طالبان تغلق بث قناة “تمدن” التلفزيونية وحوزة خاتم النّبيين في أفغانستان

طالبان تغلق بث قناة “تمدن” التلفزيونية وحوزة خاتم النّبيين في أفغانستان

خاص الاجتهاد: أعلن المتحدث باسم وزارة العدل في حكومة طالبان المؤقتة عن إيقاف بث قناة تمدن التلفزيونية وحوزة ومجمع خاتم النّبيين “ص”.

ضمن مسلسل المظالم المستمرة التي تستهدف شيعة أهل البيت في أفغانستان بالقتل والتهديد والقمع المستمر، سيغلق حوزة خاتم النبيين(صلى الله عليه وآله) في العاصمة الأفغانية كابل من قبل حكومة طالبان وهي من أكبر الحوزات في أفغانستان.

وكتب المتحدث باسم وزارة العدل في حكومة طالبان المؤقت بركت الله رسولي، على صفحته على تويتر صباح الجمعة (٢٩ ذي القعدة ١٤٤٥) أنّه سيتوقف بث قناة تمدن لارتباطها بحزب سياسي واستخدامها لأرضٍ إمارتي مغصوبة.

وأضاف رسولي أنّ وزارة العدل كانت قد حظرت سابقًا أيّ نشاط للأحزاب السياسية في البلاد، وبناءً على هذا القرار، تمّ حلّ الأحزاب السياسية في البلاد، كما أنّ وسائل الإعلام التابعة لها ممنوعة من أي نشاط.

وأوضح المتحدث باسم وزارة العدل أنّ قناة تمدن التلفزيونية ومدرسة وجامعة خاتم النّبيين تنتمي إلى حزب “الحركة الإسلامية في أفغانستان” المُحلّل، وأنّ مبانيها قد بُنيت على أرضٍ مغصوبة متعلقة بالإمارة حسب قوله، ولهذا السبب سيتمّ إيقاف نشاط هذه المؤسسات الثلاثة وإغلاق مكاتبها من قبل وزارة العدل.

وذكر أنّ وفدًا من وزارة العدل توجه يوم الخميس (٢٨ ذي القعدة) إلى مقر قناة تمدن التلفزيونية لإبلاغ مسؤوليها بقرار إيقاف بثّها وإغلاق مكتبها.

احتجاج الشيعة في أفغانستان على قرار طالبان بوقف برامج قناة “تمدن” التلفزيونية، وهي أول قناة شيعية في البلاد

وأصدر مجلس علماء الشيعة في ولايات كابل، هرات، باميان، بلخ، نيمروز، وعدد من الولايات الأخرى في أفغانستان، بيانات تعبر عن رفضهم لقرار حركة طالبان بوقف برامج قناة “تمدن” التلفزيونية. ووصف العلماء في بياناتهم قناة “تمدن” بأنها قناة قيّمة وشعبية، وناطقة بلسان الوحدة والأخوة الإسلامية، وتعكس الأخبار الحقيقية والثقافة الدينية للشعب الأفغاني.

وأعلن المتحدث باسم وزارة العدل في حكومة طالبان المؤقتة عن إيقاف بث قناة تمدن التلفزيونية وحوزة وجامعة خاتم النّبيين ” ص “.

محسني ينفي ادعاءات طالبان بشأن ملكية الأرض

نفى صاحب امتياز قناة “تمدن” التلفزونية؛ السيد محمد جواد محسني ادعاءات حركة طالبان بأنّ أرض القناة مملوكة للدولة. وقال محسني، في تصريح له، إنّ أرض القناة قد تمّ شراؤها من مالك خاص، وأنّ القناة تمتلك وثائق شرعية وقانونية تثبت ملكيتها للأرض.

وأكد السيد محسني على ملكية الأرض التي بنيت عليها الحوزة العلمية “خاتم النّبيين”. وقال: إنّ الأرض قد تمّت التنازل عنها رسميًا لآية الله محسني (قدس سره)، في عهد الحكومة السابقة، وذلك لبناء مدرسة، ومسجد، ومكتبة، ومركز أبحاث إسلامية، وسكن طلاب، وقاعة مؤتمرات، وغيرها، وأن جميع الوثائق والمستندات التي تثبت ملكية الأرض، بما في ذلك القبالة الشرعية موجودة.

وفقًا لمحسني، استقال آية الله محسني (قدس الله سره)، من حزب “الحركة الإسلامية” عام 2004 وأن وثائق استقالة سماحته موجودة لدى وزارة العدل الأفغانية، وأنّ كلّ من قناة “تمدن” وجامعة “خاتم النّبيين” قد تمّ تأسيسهما بعد استقالة آية الله المحسني”ره”من الحزب الإسلامي.

هذا وأنشأ آية الله الشيخ محمد آصف محسني (ره) حوزة خاتم النبيين العلمية ومعهدها العالي للدراسات الإسلامية عام 1382 ش (2003م) في منطقة “كارته سه” بالعاصمة الأفغانية كابل، بهدف سد الفراغ الثقافي ونشر الثقافة الإسلامية.

ميزات البناء:
أول مدرسة للبنات: كانت هذه المرة الأولى التي تتلقى فيها الفتيات تعليمًا دينيًا على مستوى عالٍ في مدرسة منفصلة.
معمارية مميزة: تم بناء المجمع على مساحة 3.5 هكتار من الأراضي، وهو يتميز بتصميمه وبنائه الفريدين في أفغانستان.
وحدة المسلمين: يدرس الشيعة والسنة جنبًا إلى جنب في هذا المركز الإسلامي، مع وجود فتيات وصبيان في نفس المبنى الدراسي.
سعة كبيرة: يضم المركز 600 غرفة دراسية وغرفة نوم، بالإضافة إلى سكن جامعي يتسع لـ 1500 طالب أو طالب علم.
مرافق متكاملة: تشمل المرافق الإضافية للمدرسة قاعة مؤتمرات تتسع لـ 2000 شخص، ومسجدًا كبيرًا يتسع لـ 2400 شخص، ومكتبة تتسع لـ 360000 كتاب.

موقع استراتيجي: تقع المدرسة الإسلامية بالقرب من “ليسه حبيبة”(جامعة حبيبة) ، وهي من المؤسسات التعليمية المشهورة والمؤثرة في التطورات الثقافية في البلاد، في غرب مدينة كابل.

 

إغلاق هذه المؤسسات يعني قمع صوت الوحدة الوطنية والأخوة الإسلامية
وصرح رئيسُ مجلس علماء الشيعة في ولاية باميان، حجة الإسلام والمسلمين السيد نصر الله واعظي أن أيّ إجراء يُتخذ بهدف إغلاق أو تقييد هذه المؤسسات يُمثّل خنقًا لصوت الوحدة الوطنية والأخوة الإسلامية، ويُؤدّي إلى خلق شرخ وفجوة هائلة بين الحكومة والشعب الأفغاني.

وطالب واعظي طالبان بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في جميع الوثائق المتعلقة بهذه المؤسسات.

من جهة أخرى، قال خطيب صلاة الجمعة في ولاية بلخ؛ حجة الإسلام والمسلمين عالمي، في هذا الصدد: “إن قناة تمدن التلفزيونية هو من بين القنوات التي دافعت عن حياض الإسلام وعن حدود الثقافة الأفغانية خلال فترة احتلال أفغانستان من قبل الناتو والولايات المتحدة.”

وطالب عالمي طالبان بإعادة النظر في قرارها وقف أنشطة هذه المؤسسات.

 

حركة طالبان ونهب الممتلكات الروحية للشيعة

إلى ذلك يقول محلل شؤون أفغانستان ورئيس وكالة اطلس للأنباء؛ السيد أحمد موسوي مبلّغ أنه: تقدمت حركة طالبان خلال السنوات الثلاث الماضية ببطء، وبعد تأكيد سيطرتها، شرعت في إيذاء الشيعة وإهانة كبارهم، والآن حان دور نهب ممتلكاتهم الروحية

وقال: إن إلغاء قانون الأحكام الشخصية للشيعة من المحاكم، ومنع تدريس فقه الجعفري في المدارس والجامعات، وجمع الكتب الفقهية والكلامية الشيعية من المكتبات ودور بيع الكتب، وغيرها من الممارسات، يأتي في إطار نهب الممتلكات المعنوية للشيعة وضمن برنامج مُخطط له بعناية، وتعديات طالبان على مجمع خاتم النبين (ص) وقناة تمدن التلفزيونية تُعدّ امتدادًا لنهب الممتلكات المعنوية للشيعة.

وقال موسوي مبلغ: لا تُعدّ بضعة آجر أو بضعة أمتار من الأرض بذاتها، ذات قيمة كبيرة تُقارن بِكُلّ هذا الدمِ والسمعة والأموال التي هدرها الطالبان من الشيعة خلال السنوات الماضية، لكنّ مجمع خاتم النبيين وغيره من الأماكن التي يسيطر عليها الشيعة، تحمل لقب الملكية المعنوية للشيعة، والتعدّي عليها هو تعدٍّ فعلي على هذه الملكية المعنوية.

من هذا المنطلق، فإنّ مواجهة استمرار اعتداءات طالبان، على غرار مواجهة تطلعاتهم الشاملة في مجالات أخرى، هي واجب للجميع، لكن يجب أن تتحول هذه المواجهة إلى مطلب عام، لا إلى صراع شخصي، والطريقة التي اتبعها السيد جواد محسني لحل المشكلة (الاستدلال على عدم انتماء مجمع خاتم الأنبياء لأي حزب أو الاعتماد على الوثائق و الأسناد) تقلص هذه المسألة إلى مستوى نزاع قانوني خاص، بينما تكمن المشكلة الأساسية في أن مجمع خاتم النبيين ملك لجميع الشيعة بل وحتى لجميع مسلمي أفغانستان كمركز علمي ثقافي عام المنفعة.

وتسائل موسوي مبلغ: إن كان لدى طالبان مشكلة جوهرية مع المراكز الثقافية والدينية التي تفيد عموم الناس، فليكن ذلك، ولكن ما هو المنطق وراء نهبهم لممتلكات عامة؟

وأضاف: برأيي إن المطالبة عن طالبان خاطئة من أساسها. حتى لو كنا على حق، فلن يتنازل طالبان عن موقفه لأنه يسعى للنهب، وأقترح بدلاً من مطالبة طالبان بمراجعة وثائق وزارة العدل، إشراك الشعب، بصفتهم المالكين الأصليين لهذه المراكز، في العملية.

وأردف موسوي مبلغ قائلا: يقترب موعد عيد الغدير المبارك وشهر محرم الحرام. إنّ عقد اجتماعات تحضيرية بهذه المناسبات في مجمع خاتم النبيين بحضور آلاف الشيعة سيكون أفضل رد على نهب طالبان، والحقيقة أنه إذا تم نهب مجمع خاتم النبيين، فلن يبقى أيّ رأسمال آخر آمنًا، حتى لو أصررنا على البيعة والتسابق في التملق، بل سيتم نهبها واحدًا تلو الآخر.

وأخيرًا، فإنّ نهاية التعامل مع طالبان والبيعة لهم هي الخسارة في الدنيا والآخرة. قد ينجح طالبان في القضاء علينا بالقمع، لكنّ الموت بكرامة خير من الحياة بالذلة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky