خاص الاجتهاد: الهيكل المقترح لعلم الأصول من جانب المحقق الاصفهاني يقوم على أساس وضع المواضيع القضایا الأصولیة في مكانها المناسب. و هو جعل كل بحث في موقعه المناسب له وعلى سبيل المثال جعل المواضیع مثل اجتماع الأمر والنهي ومقدمة الواجب او الأمر بالشيء يقتضي النهي عن ضده، فی قائمة الحجج العقلیة. و انعام النظر من جانبه فی انقسام القضایا وموقفها أفضل بكثير من انقسامات السيد الشهيد الصدر. وتجلى هذا الانقسام في اصول الفقه للمظفر.
آية الله السيد محمد الحسيني الزنجاني، نجل المرجع الديني آیة الله السيد عز الدين الحسینی الزنجانی الراحل. عاد المشار اليه بعد وفاة والده إلى مشهد الرضا (ع) و قام بتدریس الفقه و الاصول من جدید، و في هذه الأثناء، حبه القدیم مثل تفانی ابیه حیال محقق الاصفهانی تسبب بالإضافة إلى دروسه اليومية، القیام بتدریس نهایة الدرایة مع بعض الطلاب بشکل اختصاصی، و لهذا السبب بدأنا بالحدیث معه حول الهيكل الجديد الذی اقترحه المحقق الأصفهاني لعلم الاصول في کتاب “بحوث فی اصول الفقه” و تحدثنا حول خلافاته مع هيكل المعروف للآخوند فی الکفایة.
• بینوا لنا من هيكل المقترح للاصفهاني الراحل وما يختلف عن هيكل المقترح للآخوند فی الکفایة:
الحسيني الزنجاني: الهیکل المبرز من جانب المحقق الاصفهانی يقوم على أساس وضع المواضيع القضایا الاصولیة في مكانها المناسبة. و هو جعل كل بحث في موقعه المناسب له و على سبيل المثال جعل المواضیع مثل اجتماع الامر و النهی و مقدمة الواجب او الامر بالشیء يقتضي النهی عن ضده، فی قائمة الحجج العقلیة. و انعام النظر من جانبه فی انقسام القضایا و موقفها أفضل بكثير من انقسامات السيد الشهيد الصدر. و تجلى هذا الانقسام في اصول الفقه للمظفر.
• لماذا قام المحقق الاصفهاني بتغییر الهيكل الذي اسسه الآخوند في الکفایة وبادر بتخطیط هيكل جديد؟
الحسيني الزنجاني: يستند الفرق الی الحجة فان الحجة على اقسام: حجة عرفیة، حجة عقلانية و حجة عقلائية. و كل منها ينبغي أن یجعل في مكانه المناسب له، و هو یعترض بانقسام الذي جاء به صاحب الکفایة و کذلك یعترض باسلوب الدراسی الموجود فی الحوزة حالیا. و هو لم یکتف بالمناقشة حول القسمة فقط، بل یبديء اعتراضا علی الذین يتعرضون البحوث العقلیة فی علم الاصول و لكن لم یفهموا الفلسفة بشکل صحیح و دَمَّجوا بحوث انطولوجی فی الفلسفة مع القضايا الاصولیة. و خاصة حین المناقشة عن موضوع علم الاصول تبین هذه النظرية بشکل واضح و قام بابطال آراء المشهور من الاصولیین .
• البحوث الاستطرادیة والتي ليست لها فائدة هل حذفت في هيكله المطلوب ام واجهت بتغيير المکان فقط ؟
الحسيني الزنجاني: و هو في كتابه «الاصول علی نهج الحدیث» وفّر الهیکل المطلوب للبحوث الاصولیة و قام الشيخ المظفر الراحل بتنفیذه خلال اصوله و هذا الترکیب یضع جميع القضایا الاصولیة فی موضعها، وفقا للتعریف من القضایا الاصولیة، یُشخِّص موقف الحجة اللفظیة و العقلیة و العقلائیة. و یظهر من هنا انه قام فقط بتغییر مواقف مواضیع الاصولیة و لم یقم بحذف ای موضوع و لو کان بلا فائده.
• هل الهیکل المقترح من جانبه يسهل تعلیم علم الاصول أو انه مجرد تغيير في ترکیبه ؟
الحسيني الزنجاني: اتصور انه غیّر موقف البحوث فقط و لم یکن له العنایة بموضوع التعلیم. بالطبع کان منتبها و مؤمنا بأن کثیر من التأملات فی البحوث الاصولیة لم تنفع لاستنتاج الحکم الشرعی، و هذا یظهر من استفتائاته. و من المعروف انه فی مقام الاجابة للاسئلة الشرعیة کان یکتفی حسب مستوی فهم العرف و لم يكن یعتمد بممارسة التدقیق الاصولی.
• الهيكل المقترح من جانبه هل له تأثيرعلى سهولة بناء نظام الفقهی أم لا؟ و كيف؟
الحسيني الزنجاني: على أساس ما سمعناه من هذا الرجل العظيم ان هذه الدقة العلمية التی ابرزها و احیانا قد استخدمها خلال بحوث الفقه و الاصول ایضا؛ و لکن فی مقام العمل لم يكن یمارسها و حین الاجابة على أسئلة الناس اجابهم بالبيانات العرفية والعادية، و لذلك هذه القسمة منه یشاهد خلال علم الاصول فقط و لیس له تعلق ببناء النظام الفقهي عنده.
• ما هو موقف الاصول المقارنة بين اصول الشيعة و اصول اهل السنة، في طیات هيكل المقترح لدیه؟
الحسيني الزنجاني: يبدو أن بحوثه دقيقة جدا. الاصول الذی حکی عنه قبل الشیخ المرتضی الانصاری و المنتسب باهل السنة واضح بتمامه و لكن قضایا الاصولیة و لا سیما بحوث الالفاظ بعد الشيخ الأنصاري تَقلَّبت. و یمکن ان یقال ان علم الاصول عند الشیعه بدأت من زمن الشیخ الانصاری و فی وقت متاخر دامت تلک البحوث و واصلت نفس المادة بید المحقق الاصفهانی و لكن تفسیره و تحليله تم عن المحتوى بنحو اصبح غیر متمکن لأي شخص الی الآن ان یهدم البنية التحتية لنظرته.
احیانا إذا ناقش الناس بحوثه فی الواقع لم یطلع علی مبادیه و یمکن قد أجابهم فی ابواب أخری. علی کل حال بما ان تقسیمه من علم الاصول یقع تلو قسمة الشیخ الانصاری و لذلک نقول لیس له النظر الی طریق المقارن.
• اذا یوجد لدیکم تکملة في خصوص الهيكل المقترح لعلم الأصول من جانب الاصفهانی نستفید منها؟.
الحسيني الزنجاني: يبدو أن تقسيم الشيخ اوثق و أفضل تقسيم فی قضایا الاصولیه، والانقسامات التی نفّذتها بعض المعاصرين مثل شهيد الصدر أو الآخرین، على مستوى أدنى منه.