السيد محمد كاظم اليزدي

المباني الأصولية عند السيد اليزدي وتطبيقاتها في العروة الوثقى / د. الشيخ محمد النائلي

الاجتهاد: قد نشأت بذرة الفكر الأصولي عند الإمامية في أواخر القرن الأول الهجري، وفي عصر الصادقین (عليهم السلام)، ثم تطوّرت تلك البذرة وطُبقتْ بصورة واضحة في القرن الثالث والرابع في عصر ابن بابويه القُمّي (قدس سره) وابن أبي عقيل العماني (قدس سره) وابن الجنيد الأسكافي (قدس سره).

وبدأ تدوينُها وبشكل يعمّ أكثر القواعد الأصولية في عصر الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي (قدس سرهم)، إذ أفردوا لها مصنفات و توسعوا في تطبيقها في استنباط الأحكام الشرعية وبهذا يكون علم الأصول بمثابة النظرية ومیدان تطبيقها علم الفقه.

واستمر تطور هذا العلم إلى عصر المحقق (قدس سرّه) والعلامة الحلي (قدس سره)، وقد أجادوا في إثراء المكتبة الإسلامية في علم الأصول والفقه كمّاً ونوعاً.

وقد تنوَّعتْ مصنفات السيد اليزدي (قدس سره) في الفقه وأصوله بما يتناسب مع المتلقي والقارئ من حيثُ السن والعمر الزمني، والمدارك العقلية، والمعتقد والمذهب، فألَّف في الفقه والأصول.

وأنا بدوري بذلت جهودا كبيرة في إظهار المباني الأصولية بحلة جديدة، ويتمثل ذلك بالدراسة التطبيقية لتلك المباني في الميدان الفقهی، لكي تكتمل الحلقة بين التنظير المتمثل بالمباني الأصولية والتطبيق المتمثل بالمسائل الفقهية.

وحددتُ البحث في المباني الأصولية عند السيد اليزدي (قدس سره)، و ما تطرقتُ إليه من مباني الآخرين من الأمامية، كان ذلك لأجل ارتباطه في مباني السيد اليزدي (قدس سره)، أو لإشباع البحث ورفع نقاط الضعف فيه، أو استئناساً بحسن الرأي.

وقد يلاحظ الاشارة لبعض الأقوال من دون تعليق، وذلك للاختصار أو لبُعدها عما نحن فيه. أما سبب ذكري لها هو ایجاد صورة كاملة عن المبنى ولو اجمالا، وذلك لرسم أفق واسعٍ رحبٍ لمن يطالع هذه الرسالة ويستفيد منها، من الباحثين وغيرهم.

وأما سبب اختياري لهذا الموضوع وبهذا العنوان: هو معرفة سر و مصداقية ما توصل إليه السيد اليزدي (قدس سره) في علمي الأصول والفقه وأسباب اهتمامه البليغ بهذا العلم. والإطلاع على ما تفرد به من إسلوب و منهجية ودقة في أغلب كتبه لاسيما الفقهية والأصولية منها، وسر اتخاذها منهجاً مدرسيّاً وكثرة الإهتمام بها شرحاً وتعليقاً كما هو واضح في كتبه العروة الوثقى، والحاشية على كتاب المكاسب وملحقات العروة الوثقی، وغيرها) والإطلاع على المباني الأصولية المستعملة في إستنباط الأحكام الشرعية بصورة عامة.

وبسبب هذا الإختيار تحملت صعوبات جمّةً، وبذلتُ جهوداً كبيرةً، وبمعدل ستة عشر ساعة يوميا ولمدة ستة أشهر، من أجل إنجاز هذا الجهد الوفير، وهذه الرسالة الموسومة ب المباني الأصولية عند السيد اليزدي وتطبيقاتها في فقه المعاملات.

وأهم الصعوبات تمثلت بدراسة المباني الأصولية للسيد اليزدي (قدس سره)، وباسلوب يصعب فهمها إلا بالقراءة المكررة والتدبر لمعناه، وكذا بدراسة الجانب الفقهي في كتبه الاخرى.

ومن الصعوبات أيضا أن موضوع الرسالة واسع جدا، وكل فصل يختص بعلم خاص يجمع بين تلك الفصول جامع، ألا وهو المبنى الأصولي، وقد دفعني هذا التنوع لبذل جهد مضاعف وذلك لفهم كل فصل و مراجعة مصادره وصياغته بصياغة تتناسب مع بقية الفصول.

وبعد التوكل على الله، تم تخطي هذه الصعوبات وغيرها، وتمكنت من إنجاز هذه الرسالة وعلى طبق ما رُسم لها، ووفق الخطة المؤلفة من مقدمة و مبحث تمهيدي و ثلاثة فصول، وخاتمة.

وذكرت في المقدمة: أهمية موضوع الرسالة وفرضية البحث، واسباب اختياره، والصعوبات التي واجهتني، و موجز عن خطة البحث.

وذكرت في المبحث التمهدي: معنى المباني الأصولية عند الامامية، ونبذة عن سيرة السيد اليزدي (قدس سره) الذاتية والعلمية.

وذكرت في الفصل الأول: المباني الأصولية في مباحث الدليل اللفظي عند السيد اليزدي(قدس سره)، مع بيان معناها، ودلالتها والأقوال فيها ومناقشتها، واختيار الراجح منها.

وذكرت في الفصل الثاني: المباني الأصولية في الأدلة اللفظية وهي القرآن الكرم والسنة الشريفة، وبيان معنى تلك المباني ودلالتهما، والأقوال فيها وحجيتهما والمباني الأصولية في الأدلة غير اللفظية، المتمثلة بالاجماع والدليل العقلي، وكان البحث في معناهما والأقوال في دلالتهما وحجيتهما و مناقشة الأقوال وبيان الراجح منها.

وذكرت في الفصل الثالث: المباني الأصولية في الأصول العملية عند السيد اليزدي (قدس سره) بالإضافة التعادل والترجيح وكان البحث في معنی کل أصل، وأقسامه والمباني الأصولية فيه.

وذكرت في الخاتمة: ما استخلصته وتوصلت إليه من نتائج، ثم يتبعها ملخص البحث باللغة الانجليزية .

 

الكتاب: المباني الأصولية عند السيد اليزدي وتطبيقاتها في العروة الوثقى – فقه المعاملات انموذجاً.

تأليف: الشيخ الدكتور محمد النائلي

الناشر: مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة

الطبعة الأولى: 1439هـ / 2018م

عدد الصفحات: 272

 

 

 

تحميل الكتاب

المباني الأصولية عند السيد اليزدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky