بعض السلبيات التي يحاول البعض أن يشهرها لكي يقلل من أهمية تجمع الأربعين أو يحاول زرع العراقيل من أجل إضعافه وإبعاد الناس عنه, فهذا التفكير سطحي للغاية ولم يبذل صاحبه أي وقت من أجل التفكير بعمق بهذا التجمع العظيم بكل ما للكلمة من معنى. فالسلبيات التي يذكرونها هذه تحصيل حاصل لمثل هكذا تجمعات بل كانت لوعي المشاركين أقل مما تذكر لضخامة المناسبة.
الاجتهاد: إن الحضارات عندما تريد أن تقدم أفضل ما عندها فإنها لا تقدم عمرانها وما علا ولا علمها وما نما ولكن ستقدم إنسانها وما أرتقى , فالعمران والعلم ليس إلا نتاج الأنسان القادر على تذليل الصعاب من أجل مستقبل زاهر وجميل فألأصل في الحضارات الأنسانية الأنسان , لهذا نلاحظ جميع الحضارات المتطورة في عالمنا الحاضر من غرب وشرق أهتمت أهتمام كبير بالتقدم العلمي بكل نواحيه إن كان تكنلوجياً أو إقتصادياً أو …..
ولكن أهملت الفرد بشكل عام والأسرة بشكل خاص , فتمزق المجتمع وأصبح عبارة عن أفراد لا يربطهم إلا المصالح إبتداً من الأسرة الى أعلى سلم بالمجتمع , فالشاب أو الشابة يترك عائلته وعمره 16 سنة أو أقل ومن ثم يتم اللقاء في السنة مرة أو مرتين أي في الكرسمس (ولادة السيد المسيح (ع) ) أو الإيستر( صلب السيد المسيح (ع) ) ويكونون سعداء وتكون هذه الأسرة مثالية لأنها إلتزمت بهذه اللقاءات لأن بعض الأسر لا تجتمع في عدت سنيين لمرة واحدة , وأصبح المجتمع الغربي متهالك من ناحية تسميته كمجتمع لما لهذه الكلمة من معنى ,
فبدأت الحكومات الغربية برصد ميزانيات كبيرة لدعم جميع المؤسسات التي تساعد على ترابط المجتمع ونشر الأخلاق فيه إن كانت دينية ( جميع الديانات السماوية أو الوضعية ) أو إجتماعية لكي تحاول إرجاع بناء الأسرة وتقوية ترابطها حتى يسيطروا على التدهور الأخلاقي الذي أصاب المجتمع هناك , فإذا كان تجمع أسرة واحدة خلال سنة بكاملها شئ جميل وعظيم ويمثل ترابط إجتماعي لا يستهان به في نظر أهل التقدم اليوم , فماذا نقول عن التجمعات المليونية التي تهز العالم بما تحويه من ترابط إجتماعي قل بل انعدم نظيره في العالم ,
ولكن إجتمع فيها هذا العدد الهائل والعظيم من شتى بقاع الأرض والعراق بشكل خاص وقد قدموا إليها مشياً على الأقدام مع توفر جميع مستلزمات الراحة من مأكل ومنام بالإضافة الى جميع الخدمات التي يحتاج إليها الزائر خلال المسير حتى طرق الأتصال كانت تقدم لهم بالمجان لكي يتواصلوا مع أفراد عوائلهم وبطريقة آذهلت حتى القائمين بها لسلاستها وتنظيمها وتواصلها خلال ال 24 ساعة , ولم يشهد العالم تجمع في جميع بقاعه بهذه المواصفات والتحدي إذ زرع الموت في طرقهم ولكنهم ساروا عليه وهزموه بالرغم التضحيات التي قدموها فالتاريخ العظيم لايكتب إلا بالدماء والتضحيات ,
أما بعض السلبيات التي يحاول البعض أن يشهرها لكي يقلل من أهمية هذا التجمع أو يحاول زرع العراقيل من أجل إضعافه وإبعاد الناس عنه , فهذا التفكير سطحي للغاية ولم يبذل صاحبه أي وقت من أجل التفكير بعمق بهذا التجمع العظيم بكل ما للكلمة من معنى , فالسلبيات التي يذكرونها هذه تحصيل حاصل لمثل هكذا تجمعات بل كانت لوعي المشاركين أقل مما تذكر لضخامة المناسبة ,
فقط لننظر من الناحية الأقتصادية الأرباح التي جلبتها هذه الزيارة العظيمة لسكان العراق بشكل عام وسكان كربلاء بشكل خاص والحكومة هي المستفيد الأكبر من هذه الفائدة , لأن السياحة تعتبر من أهم المصادر الأقتصادية لكثير من بلدان العالم وتصرف حكوماتها ملايين الدولارات من أجل الدعاية لكي تجلب السواح الى بلادها ولكن المولى أبا عبد الله (ع) يجلب السواح الى العراق بدون دعاية تذكر تقدمها الحكومة بل كالمغناطيس الذي يجلب القلوب بشكل قوي لا يستطيع المحب مقاومته رغم الصعوبات التي تعترضه فلو كان جزء يسير من هذه الصعوبات في أي بلد من بلدان العالم لتوقف القطاع السياحي فيه بل أنعدم ولكن في العراق العدد يتضاعف في كل عام ,
فإذا صرف كل زائر قادم من الخارج حوالي 1000 دولار لكان مدخول العراق من زيارة الأربعين فقط حوالي نصف مليار دولار وأن صرف كل زائر دخل كربلاء 10 دولار لكان مدخول حكومة كربلاء من هذه الزيارة 180 مليون دولار.
فهذا مثال صغير على بركات زيارة أبي عبد الله الحسين (ع) , أما الذي يدعي بأنها ليست من الأسلام نقول نأتي معك على هذا الأفتراض البعيد عن الحقيقة بعد السماء عن الأرض ,
نقول لا تعتبرها من الأسلام وأعتبرها سفرة سياحية تربط المجتمع بروابط قل نظيرها في العالم وفي السفر خمسة فوائد ( وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج هم وأكتساب معيشة وعلم وآدب وصحبة ماجد ) فليقتنص هذا الشعب من هذا الفوائد الخمس , فأين تجد سفرة بهذه العظمة وبهذا الحجم ألا تستحق منا الأهتمام والرعاية في عالم غلبت عليه الماديات حتى النخاع , علماً إن هذه السفرة المقدسة التي تحمل أسمى وأعظم المبادئ الأنسانية والمؤيدة بألمئات بل بالألأف من الروايات والنصوص التي تؤكد على إستحبابها وممدوحتها في الأسلام , وبدون أن تكلف الحكومة أي شئ فقط الحماية والنقل وهذه المؤسسة الحسينية العظيمة تنشر الأخلاق وكل المبادئ الأنسانية الرفيعة في المجتمع ,
الا تستاهل زيارة بهذا الحجم و شعب بهذه الروحية أن نقدم لهما التقدير والأحترام اللائقين بهما وما يقدماه من إنجاز إنساني عظيم , فلندع الأهواء والميول والأنا وندرس هذه الزيارة بشكل دقيق وعلمي سنصل عندها الى الفوائد الجمة التي سيحصد ها هذا الشعب العظيم الذي قدم الحدث الأكبر للعالم لما للكلمة من معنى والذي هو بحق مفخرة الأنسانية جمعاء .
المصدر: مجلة الهدى ( بتصرف يسير)