ما هو متوافر بين ايدينا من علوم دينية وآراء فقهية، ينبغي اعادة النظر فيها وتعديلها بما ينسجم مع محورية مبدأ التعايش، والانتقال الى منظومة ممنهجة تتسم بالحداثة. وهذا يعني أنه ينبغي لنا البحث عن النصوص الفقهية والفكرية والمعرفية التي بوسعها أن توجد لدينا فقهاً “يدعو الى التعايش “.
موقع الاجتهاد: في كلمة له خلال الحفل الذي اقامته جامعة المذاهب الاسلامية بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد والاحتفاء بالطلبة الجدد، أشار حجة الاسلام الدكتور احمد مبلغي الى ان التحديات التي واجهت الاسلام والامة الاسلامية خلال السنوات الاخيرة، إنما هي نتيجة غياب التعايش الاسلامي.
واضاف الدكتور مبلغي: ما هو معقول ويتسنى تحقيقه دون ان تتخلى المذاهب الاسلامية عما تراه وتؤمن به من افكار وآراء ومعتقدات، هو ” التعايش الاسلامي “. ولهذا، وانطلاقاً من ايمانها بأهمية التعايش، تحاول جامعة المذاهب الاسلامية بتدوين مناهجها الدراسية وتكريس توجهاتها العلمية حول محورية ” التعايش الاسلامي “.
واستطرد رئيس جامعة المذاهب الاسلامية: أن ما هو متوافر بين ايدينا من علوم دينية وآراء فقهية، ينبغي اعادة النظر فيها وتعديلها بما ينسجم مع محورية مبدأ التعايش، والانتقال الى منظومة ممنهجة تتسم بالحداثة. وهذا يعني أنه ينبغي لنا البحث عن النصوص الفقهية والفكرية والمعرفية التي بوسعها أن توجد لدينا فقهاً “يدعو الى التعايش”، ومثل هذا لا يحد فقط من بروز مشاكل وعقبات تعيق التعايش الاسلامي، وإنما يساعد في استغلال الامكانات الفقهية الضخمة على طريق انتاج المعرفة الفقهية التي تصب في خدمة التعايش الاسلامي.
وأوضح الدكتور مبلغي: وفي هذا الصدد نحن بحاجة ماسة الى الفقه. لأن الفقه علم ما ينبغي وما لا ينبغي، علم الحلال والحرام، علم المجتمع والعلاقات الاجتماعية. ينبغي للفقه أن يعطي رأيه في كل ذلك. ان يفتي بذلك ويوضح الصورة التي ينبغي ان يكون عليها المجتمع. أن يضع التعايش نصب عينه ويوضح كل ما يساعد في ارساء التعايش الاسلامي. والحقيقة أن مثل هذه المهمة تقع على عاتق الفقه دون غيره.
وتابع سماحته: الشيء نفسه ينطبق على علم الكلام، الذي ينبغي تعديله بنحو يتمحور حول هذا الهدف ايضاً. وفي ضوء كل ذلك، تحاول جامعة المذاهب الاسلامية أن تبلور نشاطها حول هذا المشروع، كي يتسنى التعرف على كيفية المضي في مسير التعايش واثراء الجانب المعرفي الذي يخدم هذا التوجه
وأشار رئيس جامعة المذاهب الاسلامية: من الواضح ان علم الكلام يتمحور حول معرفة الانسان، وأن جزءً من التعرف على الانسان يفضي الى معرفة المجتمع الانساني. ولهذا ينبغي لعلم الكلام الخوض في ذلك وتوليد المعرفة. ومما يؤسف له هو أن هذا الجانب بقي مهملاً ولم يلق الاهتمام اللازم وكما ينبغي.
وفي الختام لفت الدكتور احمد مبلغي الى توجهات وارشادات سماحة القائد الامام الخامنئي بشأن جامعة المذاهب الاسلامية موضحاً: ما ينبغي الاشارة اليه بهذا الصدد هو ان الجامعة تضع نصب اعينها توجيهات وتطلعات سماحة الامام القائد، خاصة تلك التي ترى جامعة المذاهب الاسلامية مكاناً للتمرين على التعايش، وضرورة اعتماد مبدأ التعايش محوراً لنشاط الجامعة وتوجهاتها.
المصدر: جامعة المذاهب الاسلامية