الاجتهاد: سلط سماحة العلامة الشيخ حسن عطوان في كتابه هذا بلوغ البنت في فقه الإمامية الضوء على الآراء الخلافية التى اتجهت فى هذه المسألة اتجاهات عدّة، منها ما يرى أن بلوغ البنت يُحدّد بالتسع سنوات، ومنها ما يذهب إلى النضوج الجنسي.. وبموضوعية واضحة عرض سماحته الآراء على اختلافها وتنوّعها مع حجة وبيان كل فريق من الفرقاء.
بلغة فقهيّة مبنيّة على التحليل العلمي المستند إلى الرؤية القرآنية والحديثية يتناول الأستاذ فى الحوزة العلمية فى النجف الأشرف سماحة العلامة الشيخ حسن عطوان موضوعاً بالغ الحساسية وهو مسألة بلوغ البنات..
وفي هذا البحث سلط سماحة الشيخ عطوان الضوء على الآراء الخلافية التى اتجهت فى هذه المسألة اتجاهات عدّة، منها ما يرى أن البلوغ يُحدّد بالتسع سنوات، ومنها ما يذهب إلى النضوج الجنسي.. وبموضوعية واضحة عرض سماحته الآراء على اختلافها وتنوّعها مع حجة وبيان كل فريق من الفرقاء..
دواعی البحث.. إنما اخترت هذا البحث لعدة أسباب
1 – إن المسألة من المسائل الخلافية – كما سيتبيّن في طيات البحث – ولإبداء الرأي فيها مجال، واقتصرت في البحث على بلوغ البنت؛ لأن المشكلة فيه أشدّ، ولأن تناول البلوغ في الذكر والأنثى وتناول كل علامات البلوغ ممّا يحتاج إلى وقفة أطول لم تسنح لها الفرصة.
٢ – لأنها من أمهات المسائل الابتلائية، ولأنها تكون مورداً للأخذ والرد کلما بلغت إحدی فلذات آکبادنا عمر تسع سنوات
3- إن البلوغ موضوع للتكليف، فإذا بلغت البنت – والإنسان عموماً – وُضع عليها قلم التكليف بعد أن كان مرفوعاً عنها بسبب الصغر، ورفع عنها الحَجْر، وجرت عليها الحدود، ولا يجوز الزواج منها إلا إذا بلغت، وما إلى ذلك من أحكام.
ولذلك فإن موضوع البلوغ ممّا يُبحث في كتب فقهية عديدة ككتب: (الحجر) و(الصوم) و(النكاح) و(الحدود)، سواء في الكتب الفقهية من الرسائل العملية، أو البحوث الاستدلالية، أو في المجامع الحديثية.
وسيقع الكلام في هذا البحث – إن شاء الله – في:
۱ – تمهید، أتناول فیه: تعریف البلوغ لغة واصطلاحاً، وجوانب البحث في البلوغ، وعلاماته، والأقوال في سن البلوغ إجمالا.
٢- فصل أول: سأشير فيه إلى المراد من البلوغ في القرآن الكريم.
٢- فصل ثان: سأفصّل البحث فيه في بلوغ البنت في فقه الإمامية، باستعراض أدلة الأقوال في المسألة، ثم الموازنة والترجیح بین هذه الاقوال.
يستعمل البلوغ لدى الفقهاء في وصول خاص، وهو الوصول إلى حدّ الاحتلام والنكاح، بسبب تكوّن المني في البدن وتحرّك الشهوة والنزوع إلى الجماع، فهو: الوصول إلى قابلية أن يطأ أو يوطأ وطئاً قابلاً لأن تنبعث عنه الشهوة.
وبعبارة أخرى: هو مرحلة من عمر الإنسان تصبح فيها أعضاء التناسل عنده قادرة على أداء وظائفها، وتُعرف هذه المرحلة بـ: (مرحلة التكليف)
خلاصة الكتاب
إن الروايات قد اختلفت، فبعضها قد حدّد البلوغ بإكمال البنت التاسعة من عمرها وبعضها بإكمال البنت العاشرة من عمرها وبعضها قيد بدخول الزوج، وبعضها اعتبر الحيض هو موضوع البلوغ، وبعضها حدّد سن الثلاث عشرة إن لم تحض قبل ذلك، ومقتضى الجمع بين هذه الروايات هو أن يقال: إن مفاد روايات التحديد بالسن هو تحديد العمر الذي تحيض به البنت الطبيعية وهو من عمر تسع سنوات إلى ثلاث عشرة سنة هجرية.
ويترتب على ذلك:
1- إن البنت لا تعد بالغة شرعاً قبل سن التسع سنوات هجریة علی کلی حال.
٢- إنها تبلغ بإكمالها الثلاث عشرة سنة وإن لم تحض قبل ذلك، لأنها إن تأخر حيضها عن الثلاث عشرة فهى شاذة، فترجع في تحديد بلوغها إلى ما هو متعارف، وهو صريح موثقة عمار. ويؤيده الطب الحديث.
ولکن یقی الاحتیاط حسنا علی کلی حال، و کیفیة الاحتياط هي: ترتيب آثار البلوغ على الأنثى بمجرد إکمالها تسع سنوات هجرية بالالتزام بالعبادات من صلاة وزكاة وخمس، وإن كان مقتضى الاحتياط في الحج أنها إن استطاعت بعد التسع وقبل الحيض أن تأتي به وتعيده بعد الحيض.
وأما الصوم فمقتضى الاحتياط أنه يجب عليها وان لم تحض، ولكنه إن كان حرجياً فيسقط وجوبه للحرج”. وهكذا يجب عليها الالتزام بالحجاب وما إلى ذلك من واجبات، وأن تنتهي عن المحرمات.
ولكن مقتضى الاحتياط أيضاً عدم جواز دخول الزوج بها وعدم رفع الحجر عنها إلا بعد أن تحيض. وهكذا لا تقام عليها الحدود ولا تؤخذ لها ولا تسلم إليها أموالها إلا بعد ذلك.
غلاف الكتاب
كتاب: بلوغ البنت في فقه الإمامية دراسة فقهية
تأليف: الشيخ حسن عطوان استاذ في حوزة النجف الاشرف
الناشر: المركز الاسلامي الثقافي
الطبعة: الاولى 2016م
عدد الصفحات:106
تحميل الكتاب
الحجم: 9.4 MB