فوزي آل سيف

الآخوند الخراساني: بطل الدستور / فضيلة الشيخ فوزي آل سيف

الاجتهاد: في الوقت الذي كان العالم يتقدم كان شاهات القاجار مشغولين باللهو ، وقد أعطوا امتيازات للروس والانكليز في مقابل ثمن بخس ، بل كانوا يتدخلون في الدولة، أرسل الآخوند الخراساني والسيد اليزدي إلى السيد الطباطبائي في طهران أن يخبر الدولة بمخالفات أولئك .. تطورت الأمور إلى المطالبة بإقالة الصدر الأعظم ( عين الدولة ) وتنفيذ الدستور .

أصوله أفغانية فأبوه من هرات ، ويقال له الهروي . * تلميذ الميرزا الشيرازي الكبير ولد في طوس سنة 1255 ، وجاء إلى طهران ابن 22 سنة ، وتركها بعد عشر سنوات متجها إلى النجف ، قبل وفاة الشيخ الانصاري بأقل من ثلاث سنوات حضر فيها درسه ، وبعده حضر عند تلميذ الانصاري الميرزا الشيرازي الكبير الذي كان يشير إليه بالفضيلة، ويحث متوسطي الطلاب على الأخذ منه، ومع هجرة الميرزا إلى سامراء استقل بالتدريس، ونمى درسه (خصوصا بعد وفاة الميرزا حبيب الله الرشتي 1313 هـ) حتى بلغ فيما قيل ألفا من الطلاب،

وتخرج على يد الآخوند الخراساني من المجتهدين اكثر من مئة وعشرين مجتهدا ( منهم السيد أبو الحسن، والبروجردي، والشيخ محمد حسين الاصفهاني، والنائيني، والعراقي، والسيد حسين القمي، وشرف الدين، والسيد عبد الهادي الشيرازي، والأمين العاملي، وآقا بزرك الطهراني) أمر بعزل السلطان محمد علي شاه القاجار، وأفتى بوجوب المشروطة والاتحاد بين الأمة.300px-آخوند

أشهر كتبه: الكفاية وحاشية الرسائل والمكاسب .. رسالة الفوائد ( 15) فائدة أصولية غالبا، شرح التبصرة، رسائل فقهية متعددة ( في الرضاع، والدماء، والعدالة ) توفي فجأة ! حينما كان يستعد للخروج مجاهدا ضد الروس الذين احتلوا ايران.

في اخلاقه: قصة طالب العلم الذي طرق بابه ليلا لأن زوجته تريد أن تضع وهو لا يعرف مكان القابلة ويطلب أن يرشده الخادم، والمجيب هو الآخوند وكان مشغولا بالكتابة، قائلا إنه هو سيأتي معه لأن وقت الخادم في العمل انتهى، ولا بد له من وقت للراحة.. فذهب معه، ثم أرسل إلى البيت ما تحتاجه المرأة بعد الوضع.

يقول كل ما أنظر للآخوند الخراساني أخجل بينما ازدادت محبته لي وكأنه لم يصنع شيئا .. ( سيماي فرزانكان 288) * من الكلام الذي قيل ضده أنه لا يصوم ولا يصلي ! حتى أن أحد العرب لما جاء للنجف ورآه يصلي تعجب وقال : قالوا لنا الشيخ لا يصلي! *

أصدر حكما بإخراج حسين تقي زاده من المجلس بل إخراجه من البلد، نظرا لأنه كان يتبنى عزل الاسلام عن الحياة العامة، وأسس حزبا لهذه الجهة ( الحزب الديمقراطي ) ووقع عليه أيضا الشيخ عبد الله المازندراني. ( ولم يكن تكفيرا كما شرحه فيما بعد وإنما إعلان عن عدم كفايته السياسية). وبالفعل لم يبق أمام تقي زاده غير الخروج من البلد والذهاب لأوربا.index

شيء عن المشروطة: * في الوقت الذي كان العالم يتقدم كان شاهات القاجار مشغولين باللهو، وقد أعطوا امتيازات للروس والانكليز في مقابل ثمن بخس، بل كانوا يتدخلون في الدولة بنحو كما يقول ناصر الدين شاه في مذكراته: أريد أن أذهب إلى شمال ايران يعترض الروس، وإلى الجنوب يعترض الانكليز .. بل إن الموظفين الكبار كانوا من الأجانب مثل مسؤول كمرك ايران ( مسيو نوج ) البلجيكي! والذي كان يتحدى القيم الاسلامية، فأرسل الآخوند والسيد اليزدي إلى السيد الطباطبائي في طهران أن يخبر الدولة بمخالفات أولئك .. تطورت الأمور إلى المطالبة بإقالة الصدر الأعظم ( عين الدولة ) وتنفيذ الدستور.

وقد دعم الآخوند الخراساني ومن معه هذا التوجه. واعتبر احترام مقررات مجلس الشورى كاحترام الأحكام الشرعية . في المقابل كان الشاه محمد علي يعيق عمل المجلس باعتبار أنه سيضع حدودا لسلطاته ، إلى أن أمر الجيش بالهجوم على المجلس سنة 1327 ، واعتقل العلماء والزعماء الداعمين للدستورية . * في المقابل أرسل الآخوند للشاه محمد علي رسالة احتجاج ، حاصلها أنه بمجيء القاجاريين جزئت إيران وفقدت ثلثيها ـ التاريخيين ـ والثلث الثالث هو تحت سلطة الأجانب ! ودعى في نهاية الرسالة إلى مقاومة هذا السفاك الجبار ، والعصيان المدني عليه .

وعلى أثر البيان الذي وقعه عدد من العلماء حصلت تحركات في مختلف محافظات إيران ، انتهت إلى لجوء محمد علي شاه إلى السفارة الروسية . * سرق المتغربون الحركة الدستورية من الشارع العلمائي ، وساروا بها باتجاه أهدافهم ، وسجنوا ش فضل الله نوري الذي كان يطالب بمشروعية المشروطة من خلال تعيين المجتهدين كجهة إشراف على الأحكام الصادرة من المجلس ، ولما أحس الآخوند بسوء نية هؤلاء في حق الشيخ النوري أرسل رسالة أخفاها هؤلاء إلى أن تم إعدام الشيخ النوري ، وقد حزن الآخوند لأجله ، وأقام الفاتحة على روحه .

* ونفس هؤلاء المتغربين بتوجيه تقي زاده قاموا باغتيال السيد عبد الله البهبهاني أحد قادة الدستورية الأصليين . ( وهنا أصدر الآخوند والمازندراني أمر إخراج تقي زاده من المجلس ) . * كتب الميرزا النائيني رسالة في مطابقة الدستورية للاسلام وهي كتابه : تنبيه الملة . وكتب الشيخ المحلاتي : المقصود من المشروطة هو تحديد صلاحيات الملك ، وأن يكون عمل الحكومة على طبق الدستور ونواب الشعب ، وليس المراد منها أن يقوم كل شخص بما يشاء من الحرام ! وإنما أن تجرى الأحكام على الشاه والفقير بنحو واحد ) .

بعد سيطرة المتغربين على المجلس أصدروا قانونا بتعيين مستشار مالي من أمريكا وهو ( مورجان شوستر ) لمدة 3 سنوات على أنه مدير البنك المركزي والخزانة . فهددت روسية أنه إن لم يعزل شوستر ستحتل شمال إيران ، وتتقدم باتجاه طهران، وهددت بريطانيا بأنه إن لم يعزل فستأخذ الجنوب وتديره كما تشاء ! وتقدم الجيش الروسي وأخذ قزوين ، فعطل الآخوند درسه ودعا للجهاد لكي يخرج ، وقبل خروجه بيوم واحد .. توفي ويعتقد أنه مات مسموما !

المصدر : موقع الشيخ فوزي آل سيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky