خاص / آية الله جوادي الآملي: رسالة الحوزات العلمية هي توفير العلماء للمستقبل / على طلاب الحوزة أن يفكروا عالمياً / الصور

بكلمة آية الله الشيخ عبدالله جوادي الآملي حفظه الله وبحضور العلماء والأساتذة ومدراء الحوزة العلمية في مشهد المقدسة وجمع غفير من طلبة العلم عقد اليوم الأحد (25/ 11 /1440هـ الموافق 28/ 7/ 2019م) اجتماع كبير في مدرسة نواب العلمية تحت عنوان ” رسالة الحوزات العلمية “.

خاص الاجتهاد: وقال آية الله جوادي الآملي في هذا الاجتماع أن على الحوزويين أن يفكروا عالمياً ويخاطبوا عالمياً، الأمر الذي يتطلب المعرفة الكاملة بالمكاتب العالمية ومعرفة الحق من الباطل.

وفقاً للاجتهاد: أضاف آية الله جوادي الآملي: عندما طلع الدين كان أول بيان له «طَلَبُ اَلْعِلْمِ فَرِيضَةٌ»؛ عندما تحولت الجاهلية إلى الحضارة والمدنية فإن العنصر الذي تتمحور عليه هو «العلم» فهو “عليه السلام” لم يقل طلب العلم واجبٌ بل قال طلبُ العلم «فَرِيضَةٌ»، وتاء فريضة ليست تاء التأنيث بل هي تاء المبالغة، يعني الذكر والتعلّم واجبُ للغاية.

واستمر فضيلته: ذلك العلم الذي تعلّمه فريضة وتعلّمه واجب للغاية، عيّن القرآن الكريم لنا نصّه فقال : «و يعلّمهم الکتاب والحکمة» هذا يحتاج إلى شرح ما هو هذا الكتاب وهذه الحكمة؟

وقال آية الله جوادي الآملي: وصف الرسول الأكرم لنا في حديثٍ العلم الأهم الذي تعلّمه واجب بتأكيد «إنّما» و يقول: « إنّما العلم ثلاثة: آية محکمة، أو فريضة عادلة، أو سنّة قائمة».

مشكلة حوزاتنا العلمية تكمن هنا حيث اعتبرت الآية المحكمة والفريضة العادلة وكذلك السنّة القائمة بأنها الفقه والأصول، بينما الآية المحكمة تتعلق بمعرفة الله ومعرفة الإمامة ومعرفة المعاد ومعرفة الإنسان وأمثال ذلك والفريضة العادلة والسنّة القائمة تتعلق بالفقه والأخلاق والحقوق. يعني الدين أخبرنا ماذا نقرأ.

وأشار إلى حديث عن الإمام الصادق عليه السلام قائلاً: لو لم تكن المدرسة والحوزة موجودان، ولو لم يكن هناك مركز فكري شامل لما ظهر رجال عظماء. يقول الإمام الصادق(عليه السلام) في رواية أن هذه الحكومة العباسية تظلم الإسلام والمسلمين لأنها لا تسمح أن أمتلك في مكان عليل المناخ مثل الطائف حوزة على مدى اثني عشر شهراً و أؤسس حوزة علمية وأسكن أنا هناك وأقوم بتربية التلاميذ.

واضاف سماحته: إن حوزة مشهد العلمية لديها هذه الإمكانية بأن تمتلك في ظل بركات وجود ثامن الحجج حوزة علمية دون تأخير على مدار اثني عشر شهراً.

وأكد مفسر القرآن الكريم: على أنه تتمثل المهمة والرسالة الأساسية للحوزة بهذه الآية «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ»؛ فالله لم ينزل القرآن من أجل شعب أو بلدٍ ما، فهذا الكتاب لجميع البشر و هو كتاب عالمي! هذا يحدد مهمتنا جميعاً، فلا نستطيع أن نتحدث عالمياً ونفكر على مستوى المحافظة، فعبارة «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ» يعني هذا الكتاب قيّم لدرجة أنه يظهر ويعلو على جميع مدارس العالم الأخرى وهذا الأمر يتحقق على يديكم و إذا قال الرسول الأكرم” صلى الله عليه آله وسلم” «الاسلامُ يَعلو ولا يُعلي عَلَيهِ» فهذه الجملة خبرية أُلقيت بداعي الإنشاء؛ يعني من الضروري و الواجب عليكم جميعاً أن تسعوا لتفكروا عالمياً و تتحدثوا عالمياً.

هذا الأمر يتطلب أن تطالعوا و تدرسوا بدقّة جميع مكاتب العالم، و طالما أنكم لا تعرفوا مدارس العالم فلا يمكنكم إبداء رأي، هذا يصبح «آية محکمة»! وليس لها زمن محدد تختص به و لا مكان معين. لذلك فإن «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ» رسالتنا و هدفنا الأساسي و علينا أن نتحرك في هذا الإتجاه وهو أمر ممكن.

وأضاف سماحته: نقل جميع المحّدثين هذا الحديث وهو «إن الملائکة لتضعوا أجنحتها تحت أقدام طلاب العلوم»؛ وهذه الرواية بحد ذاتها تحمل عدة رسائل لنا:

الأولى أنكم يا طلّاب العلم عليكم أن تبذلوا الجهود لتمتلكوا أجنحة، و في المرحلة الثانية وقد أصبحتم علماء ونبت لكم أجنحة فحاولوا أن تحلّقوا، نقل الشيخ المفيد في الأمالي هذه الرواية وأنه لكي تجعلوا العلم يصبح ملكوتياً، فقال عندما تصبحون علماء اعملوا بعلمكم حتى تحلّقوا و في المرحلة التالية التي هي أهم مرحلة، تحركوا من الجهة وليس في الجهة! يعني اصعدوا من الأرض إلى السماء و اصعدوا حتى الملكوت.

وصرح سماحته في القسم الأخير من كلمته: إذا وصلت الحوزة إلى هذه المكانة وعرفت قدر هؤلاء الملائكة، عندها سيأخذون الفيض من الأعلى ويوصلوا إلينا ذلك الفيض ويساعدوننا لكي نقطع هذا الطريق بمنتهى السهولة. عندما قطعنا هذا الطريق وأصبحنا علماء، عندها سيصلي الله والملائكة علينا، فلماذا لا نصل إلى هذه الدرجة؟! لماذا لا نصبح نظراء للملائكة؟!

وأستمر آية الله جوادي الآملي: أَقسَم الله تعالى بالقلم وما يسطر به، فلماذا لا يكون قلمنا و مسطوراتنا من هذا القسم ليقسم بها الله، هذا أمر ممكن و من هذه المجالات نهض رجال كانوا هكذا فلماذا لا نكون نحن هكذا أيضاً ؟!

وأشار سماحته إلى سجل حوزة خراسان العلمية الناصع وقال: حوزة خراسان العلمية لها سجل ناصع للغاية، فإدارة هذه الحوزة العلمية يجب أن تقوم في الخطوة الأولى بالوقوف في وجه بيع الغرسات بمنتهى الجد، و من خلال التعرّف على المواهب المميزة تقوم بدعمها كيلا تخرج عن مسار الدرس و البحث، فتوفير المدرسين والعلماء للمستقبل هي الرسالة الهامة لإدارة الحوزات لتتحقق ببركاتكم أيها الأساتذة و الفضلاء الأرضية «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ».

وأشار آية الله جوادي الآملي في القسم الأخير من كلمته إلى مورد نموذجي مثل حوزة النجف العلمية مؤكداً: التعرّف على المواهب و العثور عليها وتوفير الأرضية المناسبة لتربية الطلاب هي مهمة مدراء الحوزة العلمية، و من جهة أخرى يجب على الطلاب أن يدركوا مسؤولياتهم بشكل صحيح.

كما أشار إلى جهود السيد المرتضى وتربية تلاميذ كبار فقال: يجب على الحوزة العلمية العثور على المواهب لكي نقطف ثمار منتج مثل ذلك الموجود في حوزة النجف الأشرف.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky