الاجتهاد: روى الشيخ المفيد، أحد أهم كبار علماء الشيعة، عن ابن قولويه بسند ينتهي إلى الإمام الصادق، عليه السلام، أن في اليوم السابع والعشرين من رجب، نزلت النبوة على رسول الله صلى الله عليه وآله. ويعتبر هذا الحدث المعروف بـ “المبعث النبوي” واحدة من أهم نقاط التحوّل في تاريخ الإنسانية،
بعد أن جاء النبي صلى الله عليه وآله برسالة سماوية دحض بها المعتقدات الباطلة والخرفات التي كانت سائدة في مجتمع شبه الجزيرة العربية آنذاك. ولا تقتصر أهمية هذا الحدث على الجانب العقائدي أو الفكري وحسب، وإنما يرتبط بسيادة “العدل” الإلهي الذي أرسى دعائمه النبي على مدار ثلاثة وعشرون عاماً منذ يوم مبعثه، والذي تسعى الأمم إلى تحقيقه حتى يومنا هذا منذ انقطاع الوحي.
وتشير الروايات الشريفة إلى أن النبي كان يغدو كل يوم إلى حراء يصعده وينظر من قلله إلى آثار رحمة الله، وإلى أنواع عجائب رحمته وبدائع حكمته، وينظر إلى أكناف السماء وأقطار الارض والبحار والمفاوز والفيافي، فيعتبر بتلك الآثار، ويتذكر بتلك الآيات، ويعبد الله حق عبادته.
وبحسب هذه الروايات، أنه لما بلغ صلى الله عليه وآله الأربعين عاماً، هبط عليه جبرائيل عليه السلام بوحي من الله وقال: يا محمد اقرأ، قال: وما أقرأ ؟ قال يا محمد “اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الاكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم “ثم أوحى إليه ما أوحى إليه ربه عزوجل. “استمعوا له وأطيعوه”
وفي رواية أخرى، عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، سرد فيها تفاصيل نزول الوحي على النبي، و الأمر بإنذار عائلته والأقربين منه بقوله تعالى: “وانذر عشيرتك الأقربين”، ينقل فيها قول النبي: “يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله عزوجل أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على أمري فيكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي؟
قال: فأمسك القوم، وأحجموا عنها جميعا، قال: فقمت وإني لاحدثهم سنا وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا، فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك على ما بعثك الله به، قال: فأخذ بيدي، ثم قال: إن هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا، قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع”.
تحرير: حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة