الاجتهاد: بيان مكتب سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري دام ظله في النجف الأشرف بشأن الاقتحام الصهيوني الغاشم للمسجد الأقصى
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم منَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ﴾. الحشر 13.
مرّة اُخرى تمتدّ يد الغدر الصهيوني لتسجّل عدواناً جديداً على المسجد الأقصى الشريف والمصلّين فيه، وبذلك يكشف عن وحشيته وتمرّده على الشرايع السماوية والوضعية وما يسمّى بشرعة حقوق الإنسان، غير أنّ الشّعب الفلسطيني الأبي أثبت شجاعته مرّة اُخرى في الدفاع عن أرضه ومقدّساته وكرامته، فكان حقّاً كما عبّرت الآية الكريمة ﴿لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم﴾، وها هو العالم يتفرّج على إراقة دماء الفلسطينيين وتخريب مدنهم ولا ينبس ببنت شفة، ولا عجب من شريعة الغاب التي حمت ودعمت الكيان الغاصب منذ قيامه وإلى الآن ولكن العجب من بعض الدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني خدمةً له وتثبيتاً لأهدافه.
لقد شخّص سماحة المرجع السيد الحائري (دام ظله) وضع الحكام العرب في بيانٍ سابق أصدره بمناسبة يوم القدس العالمي بقوله: (كنّا نأمل أن يرجع الحاكمون إلى أحضان شعوبهم ويلوذوا باُمتهم فيخرجوا من التبعية المذلة للأمريكان ولكنّهم خيبوا الآمال… وآمالنا اليوم معقودة على الاُمة وقد أثبتت أنّها في وادي العزّة والكرامة وهو غير الوادي الذي يقبع فيه حكامها).
إنّ الثورة التي يخوضها الشعب الفلسطيني اليوم هي ثورة الإسلام كله أمام الكفر والنفاق كله، ولا شك بأنّ النصر فيها سيكون حليف المؤمنين ﴿إِنَّ الله يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الله لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾. الحج ٣٨.
وسيبقى الأقصى الشريف، كما قال سماحة السيد المرجع(دام ظله): (إنّه يمثّل العمق العقائدي والثقافي والتاريخي لديننا، لأنّه قبلة المسلمين الاُولى وهو محط معراج نبينا (صلى الله عليه وآله) وله دور كبير في حركة التكامل الإنساني).
وإنّ الواجب على المسلمين اليوم مناصرة الشعب الفلسطيني ومقاومة الأعداء والخونة حتى يتحقق النصر ويكتب الله العزّة للفلسطينيين والاُمة الإسلامية.
وليعلم شياطين السياسة وجندهم من الخونة – كما قالها سماحة السيد المرجع-: (أنّ في اُمتنا الواعية والمضحية وفي فصائلها المقاومة الشريفة السد المنيع والحصن الحصين تجاه كل المخططات الاستكبارية والإملاءات الصهيونية والعقبة الكأداء أمام أشكال الدعم الاعلامي والسياسي الذي يتلقّاه العدو من خونة الاُمة).
رضوان الله تعالى على أرواح الشهداء -وعلى الخصوص الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية القائد المغوار الشهيد الحاج قاسم سليماني- الذين يستبشرون اليوم وهم في عليين بثمار دمائهم الزاكية ألا وهي لوائح نصر الله الأكبر على الصهاينة المعتدين.
قال تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّة وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً﴾. الاسراء ٧-٨.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري – النجف الاشرف
٢٩ / رمضان المبارك / ١٤٤٢ هـ