أصول نقد الحديث

أصول نقد الحديث .. إصدار جديد للشيخ محمد حسن رباني البيرجندي + فهرس المحتويات

خاص الاجتهاد: صدر حديثاً (2019م) عن مجمع البحوث الإسلامية التابع للعتبة الرضوية المقدسة كتاب” أصول نقد الحديث: دراسة تحليلية حول متن الحديث ” (في 724صفحة) للأستاذ المحقق الشيخ محمد حسن رباني البيرجندي. والكتاب الذي أشاد به المرجع الديني آية الله الشيخ جعفر السبحاني في تقريظ له، يفتح أمام القارئ آفاقاً واسعة يطّلع من خلالها على التلاعب الذي قام به سماسرة الأهواء في الحديث النبوي الذي هو الحجة الكبرى بعد الكتاب العزيز.

يحاول الكتاب الذي راجع المؤلف في تأليفه 750 مصدراً، وضع أصول وقواعد يمكن بواسطتها تمییز الحديث السقيم، والموضوع عن الحديث الصحيح. وأعار اهتمامه بقواعد معرفة الأحاديث الموضوعة، فلم يعكف على معرفة أسباب وضع الحديث والوضاعين المشهورين. ولقد استفاد المؤلف من آراء علماء المسلمين وعظمائهم أيضا في تأليف كتابه.

جاء في كلمة الناشر: للحديث قدسية خاصة واهتمام بالغ لدى المسلمين قاطبة، لأنه صادر عن رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” والأئمة المعصومين “عليهم السلام”. وهذا ما هيأ فرصة لذوي العناد والخلاف بأن يشيعوا كلامهم السقيم بين المسلمين مدّعين أنه حديث، فاستخرج علماء الشيعة وأهل السنة قواعد لمعرفة الأحاديث الموضوعة لتهذيبها، استلهاماً من كلام رسول الله وأهلالبيت “عليهم السلام” .

وقد ألف كتاب « أصول نقد الحديث » أو «أصول نقد المتن» تحقيقاً لهذه الغاية، وكان شعاره: «ليس المهم لنا معرفة الوضّاعين، إنما المهم لنا معرفة الموضوعات». فهذا الكتاب يحاول وضع أصول وقواعد يمكن بواسطتها تمییز الحديث السقيم، والموضوع عن الحديث الصحيح. وأعار اهتمامه بقواعد معرفة الأحاديث الموضوعة، فلم يعكف على معرفة أسباب وضع الحديث والوضاعين المشهورين. ولقد استفاد المؤلف من آراء علماء المسلمين وعظمائهم أيضا في تأليف كتابه.

والكتاب يشتمل على ثلاثة أقسام وخاتمة:

القسم الأول: يحتوي القسم الأول بفصوله الستة على بحوث تمهيدية عن الحديث، وبيان قواعد نقد المتن، والعلل التي سببت في حصول التعارض بين الأحاديث، إلى غير ذلك من الفصول .
القسم الثاني: فقد جمع فيه بحوث ممتعة، وأشار فيه إلى أسباب وضع الحديث وإلى جملة من الأحاديث الموضوعة استنادا إلى القواعد التي قدمها.

القسم الثالث: يتناول هذا القسم بفصوله العشرين، دراسة تحليلية تتناول مخالفات متنوعة لروايات موضوعة.

ويختم الكتاب فصوله بخاتمة في البدع والخرافات الموضوعة من موقف الأئمة من الأدعية المصنوعة المجعولة والخرافات إلى غير ذلك من البدع.

تقريظ المرجع الديني آية الله السبحاني لكتاب أصول نقد الحديث

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، صلاة موصولة إلى يوم الدين.
إن السنة النبوية هي المصدر الثاني في مجال العقيدة والشريعة، وهي حجة کالکتاب العزيز، غير أن الكتاب وحي بلفظه ومعناه، والسنة وحي بمعناه دون لفظه، والنبي “ص” لا ينطق عن الهوى، بل ينطق عن الوحي النازل إليه من عند الله تبارك وتعالی.

وقد صبّ الوعاة من المسلمين اهتمامهم على نقل ما روي عنه من: قول، أو فعل، أو تقرير على نحو لا مثيل في الأمم السابقة، فألّفوا مسانید جمعوا فيها كل شاردة وواردة.

ويكفي في اهتمام العلماء بالحديث النبوي أنّهم أسسوا علوماً لتمييز الصحيح عن غيره، و تبیین معضلاته عن غيرها، نظیر:
1. علم الرجال : وهو علم يبحث في أحوال الرواة الواردة أسماؤهم في سند الحديث، وقد تطور بين تأليفه على ترتيب الطبقات، أو على نهج الحروف الهجائية لأسماء الرواة.
۲. علم الدراية : وهو علم يبحث في عوارض الحديث التي تطرأ عليه من قبل السند تارة، والمتن أخرى.
٣. خصصوا معاجم لتبيين معاني الأحاديث الشريفة ومقاصدها ومفاهيمها كـ(معاني الأخبار) لشيخنا الصدوق، و(النهاية) لابن الأثير، و(مجمع البحرین) للطریحی، وغيرها.

كما أنهم تطوروا في جمع الحديث بين تأليفه على نهج المسانید وجمع الروايات حسب الأسماء تارة، وأخرى على ترتيب الكتب العقائدية والعملية تارةً أخرى ، إلى غير ذلك من الخدمات التي قدموها لصيانة الحديث النبوي و تبيينه .

ولكن السنة النبوية – وبسبب منع تدوينها بعد رحيل الرسول “ص”  – قرابة قرن أو أزيد – تعرضت إلى دسّ أحاديث فيها، ليس لها سمة من الصدق، ولا مسحة من الحق ، فصار ذلك سببا لبذل جهود مضنية من قبل عشاق الحديث ، لنقده بموازین مختلفة : تارة من جانب السند، وأخرى من جانب المتن ، بعرض الحديث على الكتاب العزيز، أو العقل الحصيف، أو على ما اتفق عليه المسلمون، أو التاريخ المتضافر، أو المتواتر. شكر الله مساعي الجميع ، فإن الداعي للناقدين هو تمييز الصحيح عن الزائف حتى يصدر المسلمون عن عین معین.

وممن ساهم في هذا المضمار لكن بوجه أوسع مؤلفنا الجليل الشيخ محمد حسن الربانی دامت تأييداته ، فقد بذل جهدا كبيراً في هذا المجال في كتابه القيم الموسوم ب: (أصول نقد الحديث).

وكتابه هذا يشتمل على قسمين: الأول: يحتوي على بحوث تمهيدية عن الحديث، وبيان قواعد نقد المتن، والعلل التي سببت في حصول التعارض بين الأحاديث، إلى غير ذلك من الفصول.

وأما القسم الثاني : فقد جمع فيه بحوثاً ممتعة، وأشار إلى جملة من الأحاديث الموضوعة استناداً إلى القواعد التي قدّمها.
ونحن قرأنا قسماً كبيراً من هذا الكتاب فوجدناه جديراً بالتقدير، حقيقاً بالمطالعة، خصوصاً لروّاد هذا العلم.
والكتاب يفتح أمام القارئ آفاقا واسعة يطلع من خلالها على التلاعب الذي قام به سماسرة الأهواء في الحديث النبوي الذي هو الحجة الكبرى بعد الكتاب العزيز.

وأخيراً نبارك للمؤلف صدور هذا الكتاب الذي راجع في تأليفه 750 مصدراً، فلله دَرُّه و عليه سبحانه أجره، والحمد لله رب العالمين.

جعفر السبحاني

قم المقدسة – مؤسسة الإمام الصادق ع

التاسع من جمادي الآخرة 1437هـ

 

مقدمة المؤلف

إن المأثورات التي وصلت إلينا عن الرسول ” ص” وخلفائه وأوصيائه الأئمة المعصومین “ع” هي كنوز لا تقدّر بثمن، و میراث عظيم يوصلنا إلى مصدر الوحي الإلهي والشريعة المحمدية ، بل تقرّبنا من عوالم القرآن والوحي.

ثم لا يخفى أن بين أيدينا کلاماً إلهياً صادراً عن ساحة القدس الربوبية، وهو القرآن الذي نزل في زمان ومكان كان الناس فيهما بَعيدِين أشدَّ البُعد عن أجواء العلم والمعرفة، لذا تكلم رسول الله على قدر عقولهم، وقد قال : «إنا – معاشر الأنبياء – أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم»(۱)، فكلام الرسول “ص” وحديث أوليائه “ع” ينابيع دُرر ولآلئ، ومعادن ذهب خالص، غير أنها تعرضت على مر الأزمنة والأعصار إلى نوائب الأيام و حوادث الدهور، فتلاعبت بها أهواء قوم ونفوس رجال، حتى اختلط الغثّ منها بالسمين ، مما حدا بالعلماء وأهل الفن إلى وضع قواعد وأصول تميز فيها بين الصحيح والسقيم، والنقي والشائب، وانطلقوا يحققون في أسانيد الروايات و متونها.

ويوجد هناك علمان: الأول: علم نقد السند، وهو علم أصيل له تاریخ عریق ففي القرن الثاني – يعني عصر التابعين وعصر الإمام محمد الباقر “ع” – وُجد على الرجال ، وعلم الجرح والتعديل، وهذا مما ابتكره المعدّلون والجرّاحون، وفي النصف الأول من القرن الثالث دُوّنَت الكتب الرجالية، واشتهر الجرّاحون والمعدلون. ويتبنّی علم الرجال نقد السند، ومعرفة الثّقات من الرجال والضعاف منهم.
والثاني : علم نقد المتن، ويُعدّ عندهم من فقه الحديث ، فهو يتبنّى البحث عن معناه ومفهومه ، وقد حظي عند باحثيهم بأهمية بالغة استمرت عصوراً، إلا أنا وجدنا المحققين في القرن الأخير قد رأوا أن المتن أيضا يعينهم على معرفة الصحيح من السقيم، وقد ازدهرت هذه الظاهرة حتى صارت علما مستقلاً، فعلم نقد المتن علم قائم بذاته .

وقد تعرضوا لبعض مقدماته في كتب الدراية عند البحث عن الحديث الموضوع، حيث ذكروا أسباب عديدة لوضع الحديث ، كما أنهم ذكروا بعض الطرق لمعرفة الحديث الموضوع، ونحن بدورنا – اقتفاء لآثارهم – نورد بعض ما وصلنا إليه رغم تزمّت البعض حين أنكر الخبر الواحد مطلقاً، بل السّنة وقال: بل يجب أن نأخذ بالمتواتر؛ أي المتقن (2) خلافاً للسلفية الذين قالوا: يجب أن نأخذ بكل حدیث؛ صحيحا كان أم ضعيفاً، موافقاً كان للكتاب والسّنة والعقل أم لم يكن موافقاً لهما، فها نحن أهل الحديث أمام قوم قالوا: نحن أبناء اليقين ، ونرى هذا منهم تفریطاً.

أما نحن، وانطلاقا من القواعد والأصول التي تحكم دراستنا التحليلية هذه، نبدأ بحثنا متمسكين بكل ما هو أصولي وما يتماشى مع القواعد الرجالية المتعارفة.
ولا يفوتني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى من يُستفاد من محاضراته العلمية، وتجد ضالتها عنده الرجال، ويثري مستمعيه بطيب المقال، سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني «متع الله المسلمين بطول بقائه على ما أولی کتابي هذا من رعاية أبوية صادقة ، وملاحظات قيمة لا يستغنی عنها بحال من الأحوال، فضلا عما حثني عليه، ورغبني فيه، وندبني إليه، من مواصلة طريق العلم والتحقيق والتأليف، وجاء هذا بعد أن تفضل سماحته مشكوراً بمطالعة قسم من الكتاب،

فأسأل الباري المتعال أن يحفظه ذخراً دائماً وعَلَماً مفكراً، وفقيهاً مرجعاً، وصوتاً نافعاً للإسلام والمسلمين.
كما أجدد شكري وتقديري لفضيلة الأستاذ الشيخ آية الله واعظ زادة الخراسانی وسماحة آية الله الشيخ مهدي المرواريد أستاذ بحوث الخارج في الحوزة العلمية بمشهد المقدسة، فإنهما قد راجعا الكتاب و اشارا لى بملاحظات ثمينة وجدت طريقها في الدراسة، فكم لهما على من فضل عظیم طيلة دراستي في الحوزة العلمية بمشهد المقدسة ، كما أقدم شكري وتقديري لسماحة الشيخ الأستاذ علي أكبر الإلهي الخراساني المدير السابق لمجمع البحوث الإسلامية على نشر مؤلفاتی، فشكري لهم دائم ودعائي لهم لا ينقطع.

وعلى الله توكُّلنا

محمد حسن الرباني

——

الهوامش

(1) الكافي 1: ۲۳ /ح ۱۵۔ کتاب العقل والجهل و ۸: ۲6۸ ح 394، تحف العقول: ۳۸، أمالي الصدوق: 504 /ح 6 – المجلس 65.

(2) دراسات في الحديث النبوي ۱: ۲۷، منهج نقد المتن: ۲4۷ (دار الفتح)، المنهج النقدي عند المحدثين: ۱۰۹، مقاییس نقد متون السنة، نقد الحديث في علم الرواية والدراية ” 2: 13، الصحیح من سيرة النبي الأعظم 1: 255، الحديث النبوي بين الرواية والدراية: 45، الميزان 1: 240 ، الأخبار الدخيلة ۱: ۱.

 

فهرس محتويات كتاب أصول نقد الحديث

 

 

رابط تحميل الكتاب من شبكة الفكر

أصولُ نقد الحديث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky