أحد مظاهر نبوغ وقدرة العلّامة غفران مآب تتجلى في تأليف كتاب “عماد الاسلام في علم الكلام”، الذي تشبه بجواهر الكلام في موضوع الفقه. فقد يشمل الكتاب لاثنين من ابتكاراته. الأول أنّه جامع لجميع الأقوال والآراء الكلامية للعلماء المسلمين في جميع أبواب الكلام، والثاني أنه استطاع بتجميع الأقوال ووجهات النظر المختلفة وكذلك التمسك بالعقل إلى جانب النقل، إبداع طريقة اجتهادية في عرض الآراء الكلامية.
خاص الاجتهاد: أقامت مؤسسة الإمامة الثقافية بالتعاون مع مكتب ممثلية الولي الفقيه في الهند ندوة علمية بموضوع «الخدمات العلمية والدينية لأهل الإجتهاد وأسرة عبقات في الهند».
وفي هذا الإجتماع الذي عُقد في دار الثقافة الإيرانية في دلهي كمؤتمر تحضيري لمؤتمر المدرسة الكلامية الفقهية للشيعة في لكهنو بمشاركة رجال الدين الشيعة في دلهي يوم الأحد الثالث من شهر آذار، تحدث حجة الاسلام والمسلمين مهدوي بور حيث رحّب بالوفد الإيراني وشرح بالتفصيل مكانة علماء الشيعة في تاريخ الهند، ودور المهاجرين الإيرانيين في ترويج العلم والمعرفة بمواضيع مختلفة في شبه القارّة الهندية.
وبهذه المناسبة أشار الشيخ مهدوي بور إلى أنشطة مؤسسة الإمامة الثقافية ومؤسسة موسوعة كتب الشيعة في سياق إحياء آثار المدرسة العلمية للشيعة في لكهنو، كما أعرب عن ضرورة إقامة مثل هذه الإجتماعات والأنشطة معربا عن تقديره لجهود القائمين على إحياء هذه الأعمال.
بعد ذلك قام حجة الاسلام والمسلمين رضا مختاري مدير مؤسسة الببليوغرافيا الشيعية بشرح المكانة العلمية للمرحوم العلّامة السيد دلدار علي “غفران مآب” مؤسس مدرسة الشيعة العلمية في لكهنو، وتمت الإشارة إلى بعض خصائصه عن لسان أساتذته مثل المرحوم السيد مهدي الطباطبائي بحر العلوم و السيد علي الطباطبائي صاحب رياض المسائل.
كما أشار إلى مراسلة أعلام النجف والهند، وسلط الضوء على الخدمات المادية لمدرسة لكهنو إلى حوزة النجف العلمية.
وفي الختام أشار حجة الاسلام والمسلمين مختاري إلى بعض الأعمال المتعلقة بحياة أهل الإجتهاد الذين مازالت قصصهم تجددها مؤسسة الببليوجرافيا الشيعية وعرّف الحاضرين بهم.
ومن ثم قام حجة الاسلام والمسلمين اسفندياري مدير قسم إحياء مؤسسة الإمامة الثقافية و الباحث في إحياء أعمال شبه القارة الهندية بشرح قسم من الأنشطة التأهيلية لهذه المؤسسة في قسم آثار شبه القارة الهندية.
وفي سياق شرح ضرورة هذه الانشطة العلمية أشار إلى محتوى كتاب مختصر تحفة الإثني عشرية” وتأثيرها على المخاطبين الشيعة في ذلك العصر، ومن ثم أشار إلى الردود التي كتبها علماء الشيعة في الهند على هذا الكتاب و دورهم في إخماد الفتنة المناهضة للإسلام والمعادية للشيعة.
واعتبرحجة الاسلام اسفندياري أنه نظراً لأفكار التكفير الموجودة في عالم اليوم فإن الاهتمام بمضمون هذه الأعمال و إحيائها وإعادة نشرها لمواجهة هذا النوع من الأفكار هو أمر ضروري، كما أكد على الدور الذي يلعبه علماء الهند في هذا المجال.
وكان من بين المتحدثين الآخرين في هذا الإجتماع حجة الاسلام والمسلمين الدكتور سبحاني مدير مؤسسة إمامت الثقافية. وقد استعرض في هذا الإجتماع الخطوط العريضة للثقافة الإسلامية والثقافة الشيعية على أعتاب حركة علمية وحضارية التي اعترف بها حتى أعداء الإسلام.
وأضاف أنّ تحقيق هذا المستقبل المشرق والنجاح في هذه الحركة يتطلب الاهتمام بتراث الماضين و الإستفادة من تجاربهم و تعاليمهم، و إعادة تعريف نقاط قوة و ضعف الشيعة في الماضي المليء بالصعود والهبوط. .
وأشار رئيس مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي في لبنان إلى أوجه القصور في هذا الصدد، وعدّد بعض الأمثلة على الأنشطة الواسعة لعلماء الشيعة في الهند واعتبرها إلى حدّ ما أمر لا يصدّق.
وعلى سبيل المثال ذكر تحفة الإثني عشرية التي كُتب حولها عشرات المجلدات من الردود رغم حجمها القليل، وجميعها نتيجة للعلم والغيرة الدينية التي تحلّى بها علماء ذلك العصر. علماء وقفوا بكل قوتهم وممتلكاتهم في وجه بدعة أهل البيت عليهم السلام.
واعتبر الدكتور سبحاني، العلّامة السيد دلدار علي “غفران مآب” واحد من أكبر هؤلاء العلماء، حيث لعب دوره على أكمل وجه من خلال تأسيس مدرسة علمية وتربية التلاميذ وإنتاج الأعمال العلمية والإجتماعية المتعددة.
وأشار رئيس قطب تعميق الإيمان الديني ومحاربة العقائد المنحرفة لمكتب الدعوة الاسلامية، إلى أن المرحوم غفران مآب قد حارب الإنحرافات الداخلية في مجتمع التشيّع في ذلك العصر، يعني الإخبارية والتصوف، كما وقف في وجه شبهات أعداء الشيعة في الخارج.
واعتبر مدير مؤسسة معارف أهل البيت (ع) أنّ أحد مظاهر نبوغ وقدرة العلّامة غفران مآب تتجلى في تأليف كتاب “عماد الاسلام في علم الكلام، وضمن تشبيه هذا الكتاب بجواهر الكلام في موضوع الفقه فقد اعتبر الكتاب شاملاً لاثنين من ابتكارات العلّامة غفران مآب.
الأول أنّ هذا الكتاب جامع لجميع الأقوال والآراء الكلامية للعلماء المسلمين في جميع أبواب الكلام حيث وضعها موضع الإشارة والنقد، والثاني أنه استطاع بتجميع الأقوال ووجهات النظر المختلفة وكذلك التمسك بالعقل إلى جانب النقل، إبداع طريقة اجتهادية في عرض الآراء الكلامية، وعلى الرغم من أنه لا ينتهي بالكلمة الفصل إلّا أنه يغني المخاطبين عن الرجوع إلى الكثير من أعمال الماضين.
وفي الختام تحدث حجة الاسلام والمسلمين الدكتور سبحاني مشيراً إلى نتيجة مفادها انّ إحياء هذه الآثار الفريدة ونشرها للمخاطبين المتعطشين لمعارف أهل البيت “عليهم السلام” يجب أن يوضع على رأس أولويات المجتمع العلمي للشيعة.
يذكر أن يوم السبت القادم ( 9 من آذار/ مارس 2019م ) سيعقد مؤتمر في مدينة لكنهو الهندي بعنوان ” المدرسة الكلامية – الفقهية الشيعة في لكنهو ” والذي سيسدل الستار عن بعض الآثار التي أحييت بواسطة مؤسسة الإمامة الثقافية ومؤسسة الببليوغرافيا الشيعي.