آية‌ الله‌ الخوئي

كلمة المرجع شبيري الزنجاني تكريما لمقام ومكانة آية‌ الله‌ الخوئي (طاب ثراه)

الاجتهاد: كانت من ميزات آية‌ الله‌ الخوئي ذاكرته الاستثنائية؛ حتّى أنّه كان يحفظ القرآن الكريم في العقد العاشر من عمره، مع أنّه في هذه السنين لا يبق شيء في ذاكرة الإنسان عادة، ولكنّه كان يمتلك ذاكرة استثنائية.

اتسم آية‌ الله‌ الخوئي السيد الخوئي بفضائل ومزايا لا تقبل الإنكار؛ إحداها سرعة البديهة والذكاء، ومما يثبت علو مقامه أنّ الحاج السيد علي البهشتي (م 1424 هـ.ق) الذي كان مشهورا بالفضل والتقوى، والمتسم بحسب معايير الحوزة العلمية بصلاحية تولي المرجعية بعد السيد الخوئي، والذي كان عالما فذا وفاضلا ألمعيا كان يشارك في جلسات استفتاء السيد الخوئي.

قال أحدهم: سألت السيد البهشتي هل تستفيدون من السيد الخوئي حين مشاركتكم في تلك الجلسات؟ فأجاب: أنا أستفيد من ذكاء السيد الخوئي، فلم يكن هناك أيّ مسألة عويصة معقدة وتحتاج إلى تفكير وتأمّل عميقين إلا وكان يحلها بعد تأمّل مختصر وتفكّر وجيز، من هذه الناحية كان ذكاء السيد الخوئي ممتازا للغاية، وقد طرحت عليه مرة سؤالا فردّ بالجواب، ومن ثمّ علمت أنّ جوابه ذاك كان منبعثا من مسألة الذكاء تلك.

الميزة الثانية في السيد الخوئي ذاكرته الاستثنائية؛ حتّى أنّه كان يحفظ القرآن الكريم في العقد العاشر من عمره، مع أنّه في هذه السنين لا يبق شيء في ذاكرة الإنسان عادة، ولكنّه كان يمتلك ذاكرة استثنائية.

السيد الخوئي كان مفكرا فذّا، اتصف فكره بالقوة والعمق.

أسلوبه في التدريس وتعبيره كان ممتازا للغاية؛ حتى أنّ المستمع اليوم لشريط درسه المُسجَل يشعر وكأنّه يقرأ نص الكتاب المُدَرَّس، فكلامه في إلقاء الدرس كان مطابقا لما ورد في الكتب، كما اتسم قلمه بالوضوح وسهولة فهم القارئ للمقاصد والأفكار.

لقد امتاز بهذه الخصائص الحسنة، وربما هم أقلاء جدا العلماء الذين لم يشاركوا في درسه في الخمسين سنة الأخيرة؛ حتى أنني سمعت أنّ فضيلة الشيخ محمد رضا آل ياسين (م 1370 هـ.ق) قد قال له: الطلاب الذين يقدمون النجف إنما يقصدونها طلبا للمشاركة في دروسك.

وقد سمعت السيد عبد الكريم الأردبيلي (رضوان الله تعالى عليه) يقول: وصلت حقوق شرعية مالية من المؤمنين العرب إلى الشيخ محمد رضا آل ياسين؛ فقد كان مرجع تقليد الموالين العرب، وبدوره أرسل السيد آل ياسين ذلك المال إلى السيد الخوئي، حتى يوزعه على تلامذته، فهو (آل ياسين) كان يرى أنّ طلاب السيد الخوئي إنّما يشاركون في دروسه للاستفادة العلمية فقط، في تلك الفترة لم يكن السيد الخوئي قد وصل إلى مقام مرجع الشيعة الأول، وكان قلة من الناس يقلدونه،

ولكن آل ياسين أرسل هذا المال للسيد الخوئي لسببين: الأول هو إذاعة اسم السيد الخوئي والمساعدة في اشتهاره، وثانيا لتصل تلك الأموال إلى مصرفها اللازم والحقيقي؛ لأنّ طلاب العلم المجدين كانوا يشاركون في دروس السيد الخوئي، من جهته استلم السيد الخوئي المال من الشيخ آل ياسين وقسّمه بين تلامذته، باختصار لقد عمل كلّ من العالمين الكبيرين بما تُمليه عليهما إنسانيتهما وأخلاقهما الفاضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky