الاجتهاد: صرح المدير التنفيذي لاتحاد علماء المقاومة، الشيخ “حسين غبريس”، أن قضية فلسطين “خرجت للعالمية لتشكل حالة حراك إنساني في مواجهه الظلم والظالمين، وان شاء الله مع معسكر المقاومة ستعود هذه الأرض الى أهلها الحقيقيين للشعب الفلسطيني، إلى الشعوب الإسلامية والعربية إلى الشعوب الحرة وأحرار العالم”.
السابع من أكتوبر ايقظ الكثير من ضمائر العالم حول حقيقة هذا الكيان المؤقت اللقيط، وسقطت صورته المزيفة بإدعاء الحرية والديموقراطية امام أوروبا والغرب، لان صورته الحقيقية صورة الكيان المجرم القاتل نعرفها منذ زرعه غصبا في منطقتنا، ولكن للأسف الشديد المطبعين مع هذا الكيان المجرم ممن باعوا ضمائرهم لقوى الشر ولم يصحوا رغم كل ما حصل نراهم متغافلين عن ما يحصل.
اليوم يشهد العالم صحوة عالمية تجاه القضية الفلسطينية، سيما بين أوساط الشباب الجامعي المثقف، في أمريكا وأوروبا والعديد من دول العام، في الوقت الذي نشهد فيه تكميم للأصوات في أماكن ينبغي أن تقود هذه الصحوة، فيا لله العجب.
وحول هذا الموضوع، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع المدير التنفيذي لاتحاد علماء المقاومة، سماحة الشيخ “حسين غبريس”، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
مما يتخوف النظام السعودي عندما يعلن منع رفع الشعارات والهتافات في موسم الحج؟ وما هي الشعارات المقصودة بالمنع؟ وهل دعاء المسلمين لكي يخلصهم الله تعالى من المحن والمصائب التي تحل بهم ونصرة الاسلام والمسلمين هي من الشعارات التي تغضب النظام السعودي ويريد منعها وتحريمها؟
لقد خبرنا هذا النظام منذ عشرات السنين، هو لم يعتاد ان يكون شفافا وواضحا مع الآخرين، يخاف من كل شيء، موسم الحج للاسف حوله هذا النظام اي منذ ان استلم السعود الحكم حولوه الى مطية لهم يفعلون به ما يشاؤون وصادف ان الحج كمكان مقدس هو في تلك الارض التي يسيطرون والتي يهيمنون على كل شيء يتعلق بها كمراسم الحج والشعارات وغير ذلك،
لا شك ان النظام يخشى من كل شيء وليست المرة الاولى التي يرفع فيها لافتة المنع فيما يخص الهتافات والشعارات، لسنوات خلت والحمد الله وفقنا الله تعالى ان نؤدي الفريضة لمرات عديدة ومنها سنوات متتالية ومنها متفرقة،
في كل مرة كنا نسمع عند الوصول تنبيهات وتحذيرات وتسليم الحجاج اوراق عليها ممنوعات، وهناك ايضا وعاظ السلاطين في كل موقع سواء في المساجد او في المناسك او في اماكن معينة، دائما هناك اشخاص يوجهون عبر مكبر الصوت توجيهات الحجاج افعلوا كذا لا تفعلوا كذا وهكذا،
بكل الاحوال هذا النظام مثل اي نظام آخر ليس له حيثية شعبية حقيقية يخاف من اي شيء، يخاف من نسمة الهواء، يخاف من قول الحقيقة، يخاف من اي كلمة ينطق بها احد من الناس، لذلك يمارسون القمع، يفعلون ما يشاؤون لمنع اي شخص من رفع اي شعار، حتى الأدعية لا اريد ان ادخل في متاهات المذهبية التي مارسها حكام آل سعود على الحجاج ونحن منهم،
مرات عديدة كانوا يمارسون هذا الصنف من الإرهاب المذهبي، دعكم من هذا، اريد ان اتوسع بالدائرة اكثر واوسع عنوان المواجهة، هذا النظام الذي ينسق مع العدو بطريقة او بأخرى اصبح واضحا لنا جميعا انه يقدم فاتورة مسبقة الاميركي كي يقبل بالمرحلة القادمة ليطبع مع العدو في كل شيء، وهذا امر لم يعد خافيا على احد، ليس هناك من هتافات محددة او شعارات محددة تمنع او تسمح كل شيء يراد لنا لأي حج في بيت الله الحرام ان يحج دون ان يفتح فمه، دون ان يتكلم كلمة، يمارس العبادات بطقوس شكلية ليس لها علاقة بالواقع والدين، فارغة من اي مضمون ايماني واخلاقي وانساني.
النظام السعودي يمنع مواطنيه من التظاهر والاحتجاج.. ويعاقب بأشد العقوبات من يكتب تغريدة يعلن فيها رأيا يؤيد الحقوق الفلسطينية او يدعم المقاومة للاحتلال في مواجهة حرب الابادة! ولكن هل من حق النظام السعودي ان يفرض ذلك على شعوب العالم الاسلامي ؟
النظام السعودي يمنع كل الناس من مواطنين وغير مواطنين ضيوف وغير ضيوف كل من يكون في دائرة الجغرافيا المسماة اليوم بالمملكة العربية السعودية.. هي أرض الحجاز يمنع عليه ان يصرح ويتكلم، يمنع عليه ان يعتقد وليس هناك من مجال الحرية في العقيدة أو بالتفكير ،
كم أعدم وكم قتل وكم سجن، هذا أمر بات معروفا، من الطبيعي لا يحق له واي نظام ليس فقط هذا النظام اي نظام في العالم لا يحق له ان يقمع ناسه، ان يقمع شعبه ان يكتم افواه الناس، ان يمنع عليهم الحق حتى في التعبير،
ونحن نعلم ان هناك لسنوات عديدة بل عشرات السنين كان ممنوعا على الناس في السعودية ان يشاركوا في أمور لا تعجب النظام، كان يمنع حتى مثلا قيادة السيارة للنساء كان اي شيء من أمور كثيرو كان النظام يمارسها بحق الناس، بالتالي اليوم للأسف بدلا من ان يطور قانونه ونظامه تجاه ان يمارس تحولات جذرية في جعل النظام حرا واضحا، ويسمح للناس ان يعبروا عن اي شيء يريدون، أخذ الناس باتجاه الصخب باتجاه الفوضى باتجاه الفساد باتجاه الإنحراف ،أفسح المجال أمام الناس لكي تقيم حفلات الرقص والمجون وبشكل مفضوح وشرب الخمور،
كل ما هو كان محرم حتى بالقانون استبيح من أجل ان يظهر حسن النية بانه آخذ البلد الى مواقع مختلفة، وبالتالي:
لا يحق للنظام ان يمنع الناس ان تعبر عن رأيها خصوصا اليوم، هذه الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة وفي كل منطقة في فلسطين المحتلة..
الاخرون في بلاد الدنيا من أقصاها الى أقصاها يخرجون بمسيرات، يرفضون السلوك العدواني والقمع والاجرامي الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني، ولم يسمح لشعب مسلم في داخل اراضس الحجاز ان يعبر عن رفضه وان يقول لا أو ان يدعو الله تعالى بالحد الأدنى ليس مسموحا له حتى ان يدعو الله كي يسلط الشر على أعداء الأمة والإنسانية الصهاينة.
ما قصة هذه الشعارات المقصودة وخصوصا مسألة البراءة من الكفار والظالمين في الحج؟ هل هي محرمة شرعا او انها تتناقض مع واجب التوبة والعودة الى الله في الحج؟ وهل كان المسلمون قبل سيطرة ال سعود على بلاد الحرمين الشريفين يمارسون هذه الحرية اثناء زياراتهم للاماكن المقدسة؟
كلنا يعلم انه عندما انتصرت الثورة المباركة في إيران بقيادة الامام الخميني(رض) الامام رفع شعار البراءة من المشركين ومن الكفار ومن الظالمين خصوصا في موسم الحج، واصبحت سلوكا شرعيا واخلاقيا وايمانيا اصبح متلازما مع الواقع الديني،
لا يمكن لأي عاقل ان يفكر بالمسألة بهدوء الا ويخلص بنتيجة ان الشرع المقدس والشريعة الاسلامية تتنافى مع الكفر ومع الشرك ومع الظلم من اي نوع اتى، من اي جهة من اي نظام؟ من اي حاكم جائر لا يقبل، وبالتالي من الطبيعي جدا عندما اذهب انا او انت او اي فرد للحج ليمارس عبادته، ليقوم بطقوس شكلية بالظاهر لكنها تحتوي على مضامين هامة جدا في الباطن،
حق لي أن أعبر بكل صراحة وبكل شفافية واصرخ ملئ الحناجر اني بريء من المشركين ، بريء من الكافرين، بريء من الظالمين، بريء من القتلة، بريء من كل من يمارس العدوان على الانسان كإنسان، فكيف اذا كان هذا الانسان يستند الى دين وإلى شريعة سماوية، شريعة إلهية اي الاسلام،
للأسف في كل سنة كنا نشاهد كيف ينقض رجال الامن على الناس الذين يرفعون شعار البراءة، وكم من مرة اختلفت هذه الدولة مع الجمهورية الاسلامية بخصوص مسألة البراءة، ومعروف ان هناك اعتداء حصل بإطلاق النار في العام1987 وكنا نشارك في تلك السنة بالحج واطلق النار وقتل المئات من الأبرياء الحجاج للاسف الشديد، ولم يتراجع حكام ال سعود، دائما كانت المسألة انه لا يحق للحج ان يرفع شعار البراءة وبكل شفافية اقول انه هم يشعرون ويعلمون بإن البراءة تعني البراءة منهم ومن اشكالهم، ومن صورهم، ومن حكمهم ومن امثالهم، هي براءة من هؤلاء الظلمة،
هؤلاء قد لا يكونوا من الكفار والمشركين، لكنهم حتما ظلمة بكل شفافية هم ظلمة لشعوبهم ولأمتهم، وبالتالي من الطبيعي جدا ان يرفضوا اي براءة لانها ستطالهم في نهاية الامر.
كيف يمكن ان نفهم هذا الحراك العالمي للتضامن مع الشعب والقضية الفلسطينية ومواجهة الظلم والعدوان الصهيوني على المقدسات الاسلامية، بينما يمنع المسلمون في اكبر واهم تجمع لهم في حياتهم ان يعلنوا تضامنهم مع اقدس قضية تخص اولى القبلتين وثالث الحرمين، وتخص شعبا مسلما يتعرض للابادة الجماعية ؟
نحن اليوم بكل صراحة أقول ما نشاهده من حراك على مستوى العالم كل العالم في كل القارات، رأينا في الجامعات في الشوارع والأمر ليس محصورا في الجامعات.. لكن بما ان الطلاب الجامعيين هم عمدة اي مجتمع نجد أو نرى ان هذا الحراك حراك مهم حراك جميل حراك مفيد حراك مؤثر، له تبعات وله انعكاسات حقيقية على التغيير الفكري والثقافي والتربوي على النمط الذي كان سائدا من قبل باعتبار ان كان هناك تجهيل للشعوب فيما يخص قضية فلسطين،
لكن برز اليوم ان الظالم هو الصهيونية هذه الدولة المسماة “إسرائيل” الدولة المؤقتة والعابره في حياتنا، وبرز للجميع ايضا ان المظلوم والشعب الفلسطيني، لكن الدعاية والاعلام السوء والقذاره والبروباغاندا الزائفة التي كان تدار فيها الأمور السياسية والاعلامية على مستوى الارض كل الارض غير الى حد ما، او جمد الى حد ما عقول البعض للأسف وتاثروا بالدعايه المغرضة والاعلام الحاقد،
اليوم كشفت الحقيقة واتضحت الصورة وظهرت الأمور بأجمل صوره بأن فلسطين أرض مقدسة، الحق لها والأرض لها والشرف كل الشرف لفلسطين وأهلها، اليوم للأسف كما ان دول العالم خرجت لتعبر عن سخطها من القتل والاجرام المنظم والجرائم الجماعية والقتل الواضح بلا ثمن وبلا هدف فقط للقتل، اي لا يوجد حرب حقيقية بين جيش وجيش،
هناك دولة عنصرية تمارس القتل والاجرام وتنفيذ المجازر والإبادة بحق الناس، اليوم نجد ان هناك مجتمعات عديدة من العالم العربي والاسلامي ممنوع عليهم الخروج والتظاهر والشجب والاستنكار والرفض، دائما ممنوع ان يتحول الامر الى ان تصبح قضية،
لكن نحن نرى اليوم أمام هذا المنع والقمع والردع الذي يمارسه بعض الحكام في مناطقنا وبلداننا سيتحول عليهم سيتحول ضدهم، ونحن نعتبر ان قضية فلسطين خرجت من القمقم ولم يعد بإستطاعة احد ارجاعها اليه، خرجت للعالمية لتشكل حالة حراك إنساني خروج في مواجهه الظلم والظالمين والحرية لفلسطين، وان شاء الله مع معسكر المقاومة ستعود هذه الأرض الى أهلها الحقيقيين للشعب الفلسطيني، الى الشعوب الإسلاميه والعربيه الى الشعوب الحره وأحرار العالم، تحية الى كل حر وشريف فضلا عن المسلمين والمسيحيين الذين وقفوا الى جانب فلسطين والقضية الفلسطينية والحق سينتصر دائما.
المصدر : وكالة مهر للأنباء