الاجتهاد: للآخوند الخراساني صاحب كفاية الأصول مواقف جهادية سجلها التاريخ في سفر العلماء الربانيين الذين جاهدوا في سبيل الله حق جهاده، فكان له دور كبير في ثورة الدستور (المشروطة) في ايران سنة ١٣٢٤ هـ، وأعدّ العدة لمجاهدة الروس الذين غزوا شمال ايران، لكن المنية عاجلته، حتى قيل ان وفاته كانت في ظروف غامضة، وانه قضى مسموماً.
توفي المحقق الشيخ الآخوند الملا محمد كاظم بن حسين الخراساني (قدس سره) في ظروفٍ غامضة يوم الثلاثاء 20 ذي الحجة / 1329 هـ الموافق 29/ سبتمبر/1911م في النجف الأشرف حيث كان عازماً على السفر إلى إيران، لحفظ ثغور الإسلام من عساكر الروس والإنجليز.
ويقول آية الله الشيخ هادي كاشف الغطاء: بعد صلاة الفجر من يوم الثلاثاء 20 ذي الحجة 1329هـ، غسل خارج البلد في خيمة ضربت على نهر الحيدرية، وجيء به محمولا على أعناق العلماء وطلبة العلم والجمع الغفير الذي لا يحصى وهم بين بكاء وعويل ولطم على الصدور والرءوس حتى وصل الصحن الشريف وصلى عليه آية الله الشيخ عبد الله المازندراني، ودفن في الحجرة الواقعة في باب السوق الكبير، على يسار الداخل إلى الصحن الشريف .
وهو صاحب الكفاية (كفاية الاصول) الذي يعتبر الى الآن مرجعاً لبحوث الخارج الأصولية، ومتناً لشروح العلماء وتعليقاتهم.
وهو من تلاميذ الشيخ الأنصاري، وقد تتلمذ على يديه جملة من اساطين العلم والتحقيق، من قبيل النائيني وعبد الكريم الحائري والعراقي وغيرهم (انظر مقدمة الكفاية).
يقول مصعب مكي عبد زبيبة في مقالة له بعنوان ” الشيخ محمد كاظم الخراساني وجهوده السياسية والعلمية” عن الشيخ : عرف بغزارة التأليف والعمق والأمانة في المطلب العلمي ومن بين أبرز كتبه (الكفاية في الأصول ، وحاشية على الرسائل المسماة بـ (درر الفوائد (شرح على التبصرة ). فضلا عن العديد من الكتب الأخرى ، وأثره الواضح بالأمور السياسية إذ كان من أبرز الداعمين للحركة السياسية ( المشروطة ) في إيران .
وكان منبره التدريسي يعد الأبرز في الأصول والفقه حتى بلغ عدد من يحضر درسه أكثر من ألفي طالب علم بينهم من يُشهد له بالاجتهاد والعلمية . وكان يداوم على زيارة الحرم الشريف للإمام علي (ع) قبل كل محاضرة وكأن الدرس لا يعطي مردوده العلمي وثمرته وتكامله إلا بتلك الزيارة ، وعرف عنه أنه كان جهوري الصوت مرتفعه ، فبرغم العدد الكبير الذين كانوا يحضروا درسه العلمي إلا أنه كان يحاول إيصال صوته إلى أبعد نقطة من مجلس درسه لكي يتلقى تلاميذه الدرس بوضوح مما يدل على عنايته بالدرس وتقديسه له، ولتصبح المطالب واضحة عند جميع طلابه.
ومن المعروف عنه أنه كان ذا خلق طيب مع تلاميذه . وقاصدي علمه الجم فكان لا يبخل عليهم بالتودد وإسداء النصح مثلما كان لا يبخل عليهم بعلمه الفائق . ودرسه العلمي الرصين. فقد كان يهتم بطلابه فلا يكتفي بإلقاء درسه وحسب ، بل يتابع طلابه فردا فردا ويتفقد غائبهم ومريضهم ، ويواصلهم بالعلاقات الاجتماعية والسؤال عن أحوالهم ، ومن خلقه وإنسانيته وأدبه الرفيع أنه كان يتحرج من العلامة الكبير (محمد كاظم اليزدي) إذ كان يعارضه في بعض الأحيان بآرائه العلمية . وان كان هذا شيئا طبيعيا في مجال الدرس العلمي ومتطلبات تكامل الفكر الحوزوي.
مواقفه السياسية
وللأخوند أيضاً مواقف جهادية سجلها التاريخ في سفر العلماء الربانيين الذين جاهدوا في سبيل الله حق جهاده، فكان له دور كبير في ثورة الدستور (المشروطة) في ايران سنة ١٣٢٤ هـ، وأعدّ العدة لمجاهدة الروس الذين غزوا شمال ايران، لكن المنية عاجلته، حتى قيل ان وفاته كانت في ظروف غامضة، وانه قضى مسموماً.
وقد عاصر الاخوند محمد كاظم الخرساني حقبة سياسية مضطربة وحاول معالجتها بحكمته وسعة آفاقه إذ كانت النجف مسرحا لخلاف نشب بين طائفتين هما (المشروطة والمستبدة)، والمشروطة هي التي تدعو إلى أن يكون الدستور هو الرائد في تنظيم شؤون الحكم والدولة، ومحاربة احتكار السلطة واستغلاها . والمستبدة على النقيض من ذلك إذ ترى تأييد الحكم السلطوي الاستبدادي في إطار خلفية نابعة من مواريث وأفكار تقليدية ونفعية.
لقد كانت دعواهم أن طرح المشروطة طرح غربي خاضع لارادته واملاءاته . ولكن الصحيح أن التجربة البرلمانية والتشاورية ما هي إلا مفهوم إسلامي أسس له وسعى لاقامة دولة تحظى بموافقة الاغلبية وتقام على أساس العدالة والمساواة.
وأخذ أتباع كل طائفة يحشد الجماهير إلى جانبه ويعمل على تأييد مواقفه ولكن وفاة الاخوند المفاجئ وفي ظروف غامضة كان له الاثر الكبير في تراجع دعوة المشروطة . فضلا عن الهزات التي تعرضت لها أثر الفوضى العارمة التي زامنت اصدار الدستور في ايران ، والقيام باعدام عدد من علماء الفقه إذ الناس لم تتهيأ بعد لتلقي النظام الدستوري الانتخابي .وهذا الخلاف تمخض عن معالم جديرة بالدراسة والتحليل بعدما تبنت إيران وبشكل رسمي المشروطة واسست لحاكمية الدستور وظلت تمد أصحاب الفكر والناشطين في مجال الاصلاح والتجديد في كل مكان .
وكان المجتمع النجفي بدوره منقسما بين هاتين الطائفتين إلا أن هذا الخلاف هيأ نحو نظام ديمقراطي وحياة دستورية في إيران وتركيا ، وعمل على نضج فكري في العراق في عشرينيات القرن الماضي.
إن خوض الاخوند في ميدان السياسية ما يبرره ويؤيده إذا ما عرفنا ان عمل مرجع التقليد ليس منحصرا في المسائل العبادية والمعاملات وحسب، بل يتعداه إلى ما يوازي ذلك وإلى مديات ابعد من بينها مجال الخوض بشؤون السياسية وتنظيم الاطر المهمة في عملية بناء الدولة العصرية.
لقد أمن الشيخ الخراساني بان مسألة الحكومة وتداول السلطة لا تنحصر بعصر الحضور على وجه الخصوص بل تشمل أيضا فترة غيبة الإمام(عليه السلام ) ولهذا نراه من المدافعين الأوائل عن حقوق الناس والوقوف إلى جانبهم ، وطالب أن يكون الدستور مكتوبا مثبتا منصوصا عليه لان ذلك يمنع الحاكم من الاستبداد والتفرد في السلطة وجعلها (دائرة ) بين المقربين والمحسوبين وأن يكون مجلس نواب مرشحا من قبل الشعب ليكبح احتكار السلطات واخذ القرارات المصيرية من جانب واحد وطرف متفرد.
وكانت تركيا السباقة في مجال الدستور والديمقراطية وطرح قضية الدستور بشكل قوي نظرا لقربها من اوربا، وسرعان ما تبعتها إيران في معترك الدستورية والانتخابات. . ومن هنا نستشف أن دور المجاهد (محمد كاظم الأخوند الخرساني) لم يقتصر على الدور العلمي والمنهجي بل تعداه إلى أدوار جهادية وتعبوية وإنسانية فلكل مرحلة متطلباتها ومقتضياتها ، فللحوزة عبر مراحلها المختلفة هذه الأدوار وهذه المقتضيات .
تلامذته:
امتاز الآخوند الخراساني عن كل من معاصريه وسابقيه وكل من خلف بعده من اساتذه العلوم الحوزوية وكبار مدرسي تاريخ الشيعة والإسلام بكثرة التلاميذ الحاضرين في درسه وتربية العلماء الاعلام، كما امتاز بحسن بيانه وهو امر كان قديما لبيت الآخوند.
كان الآخوند مدرس العلوم في حوزه النجف العلمية طوال أربعين سنين و فيها يدرس الفلسفه والفقه والأصول يمكن لنا القول بان اكثر الاعاظم و مراجع الشيعة في القرن الرابع عشر هجري كانوا من تلامذة المحقق الخراساني، ومنهم:
الميرزا محمد حسين النائيني
السيد أبو الحسن الاصبهاني
الآقا حسين الطباطبايي البروجردي
الآقا حسين القمي
الشيخ عبد الله الجرفادقاني
الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء
الشيخ محمد حسين الغروي الاصبهاني
الآقا ضياء الدين العراقي
الميرزا جواد آقا الملكي التبريزي
السيد أحمد الحائري الكربلايي
السيد علي آقا القاضي
الشيخ محمد تقي البافقي
الشيخ مرتضي الطالقاني
الشيخ محمد علي الشاه آبادي
الشيخ هادي الجليلي الكرمانشاهي
الشيخ عبدالكريم الحائري اليزدي
السيد محمد تقي الخونساري
السيد صدر الدين الصدر
الميرزا علي آقا الشيرازي
الشيخ حسنعلي النخودكي الاصبهاني
الشيخ محمد حسن المظفر (مرجع ديني)
السيد محمد پيغمبر التفرشي
السيد هاشم النجف آبادي الميردامادي (جد الأمی للسید الخامنئي)
الشيخ محمد حرزالدين(صاحب معارف الرجال و مراقد المعارف)
الشيخ محمد كاظم الشيرازي
السيد عبد الله البهبهاني
الشيخ عباس القمي(صاحب سفينه البحار و مفاتيح الجنان)
الشيخ محمد جواد البلاغي( مولف مکثر)
ميرزا ابوالحسن مشكيني( محشي كفايه)
السيد محمد سعيد الحبّوبي(عارف و شاعر و مرجع التقليد و مجاهد کبیر)
السيد محسن الأمين العاملي( صاحب موسوعه اعيان الشيعة)
السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي( صاحب المراجعات)
السيد حسين الحمامي
السيد هبه الدين الشهرستاني( عالم شهير)
السيد أبوالقاسم الكاشاني( مجاهد کبیر)
السيد حسن المدرس( مجاهد كبير)
السيد عبدالهادي الشيرازي( مرجع زاهد)
السيد محمود الشاهرودي
السيد محسن الحكيم( مرجع التقليد/مجاهد كبير)
الميرزا فتاح الشهيدي(صاحب حاشيه معروفه علی المكاسب)
السيد أحمد الخوانساري
الشيخ علي الخبوشاني
السيد علي النجف آبادي(شارح الكفايه)
الشيخ مهدي المازندراني( فيلسوف کبیر)
السيد يونس الاردبيلي
الميرزا أحمد الكفايي( نجل الآخوند الخراساني)
الميرزا محمد الكفايي( نجل الآخوند الخراساني)
سلطان العلماء العراقي
الآقا نورالدين العراقي
السيد حسين البادكوبئي
السيد جمال الدين الكلبايكاني-الجرفادقاني
الشيخ علي الزاهد القمي(عارف و اخلاقي شهیر)
الميرزا محمد الفيض القمي
امام الجمعة الخويي
السيد عبدالغفار المازندراني( اخلاقي مشهور)
الشيخ محمد البهاري( عارف)
الشيخ محمد باقر البهاري( مجاهد و عارف )
الشيخ محمد مهدي الكرمانشاهي(ركن مشروطه كرمانشاه)
الآقا نجفي القوچاني-الخبوشاني-( صاحب سياحت الشرق و الغرب)
الشيخ محمد رضا التنكابني
الشيخ آقا بزرگ الطهراني( صاحب كتاب الذريعه)
الشيخ علي أبو الحسن الخنيزي ( مرجع تقليد مشهور في القطيف )