الاجتهاد: سماحة السيد هاشم الهاشمي الكلبايكاني هو نجل سماحة آية الله السيد محمد جمال الهاشمي العالم الجليل والأديب الشاعر المعروف المتوفى سنة 1397هـ، وحفيد سماحة آية الله العظمى المرجع الكبير السيد جمال الدين الكلبيكاني المتوفى سنة 1377 هـ، والذي كان من أقدم وأبرز تلامذة المحقق الميرزا النائيني قدس سره وأعزهم لديه، وقد عُرف – إضافة إلى مقامه العلمي السامي – بالقداسة والزهد والتقوى.
ولادته ونشأته:
ولد السيد هاشم الهاشمي الكلبايكاني في سنة 1369هـ في مدينة النجف الأشرف، ونشأ في أحضان هذه الأسرة العلمية محباً للعلم وأهله، دخل مدارس منتدى النشر بمراحلها الثلاث، ثم التحق بكلية الفقه، وأنهاها سنة 1391هـ.
بدأ بدراسته الحوزوية في صغره إلى جانب دراسته الأكاديمية، فقرأ مقدمات العلوم وهو في سن العاشرة تقريباً، ثم بعد انتهائه من كلية الفقه بقي لديه مقدار قليل من السطوح العليا التي سرعان ما انتهى منها والتحق بأبحاث الخارج لدى فحول العلماء وكبار الأساتذة.
من أساتذته في السطوح:
1-والده آية الله السيد محمد جمال الهاشمي قدس سره، كما حضر لديه قسماً من البحث الخارج.
2-آية الله الشيخ مجتبى اللنكراني قدس سره.
3-آية الله الشيخ صدرا البادكوبي قدس سره.
4-آية الله السيد محمد حسن المرتضوي الشاهرودي دام ظله (نزيل مشهد المقدسة).
أساتذته في البحث الخارج:
حضر السيد هاشم الهاشمي الكلبايكاني البحث الخارج في حوالي سنة 1392هـ، عند العديد من الأساتذة والمدرسين، وأبرز مشايخه:
1-زعيم الحوزة العلمية وقطب رحاها آية الله العظمى المحقق السيد الخوئي قدس سره، حضر لديه في دورته الأخيرة من الأصول والتي أوقفها السيد الخوئي في مبحث الضد بعد مدة ليست بالطويلة من حضوره، وفي الفقه حضر لديه في الزكاة والخمس والحج من العروة.
2-آية الله العظمى السيد ميرزا محمد حسن البجنوردي قدس سره، حضر لديه في علم الأصول إلى وفاته سنة 1395هـ.
3-آية الله السيد محمد تقي الحكيم قدس سره، التحق بدورته الأصولية منذ شروعه فيها وأخذ معه مقدمات الألفاظ، ثم بحث الأوامر، ثم إن السيد الحكيم عندما وصل إلى مبحث الطلب والإرادة بحث مسألة الجبر والتفويض – كما هي عادة الأصوليين من زمن صاحب الكفاية – بحثاً لطيفاً وبديعاً على حسب تعبير السيد الهاشمي، فقد استقصى الأقوال والنظريات المذكورة في كتب الأصول والحكمة، كما أنه تطرّق لآراء الفلاسفة الغربيين.
4-المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشاهرودي دام ظله، فقهاً وأصولاً، وواصل الحضور لديه بعد الهجرة إلى قم المقدسة، فبلغت سنوات حضوره لديه عشر سنوات أو أكثر، والجدير بالذكر أن السيد الهاشمي صهر السيد الشاهرودي على كريمته.
5-مرجع الطائفة آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله، حضر لديه أولاً في بحث تعطيلي رمضاني وهو بحث الربا، فأُعجب به كثيراً؛ لما رأى فيه من سعة إطلاع وثقافة وموسوعية قليلة النظير، وإحاطة بأقوال المتقدمين والمتأخرين من العامة والخاصة، ومتابعة لكل جديد ككتب علم النفس والاجتماع، بحيث يستفيد من كل ذلك في تدعيم نظراته العلمية وتأييد نظرياته في الفقه والأصول والرجال.
وعند الشروع في السنة الدرسية الجديدة التحق ببحثه فقهاً وذلك في كتاب الصلاة، وأصولاً من أواخر مبحث البراءة من الدورة الثانية حيث أخذ لديه قاعدة لا ضرر ولا ضرار، ومن ثم الاستصحاب، وبعده تعارض الأدلة والذي بحثه السيد السيستاني دام ظله بمنهج جديد حيث أضاف له بحث علل اختلاف الحديث وأفاد فيه كثيراً من النكات العلمية، وبعد انتهاء هذه الدورة حضر في الدورة الجديدة إلى أن أُخرج من النجف الأشرف قبل عام 1400هـ بقليل.
أساتذته في قم المقدسة:
عند قدوم السيد هاشم الهاشمي الكلبايكاني إلى قم المقدسة، واصل وظيفته العلمية من التدرّس والتدريس، وحضر لدى بعض الفقهاء حضوراً قليلاً، واستقر حضوره لدى:
1-المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبيكاني قدس سره، حضر لديه في الفقه في بحث القضاء والشهادات، وذلك في غضون ثلاث سنوات تقريباً.
2-المرجع الكبير آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي قدس سره، حضر لديه دورة أصولية تقريباً، وفي الفقه عشر سنوات.
3-المرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله، حضر لديه عشر سنوات أصولاً، ومثلها في الفقه حيث أخذ لديه: المكاسب المحرمة، والصلاة.
كتاباته ومؤلفاته:
نشرت له العديد من المجلات والدوريات مقالات علمية ورجالية وأدبية، كمجلة تراثنا ومجلة رسالة الثقلين.
ومن مؤلفاته المطبوعة:
1-الحداثة والفكر الإسلامي عرض ونقد.
2-آراء حداثية في الفكر الديني عرض ونقد.
3-الشهيد حجر بن عدي الكندي: استقصى فيه ما ذكر حوله في مختلف المصادر بما يسلّط الضوء على سيرة حياته متكاملة من حياته حتى استشهاده في مرج عذراء.
4-سفيان بن مصعب العبدي: تحدّث فيه عن الشاعر الولائي العبدي والذي وردت الرواية في حقه عن الإمام الصادق عليه السلام: (علّموا أولادكم شعر العبدي فإنه على دين الله)، وجعل الكتاب في قسمين، كان الأول منهما عن حياته وتقييمه تقييماً رجالياً، والقسم الثاني أورد فيه قسماً من شعره مع شرحه له وذكر الأحاديث التي استفاد منها العبدي في نظمه، سواء وردت في كتب الخاصة أم العامة.
5-أبو الأسود الدؤلي ودوره في وضع النحو العربي، وقد وضع هذه الدراسة في بابين:
الأول: بحث فيه عن حياة أبي الأسود الدؤلي وعقيدته بأمير المؤمنين عليه السلام ومواقفه.
الثاني: بحث فيه عن وضع أبي الأسود لعلم النحو بتوجيه من أمير المؤمنين عليه السلام، ودفع الشبهات التي أُثيرت حول ذلك، واشتمل هذا الباب على بحوث لطيفة وفوائد شريفة من قبيل البحث عن أصالة النحو العربي، ومسألة الوضع والواضع، والمنع من تدوين الحديث، وغيرها.
وقد حملت هذه العناوين الثلاثة الأخيرة عنواناً رئيسياً وهو (من أعلام الولاء)، وقد كتب السيد الهاشمي اسمه هكذا (السيد هاشم محمد).
6-أضواء على علم الدراية والرجال، كتاب في أهم مباحث علم الرجال ركّز فيه على الآراء الرجالية لمن تأخر عن السيد الخوئي كالسيد السيستاني والسيد الشبيري الزنجاني والميرزا جواد التبريزي، طُبع في 600 صفحة سنة 1439 هـ
7-تقريرات في علم الأصول، تقريراً لأبحاث السيد السيستاني دام ظله في 5 مجلدات، طُبع في شهر صفر سنة 1441هـ، وقد اشتمل على بحث تعارض الأدلة واختلاف الحديث في مجلدين، وقسم من مباحث الألفاظ في 3 مجلدات.
والجدير بالذكر أن بحث تعارض الأدلة واختلاف الحديث كان منتشراً منذ وقت قديم ثم أجرى عليه السيد الهاشمي تعديلات وتصحيحات وانتشر مرة أخرى بصورة مستقلة قبل أن يُطبع تحت هذا العنوان وضمن هذه المجموعة.
8-رسالة في الربا، وهي تقرير لأول المباحث التي حضرها عند السيد السيستاني دام ظله في شهر رمضان سنة 1396هـ، وقد طُبعت في شهر صفر 1441هـ.
أما مخطوطاته فهي كثيرة جداً فقد دوّن وكتب كل دروسه التي حضرها عند مشايخه، وكلها مخطوطة ومحفوظة عنده.
كما أنه يدوّن ما يدرّسه من البحوث العالية في الفقه والأصول، وقد كتب من الفقه عدة أبواب كالطهارة والصلاة والصوم والخمس، والصيد والذباحة، والأطعمة والأشربة ومقدار كبير من النكاح والمضاربة، وكتب في الأصول دورة كاملة في عدة مجلدات.
ونختم مقالتنا بذكر الجانب الأدبي لدى السيد، فهو قد ورث أباه في هذه الجنبة، ولديه قصائد كثيرة ومرسلات ومساجلات، وقد أعدّ ديواناً يختص بالمعصومين الأربعة عشر عليهم السلام تحت عنوان (أنوار الولاء) طُبع في سنة 1440 هـ، وقد ابتدأ كل فصل بذكر موجز حياة ذلك المعصوم، ثم أورد ما نظمه فيه.
المصدر: موقع الشيخ علي آل محسن