الاجتهاد: صرح رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ الدكتور “أحمد متعب القطان”، أن من يمنع الشعارات الداعمة لفلسطين في موسم الحج هو يعلن تضامنه مع العدو ال”صهيوأمريكي”، مؤكداً أهمية استغلال الحج باعتباره مؤتمر إسلامي جامع وحدوي كبير، من أجل التباحث في قضايا الأمة وأهمها القضية الفلسطينية.
كم يلزمنا من مجازر وابادة جماعية بغزة وانتهاك لكافة الحقوق الإنسانيه، وتدنيس لمقدساتنا وأولى القبلتين، ليصحى ضمير المتخاذلين والمطبعين مع هذا الكيان اللقيط.
الم يحرم الله تعالى موالات أعدائه؟ ألم يقول الإمام المغيب سماحة السيد موسى الصدر اعاده الله علينآ: “إسرائيل” شر مطلق والتعامل معها حرام. كيف تتعاملون مع هذا الكيان وأنتم تشاهدون هذه المجازر يومياً على الهواء مباشرة؟
وعلى الجانب الآخر من المشهد، نجد صحوة شعبية عالمية تجاه القضية الفلسطينية، وباتت المظاهرات والفعاليات الداعمة لفلسطين أمر واقع وروتين يومي في بلاد مثل أمريكا وألمانيا وغيرها.
في الوقت الذي يُمنَع فيه رفع علم فلسطين أو الهتاف لها في مكة المكرمة، ويتم الترويح فيه إلى مواسم الغناء والفن، فإلى أي زمانٍ وصلنا.
وحول هذا الموضوع، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع فضيلة رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ الدكتور “أحمد متعب القطان”، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
ما هي مخاوف النظام السعودي التي تجعله يعلن عن منع رفع الشعارات والهتافات في موسم الحج؟ وما هي هذه الشعارات المقصودة بالمنع؟ وهل دعاء المسلمين لله كي يخلصهم من المحن والمصائب التي تحل بهم ولنصرة الإسلام والمسلمين هي من الشعارات التي تغضب النظام السعودي فيعمل على منعها وتحريمها؟
النظام السعودي حين يمنع الشعارات والهتافات في موسم الحج والتي تؤيد نصرة المظلومين في العالم لا سيما في فلسطين وغزة، هو دليل على أن النظام بطريقة أو بأخرى يعلن تضامنه مع العدو (الصهيوأميركي) وأنه غير قادر على أن يقول لهذا العدو انت ظالم، أو على الأقل ان يدعو للمظلومين المستضعفين في فلسطين وغزّة بالنصر والتمكين، لذلك نحن نستنكر أشد الاستنكار منع الهتافات التي تؤيد الأخوة المجاهدين في فلسطين والتي تطالب بوقف الحرب والإبادة الجماعية على أهلنا وأخواننا في فلسطين وغزة تحديداً .
كما تعلمون أن النظام السعودي يمنع مواطنيه من التظاهر والاحتجاج، ويعاقب بأشّد العقوبات كل من يكتب تغريدة مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني ومقاومته للإحتلال في مواجهة حرب الإبادة، ما هو تعليقكم على هذا الأمر وهل يجوز للنظام السعودي أن يفرض ذلك على شعوب العالم الإسلامي ؟
كل ما يقوم به هذا النظام غير مستغرب .. فهو يمنع مواطنيه من التظاهر والاحتجاج بل ويعاقب على ذلك ولو من خلال أي تغريدة أو أي موقف لانه يعلم بأن الموقف سلاح ويعلم كذلك أن الموقف يدل على العداء للعدو ( الصهيوأميركي)، وهذا النظام هو حليف لأميركا، وهو حليف للصهاينة وهو حليف لأعداء الإسلام فكيف سيمنح شعبه حق الاستنكار أو التعبير عن الرأي بالتضامن مع اهلهم وإخوانهم في فلسطين وغزّة. لذلك انا لا أبرِّئ الشعوب العربية والإسلامية لأن من واجبها أن تنتفض نصرة للمظلوم، دعماً لأهلنا في غزة ولو كلفهم هذا الأمر ما كلفهم من العقوبات والاضطهاد والعذاب.
ما هي الشعارات المقصودة الممنوع على الحجاج ذكرها في موسم الحج، وهل هي محرّمة شرعاً أو انها تتناقض مع واجب التوبة والعودة إلى الله في الحج؟ وهل كان المسلمون قبل سيطرة آل سعود على بلاد الحرمين الشريفين يمارسون هذه الحرية أثناء زياراتهم للأماكن المقدسة؟
نحن نعتبر أن مسألة البراءة من الكفار والظالمين في الحج هي أمر ضروري لأن هذا الأمر يدل على إنتهاج سنة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأرى أن المؤتمر الإسلامي الوحدوي الكبير هو الذي يحصل في الحج فينبغي أن نستغل هذا المؤتمر الإسلامي الجامع من أجل التباحث ومناقشة قضايا الأمّة، وهل هناك من قضية تجمع الأمّة وتوحدها أفضل وأهم من فلسطين ؟ وهل هناك مظلومية يعيشها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في هذا الزمان أسوأ من هذه المظلومية التي يعيشها أخواننا وأهلنا في غزة ؟
نعم غزة أبيدت وعدد الشهداء فيها أكثر من 35 ألف شهيد وأكثر من 70 ألف جريح ومعظم الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ !
فماذا تنتظر هذه الشعوب العربية والإسلامية بعد ؟ هؤلاء العرب ما الذي ينتظرونه ؟ لذلك فإن من واجبنا أن ننتفض جميعاً وأن نواجه الحكام .. أن نواجههم بالحق ..
يا أبا ذر قل الحق ولا تخف في الله لومة لائم، وأفضل الشهادة هي شهادة العالم والمؤمن الذي يقف في وجه سلطان جائر ويقول له أنت جائر، أنت ظالم، لذلك وبهذه المناسبة نحن نطالب كل الشعوب العربية والإسلامية لتنتفض نصرة للمظلومين المضطهدين في فلسطين وفي غزة تحديداً.
وأن ننصرهم بالمظاهرات وبالمواقف وبما نستطيع كي نؤدي جزءاً من تكليفنا الشرعي وواجبنا تجاه أهلنا وأخواننا، ألسنا نحن من نقول أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، فواجبنا ان نكون جسداً واحداً، قلباً واحداً، وأن نتعاون على البر والتقوى وعلى نصرة بعضنا لبعض إن شاء الله.
المصدر: وكالة مهر للأنباء _ وردة سعد