الكاثوليكية والشيعة في وجه المستقبل

الكاثوليكية والشيعة في وجه المستقبل.. عنوان مؤتمر علمي عقد في روما

الاجتهاد: نظمت جمعية سانت ايجيديو التي مقرها في العاصمة الايطالية روما وتعد من ابرز الجمعيات المسيحية في العالم، مؤتمرا يستمر ليومين 13-14 من شهر تموز الحالي 2022 بروما تحت شعار: (الكاثوليكية والشيعة في وجه المستقبل). يشترك فيها شخصيات معروفة كاثوليكية وشيعية.

وشارك وفد من العتبة الحسينية المقدسة في فعاليات هذا المؤتمر الذي اقيم بالتعاون بين اكاديمية البلاغي التابعة لدار العلم للامام الخوئي وجمعية سانت ايجيديو التي تعد من اهم الجمعيات المسيحية في العالم ولديها (80) فرعا في مختلف دول العالم.

وقال عميد كلية الدراسات الاسلامية في جامعة وارث الانبياء التابعة للعتبة الحسينية المقدسة الدكتور طلال الكمالي، أحد المشاركين في المؤتمر، في حديث للموقع الرسمي، إن “المؤتمر شهد مشاركة عدد من الاكاديميين والمفكرين من العراق ولبنان و السعودية وايران وفرنسا والكويت”.

وأشار الدكتور الكمالي إلى أن ” هذا المؤتمر يعد الثاني بعد اقامة المؤتمر الاول في العام 2015 وشارك في المؤتمر مجموعة من العلماء والمفكرين الاسلاميين من دول العراق وايران والسعودية والكويت وفرنسا ولبنان،  

واضاف ان ” المؤتمر سيكون عبارة عن تلاقح للافكار والحوار وفهم المسيحي لمذهب الشيعة الامامية وفهم الشيعة للمسيحية الكاثوليكية وماهي الاليات والادوات التي من خلالها يمكن ان تتلاقح الافكار وتصل الى حوار مستمر لغرض تأمين العيش الآمن والعلاقات الخاصة بأمن الشعوب والانسان وتطوره واستقراره، وستناقش مواضيع التعايش السلمي والحوار وقبول الآخر”،

مبينا انه ” اكد في كلمته التي كانت بعنوان (أثر المرجعيات الدينية في تطوير الرفد والمجتمع ، العتبة الحسينية انموذجا) التي استعرضت فيها مجموعة من المحاور بينت فيها اهمية المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد علي السيستاني وآلية اختيار مسؤولي المؤسسات الدينية ومعايير اختيارهم، وكذلك ان العتبات المقدسة اضطرت الى ملأ الفراغ الاداري والمهني الذي تركته بعض المؤسسات خلال الحكومات المتعاقبة بما يتعلق بالملفات الانسانية مثل التعليم والصحة ورعاية الايتام وتشغيل العاطلين عن العمل ورعاية النازحين واطعام وايواء الفقراء والمساكين، فضلا عن الجوانب الفكرية بما يتعلق بالانسان بصورة عامة والمرأة والطفل بصورة خاصة، مستعرضا مشاريع العتبة الحسينية المقدسة في هذه الملفات وباقي المجالات التي تتعلق بالزراعة والصناعة التي تهم المجتمع،

وبين الدكتور الكمالي الذي يشغل منصب عميد كلية الدراسات الاسلامية في جامعة وارث الانبياء التابعة للعتبة الحسينية “ان “تلك المشاريع التي تبنتها العتبات المقدسة تستند على دورها كمعين وداعم للمؤسسات الحكومية، وهو نفس الدور الذي تقوم به الامم المتحدة في مساعدة الشعوب وهو توافق بين رؤية المرجعية الدينية العليا وهذه الجهات وانها تتطابق مع الرؤيا الاسلامية ونصوصها ومن ورائها المرجعيات الدينية”،

مشيرا الى انه ” انتهينا الى دعوة الجميع الى ان “يكون هناك تلاقح بالافكار لوضع اولويات للمشاريع ذات الشأن الواحد التي يتفق عليه الشيعة الامامية والمسيحية الكاثوليكية وتفعيل النشاطات التي تؤول الى تعزيز القيم السماوية والانسانية”.

وتابع “تم تسليط الضوء على الفراغ الاداري والمهني والمؤسساتي الذي تركته مؤسسات الحكومات المتعاقبة بعد سقوط الطاغية عام 2003، مما دفع بادارات العتبات المقدسة الى اتباع سياسة سد الفراغ من خلال توجهاتها الفكرية والتي تصب في مجال الملفات الانسانية في ما يتعلق بالصحة والتعليم ورعاية الايتام وتشغيل الايدي العاملة ورعاية النازحين وغيرها من المشاريع التي تخدم الصالح العام”.

