املاء الإمام الرضا (عليه السلام) لعلماء نيسابور .. من کتاب مكاتيب الامام الرضا (ع) + تحمیل الکتاب

الاجتهاد: عن تاريخ نيسابور: أنّ علي بن موسی الرّضا عليه السلام لمّا دخل الى نيسابور في السّفرة التي فاز فيها بفضيلة الشهادة كان في مهد على بغلة شهباء عليها مركب من فضّة خالصة فعرض له في السوق الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية: أبو زرعة ومحمد بن اسلم الطوسي رحمهما الله.

فقالا: ايها السيد ابن السادة ايها الإمام وابن الأئمة ایّها السّلالة الطّاهرة الرضية ايّها الخلاصة الزّاكية النبوية بحق آبائك الأطهرين واسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك المبارك الميمون و رویت لنا حديثاً عن آبائك عن جدك نذكرك به .

فاستوقف البغلة ورفع المظلّة واقرّ عيون المسلمين بطلعته المباركة الميمونة فكانت ذوابتاه كذوابتي رسول الله صلى الله عليه وآله والناس على طبقاتهم قيام كلهم وكانوا بين صارخ و باك وممزّق ثوبه ومتمرّغ في التراب ومقبّل حزام بغلته ومطوّل عنقه إلى مظلّة المهد الى أن انتصف النهار وجرت الدموع کالأنهار وسكنت الأصوات وصاحت الأئمة والقضاة: معاشر الناس اسمعوا وعوا ولا تؤذوا رسول الله صلّى الله عليه وآله في عترته وأنصتوا .

فأملی صلی الله عليه وآله هذا الحديث وعدّ من المحابر اربع وعشرون الفاً سوى الدويّ والمستملي ابوزرعة الرازي ومحمد بن اسلم الطوسي رحمهما الله فقال: « حدّثني أبي موسى ابن جعفر الكاظم قال: حدّثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال: حدّثني أبي محمد بن علي الباقر قال: حدّثني أبي علي بن الحسین زین العابدين قال: حدثني أبي الحسين بن علي شهيد أرض كربلاء قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب شهيد ارض الكوفة قال: حدّثني أخي وابن عمّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: حدّثني جبرئیل عليه السلام قال: سمعت ربّ العزّة سبحانه وتعالى يقول:
“كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي- فلمّا مرّت الراحلة- نادانا: بشروطها وانا من شروطها(1)

اقول: الحديث معروف نقله اعلام الحديث في كتبهم: فراجع التوحيد للصّدوق رحمه الله ص ۲۴ – ۲۵ باسانیده وعیون اخبار الرضا عليه السلام ج ۲/ ۱۳۴-۱۳۵ باسانیده و کشف الغمّة ج ۲ /۳۰۸ والبحار ج ۵/۳ عن العيون والتّوحيد وص ۶ عنهما أيضأ وص ۷ عن ثواب الأعمال و ومعاني الأخبار (ص ۳۷۱) والتوحيد والبحار ج ۴۹/ ۱۲۰ عن أمالي الشّيخ وص ۱۲۲ عن العيون و ص ۱۲۳ عن أمالي الشيخ ايضا.

نص آخر من الحديث :
نقل في كشف الغمة ج ۲/ ۳۰۷ : حدّث أبو الصّلت قال : كنت مع عليّ بن موسی الرضا عليهما السلام وقد دخل نیسابور وهو راكب بغلة شهباء فغدا في طلبه علماء البلد: احمد بن حرب وياسين بن النّضر ويحیی بن یحیی وعدّة من أهل العلم فتعلّقوا بلجامه في المربّعة فقالوا بحق آبائك الظاهرین حدّثنا بحديث سمعته من ابيك قال:

حدّثني أبي العدل الصالح موسی بن جعفر قال : حدّثني أبي الصّادق جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي باقر علم الأنبياء محمد بن علي قال : حدّثني أبي سيّد العابدين عليّ ابن الحسين قال : حدثني أبي سيّد شباب اهل الجنة الحسين بن علي قال : سمعت أبي سیّد العرب علي بن ابي طالب قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : « الايمان معرفة بالقلب واقرار باللسان وعمل بالأركان».

قال : وقال أحمد بن حنبل : لو قرأت هذه الأسناد على مجنون لبرء من جنونه .

نص ثالث من الحديث:

العيون ج ۲/ ۱۳۶ حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسيني قال : حدثني محمد بن ابراهيم بن محمّد الفزاري قال : حدثنا عبد الرحمن بن بحر الأهوازي قال: حدثني أبو الحسن علي بن عمرو قال : حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور قال: حدثنا علي بن بلال عن علي بن موسی الرضا عليها السلام عن أبيه عن آبائه عن علي ابن ابي طالب عليهم السلام عن النّبي صلّی الله عليه وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن اسرافيل عن اللّوح والقلم قال : يقول الله عز وجل : ولاية علي بن ابي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي.

 

الهوامش

(1) – اخرج العلامة السيّد جعفر مرتضى العاملي ادام الله افاضائه في كتابه القيم الحياة السياسية للامام الرضا عليه السلام ص 145 الحديث وقال في هامش الكتاب: عن مجلة مدينة العلم السنة الأولي ص ۴۱۵ عن صاحب تاريخ نيسابور وعن المناوي في شرح الجامع الصغير وهي ايضا في الصواعق المحرقة ص ۱۲۲ و حلية الأولياء ج ۳/ ۱۹۲ وعیون اخبار الرضا عليه السلام ج ۲/ ۱۳۵ وامالي الصدوق ص ۲۰۸ (وج ط / ۱۴۲) و ينابيع المودّة ص ۳۶۴/ ۳۸۵ وقد ذكر قوله عليه السلام : وانا من شروطها في الموضع الثاني فقط والبحار ج ۴۹/ ۱۲۳ – ۱۲۹ – ۱۲۷ و الفصول المهمة لأبن الصباغ ص ۲٤۰ ونور الأبصار ص ۱۴۱ ونقلها في مسند الامام الرضا عليه السلام ج ۱/ ۴۳ – ۴۴ من التوحيد ومعاني الأخبار ص ۳۵۳ / ۳۵۱ و کشف الغمة ج ۳ /۹۸ وهي موجودة في مراجع كثيرة أخرى لكن یلاحظ أن بعض هؤلاء قد حذف قوله عليه السلام : بشروطها وان من شروطها ولا يخفى السبب في ذلك.

 

المصدر: كتاب: مكاتيب الامام الرضا عليه السلام. الصفحة 206 ( كتابة رقم 155) . تاليف: علي الأحمدي الميانجي

الکتاب: مَكاتيب الإمام الرضا عليه السلام.
المؤلّف: علي الأحمدي الميانجي.
الناشر: المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام ـ الأستانة الرضويّة المقدّسة، مشهد ـ إيران.
الطبعة: الأُولى ـ سنة 1411 هـ.

عرّف المؤلّف الشيخ علي الأحمدي بكتابه قائلاً: تشتمل هذه الوجيزة على كلّ ما رُويَ عن الإمام الرضا صلوات الله عليه من: الكتب والرسائل، حتّى أجوبة الأسئلة في الأحكام وغيرها، بل وحتّى ما أملاه هو عليه السلام على الآخَرين فكتبوه، باستثناء ما طُبِع مستقلاًّ كـ: ( صحيفة الرضا عليه السلام )، و ( فقه الرضا عليه السلام )؛ فقد طُبِعا مراراً، وكتب حولهما العلماء المحقّقون: كالشيخ المجلسيّ في ( مقدّمات بحار الأنوار )، والميرزا النوري في ( خاتمة المستدرك على الوسائل )، والسيّد محسن الأمين في ( أعيان الشيعة ).

يُدرِج فيه مؤلّفه ما كتبه الإمام الرضا عليه السلام وبعثه من رسائل وأجوبة وبيانات شريفة إلى: ولده الإمام أبي جعفر الجواد صلوات الله عليه، وإلى أصحابه ومُريديه، وإلى السائلين والمسترشدين، وإلى فرعون زمانه الغادر المأمون العبّاسيّ من عرضٍ لشرائع الإسلام، وبيان علميّ لأسرار الأحكام، وتعليقاتٍ على العهد الذي كتبه المأمون. بل وكان من رأفة الإمام الرضا صلَواتُ الله عليه أن قدّم من علومه ونصائحه وإرشاداته العلميّة والأخلاقيّة والعباديّة إلى مخالفيه وأعدائه، حرصاً على نشر الهداية والمعرفة، وعطفاً على الناس وإنقاذاً لهم من ضلالاتهم ومهاوي سقوطهم، وتثبيتاً لحجج الله على عباده فلا يبقى عذرٌ لعاذر، وهو الحجّةُ العظمى والرحمة الكبرى، كجدّه المصطفى سيّد المرسلين وآبائه الطاهرين وأبنائه الطيّبين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

تحميل الكتاب

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky