الاجتهاد: صدر من (مؤسسة دار الإسلام) كتاب (مذكرات الشيخ الآصفي تاريخ الحوزة العلمية في النّجف الأشرف ونشوء التيارات والمشاريع).
والكتاب عبارة عن ذكريّات آية الله الشّيخ محمّد مهدي الآصفيّ يستعرض فيها عدداً من الأمور والقضايا التأريخية المهمّة في الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف بكونه شاهداً على العصر في حوار مطوَّل معه امتدَّ لتسعة فصول في 528 صفحة.
وقد جاء في المدخل المفصّل الّذي كتبه العلامة السيد حسين بركة الشاميّ للكتاب: (..ولا يخفى أنَّ الشيخ الآصفي هو شاهد كبير على أحداث عصره، بمسيرته المعطاء وحركته الكبيرة في مختلف المجالات، ولا سيّما تأريخ الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف الّتي كان ربيبها وابنها البارّ والمدافع عنها؛ لذلك نقل في هذه الأحاديث صورة واقعيّة بمصداقيّة ووضوح كما عرفناه، وبإخلاص ووفاء للحوزة العلميّة وعلمائها وتيّاراتها ومشاريعها، فصارت هذه المذكّرات وثيقةً تأريخيّة تقدّم للمجتمع لتحفظ التأريخ ولتبرز الوجه الجليّ من تأريخ النجف الأشرف وحوزتها..).
وكانت الفصول التّسعة للكتاب تحتوي على السيرة الذاتية له ولأسرته، وحوزة النّجف الأشرف في تألّقها وازدهارها وعلاقاته مع علمائها الأفذاذ كالإمام السيد محسن الحكيم والشيخ المظفّر والسيّد هبة الدّين الشّهرستانيّ وغيرهم من العلماء، ثمّ استطرد في الحديث عن الخصائص الّتي تميّز طالب العلم في الحوزات العلميّة وما يجب أن يطالعوا ويقرؤوا من الأفكار والمؤلّفات.
ودار الحديث في الفصل الخامس حول (المنهج العلمي والسياسي لآية الله العظمى السيد الخوئي) وحركته العظيمة في حوزة النّجف الأشرف، وانطلق منه للحديث عن المدرسة الأخلاقيّة في حوزة النّجف الأشرف وعن علمائها كالشّيخ عبد الكريم الزّنجانيّ والإمام الخمينيّ؛ ثم يفصّل الحديث عن نظريّة ولاية الفقيه والأدلّة عليها من الكتاب والسنّة.
وفي الفصل الثّامن منه تحدّث بتفصيل عن حركة حزب الدّعوة الإسلاميّة في العراق في نشوئه وتأسيسه وحركته ومواجهته للحزبين الشيوعيّ والبعثي، ودور الشيخ الآصفيّ فيه لحين استقالته منه، وتخلّل ذلك حديث عن بعض الذّكريات مع الدعاة كالشهيد عبد الصاحب دخيّل وغيره من الشّهداء؛
واختتم الفصل التاسع بالحديث عن عدد من العلماء كالشّيخ محمّد مهدي شمس الدين والسيد محمّد حسين فضل الله والسيّد موسى الصّدر،
واختتم الكتاب بالحديث المفصّل عن الإمام الشّهيد السّيّد محمّد باقر الصّدر في فكره وحركيّته ومزاياه ثم عن أخته الشّهيدة العلويّة بنت الهدى (رحمها الله).
ويحمل كتاب مذكرات الشيخ الآصفي في صفحاته الأخيرة فهرسةً للأعلام المذكورة في الكتاب، مع ملحق صوريّ كبير للشّيخ الآصفيّ في مسيرته الحافلة ابتداء من ولادته وشبابه في النّجف الأشرف ومروراً بمراحل متعدّدة من حياته لحين رحيله المفجع.
لحجز نسخة مراسلة صفحة (مؤسسة دار الإسلام) على الفيسبوك، أو على الواتساب
(+9647740212724)
تعليق الشيخ محمد قاسم الطائي:
مذكرات المرحوم الشيخ محمد مهدي الآصفي مليئة بالأحداث والأسماء والتواريخ، أمس حصلت على (مذكّرات الشيخ الآصفي) من مؤسسة دار السلام، المواضيع المسجلّة فيها شيقة ومهمة، لا استطيع الحكم عليها بهذه السرعة، لكني متفائل بها، من خلال القراءة للفهرس، وشيء من سطورها وعناوينها المكتوبة، أهم ما تضمنت سيرته الذاتية من حيث سردية الدراسة والأساتذة والأنشطة الدينية والسياسية والاجتماعية للشيخ الآصفي، وعلاقته بالعلماء والمراجع الكبار كالسيد الخوئي والسيد الخميني والشيخ محمد رضا المظفر والسيد موسى الصدر والسيد محمد باقر الصدر وغيرهم، خصائص طلبة وحوزة النجف الأشرف، نظرية ولاية الفقيه، نشاطات حزب الدعوة في العراق، فتوى السيد الحكيم ضد الشيوعية، الحوزة العلمية وعبد الكريم قاسم، جدلية أفكار الشيوعية والماركسية، الفكر السياسي والاجتماعي لمفكري حوزة النجف، الكتب والمجلات والإصدارات التي سادت في بعض الفترات الزمنية، كذلك الجلسات والحوارات وخصائص بعض العلماء، وغيرها من موضوعات ومعلومات ثرية ومهمة رغم أن بعضها جداً وجيز ومقتصر لا يتجاوز بضعة أسطر لا يتناسب مع حجمها المفروض. المذكرات مادة تاريخية مهمة، يمكنها ايضاح وفهم بعض الأدبيات والجدليات والملابسات، والقضايا الهامة التي تمس واقعنا الراهن .