الحرب الهجينة قاسم-شبان-نيا

مرونة الفقه الجواهري: قادر على معالجة قضايا الحرب الهجينة بمنهجيات حديثة

خاص الاجتهاد:  حلّل الأستاذ قاسم شبان نيا التهديدات الموجهة للقيادة في سياق الحرب الهجينة ومواجهة نظام الهيمنة، وشدد على أهمية العمل الوقائي.

انعقد الملتقى العلمي التخصصي “قدرات الفقه في الدفاع عن ولي أمر المسلمين والمجتمع الإسلامي” بحضور نخبة من أساتذة الحوزة والجامعة والباحثين في العلوم الإسلامية، وذلك في قاعة الشهيد بهشتي بجامعة باقر العلوم (عليه السلام). خلال هذا الملتقى، استعرض الأساتذة حسن علي أكبريان، سعيد ضيائي فر، ذبيح الله نعيميان، إبراهيم موسى زاده، قاسم شبان نيا، علي محمدي، السيد إحسان رفيعي علوي، محمد جواد أرسطا، السيد سجاد إيزدهي، محمود حكمت نيا، ورضا إسلامي، الدور الذي لا غنى عنه للفقه الشيعي في صون الحكم الإسلامي والتصدي للتحديات العالمية.

وقام الأساتذة في هذا الملتقى بتوضيح الأبعاد الفقهية والقانونية والحضارية للدفاع عن ولاية الفقيه، مشددين على حتمية إعادة النظر في إمكانيات الفقه الشيعي في مواجهة التهديدات العالمية والحروب الهجينة، كما لفتوا الانتباه إلى فتاوى المراجع العظام بوصفها دعامة راسخة لحفظ هوية الأمة الإسلامية وقوتها.

سماحة حجة الإسلام والمسلمين قاسم شبان نيا: أننا نعيش في خضم حرب هجينة تتضافر فيها الأبعاد العسكرية، والتقنية، والتكنولوجية، والمعرفية. وأكد على أن دور ضباط الحرب الناعمة في هذه الحرب المعرفية يفوق أحيانًا دور القادة العسكريين.

وأشار سماحته إلى أن الفقه الجواهري يمتلك المرونة الكافية لمعالجة هذه المسألة بمنهجيات حديثة، سائلًا: على من ينطبق وصف المحارب في سياق الحرب الهجينة ؟ واستطرد موضحًا أن مهدور دموية الكيان الصهيوني أمرٌ بيّن لا يحتاج إلى مزيد بحث، نظرًا لتعدد مصاديقه. واستدل بآيات كريمة من سورة الممتحنة (الآيتان 8 و 9) التي تشير إلى الاحتلال وإخراج الناس من ديارهم، مؤكدًا أن ذلك ينطوي على حكم شرعي. وأضاف أن ما يرتكبونه من ظلم واضطهاد بحق المسلمين والشعب الفلسطيني يندرج تحت وصف مهدور الدم و المحارب.

وتابع عضو الهيئة العلمية في مؤسسة الإمام الخميني (قده) للتعليم والبحث العلمي حديثه بالقول إن ترامب يمثل مظهر الظلم والتسلط، بينما يمثل قائد الثورة المعظم مظهر المواجهة مع نظام الهيمنة. وأوضح أن المستكبر الذي يصدر أمر اغتيال الشهيد سليماني بشكل مباشر ويتحقق استشهاده، ينطبق عليه وصف المحارب. وكذلك من يصدر أمرًا مباشرًا بالهجوم على المنشآت النووية ولا يبدي ندمًا على ذلك.

وأردف سماحته قائلًا: لو اعتبرنا هذه المسألة حربًا بين إيران وإسرائيل، فإننا نكون قد قلّلنا من مستوى الحرب. إنها صراع وتواجه بين نظام الهيمنة و النظام المناهض للهيمنة الذي اتخذ اليوم شكلًا جديدًا من المواجهة. لهذا السبب، يمكن بحث هذه القضايا بما يتجاوز تهديد قائد الثورة المعظم، لأن كونهم محاربين و مهدوري الدم لا يقتصر على تهديد سماحته.

وأشار شبان نيا إلى أن التدبر في الآيات القرآنية والمباحث الفقهية المتعلقة بمواجهة الطاغوت يمكن أن يكون مساعدًا في هذه المسألة، موضحًا: يجب الانتباه إلى الفرق بين القصاص والدفاع. في القصاص، لا بد أن يكون هناك فعل إجرامي قد وقع لتقوم بجبرانه؛ أما مسألة الدفاع فمختلفة. عندما نرى العدو في حالة مواجهة وعدوان، يجب علينا أن نحصّن أنفسنا (نواجه)، وهذا لا يكون فقط بالعتاد الحربي والاستعداد العسكري، لأنه في الحرب المعرفية توجد استعدادات أخرى ضرورية.

وأضاف: عندما يؤدي مرجع ديني دورًا في تقوية الجبهة المناهضة للاستكبار ونظام الهيمنة، ويكون تعرّضه للخطر أمرًا ذا أهمية، فإن هذا الحكم يجد مصداقيته. ولا فرق في ذلك بين أن يكون قائد مجتمع، أو مرجعًا للتقليد، أو فردًا عاديًا. واليوم، قائد الثورة المعظم هو حامل لواء هذا الميدان.

وبيّن عضو الهيئة العلمية في مؤسسة الإمام الخميني (قده) للتعليم والبحث العلمي أن الفقهاء لديهم آراء متباينة حول شمولية عنوان المحارب. فبعضهم يرى أن عنوان المحارب خاص، وينبغي استخدام مصطلح مهدور الدم في حالات أخرى. بينما يرى بعض الفقهاء أن الكفار بصورة عامة محاربون، حتى لو لم يكونوا منخرطين في حرب فعلية.

وأوضح سماحته: عندما يكون تهديد قائد المجتمع الإسلامي بهدف إذلال الأمة الإسلامية وإظهار قوة العدو الظاهرية، يجب دراسة الأحكام الفقهية المتعلقة بمواجهة هذا الإذلال؛ لأن هذا الأمر له أهميته ومحوريته.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

Clicky