عزى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله العالم الإسلامي بذكرى إستشهاد السيد محمد باقر الصدر ، واصفاً إياه بالمفكر.
وأضاف في كلمة له بمناسبة ولادة أبي الفضل العباس(ع) ويوم الجريح المقاوم أن الشهيد الصدر زود الحركة الإسلامية والعلماء المسلمين من جميع المذاهب بثروة فكرية هائلة مكنتهم من مواجهة التحديات ، مبيناً أن الشهيد الصدر مرجعية فقهية قادرة على تقديم الحلول من موقع الإسلام للكثير من القضايا المعاصرة.
وما یلي نص کلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول الشهید السید محمد باقر الصدر في احتفال يوم الجريح الذي أقامته مؤسسة الجرحى اللبنانیة في بيروت والبقاع والجنوب 10-04- 2019 :
… قبل أن أدخل إلى الشأن اللبناني أود أن أذكر بمناسبة أخيرة وهي من المناسبات المهمة والمظلومة أيضا، في هذه الايام الذكرى السنوية لإستشهاد الإمام والمرجع والمفكر والقائد العظيم الإمام الشهيد أية الله العظمى أية الله محمد باقر الصدر وأخته المجاهدة الشريفة السيدة بنت الهدى رضوان الله عليهما، من واجبي أن أقول نحن جميعا سواء كنا ننتسب إلى الشهيد الصدر من الموقع الفكري أو من موقع الخط او بعض تلامذة الشهيد الصدر أو تلامذة الشهيد الصدر، أنا أعتقد أننا اليوم أبناء الاسلام، علماء الاسلام، هذا الجيل الذي يؤمن بالاسلام ويرفع الاسلام كعنوان وكراية، بل العرب والمسلمين والانسانية نحن معنيون بأن نعيد تعريف هذه الشخصية التاريخية الإستثنائية من جديد للعالم ولشعوبنا ولأجيالنا الحاضرة، الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر كمفكر عظيم، مفكر من الموقع الإسلامي. وأنا احب أنا أقول لكم لأننا معنين عندما نعرف أن اتكلم كلمتين، الذي استفاد من فكر الشهيد الصدر رحمة الله عليه هو كل المسلمين، كل الحركات الاسلامية، ما قدمه الشهيد الصدر على المستوى الفكري في إقتصادنا في فلسفتنا في البنك اللاربوي في الاسلام في الكثير من كتبه وإبداعاته الفكرية زوّد الحركة الاسلامية والعلماء المسلمين من كل المذاهب ومن كل الإتجاهات بثروة فكرية هائلة مكنتهم من مواجهة تحديات جارفة قبل عقود من الزمن.
الإمام الشهيد الصدر كان هو مرجعية فقهية فكرية قادرة على تقديم الحلول من موقع الإسلام للكثير من القضايا المعاصرة، فبعض الناس عندما أرادوا أن ينشئوا بنك لاربويا، لأنه في العالم الحاضر البنك موقع مركزي في أي عملية إقتصادية، ذهبوا الى الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وكتب البنك اللاربوي في الإسلام. وعلى هذا الطلب وإستجابة لهذه الحاجة، عند انتصار الثورة الإسلامية في ايران خلال ايام قليلة كتب لمحة دستورية فقهية، دستورية فكرية لدستور دولة اسلامية ونظام اسلامي وأستفيد منها كثيراً في وضع دستور الجمهورية الإسلامية. هذا الإنسان المفكر ايضاً قدم خدمات للفكر الإنساني وليس فقط للمسلمين في كتابه الذي فهمه بعض الفلاسفة في هذا العالم وما زال مجهولا وسيكتشف في العقود الآتية، كتاب لأسس المنطقية للاستقراء.
على كلٍ الامام الشهيد كمفكر اسلامي وانساني عظيم، الامام الشهيد كمرجع مبدع، الامام الشهيد كقائد إستشهادي مضحي في سبيل شعبه وفي سبيل العراق وفي سبيل الامة، الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر بأخلاقه العالية الرفيعة التي تذكرنا بأخلاق الانبياء، بتواضعه الجم الذي يذكرنا يتواضع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، بإخلاصه الشديد وهنا نتذكر موقفه عند إنتصار الثورة الاسلامية في ايران من قيادة الامام الخميني ومن مرجعية الامام الخميني وهو الذي كان الامام الشهيد في موقع القيادة وفي موقع المرجعية نتعلم من الامام الشهيد ونحن أحوج اليوم في لبنان وفي العراق وفي ايران، في كل مكان في عالمنا العربي والاسلامي، نحن أحوج ما نكون اليوم إلى أن نتعلم من هذا الامام العظيم الشهيد درس الإخلاص في تجاوز الذات، في تجاوز الحسابات الشخصية، في تجاوز البروتوكول، في تجاوز الشكليات، في تجاوز كل شيء، من أجل الإسلام ومن أجل الامة ومن أجل الشعوب ومن أجل الكرامة ومن أجل المقدسات، وهذا أعظم ما قدمه. ومن أعظم الدروس التي قدمها الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه، الذي رفض الإستسلام ورفض الذل ورفض الاعتراف ورفض المهانة ورفض التوقيع بل رفض الحياد، وهذا ما يجب أن نشرحه وأن نقدمه لكل الأمة، أنا واحد من الناس الذي أعترف وأعتقد أن هناك تقصيرا فاضحا وكبيرا جدا بحق هذه الشخصية الإسلامية العظيمة.