خاص الاجتهاد: عُقد اجتماع تشاوري للمبلغين الإيرانيين الموفدين إلى الخارج خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بحضور نخبة من المسؤولين والمبلغين والناشطين في مجال التبليغ الدولي، في مركز إدارة الحوزات العلمية
عقد يوم الخميس الموافق 18 أبريل 2025، اجتماع تشاوري للمبلغين الإيرانيين الموفدين إلى الخارج خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بحضور نخبة من المسؤولين والمبلغين والناشطين في مجال التبليغ الدولي، في مركز إدارة الحوزات العلمية.
خلال هذا الاجتماع الذي بادر إليه مقر التبليغ الدولي التابع للحوزة العلمية، وهدف إلى بحث الاستراتيجيات الحديثة في مجال التبليغ الديني خارج البلاد، جرى تبادل للرؤى والخبرات بين المبلغين الموفدين، وتعزيز التعاون والتنسيق فيما بينهم.
تعزيز الروابط الثقافية عبر التجارب والمنبر التقليدي؛ نظرة استراتيجية للدعوة في شرق آسيا
وفي هذا الاجتماع أشار حجة الإسلام والمسلمين محمد رضا صالح، مساعد الشؤون الثقافية والتربوية في جامعة المصطفى، إلى تجاربه الميدانية في الصين والهند، مؤكدًا على ضرورة الاهتمام بدراسة الأوضاع وتقييم الاحتياجات وتعزيز الروابط الثقافية في التبليغ الدولي.
وشدد مساعد الشؤون الثقافية والتربوية في جامعة المصطفى العالمية على أهمية الاهتمام بالطلاب في مجال التبليغ الدولي، قائلاً: في أي بلد ندخله، يجب ألا نغفل عن الطلاب الجامعيين. واقتراحنا هو إنشاء قناة افتراضية مركزية تحت عنوان ‘الحياة والفقه في الخارج’ للإجابة على الأسئلة الفقهية والقضايا المعاصرة للطلاب الجامعيين والإيرانيين المقيمين.
وأشار إلى اهتمام المسلمين بالقرآن ومعارف أهل البيت (عليهم السلام)، مضيفًا: في الخارج، هناك شوق كبير للجوء إلى القرآن ونهج البلاغة. وتقديم تفاسير قصيرة وعملية للقرآن، خاصة في مجال القضايا الأخلاقية والأسرية والاجتماعية، يمكن أن يكون له تأثير كبير. فالقرآن هو حلقة الوصل بين الأمم، ويجب ألا نغفل عنه. وينبغي على المبلغين التركيز بشكل أكبر على هذا البعد.
ضرورة البعد السياسي الذكي في التبليغ الديني:
أكد حجة الإسلام والمسلمين صالح على ضرورة امتلاك المبلغ الديني بعدًا سياسيًا ذكيًا في عمله التبليغي، قائلاً: الأخلاق الفردية مهمة جدًا للمبلغ، ولكن يجب أن تكون مصحوبة بفهم عميق للظروف السياسية في المنطقة. فتحديد الأوضاع والاحتياجات ونقاط الضعف في كل منطقة، هي من ضروريات العمل التبليغي على الساحة الدولية.
ودفاعًا عن مكانة التبليغ التقليدي، قال: التبليغ التقليدي والمنبر الحسيني هما علامتنا في التبليغ. ففي ليالي القدر وأيام محرم، لا تزال قدسية المنبر حية في قلوب الناس. وعلى الرغم من ضرورة تحديث الأساليب وتطوير المحتوى، إلا أنه لا ينبغي لنا الابتعاد عن الأدوات التقليدية. فإذا شعر الناس أن المبلغ لم يأتِ للتبليغ فقط، بل لديه نية الخدمة، فسيكون قبوله الاجتماعي أكبر.
وفي الختام، أشار حجة الإسلام والمسلمين صالح إلى الاختلاف في المناخ الثقافي بين الدول المختلفة، مطالبًا مقر التبليغ الدولي بالاهتمام بالمتطلبات الإقليمية.
عليزاده موسوي: لقد حل عصر استثنائي للتشيع؛ ومسؤولية تاريخية تقع على عاتق المبلغين:
بدوره، أكد حجة الإسلام والمسلمين عليزاده موسوي في هذا الاجتماع التشاوري على نهاية الليبرالية الديمقراطية والإقبال العالمي على التشيع، مشيرًا إلى أن طريقة نقل الرسالة وشكلها أصبحت اليوم أكثر أهمية من مضمونها نفسه.
ولفت إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها عمود خيمة التشيع، مشددًا على ضرورة إعداد مبلغين متخصصين، وحصر منظومة القضايا الدولية، والاستفادة الجادة من الفضاء الافتراضي في التبليغ.
وأشار حجة الإسلام والمسلمين عليزاده موسوي إلى المناقشات النظرية حول التبليغ في الستينيات الميلادية، موضحًا: نقطة انطلاق التبليغ بدأت من طرح السؤال: هل الرسالة أهم أم الطريقة التي تُنقل بها؟ فقبل ذلك، كان التركيز على المحتوى الغني، ولكن مع تحول العالم إلى قرية عالمية، اكتسب شكل وطريقة نقل الرسالة أهمية أكبر.
وأضاف: لقد أدرك منافسونا هذا الأمر جيدًا. فأشكال التبليغ اليوم أصبحت قوية جدًا، لدرجة أنه حتى لو لم يكن المحتوى عميقًا، فإن طريقة نقله تجذب الجمهور. ومثال ذلك النشاط الواسع ل”جماعة التبليغ” في 120 دولة حول العالم، والتي على الرغم من تحريمها للتلفزيون والقنوات الفضائية، إلا أنها تتمتع بحضور مؤثر من خلال التبليغ وجهًا لوجه. وتستخدم التبشيرية المسيحية نفس الطريقة.
وفي تحليله للوضع الحالي للعالم، قال حجة الإسلام والمسلمين عليزاده موسوي: إن أزمة المعنى الناجمة عن انهيار الليبرالية الديمقراطية، قد وفرت لنا وللفكر الشيعي ظروفًا مواتية. فنحن اليوم نواجه إقبالًا واسعًا على التشيع، وهذه الفرصة الاستثنائية لم تتح للتشيع في أي فترة من التاريخ.
وشدد حجة الإسلام والمسلمين عليزاده موسوي على التخطيط الاستراتيجي على الساحة الدولية، قائلاً: يجب أن تكون أولويتنا حصر منظومة القضايا في مجال التبليغ الدولي. وبعد ذلك، يجب تحديد استراتيجيات دقيقة ثم وضع حلول عملية للمشاكل.
واعتبر إعداد مبلغين متخصصين لمختلف مناطق العالم من الضروريات الأساسية في هذا المسار، مضيفًا: على سبيل المثال، نحتاج على الأقل إلى 10 مبلغين متخصصين لشبه القارة الهندية و 10 آخرين لأوروبا، يكونون على دراية بلغة وثقافة وجمهور هذه المناطق.
وفي الختام، أشار عليزاده موسوي إلى إمكانيات الفضاء الافتراضي، قائلاً: إن الحضور في الفضاء الافتراضي، على عكس التبليغ الحضوري، لا يتطلب سفرًا وإمكانيات واسعة. ويمكن لمقر التبليغ إنشاء صفحات افتراضية للمبلغين الدوليين، وبدعم المحتوى، إيصال رسالة معارف أهل البيت (عليهم السلام) إلى الجمهور العالمي.
رئيس مكتب رئاسة مركز الإدارة: الهدف الرئيسي للحوزة هو تبليغ الدين
من جهته، قال حجة الإسلام والمسلمين عليزاده، رئيس مكتب رئاسة الحوزات العلمية في هذا الاجتماع: إن الهدف الرئيسي للحوزات العلمية، منذ تأسيسها وحتى الآن، هو إعداد المبلغين ونشر تبليغ الدين. وفي هذا السياق، نعتبر تأسيس مقر التبليغ الدولي خطوة مباركة جدًا وذات رؤية مستقبلية.
وأشار إلى الخلفية التاريخية لحوزة قم العلمية، مضيفًا: كانت الهجرة المباركة لسماحة آية الله الحائري عام 1301 هجري شمسي من أراك إلى قم وإعادة تأسيس الحوزة العلمية، نقطة تحول في تاريخنا المعاصر. واليوم، ببركة تلك الحركة، انفتحت أبواب العالم أمام المبلغين، ونشهد تماسكًا وتنسيقًا وتطورًا متزايدًا للأنشطة التبليغية.
موسوي زاده: تيار التبليغ الدولي قد اشتد
وفي سياق متصل، أشار حجة الإسلام والمسلمين موسوي زاده إلى كيفية تشكيل مقر التبليغ الدولي، قائلاً: “في أواخر عام 1401 هجري شمسي، وبناءً على اقتراح قُدم إلى حجة الإسلام والمسلمين حسيني نيشابوري ونائب رئيس المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، تم تأسيس هذا المقر، ومنذ ذلك الحين، تقدم التيار التبليغي على المستوى العالمي بوتيرة أسرع.
وأشار مدير التبليغ الدولي للحوزات العلمية إلى النجاحات المتحققة قائلا: لقد حققنا نتائج جيدة خلال أيام الأربعين، وشهر رمضان، ومحرم. وفي هذا المسار، كان لمؤسسات مثل جامعة المصطفى، ومؤسسة بلاغ، والعتبة الرضوية المقدسة، وغيرها من الأجهزة، مشاركة فعالة.
ولفت حجة الإسلام والمسلمين موسوي زاده إلى القيود المفروضة على التبليغ في بعض البلدان، مشيرًا إلى أن مبلغينا لا يبلغون في الساحة العامة فحسب، بل لديهم حضور فاعل في الجامعات أيضًا. وهذا المزيج جعل التبليغ أكثر شمولية وزاد من فعاليته.
كما أشار مدير التبليغ الدولي للحوزات العلمية إلى ارتياح قائد الثورة الإسلامية للتقارير المتعلقة بالتبليغ الدولي، قائلاً: هذا الرضا يضاعف مسؤوليتنا. ونحن نقدر الدعم القيم الذي يقدمه آية الله أعرافي، الذي كان دائمًا سندًا لهذه الحركة الكبيرة.
وفي هذا السياق، أشار حجة الإسلام والمسلمين السيد مصطفى حسيني النيشابوري، أمين مقر التبليغ الدولي، إلى الدور المؤثر لتضافر جهود المؤسسات المعنية بالتبليغ الدولي، قائلاً:
لولا مساندة كبار العلماء والمؤسسات المتوافقة، لما وصل التبليغ الديني على المستوى الدولي إلى هذه المرحلة. فاليوم، تقوم جامعة المصطفى العالمية، والمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)، ومؤسسات أخرى بدور فاعل في عملية استقرار وإيفاد المبلغين المحليين وغير المحليين.
ولفت إلى أنشطة مقر التبليغ الدولي، مضيفًا: “تم تحديد لجان عديدة في هذا المقر تنشط في مجالات التدريب والتأهيل والإيفاد. كما لعبت الحوزات العلمية دورًا مؤثرًا في التربية الأخلاقية وتعزيز قدرات المبلغين.
وكشف حجة الإسلام والمسلمين حسيني النيشابوري عن تصميم بنك محتوى ثلاثي اللغات، من المقرر تطويره ليشمل اثنتي عشرة لغة. ويضم هذا البنك مقالات وبودكاستات وملفات دراسية للمهتمين بالمعارف الإسلامية والعلوم الإنسانية.
كما أشار إلى الخدمات التبليغية الخاصة المقدمة على المسارات الجانبية لمسيرة الأربعين، معتبرًا إياها نموذجًا للحضور الفاعل والهادف للمبلغين. وشدد على ضرورة تحديث معلومات المبلغين الدوليين، وإجراء مسح دقيق للاحتياجات، والرصد المستمر لساحة التبليغ.
وأكد أمين مقر التبليغ الدولي على أهمية العمل الجماعي وروح التعاون في الحرب الناعمة، قائلاً: إن الروحية التي كانت مفيدة في الدفاع الصلب، أصبحت اليوم أكثر فاعلية في ميدان التبليغ الناعم. كما أكد على أهمية التبليغ الحديث، واستخدام الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، والحضور الفاعل للمبلغات، باعتبارها من ضرورات الحركة التبليغية في العصر الحالي.
وأعلن حجة الإسلام والمسلمين حسيني النيشابوري عن إطلاق أسبوعين ثقافيين متخصصين تحت عنوان “الأسبوع المعنوي” و “الأسبوع القرآني” في مقر التبليغ الدولي، وكشف عن قرب إطلاق نظام لتسجيل المبلغين الجدد وتحديث بيانات المبلغين الحاليين.
وفي الختام، أوضح أن الهدف النهائي من هذه الجهود هو إنشاء شبكة قوية من المبلغين الإيرانيين جنبًا إلى جنب مع شبكة المبلغين غير الإيرانيين، مضيفًا: يجب أن نستفيد بشكل كامل من الكنز العظيم للقرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام) والحكمة الإسلامية والعقلانية الدينية لتحقيق حضور مؤثر في ساحة التنافس العالمي للتبليغ الديني.
جراح زاده: يجب الاستفادة من الطاقات التبليغية للحوزة في بناء الحضارة الإسلامية:
وفي سياق متصل، أوضح حجة الإسلام والمسلمين جراح زاده المكانة الاستراتيجية لمقر التبليغ الدولي، معتبرًا إياه أرضية مناسبة لتحقيق مهام الحوزات العلمية.
وأشار إلى الوثائق العليا للحوزة العلمية، موضحًا: لقد حدد المجلس الأعلى للحوزة العلمية أربع مهام رئيسية للحوزة: إعداد الكوادر الإسلامية، وتبليغ الدين، وتلبية الاحتياجات الدينية للعالم الإسلامي، وبناء الحضارة الإسلامية الحديثة. ويمكن لمقر التبليغ الدولي أن يكون أرضية مناسبة لتحقيق هذه المهام الأربع.
وأكد حجة الإسلام والمسلمين جراح زاده على ضرورة الاستفادة من الطاقات الموجودة في الحوزات العلمية، مضيفًا: لدى مختلف المؤسسات الحوزوية والتبليغية طاقات متنوعة، وإذا تم تفعيلها بشكل منسجم في إطار هذا المقر، فإنها تستطيع أن تلعب دورًا مؤثرًا في تعزيز التيار الحضاري للإسلام. والجبهة المقابلة لنا تستخدم جميع الأدوات، ولا ينبغي لنا أن نتخلف.
إجراءات فاعلة في الأربعين والتبليغ الإعلامي والرقمي:
وأشار إلى الأنشطة التي تم تنفيذها في مجال التبليغ الدولي، موضحًا: في مجال الأربعين، تم اتخاذ إجراءات جيدة لدعم المواكب وتنظيم المبلغين. كما أن وسائل الإعلام مثل مركز الإعلام والفضاء الافتراضي التابع للحوزة، ومجلة أفق الحوزة وملاحقها الخاصة، ومراكز مثل ويكي پاسخ التي تنشط بعدة لغات، هي من الطاقات التبليغية الفاعلة لدينا.
إطلاق قسم التبليغ الافتراضي وتوسيع نطاقه:
وكشف عن إطلاق قسم التبليغ الافتراضي في معاونية الشؤون الدولية، قائلاً: في العام الماضي، تم تنظيم 200 مبلغ ناشط في الفضاء الافتراضي الدولي، وفي هذا العام، تمت إضافة 100 شخص آخر إلى هذا العدد. وهذا المجال مهم جدًا ويتطلب دعمًا وتخطيطًا أكثر دقة.
كما قدم حجة الإسلام والمسلمين جراح زاده مقترحات لتطوير أداء المقر، قائلاً: الأربعين طاقة عظيمة للتبليغ. يجب التخطيط لها بناءً على تقييم دقيق للاحتياجات والبيئة. وفي العام الماضي، بدأ اختيار المبلغين وتم تقديم دورات تدريبية، ومن الجيد تعزيز ذلك في اللجان المتخصصة بالمقر.
وتابع: لقد تمكنا من نشر مبلغين في 12 نقطة على مسار الأربعين، حتى في المناطق التي لا يمر بها إلا الزوار العراقيون. وهذا يدل على أنه بالتنظيم الدقيق، يمكن توسيع نطاق التأثير.
وفي الختام، أكد حجة الإسلام والمسلمين جراح زاده على أهمية الرقابة وجمع التقارير وتحليل البيانات في مجال التبليغ، ودعا إلى إنشاء آليات دقيقة لتقييم الأنشطة وتطويرها.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع التشاوري استمر بتبادل الخبرات وتقديم وجهات نظر المبلغين العاملين في الساحة الدولية.
المصدر: https://www.hawzahnews.com/ بالفارسية