ميتافيزيقية تؤمن بما وراء الطبيعة وربما تستند الى شريعة وقانون ديني بل ذهب بعض الباحثين الى القول بنبوة ارسطو ونلاحظ تاريخيا انه كلما تناسخت الشرائع تتناسخ معها اشكالية العلاقة مع العقل فنجد ان العديد من المسائل ذات النسق الفلسفي العقلاني عند اليهود تبدلت الى نسق اخر مختلف عند النصارى بقلم : الشيخ عدنان الحساني.
الاجتهاد: هناك اشكاليات متنوعة تحكم سير العلاقة التي تربط بين العقل من جهة والدين من جهة اخرى وياتي ذلك تبعا لاشكالية القراءات المتعددة في تفسير هذه العلاقة ويمكن تمييز هذه الاشكاليات وفق المحددات التالية:
1 – اشكالية الامساك بزمام السلطة المعرفية..
2- اشكالية تعيين الحدود المعرفية ضمن مناطق الفراغ
3- اشكالية توزيع السلطات في ادارة الثابت والمتغير
4- اشكاليات تعيين الصلاحيات في نطاق المحكي والمسكوت عنه.
وغيرها من الاشكاليات التي تتعقد وتتداخل وفق تنوع المدارس العقلية والدينية المختلفة وهي الاشكالية الاعقد اقصد ان التنوع المدرسي بحد ذاته يعد اشكالية اساسية في تحديد دائرة هذه العلاقة فالمدرسة اليونانية في حاق كونها مدرسة عقلية فلسفية فهي ايضا مدرسة دينية.
ميتافيزيقية تؤمن بما وراء الطبيعة وربما تستند الى شريعة وقانون ديني بل ذهب بعض الباحثين الى القول بنبوة ارسطو ونلاحظ تاريخيا انه كلما تناسخت الشرائع تتناسخ معها اشكالية العلاقة مع العقل فنجد ان العديد من المسائل ذات النسق الفلسفي العقلاني عند اليهود تبدلت الى نسق اخر مختلف عند النصارى وهذا يثبت ان العقلانية التي تتحايث نسقيا مع الدين هي في الاغلب مايدور مع مقتضيات العقل العملي ومايرتبط بفلسفة الدين والاخلاق ومايترتب على الارتكازات ذات النسق الانتزاعي (العقل الاعتباري)
اما الشؤون العقلية النظرية (الاولية) او التوليدية (التحليلية) فهي نسق ثابت غير قابل للتقريظ البنيوي للمدارس (الدينية وغير الدينية) فلقد (قام اللاهوتيين المسيحيين بالمزاوجة بين العقيدة الفلسفية الاغريقية القائلة بعقلانية العالم السماوية القابلة للفهم من جهة والعقيدة الدينية اليهودية القائلة بعالم الرب الابداعي المتجلي عن ارادة الرب السماوية والمضفي على تاريخ الانسان معناه الخلاصي ففي المسيح اصبح اللوغوس انسانا اصبح التاريخي والازلي المطلق والشخصي واحدا) .
فمن خلال هذا النص الذي عرضه (تارناس) كانموذج تاريخي صارخ لامتهان العقلانية بحسب تصوره نعلم ان جميع المدارس البشرية تتقهم علاقة العقل بالدين الا انها غير قادرة على استجلاء هذه العلاقة بالكيفية التي تتصل من خلالها بالواقع فتارة تتأطر بكيفية تركيبية بنيوية واخرى بكيفية تفكيكية..
وحينما نتتبع مشكلة العقلانية الغربية في منهجها التجريبي نجد ثمة مجالين علميين تعاقبا في تكوين البنية التحتية لهذا المنهج عند الغرب مع ان كلا من هذين المجالين استحلا مرتبة عالية في التطور العلمي البشري مما اتاح لهما تكوين اصول منطقية لكل منهما واقصد على وجه التحديد المنطق الفيزيائي والمنطق الرياضي وبما ان مجال الفيزياء اسبق رتبة في التحول المنطقي عند الغرب من المجال الرياضي فهو يعد المرتكز الاقدم للمنهج التجريبي لديهم..
فلم تكن النظرية النسبية لانشتاين مجرد اضافة علمية اثرت في التطور التقني والفيزيائي للعالم بل انها تعتبر مرجعية تأسيسية للتنظير والتعميم المنطقي في شتى مجالات العلوم ..
اكثر من ذلك حيث انها تخطت بحسب التنظير الغربي مساحة العلوم وانتقلت الى مساحات فلسفية رحبة من قبيل نسبية الاخلاق واحالات اللغة ونسبية الفهم وتعدد القراءات وعممت على مستويات تنظير مختلفة من قبيل النسبية الذاتية والنسبية الفردية والنسبية التطورية.. الخ..
من هنا فان المحدد الاساس الذي تستقر عنده النتائج المتولدة عن اصول المنطق الرياضي والفيزيائي على حد سواء هو عنصر الاستقراء نعم ثمة محددات اخرى دخيلة في توليد هذه النتائج ترتبط بمراكز الوقائع والاحتمالات ودوال الاحصاء الا انها جميعا تتصل بعوامل من قبيل التكرار والكم وهي عوامل استقرائية بحتة..فكان منطلق العقلانية الغربية لتفريغ الحالة الميتافيزيقية للدين من حمولتها العقلية هو هذه المفارقات التجريبية والنظريات القائمة على الاحتمالات والاستقراء ومن ثم نفي الاطلاق والاتجاه نحو النسبية..
المصدر: الموقف العراقي