وكانت مشاركة العراق بمجموعة من رجال الدين المسلمين والمسيحيين والمفكرين، كما شارك عدد من سفراء الدول المشاركة وممثل وزير الخارجية الايطالي للحوار، واستمرت جلسات المؤتمر الذي اقيم تحت شعار( الكاثوليكية والشيعة في وجه المستقبل) لمدة يومين وناقشت مستقبل المرجعيات وعلاقتها بالفرد والمجتمع وينتهي بتوصيات ختامية صادرة عن المشاركين المفكرين من المسلمين الشيعة والمسيحيين الكاثوليك، كما يتضمن المؤتمر زيارة الى مبنى الفاتيكان والمواقع الدينية المسيحية

وتضمن اللقاء، وفقا لما أفاده موقع دار العلم للإمام الخوئي، أربع جلسات علمية ذات محاور تخص المجتمعات الإسلامية والمسيحية تتعلق بمستقبل هذه المجتمعات ودور الشباب.

فكان المحور الأول بعنوان (القيم الإنسانية المشتركة: رسالة البابا والمرجعية الشيعية العليا).

أما المحور الثاني فكان بعنوان (مسؤوليات المرجعيات الإسلامية والمسيحية في المجتمع الديني المعاصر).

والمحور الثالث كان بعنوان (الحرية والشهادة: نموذجات من الفكر الإسلامي والمسيحي).

والمحور الرابع كان بعنوان (المستقبل: اللقاء بين الأجيال).

توصيات اللقاء الشيعي الكاثوليكي

وخرج اللقاء الشيعي الكاثوليكي بتوصيات قد تمخضت عن مجموعة أمور منها:

ليس المقصود من الحوار ذوبان الأديان بعضها في بعضها الآخر. وإنما فهم بعضها لبعض.

هنالك تحد يقف عائقاً أمام الحوار ينبغي الانتباه له إذ إن الحرب على الأديان تجعل من العالمين الإسلامي والمسيحي في خندق

واحد لذلك على المؤمنين الانتباه إلى معالجة المغالطات التي توجه إلى الدين، وتؤثر في القيم الإنسانية وبنية المجتمع.

ندعو إلى وقفة جادة أمام النصوص الدينية التي تؤسس للحوار والتعايش وتسليط الأضواء عليها كي نتمكن من الانطلاق على أسس دينية وعلمية رصينة.

الاختلاف في الفهم هو أمر طبيعي في الإنسان، لكن أن يكون سببا للتطرف فهو أمر مرفوض.

تأسيس لجنة دائمة شيعية – كاثوليكية تعمل على تحقيق المصالح الإنسانية المشتركة والعمل بتوجيهات و مقترحات المؤتمر.

العمل على معالجة التحديات التي تواجه المجتمع، منها: الإلحاد، خطر المخدرات، عدالة توزيع الثروات، حقوق وواجبات الإنسان، الاهتمام بالطفل، الاهتمام بالأسرة (معالجة مظاهر الانحرافات الفطرية والأخلاقية).

إن كرامة الإنسان محترمة ومصانة مطلقا.

الغاية من الأديان تنظيم العلاقة بين الإنسان وربه وبين الإنسان وأخيه الإنسان.

إن القراءة المغلوطة للنص تؤدي إلى الخروج من شرائع الدين وتحميل النص بما يناقض روح الرسالات السماوية، مما يستدعي بنا الالتفات إلى ضرورة تفسير النصوص الدينية بأسسها الرصينة العقلية واللغوية والشرعية.

تبني مشاريع مشتركة إسلامية مسيحية تعود بالفائدة للطرفين.

الاستمرار في اللقاءات الحوارية المشتركة على أن يكون اللقاء الشيعي الكاثوليكي الثالث في النجف الأشرف.

 

المشاركون في المؤتمر

الجانب الكاثوليكي

الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان، الكاردينال خوسيه تولينتينو، مدير مكتبة الفاتيكان الشهيرة، المطران فينشينسو باليا، رئيس أكاديمية الحياة، المطران امبروسيو سيرافيكو، مطران فروزينوني وتوابعها،

ومن جانب جمعية سانت إيجيديو: اندريا ريكالدي، مؤسس الجمعية، ماركو انبالياسو، رئيس الجمعية الحالية والأب فيتوري ياناري، ودانيال بومباي المسؤول عن المهاجرين في الجمعية، وباسكواليه فيرارا، مسؤول السياسة والخدمة في الجمعية وارماندو تاريك برشلونة.

الجانب الشيعي

السادة: مصطفى محقق داماد جامعة مشهد، السيد جواد الخوئي، رئيس مؤسسة الخوئي في النجف، حيدر السهلاني، الكوفة ونزيه محيي الدين النجف، عز الدين الحكيم النجف، طلال الكمالي الكربلاء، عباس الفحام جامعة الكوفة. زين بحر العلوم، النجف، إسماعيل الخليق فرنسا، ميثم الخونيزي، (القطيف) المملكة العربية السعودية ومهدي الأمين لبنان. أبوالقاسم الديباجي الكويت.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky