خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / خاص بالموقع / 22 تقرير خبري خاص / موسوعة “مدارك فقه أهل السنة” تكمل مسيرتها بصدور المجلد الثامن
مدارك فقه أهل السنة على نهج وسائل الشيعة

موسوعة “مدارك فقه أهل السنة” تكمل مسيرتها بصدور المجلد الثامن

خاص الاجتهاد: صدر حديثاً الجزء الثامن من كتاب “مدارك فقه أهل السنة على نهج وسائل الشيعة” وهو ثمرة بحث فريق الفقه والقانون بمعهد العلوم والمعارف الحديثية، ويتضمن مباحث كتابي “الزكاة” و”الخمس والأنفال”.

وفقاً للاجتهاد، فإن الدراسات الحديثية الفقهية تعتبر من أهم جوانب البحث الحديثي لدى المسلمين. وقد حظيت هذه المجال البحثي باهتمام كبير منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحتى يومنا هذا. ويمكن إحصاء العديد من الكتب والمؤلفات في كل مذهب إسلامي، والتي اهتمت بجمع وتصنيف الأحاديث الفقهية بشكل علمي، بما يتناسب مع الأهداف والمعارف المختلفة في الفقه.

يعتبر تجميع جهود باحثي الحديث وفقهائنا للاستفادة القصوى والوصول إلى أوسع نطاق من الروايات الحديثية الفقهية الإسلامية هو من المجالات البحثية والكتابية الجادة في مجال الحديث الفقهي. هذه الجهود التي بدأت منذ القدم وحتى يومنا هذا، من كتاب “الكافي” الشريف إلى “من لا يحضره الفقيه” للشيخ الجليل الصدوق و”تهذيبين” للشيخ الطوسي وحتى تجميعات المرحوم الفيض الكاشاني في “الوافي” و “وسائل الشيعة إلى تحصیل مسائل الشريعة” عند الإمامية وتجميعات متعددة أخرى مثل “جامع الأصول” و”التاج الجامع” وغيرها في بقية المذاهب الإسلامية، قد ظهرت وبرزت بشكل واضح وكامل.

رأى آية الله البروجردي أن إكمال هذا المسار العلمي يكمن في استعادة “سياق صدور الروايات” للوصول إلى القضايا المطروحة في عصر المعصوم، وبيّن أن هذا الأمر ركن أساسي لفهم المراد الحقيقي من الروايات الفقهية لأئمة أهل البيت عليهم السلام، وتناول هذا الأمر في بحوثه الفقهية. وكان يرى “ره” أن أقرب سبيل لإعادة بناء “سياق صدور روايات أهل البيت عليهم السلام” هو الاستفادة من مجموع التراث الحديثي الإسلامي. وكان يعتقد أن جمع العبارات المتناظرة، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف في الآراء، يرسم صورة شاملة للقضايا التي كانت موضوع النقاش في ذلك العصر. ورغم أن آية الله البروجردي بدأ في تأليف جامع حديثي لتحقيق هذه الفكرة العلمية، إلا أنه واجه شكوكًا حول اختلاط وتداخل روايات المذاهب المختلفة، مما قد يضلل غير المتخصصين. ونظراً لعدم استعداد الأوساط العلمية في عصر آية الله البروجردي، فقد تخلى عن هذا المشروع العلمي الكبير.

الموسوعة الحديثية الفقهية “مدارك فقه أهل السنة على نهج وسائل الشيعة”، التي بدأت بتوجيه ومتابعة من قائد الثورة الإسلامية، وبمبادرة من فريق الفقه والقانون بمعهد العلوم والمعارف الحديثية خلال حياة آية الله الريشهري، هي من أهم الأعمال الجماعية في مجال الحديث الفقهي في العصر الحديث. هذا الجامع الحديثي الفقهي يسعى إلى تحقيق فكرة آية الله البروجردي في إطار مشروع أساسي في معهد القرآن والحديث للبحوث. وانطلاقًا من فكرة آية الله البروجردي، أُعدّ هذا البحث لمعالجة المشكلة التي حالت دون إعداد عمل شامل في عصره، وهي مشكلة اختلاط الروايات. ولذلك، تم تدوين متون وأحاديث أهل السنة في مدونة مستقلة، مستندة إلى كتاب “وسائل الشيعة” الشريف. وبذلك تم الحفاظ على تطابق و تناظر الروايات وتجنب الخلط بين المتون.

إعادة بناء الخطاب السائد في عصر المعصوم والوصول إلى فهم دقيق للمراد الحقيقي من الروايات الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهما من ثمار هذا المشروع البحثي الأساسي؛ ليس مفيداً فقط لعلاج المشكلات والغرائب الحديثية، بل يوفر للباحث أدلة كثيرة لحل التعارضات بين النصوص والجمع بين الأخبار.

ولكن يجب التنبه إلى أنه – خلافا للتصورات الشائعة والمراجعات العادية – فإن الوصول إلى السياق الحواري والخطاب السائد في عصر المعصوم لا يمكن تحقيقه من خلال الرجوع البسيط وغير المتخصص إلى آراء أئمة المذاهب. كما أن الرجوع غير المتخصص وغير العلمي إلى مصادر الحديث عند أهل السنة لا يفي بالغرض في الوصول إلى السياق الحواري السائد في عصر المعصوم. بل إن فهم السياق الحواري السائد في عصر المعصوم يتطلب معرفة شاملة بالجو الفكري والثقافي العام في القرنين الأولين، فضلاً عن معرفة آراء وأفكار المعاصرين للإمامين الصادقين عليهما السلام بشكل خاص، وهو أمر لم يتحقق قبل تأليف كتاب “مدارك فقه أهل السنة”.

يمكن تتبع أمثلة لمظاهر فعالية إعادة بناء السياق الحواري السائد في عصر المعصوم من خلال كتاب “مدارك”، والتي تؤثر على الجمع بين الروايات، من خلال دراسة مقارنة بين جمع روايات الشيخ الطوسي واستكمال البحث بناءً على نتائج كتاب “مدارك الفقه”.

وقد طرح وبيّن السيد محمد كاظم الطباطبائي، مدير مشروع البحثي “مدارك فقه أهل السنة” ومؤلف هذا الكتاب، بعضاً من هذه المظاهر التطبيقية في جلسة علمية بعنوان “استخدام قرينية الروايات الشيعية والسنية في جمع الروايات (مقارنة حالة كتاب تهذيب الأحكام وكتاب مدارك فقه أهل السنة)”.

الاعتماد على الأدلة العلمية القابلة للتحليل والارتقاء بمستوى النقاش الاستدلالي حول النصوص الروائية هو من ثمار هذا المشروع البحثي الأساسي. وهو أمر كان يتم سابقا بناءً على نتائج فردية وشخصية، وأحيانًا تتأثر بأهواء الباحثين، مما يؤدي إلى أخطاء بحثية كثيرة.

اليوم، بفضل البحث المنظم في موسوعة “مدارك فقه أهل السنة”، أصبح الجانب النقاشي والاستدلالي والاستدلال الروائي في البحث الفقهي بحثًا منهجيًا، يتميز بوفرة المصادر والأدلة، وقابل للنقد والتحليل. وقد وسع هذا البحث الأساسي من قاعدة البحث الفقهي في مجال استنباط الأحكام، وزاد من سيطرة الفقيه وإلمامه بجميع جوانب الاستدلال بالأحاديث الفقهية.

ومن الجوانب التكميلية الأخرى لبحث “مدارك فقه أهل السنة على نهج وسائل الشيعة” تمهيد الجوانب النظرية للمناقشة، واستكمال فكر وإبداع آية الله البروجردي للوصول إلى نظرية علمية، وإعادة قراءة الأمثلة والحالات التطبيقية في شكل مقالات علمية. وقد ظهرت هذه الأبحاث التكميلية في كتابات حجة الإسلام السيد محمد حسن الحكيم، وكذلك في مقالات حجة الإسلام محمود كريميان وغيرهما من الباحثين في مشروع “مدارك فقه أهل السنة”.

تصنيف وتوضيح المراتب الاعتباري للحديث الفقهي، بدءًا من المتفق عليه والمُتسالَم عليه وانتهاءً بالفروع الخلافية، وترسيخ منهجية إرجاع الفروع إلى الأصول في مجال تحليل الرواياث الفقهية، هي مجالات تطبيقية أخرى أتاحها مشورع البحث الأساسي في “مدارك فقه أهل السنة” للباحثين في مجال الفقه.

كذلك تتبع المشتركات في الأحاديث الفقهية بين المسلمين، ودفع الشبهات حول الأحاديث الفقهية الإمامية، والوصول إلى مجالات بحثية واستنباطية مشتركة، هي جوانب بحثية أخرى وثمار لمشروع “مدارك فقه أهل السنة” البحثي الأساسي.

كتاب “مدارك فقه أهل السنة على نهج وسائل الشيعة” تأليف سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد كاظم الطباطبائي وبالتعاون مع كوكبة من الباحثين (السيد محمد حسن الحكيم، محمود كريميان، محسن جيرايي شراهي)، قد صدر منه ثمانية مجلدات حتى الآن عن معهد القرآن والحديث للبحوث. وتتضمن المجلدات الصادرة حتى الآن من كتاب “مدارك فقه أهل السنة” مجموعة من الكتب الفقهية كـ: الطهارة، والصلاة، والزكاة، والخمس، والأنفال..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign