تحرير البحوث الأصولية

تحرير البحوث الأصولية.. دراسة موضوعية مقارنة لبحوث الشهيد الصدر “قدس سره”

خاص الاجتهاد: صدر حديثا عن مكتبة الأبرار للطباعة والنشر والتوزيع في النجف الأشرف كتاب “تحرير البحوث الأصولية” في أربع مجلدات وهو دراسة موضوعية مقارنة لبحوث الشهيد السيد محمد باقر الصدر “قدس سره” على ضوء طلابه الثلاث آيات الله السيد كاظم الحائري (دام ظله) والسيد محمود الهاشمي الشاهرودي “قدس سره” والشيخ حسن عبد الساتر (دام ظله)، بقلم فضيلة الأستاذ السيد فالح عزيز الموسوي (دامت توفيقاته).

تقريض سماحة العلامة الشيخ حسن عبد الساتر للكتاب:

باقر الصدر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه وسيد المرسلين، محمد وأهل بيته الطاهرين.
وبعد:

فقد تصفحت ما تفضل به وكتبه سماحة العلامة الجليل نصير الحق والدين، السيد فالح الموسوي حفظه المولى، من دراسة مقارنة بين أبحاث ثلاثة في علم الأصول، قررها ثلاثة من تلامذة السيد الشهيد محمد باقر الصدر”قدس سره”، تقريراً لبحثه الخارج في علم الأصول، هم السيد كاظم الحائري، والسيد محمود الشاهرودي، والشيخ حسن عبد الساتر، فوجدت أن ما كتبه سماحة السيد الجليل، وعلق به على التقريرات الثلاثة، يمثل تعبيراً وجهداً علمياً كبيراً، سجله الكاتب الفاضل، من اجل توضيح معالم هذه المدرسة الأصولية، وطبيعة بحوثها مضمونا ومنهجاً، فإن امثاله ممن يقتحم ميدان هكذا بحوث يقارن بين كتابها، جدير بأن يكون من نوابغ هذه المدرسة نباهة وفضلاً وتدقيقاً واجتهاداً.

فأسأل المولى سبحانه وتعالى أن يتقبل منه جهده هذا، ويوفقه لمواصلة اجتهاده في طلب العلم، وكسب الفضائل الإلهية، ويحفظ به وبالنابغين من أمثاله الإسلام شريعة وعقيدة، انه سميع مجيب، وهو ولي التوفيق.
حسن عبد الساتر
14 شعبان المعظم

 

السيد فالح عزيز الموسوي
السيد فالح عزيز الموسوي

مقدمة المؤلف

بسْـــــمِ الله اَلْرّحْــمَنِ اَلرَحْــــيِم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على أشرف خلقه، النبي الأمين محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والآخرين.

لا يخفى ما يمثله علم الأصول من أهمية بالغة، فهو يشكل اللبنة الأساس التي يقف عليها البناء المتماسك لعملية استنباط الاحكام الشرعية، وعلى الرغم من توالي العصور، وطرو أساليب جديدة اثْرَت البحوث العلمية، لا يزال هذا العلم يحافظ على تماسك مسائله وعلى طرازها الأول الذي نشأت منه.

كما اننا نلاحظ تمدد أبحاث هذا العلم، وتوسعها بشكل كبير جدا مع اتساع عملية استنباط الأحكام الشرعية وازدياد تعقيداتها، ولا شك فان هذا التأثير الطردي ناشئ من الترابط الوثيق، والعضوي بين علم الفقه وعلم الأصول، فكلما زادت فرضيات واحتمالات التطبيقات الفقهية، برزت الحاجة الى التوسع في فهم واثراء المطالب الأصولية بالشكل الذي يغطي حاجة الفقيه، لإثبات الحجية الأصولية في تقنين القواعد، وتأسيس المطالب، وتخريج الأحكام فيما يسمى بالعملية الاستدلالية.

ومادامت عملية الاستنباط في الفقه رهينة بعمق، ودقة، وصحة القواعد الأصولية، فان هذا المشهد المتميز لمسائل علم الأصول سيبقى جليا وبارزاً.

وقد تنافست في العصور المتأخرة جملة من المدارس الأصولية المهمة، وذات التأثير الكبير في تغيير مسار الحركة الإبداعية لعلم الأصول، منذ ان طورها الوحيد البهبهاني “قدس سره” مرورا بـالشيخ الأنصاري “قدس سره” ووصولا الى المحقق الخراساني“قدس سره” ومن تلاه من اعلام المحققين المبدعين، كالمحقق العراقي”قدس سره” والاصفهاني الكمباني”قدس سره” والمحقق الكبير النائيني“قدس سره” حتى انتشرت اراءهم، ومناقشاتهم البنيوية على أيدي طلابهم المبرزين من أمثال السيد الخوئي“قدس سره”، ومن عاصره.

إلى ان جاء عهد السيد الشهيد محمد باقر الصدر“قدس سره” الذي استوعب تلك المدارس واحاط بدقائق خصائصها، وتمكن من التقدم بخطوات بارزة على مجمل تلك المباني والاطاريح، فخلف لنا تركة معرفية وارثا علميا في مسائل هذا العلم، تمثل بحق الذروة فيما يمكن ان يبدع فيه العقل الاصولي، على الرغم من وجود هذا الزخم من التدافع المعرفي، الذي عاصره الشهيد الصدر”قدس سره” والتزاحم بفعل الآراء المتصارعة، والنظريات المتنافسة على اخذ مكانتها من التأسيس، والثبات في قواعده ومبانيه.

ولاتزال تلك النظريات والمناقشات، بل والابداعات التي جاد بها “قدس سره” تمثل محورا منهجيا، للكثير من الباحثين الاعلام في هذا الوسط قبولا او مناقشة، على الرغم من مرور أكثر من أربع عقود على تدوينها وطرحها، وهي محفوظة في تقريرات طلابه الثلاث:
آية الله السيد كاظم الحائري (دام ظله). (مباحث الأصول)
وآية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي”قدس سره”. (بحوث في علم الأصول)
وآية الله الشيخ حسن عبد الساتر (دام ظله). (بحوث في علم الأصول)

إلا أنّ تقريرات الأخير تميزت عن اختيها، بانها استطاعت ان تحفظ لنا النص الأصلي لمجلس بحث السيد الشهيد الصدر “قدس سره”، بكل دقائقه، والتفاتاته، وتفصيلات بيانه.

وهذا ما يشكل بالنسبة للباحث قيمة معرفية، وثروة علمية لا تعوض بمثل صياغات طلابه، مهما بلغوا من الاتقان والبيان، مع حفظ مكانتهم، وتميز منتجهم العلمي في ما قرروه لأستاذهم.

فان بيان السيد الصدر “قدس سره” وصياغاته المتنوعة، والتي تمثل لوحدها عنصرا ابداعيا من جهة وضوحها ودقتها ومجانبتها للنمط التقليدي في التعبير، كفيلة بإعطاء تصور واضح ودقيق لمراده، ويكفي لذلك شاهدا ما خطه بيده من كتابات أصولية متنوعة المستوى، ككتاب المعالم الجديدة، ودروس في علم الأصول (الحلقات الثلاث)، لتكتشف حجم الفارق بين من يكتب بروح ولغة ونمط، يحاكي فيها الثقافة المعاصرة ويطوع الفكرة العميقة الجامدة، في قالب من الصياغات اليسيرة الفهم، والعذبة البيان.

وبين من يكتب وقد حجم قلمه، في حدود المفردات والاصطلاحات التي ورثها في طول تحصيله، حتى لا يكاد يغادر تلك المنطقة، على الرغم من جمودها ووحشة صياغاتها.

ومن هنا برزت أهمية التقريرات التي كتبها سماحة اية الله الشيخ حسن عبد الساتر، حفظه الله تعالى، اذ تميزت بالدقة والأمانة العالية، في حفظ مفردات وصياغات السيد الشهيد الصدر “قدس سره” في دروسه الأصولية العالية التي القاها على طلابه.

وقد اجاد في ذلك (دام ظله)، اذ حفظ لنا مادة علمية مميزة من حيث الصياغة والمضمون، يتوق لها من يعرف الاسلوب العلمي، الذي يميز الصدر”قدس سره” عن سائر من باحث وكتب في أصول الفقه.

الامر الذي دعاني لجعلها محورا مركزيا، في عقد المقارنة العلمية مع سائر التقريرات المدونة لزملائه، لما تمثله من قيمة علمية في انحفاظ النص العلمي بلسان استاذه من دون ان يتصرف فيها – إلاّ بالمقدار الذي تستدعيه الصياغة، من اسلوب البحث الى اسلوب الكتاب – ومن ثم العمل على تحرير تلك البحوث، مع المحافظة قدر الإمكان على عبارات وصياغات السيد الشهيد الصدر “قدس سره” لما اسلفنا من أهميتها وقيمتها، فانا اعتقد ان أي صياغة أخرى او تعديل، من شانه اضعاف وتقليل قيمتها العلمية.

 

يقتنى كتاب تحرير البحوث الأصولية من مكتبة الأبرار في النجف الأشرف ٠٧٧٠٦٩٣٢٥٧٦

 

 

 

بحوث في علم الأصول.. تقریراً لأبحاث الشهيد الصدر “ره” بقلم الشيخ حسن عبد الساتر

 

بحوث في علم الأصول.. تقريراً لأبحاث الشهيد الصدر بقلم آية الله الهاشمي الشاهرودي / عرض وتحميل

 

مباحث الأصول .. تقريراً لأبحاث الشهيد الصدر “قدس سره” بقلم آية الله السيد كاظم الحائري

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky