خاص الاجتهاد: صدرَ مؤخرًا عن دارِ أطياف للنشرِ والتوزيعِ بالقطيف كتاب: ” القواعد الفقهية العامة في فقه ذوي الاحتياجات الخاصة “، والذي هو في الحقيقة أطروحة الدكتوراه للشيخ الدكتور محمد العمير في «فقه الأسرة». ودراسةٌ هدفُهَا إثراءُ المختصينَ في مجالِ الفقهِ بمادةٍ علميةٍ مقارنةٍ، لعلّها تفتحُ آفاقًا بحثيةً جديدةً، ولعلَّها تكونُ مقدمةً لاهتمامِ المختصِّ بالمجتمعِ، مع إمكانِ الاستفادةِ منها في رسمِ ملامحِ رسالةٍ عمليةٍ خاصةٍ بفئةِ ذوي الاحتياجاتِ الخاصة.
يجمع الكتاب بين دفتيه أربعة فصول، تناول الفصل الأول البحوث التمهيدية التي تكشف الستار عن مبحثين أساسيين، هما: القواعد الفقهية بشكل مفصل، وفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتنوعها وأسلوب الفقه الإسلامي في الاهتمام بها والمباني النظرية لذلك.
وجاء الفصل الثاني ليبحث القواعد الامتنانية: كقاعدة لا ضرر وقاعدة الحرج وغيرهما، فيما خصص الثالث لبحث القواعد الامتثالية: قاعدة أهلية التكليف وقاعدة اشتراك التكليف وقاعدة النية، مع تفصيل مدرك كل قاعدة ومدلولها وتطبيقاتها وتنبيهاتها وما يتفرع عنها من قواعد وضوابط عند المذاهب الخمسة،
وختم بالفصل الرابع باستعراض القواعد التطبيقية في فقه ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عرض تطبيقات حول الأخرس والأعمى والأقطع.
وتخاطبُ الدراسةُ المختصينَ في مجالِ الفقهِ، والمثقفَ المتابعَ لمجالاتِ الفقهِ واستجابتَهُ لمتطلباتِ الحياةِ، كما يُثري مكتبةَ ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ بالبحثِ العلميِّ التخصصيِّ،
الشيخ الدكتور محمد عمير: الدراسة هدفها إثراء المختصين في مجال الفقه بمادة علمية مقارنة
أكد سماحة الشيخ الدكتور محمد عمير بأن البحوث الفقهية التخصصية والمسائل المستحدثة، قليلاً ما تسلط الضوء على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو الأمر الذي ولد لديه فكرة تأليف كتابه العاشر الذي حمل عنوان “القواعد الفقهية العامة” في فقه ذوي الاحتياجات الخاصة، والصادر عن دار أطياف للنشر والتوزيع بالقطيف.
ويؤكد سماحته بأن الفكرة في الأساس كنت تتمحور حول كيف يمكن أن يكون البحث، بحثاً فقهياً تخصصياً وفي نفس الوقت يفتح آفاقاً جديدة للباحثين، ومن هنا قام بعملية مسح للعناوين الاجتماعية التي ينبغي للفقيه إثراؤها، فتولدت منها فكرة الكتاب.
ويوضح عمير أن الدراسة المقدمة في كتاب ” القواعد الفقهية العامة في فقه ذوي الاحتياجات الخاصة ” ليست دراسة فقهية غرضها تقديم منهج فقهي أو رسالة عملية لهذه الفئة، بل هدفها إثراء المختصين في مجال الفقه بمادة علمية مقارنة، لعلها تفتح آفاقًا بحثيةً جديدةً، ولعلها تكون مقدمة لاهتمام المختص بالمجتمع، لكن بالإمكان الاستفادة منها في رسم ملامح رسالة عملية خاصة بهذه الفئة.
ويبين الشيخ أن البحث الفقهي موجود في جل مسائل هذا الباب الفقهي، لكنه غير معنون، كما أنها نتائج فتوائية في أكثر المدون، وليست دراسة للقواعد التي تدخل في جل أبواب الفقه وترسم ملامحاً لفقه ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا جديد هذه الدراسة.
ويفيد الدكتور بأن هذه الدراسة تخاطب المختصين في مجال الفقه، والمثقف المتابع لمجالات الفقه واستجابته لمتطلبات الحياة، ويثري مكتبة ذوي الاحتياجات الخاصة بالبحث العلمي التخصصي، راجيًا أن يوفقه الله لإنتاج مادة فقهية تمثل رسالة عملية خاصة بهذه الفئة، وبأساليب متعددة كلغة برايل أو غيرها.
يجدر بالذكر أن الشيخ عمير له ذخيرة علمية من المؤلفات في المجالات الدينية والثقافية وصلت إلى تسع كتب.
إشادات علمائية
وفي الإحتفال الذي أقامت مجموعة الولاء ببلدة التوبي في محافظة القطيف بحضور نخبة من مشايخ القطيف بمناسبة حصول سماحته على شهادة الدكتوراه، في ”فقه الأسرة“، نسب الشيخ فوزي السيف – بحسب مقدم الحفل – ”العمير“، إلى مدرسة العلامة الراحل عبدالهادي الفضلي، مدرسة ”الفقيه المثقف“، مطالباً إياه بأن يواصل هذا الطريق، طريق ”الفقيه المثقف“.
وعلق ”العمير“، على كلام الشيخ فوزي السيف بأنه تشريف له، مشيراً إلى أن كلماته جاءت من الأب لأبنائه، داعياً الله أن يكون عند حسن ظنه به.
الشيخ محمد العبيدان
وذكر الشيخ محمد العبيدان بأنه بعد اطلاعه على الرسالة المقدمة والتي قرأها مرتين «قراءة متأمل» وجدها تتمتع بالأسلوب «الشيق»، واستيعاب الشيخ للمادة العلمية التي تناولها في أطروحته، وشموليتها، وحياديتها، واستعراضه للكلمة.
وأشار العبيدان إلى أن القارئ للرسالة يجد بأن هناك باحثاً يكتب حقيقة ما كان يريد أن يبرهن عليها، مؤكداً أنه يسعى إلى الحقيقة دون أن يكون محصوراً، أو مقيدًا بفكرة معينة، وصورة خاصة وإنما محايداً لهذا فإنه يتأمل الكلمات حتى يصل إلى النتيجة المقررة.
وأثنى على التبويب، وأسلوب البيان السلس الذي يجعل القارئ يستمتع في رحلته الثقافية في ما حرر، ويجد في ذلك لذة.
ولفت إلى تضمن الموضوع لجانبين، جانب علمي فقاهتي، وجانب اجتماعي طبي منوهًا إلى أن القارئ لا يشعر بشيء من التعقيد، أو انغلاق في التعابير، وإنما يرى سلاسة وانسيابية مع الحفاظ على متانة المطالب ودقتها.
وقال «إن الشيخ العمير يدخل الفكرة بسلاسة، ويخرج منها بسلاسة»، معتبراً هذا الأسلوب احترافيًا في إيصال المادة العلمية للقارئ، ومشيراً إلى أن القارئ لا يشعر أن الكاتب قد تاه، أو تشتت الفكرة من تحت يديه.
وأكد بقوله «فعلاً كانت الرسالة محكمة، وتكشف عن قلم ٍمميزٍ، وكاتبٍ بارع».
وذكر أن الرسالة مثلت إطلالة جديدة، لتبرز هوية الإسلام، وهوية التشريع الديني، مؤكداً أن الشريعة الإسلامية شاملة لجميع الأفراد، مشيراً إلى أن جودة الفكرة التي عرضها «العمير» تكمن في شمولية التشريع الإسلامي لجميع الناس، الأصحاء منهم، وأصحاب الإعاقة، حيث يحقق لهم جميع المتطلبات والغايات، ويعالج جميع الأمور.
وقدم العبيدان توصية ل «العمير» متمنياً تقبلها قائلاً «كنت أتمنى لو زين الشيخ رسالته في النهائية ببيان الثواب في من أصيبوا بهذه الإعاقة، والثواب لمن قام بخدمتهم».
وبين أن هذه الفئة تحتاج إلى شيء من العناية والاهتمام الذي قد يغفل عنه الكثير، أو قد يتأذوا وينزعجوا منه منوهًا إلى إن إضافة هذا الأمر سيعطي جمالية تضاف إلى جمالية الرسالة.
الشيخ فوزي السيف
ومن جانبه، أشاد الشيخ فوزي السيف بأطروحة «فقه الأسرة»، مشيراً إلى الحاجة الماسة لنشر هذه الثقافة الفقهية والاجتماعية، مؤكداً أن معظم المشاكل الأسرية يكون سببها الجهل بالأحكام الشرعية مما ينتج عنه الطلاق، وانفصال الزوجين عن بعضهم البعض، أو العيش سوياً في ظل الطلاق العاطفي.
وانتقد السيف قضية اعتبار كل من أكمل دراسته وتولى وظيفة وراتبًا أن يكون مؤهلاً لأن يكون رب أسرة، داعياً إلى الاهتمام بتعلم الأحكام الشرعية الخاصة بالأسرة، وكيفية التعامل في العلاقة الأسرية.
الشيخ صالح البراهيم
وأثنى الشيخ صالح البراهيم على الأطروحة مؤكداً على أن هذه الدراسات، بمثابة الحاجة الملحة في المستوى المحلي والأممي
المصدر: وكالات؛ ك: ”القطيف اليوم” – جهينة الاخبارية – سيد الأكوان و…