زيارة الأربعين-+-السيد-محمد-سعيد-الحكيم

الطغاة يخشون زيارة الأربعين؛ محاضرة للمرجع الراحل آية الله السيد محمد سعيد الحكيم

الاجتهاد: المرجع الراحل السيد محمد سعيد الحكيم في إشارة إلى المشاركين من عامة الناس في زيارة الأربعين: هؤلاء استطاعوا أن يرفعوا شأن الطائفة، ونحن من دونهم ليس لدينا شيء ولم نستطيع فعل شيء. هذه المواسم لابد أن يهتم بها الإنسان بقدر ما يستطيع، ويهتم بهم أيضاً بما يستطيع، يكرمهم بما يستطيع، يشجعهم بما يستطيع.

الشيء الذي لابد أن يهتم به الإنسان هو عامة الناس فلابد أن يهتم بهم، وكما قلتها عندما كنا في لندن حينما تجري بعض الأحاديث قلت انا أقول لكم لا رجال الدين ولا المثقفين ولا أهل المال ولا أهل الوظائف هؤلاء جميعهم القضاء عليهم سهل.

رجال الدين يقتلون يشردون، أهل المال تصادر أموالهم وتذهب، أهل الوظائف يعزلون من وظائفهم وينتهون، أهل الوجاهة يمكن أن يجاملون، لكن العامة لا يمكن مقاومتهم، شعب صعب مقاومته ليس واحد واثنين وخمسة وعشرة.

هذا الشيء الذي يحصل الآن والمراسيم وهذا الاندفاع غير المحدود، وبشجاعة فوق المتعارفة، عندما يقول لي أحد من جماعتنا لنذهب الى المشي أمسك قلبي؛ مازلت خائف؛ لكون الوضع حرج، هؤلاء لم يفكروا هذا التفكير بل يسيرون بقناعاتهم، لماذا لم يفكروا لا أعلم.

لكن المهم بوجود حالة تصميم، وهذا التصميم ينصر الدعوة بنصر غير طبيعي، فهؤلاء العامة لهم كل الأهلية، الإنسان لابد أن يتوجه لهم بكل جهاته، حتى في تكريمه النفسي لهم لا أن يكرمهم خارجاً، بل ليرى لهم من الشأن في نفسه، لا أن يصورهم أنهم شيء عادي، ولا يفكر أن عنده معرفة، بل ليعرف أن الحق لهؤلاء، ومن جانب آخر يلزمه أن يشجعهم بما يستطيع.

أنا الآن شخصياً لو كان يتيسر لي أن أشارك في هذه المواسم أذهب للمشاركة، لابد أن تشعر الناس أن هذه القضية ليست كونها مبنية على أنها تختارها الطبقة العامة المنعدمة، لا لتبين على أنها قضية يشارك بها الجميع، لكن ماذا أصنع مع الظروف ولو تحسنت وأصبح هنالك مجال قطعاً سأشترك، وليس بالضرورة أن أشترك بالكل لكون قدمي لا تساعدني، بل اشترك ولو ببعض الشيء، وهذا في بالي ليس من اليوم بل من السابق.

من الحديث الذي حدث مع صدام مع بعض جماعته في التعرض الى قضية (البيادة) -المشي سيراً على الاقدام- وكانت عبارة أحدهم (هو من يمشي بيادة، قابل فد يوم سيد محسن الحكيم مشى بيادة) تكلم أحدهم بهذا الكلام ولكن قطعوا الحديث لأنهم يريدون التذكير بالسيد محسن الحكيم، أنا في نفسي قلت ان شاء الله إذا الله سبحانه وتعالى مكنني أنا سوف أمشي، حتى يفهم أن سيد محسن الحكيم يمشي أو لم يمشي.

هذا يعني أننا نريد أولاً احترامنا النفسي لهم حتى الله سبحانه وتعالى يرأف بنا ويعتبرنا نعترف بالحقيقة ليس لنا حالة تكبر على أحد، هؤلاء لهم مقامهم الرفيع؛ لأنهم هم الذين قادوا الدعوة وهم حفظوها، يلزم أن يكون هذا في نفوسنا، أضف الى ذلك ما نستطيع أن نشجعهم به مما ينفعهم في دينهم ودنياهم.

بلغكم أو لم يبلغكم أن جاءني بعض الأشخاص المرتبطين بالمراكز العليا بعد عشرة محرم يوم أربعة عشر أو خمسة عشر من محرم، تكلم بكلمة وأنا لم أنتبه لها وبعد فترة فهمت كلامه بأن هؤلاء الشيعة من أي بشر؟، في وقت الشجاعة شجعان لديهم تصميم، أجروا الانتخابات مع المقاومات ومع القتل بذلك الاصرار، هذه المواكب الحسينية وما فعلوه في العشرة من المحرم مع وجود الخطر هم بقوا مصممين، من له هكذا قوة تصميم؟ كيف لديه قوة صبر بحيث يُقتل ولم يعد! فما هو المسيطر عليه وأي قوة غير طبيعية هذه!، قال هذا حديث خاص، هؤلاء بشر يحيرون العقول، لديهم قوة ولم يكونوا خانعين، بل عندما يريدون فعل شيء يفعلوه، أجروا انتخابات هذه قضية ليست بالسهلة، وهذه مسيرة كربلاء موجودة، مسيرة الكاظمين موجودة، ونصبوا مجالس العزاء عشرة أيام.

هم لديهم إحصائية أحسن مني والإحصائية أن كربلاء هذه السنة أشد وأكثر تجمعاً من السنة الماضية، أكيداً مع الحذر ومع التفتيش ليس كما السابق، مع هذا كانت بهذا العدد الهائل، من لديه هكذا قوة تصميم وهكذا حيوية وهكذا إصرار؟ كيف يصبرون مع التحديات الموجودة، هؤلاء استطاعوا أن يرفعوا شأن الطائفة، ونحن من دونهم ليس لدينا شيء ولم نستطيع فعل شيء.

هذه المواسم لابد أن يهتم بها الإنسان بقدر ما يستطيع، ويهتم بهم أيضاً بما يستطيع، يكرمهم بما يستطيع، يشجعهم بما يستطيع.

السلبيات موجودة عند الخاصة وعند العامة ليس فقط عند العامة، لكن الخاصة ربما تكون مسؤوليتهم أكثر، والعامة قد تكون سلبياتهم مغفورة قبل أن تكون سلبيات الخاصة مغفورة، لهذا الشيء الذي يقتضي للإنسان ان يأخذ القضية بعين الاعتبار، وهذا ليس في هذا البلد فقط بل في كل البلاد، لكن هنا صار مورد احتكاك وأصبح شيء ملفت للنظر وإلا كل البلاد الان الحمد لله رب العالمين قضايا الحسين والمراسم محفوظة، هذا الشيء المهم الذي يلزم للإنسان الحفاظ عليه، لان هؤلاء يثبتون حقائق ويثبتون وجود ويثبتون كيان، فلابد من معرفة اهميتهم بها، وأرجوا ان تكون توجهاتكم لهذه القضية واهتمامكم بها ونسال الله سبحانه وتعالى أن يسدد ويحفظ ويتقبل ويصلح الشؤون ويدفع البلاء.

النص مقتطف من محاضرة لسماحة المرجع الراحل آية الله السيد محمد سعيد الحكيم (قدس)

المصدر: شفقنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky