الاجتهاد: الحلال له ثلاثة أبعاد مهمة تعطينا منظوراً دقيقا للشريعة الإسلامية، وهذه الأبعاد الثلاثة هي: ١. البعد الخطابي للحلال. ٢. البعد المعياري للحلال. ٣. البعد الاجتماعي للحلال.
يريد الاسلام الحلال المتلائم مع الحس الجمالي للانسان ولا يريد الحلال المكتئب والمتعب وغير النشط. الحلال له ثلاثة أبعاد مهمة تعطينا منظوراً دقيقا للشريعة الإسلامية، وهذه الأبعاد الثلاثة هي:
١. البعد الخطابي للحلال.
٢. البعد المعياري للحلال.
٣. البعد الاجتماعي للحلال.
وإليكم التوضيح:
أولا: البعد الخطابي للحلال: يتوفر للحلال في أدبيات النصوص الدينية خطاب نشط ذو علاقة دلالية بموضوعات أساسية مثل: النظافة والنقاء والجمال والخلو من الأذى والخبث؛ وهذه العلاقة مستفادة من النصوص التالية:
أ. الآية الشريفة: “احل لكم الطيبات”؛ حيث جعل موضوع الحلال، الطيب، والطيب هو ما خلا من الأَذى والخَبَث وتستلذُهُ النفس. ب. الآية الشريفة: “احل البيع”؛ فقد جعلت الآية البيع موضوعا للحلال، وهو اي البيع له أكبر وأكثر وأقوى صلة بالربح، بحيث يمثل النقطة الأصلية والمحورية والأكثر نشاطا والأوسع نطاقا في عملية تحقيق الربح.
يعتقد بعض الناس أنه لا ينبغي أن نقيم علاقة بين الحلال الذي هو شيء مقدس والاقتصاد الذي هو شيء دنيوي، لذلك يجب ألا نفكر في الجانب الاقتصادي للحلال.
الجواب أن البيع نقطة محورية للربح وقد أعطاها الله علامة الحلال.
ج. نهج البلاغة: “يحِلّ ويَجْمُل”؛ فقد تحدث الإمام في كلامه هذه، عن الحلال المصحوب بالجمال، لا الحلال البعيد عن الجمال والعاري والخالي عنه. فالحلال الذي يدعم ويُرضي الحس الجمالي للإنسان ويستجيب له ويقويه، هو ذلك الحلال المطلوب والمنشود للإسلام ، لا الحلال المكتئب والمتعب وغير النشط.
د. الحديث: “الحلال الصافي”، حيث جعل للحلال وصف كونه صافيا وخالصا ونقيا.
ثانيا: الدور المعياري للحلال لدى البعض نظرة صارمة ومتصلبة على نعمة الله على الأرض، وكلما كانت هناك نعمة أو فرحة أو زخرفة، ينظرون إليها من نافذة ضيقة وبعين سلبية، فيهربون منها ويضعونها جانباً.
الحقيقة أن الحلال هو أقوى معيار للتخلص من هذه الأفكار، وهو يرسم خطا من البطلان على مثل هذه النظرات الصارمة والضيقة.
عندما سمع الإمام علي (ع) أن أحد أصحابه، وضع زوجته وأطفاله في محنة ولم يهتم بهم بل منعهم عن النعمات واللذات، قال له: “أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها، أنت أهون على الله من ذلك”.
من هنا نفهم أن الذي هو المعيار هو حلال الله، لا التحليلات الزائفة والخاطئة التي راجت هنا وهناك وانطلقت باسم الدين، فكل شيء كان حلالاً ، يجب أن نلتزم به ونتجنب عن أن ننظر إلى حياة الإنسان المتشرع بعين ضيقة وقاسية.
ثالثا: البعد الاجتماعي للحلال:
هناك ثلاثة أدوار أساسية اجتماعية للحلال:
الاول: الدور الاقتصادي: اليوم ، أصبحت علامة حلال التجارية بارزة وديناميكية للغاية في الاقتصاد، لدرجة:
١) أن العديد من الدول الإسلامية تقوم بتنظيم اقتصاداتها من خلال الترويج لأنشطتها القائمة على الحلال التجاري.
٢) وأن بعض غير المسلمين يحاولون التطرق لهذه العلامة وجني ثمارها.
الثاني: دور تعزيز الهوية: يلعب الحلال الاسلامي الدور على نطاق واسع وبصورة مجدية في تقوية الهوية الإسلامية في البلدان المختلفة.
الثالث: تعزيز علاقة المسلمين بغيرهم. إن ما يجري اليوم باسم الحلال في العالم، هو بإمكانه أن يتبلور كجزء من المظهر العيني للآية القرآنية التي جعلت الطيبات حلالا للبشرية جمعاء (لا للمسلمين فقط)، “قل من حرم زينه الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق”.
ومن الطريف يلجأ بعض غير المسلمين في بلدان مختلفة إلى الطعام الحلال؛ بل هم في بعض الأحيان على استعداد لدفع سعر أعلى مقابل الطعام الحلال لأنه يبدو لهم نظيفا.