين والأراضي الإسلامية، وأبرزت قيادته الحكيمة خلال ثلاثين عاماً من الجهاد والعطاء أنّ الاستشهاد والمقاومة ضد الجناة ومصاصي دماء الشعوب وناهبي ثرواتهم والمتحكّمين بمصائر الأُمم هي شجرة طيبة لا تجف أبداً، وأنّها تؤتي كلّ يوم أكلها وتجود بيانع ثمارها وتزداد رسوخاً وثباتاً أمام أعداء الانسانية.
لقد ظنّ العدو الصهیوني المجرم ومناصروه من الإمريكان والغربيّين والعملاء أنّ راية المقاومة ستسقط أرضاً باغتيال مثل هذه الشخصيات العظيمة، ولكن أبناء مدرسة “السيد حسن نصر الله” ومَن تربّوا على نهج المقاومة وحملوا فكر الشهيد وشجاعته وبسالته وبأسه سيحملون الراية ويقاتلون العدو للقضاء عليه وقلع جذور الفساد في المنطقة.
ولايسعني في هذه المناسبة الأليمة إلّا أن أتقدم بأحرّ التعازي إلى إمامنا المفدى صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه، وإلى عائلة الشهید الكريمةوالشعب اللبناني العزيز والشريف ولكلّ الأحرار والشرفاء في العالم، وأن أُحيي تلك القامة الشامخة والروح العظيمة روح الشهيد التي أبت إلّا أن يكون ثمنها وثمن جهادها الجنة والتوشح بوشاح الشهادة، سائلاً المولى تعالى لشهيدنا الغالي علو الدرجات، ولذویه وكافّة محبّيه بوافر الصبر وجزيل الأجر.
قم المقدّسة
جعفر السبحاني