بالتزامن مع أسبوع الوحدة وتواجد أكثر 350 شخصية من شخصيات العالم الإسلامي من 100 بلدا، انطلقت فعاليات مؤتمر الوحدة الاسلامية في طهران في دورته الـ 32 ،تحت عنوان ‘ القدس محور وحدة الأمة ‘ بحضور رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران حسن روحاني وحشد من كبار علماء العالم الإسلامي.
الاجتهاد: ومن الشخصيات المشاركة في المؤتمر الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، ورئيس الوزراء العراقي الاسبق نوري المالكي و نائب أمين عام حزب الله بلبنان الشيخ نعيم قاسم، وعضو في مكتب الحركة السياسية الفلسطينية، أبو سعيد الميناوي، ورئيس علماء بلاد الشام محمد توفيق رمضان، والأمينة العامة لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني زهراء مصطفوي و وزير الشؤون الدينية السابق في تونس عبدالجليل سالم.
كما يحضر المؤتمر العديد من الشخصيات والمسؤولين السياسين الإيرانيين بمن فيهم علي اصغر مونسان نائب رئيس الجمهورية رئيس منظمة التراث الثقافي، و حجة الاسلام سيد محمود علوي وزير الأمن، و يحيي رحيم صفوي مساعد ومستشار القائد العام للقوات المسلحة للشؤون العسكرية، والمتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي، و مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأقليات الدينية حجة الاسلام علي يونسي و الرئيس السابق للمنتدي العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، محمد علي تسخيري، وعلاء الدين بروجردي و ناصر أبو شريف ممثل حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين في إيران.
وتشكل على هامش المؤتمر، أكثر من 10 لجان، بما في ذلك لجنة المقاومة وحق العودة ولجنة دور فلسطين والقدس الشريف في الحضارة الإسلامية ولجنة مواجهة التسوية، ولجنة دور الجمعيات المؤسسة للتقريب في تنفيذ استراتيجية دبلوماسية الوحدة ولجنة علماء المقاومة ولجنة المرأة و لجنة دور الاحزاب في الحد من النزاعات الدينية.
و اشار الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمته في افتتاح مؤتمر الوحدة الاسلامية في دورته الـ32 الى ان ما تريده اميركا من المنطقة والعالم هو الاستعباد لها.
واضاف: ان الخلاف مع اميركا يعود لزمن طيل ويمتد على مدى قرون، فالغرب يريد ان تتبع الدول الطريق الذي رسمه .
ولفت الى ان منظمة الامم المتحدة بنيت على اساس القوة العسكرية حيث ان من يتفوق من ناحية القوة تكون له كلمة الفصل وان الدول الخمس الكبرى تمتلك حق الفيتو في مجلس الامن الدولي في حين ان شعوب العالم لم تمنح هذا الحق لها واضاف: يبدو ان من يمتلك السلاح الاكثر فتكا وتدميرا يسعى للسيادة على الاخرين بحق الفيتو.
وراى ان من تاثيرات الحرب العالمية الثانية تأسيس الغدة السرطانية “اسرائيل” في المنطقة لتضمن مصالح الغرب فيها وهو ما ادى في الوقت ذاته الى تشريد الشعب الفلسطيني من دياره وتعرضه للمجازر والنهب والظلم على مدى اعوام طويلة.
وتساءل الرئيس روحاني، ان كانت اميركا تثق بشعوب المنطقة وحكوماتها فلماذا تقول بان وجود الشخص الفلاني ونظام الحكم الفلاني في بلد ما امرا مهما جدا لصون الكيان الصهيوني ؟
وشدد على ان المسلمين لا يخشون من يتحالف ضدهم واضاف: انه في ساحة القتال يكن النصر لنا واحيانا للعدو ولكن المسلمين سينتصرون بلا شك في النهاية .
واضاف الرئيس روحاني، ان الثورة الاسلامية انتصرت قبل 40 عاما امام كل القوى الكبرى كما انتصرت في حرب الاعوام الثمانية امام القوى العالمية في حين لم يبادر احد الى دعمنا، وحينما كانت القنابل الكيمياوية تنهمر على رؤوس شعبنا وخلقت تلك الكارثة المروعة في سردشت لم يرتفع صوت احد في العالم.
واعتبر ان العالم الاسلامي اليوم وحيد وانه يتوجب على المسلمين التكاتف والتضامن واضاف، ان الاعتماد على الاجنبي يعد من اكبر الاخطاء التاريخية.
واشار رئيس الجمهورية الى اجتياز الشعب العراقي للصعاب وصموده امام الغطرسة الاميركية وارهاب “داعش” والارهابيين الاخرين وتابع: ألم ينتصر الايرانيون امام الغطرسة الغربية ؟، هل دافع عنا احد في العالم امام الاستهداف الكيميائي ؟.
واشار الى الاتفاقية التي وقعتها السعودية مع اميركا بقيمة 450 مليار دولار وصفقة السلاح البالغة 110 مليارات دولار واضاف، هل يتصورون بان هذه الاتفاقية ستضمن امنهم ؟ في حين كان جواب الاميركيين على ذلك انهم يحلبون هذه البقرة الحلوب وقالوا ايضا بان امنهم (السعوديين) لن يستمر اكثر من اسبوعين من دونهم (الاميركيين).
وقال، من الافضل ان يطلبوا من اسيادهم ان يحترمونهم ظاهريا على الاقل او ان لا يقبلوا من اسيادهم الاهانات المستمرة.
واضاف الرئيس روحاني، نحن على استعداد للدفاع عن الشعب السعودي في مواجهة الارهاب والمعتدين والقوى الكبرى وان نساعدهم بدون مقابل كما ساعدنا شعوب العراق وسوريا وافغانستان واليمن.
وتابع قائلا، اننا سوف لا نريد منكم حتى اتفاقية بقيمة 450 مليار دولار ولن نوجه الاهانات لكم لاننا نعتبركم اشقاء لنا كشعوب المنطقة كما لا ينبغي ان تخشوا من الكلام الخاطئ الذي ملاوا به اسماعكم حول ايران لان لا خوف من ايران والاسلام بل عليكم ان تخشوا المجرمين والخونة والذين يوجهون الاهانات لكم.
واكد بان من المؤلم لايران ان ترى وقوع جرائم مختلفة في المنطقة واضاف، للاسف ان الكثير من الافراد قد لقوا حتفهم في المنطقة باسم الدين من قبل عناصر دعوا الى تاسيس دولة العراق والشام.
واضاف، ليت لم تقع حادثة اسطنبول لانها بعثت على الخجل للمسلمين وليت لا يتم قصف الشعب اليمني من قبلهم يوميا.
واكد انه ليس امام المسلمين الا طريق الوحدة والتضامن لينتصروا امام الصهاينة واميركا وتابع : ان الوحدة لن تتحقق بالشعارات، وعلى الجميع ان يعترف بالاخر وان نعترف بالاخوة ، يجب الا نعمل باسم المذهب للتضييق على الدين ولا نطلب باسم الشيعة او السنة السيطرة على المنطقة ، مكانة الاسلام واسعة ومكانة المذهب محترمة بدون اتهام المذاهب الاخرى .
وختم الرئيس روحاني كلمته بالتنويه الى ان العالم لايريدنا ان نكون موحدين ونحن لن نستسلم امام اي احد غير الله واضاف : لدينا قبلة واحدة ونبي واحد وكتاب واحد وقد نختلف بوجهات النظر ولكن لم لا ننظر الى المشتركات ، وحدة العالم الاسلامي يجب ان لا تكون مسالة آنية بل ان تكون استراتيجية لنا .
كما اكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في مؤتمر الوحدة الاسلامية، يجب العمل على منع تسلل كيان “اسرائيل” الغاصب إلى أمتنا الاسلامية.
واعتبر هنية خلال كلمته ان :القضية الفلسطينية ليست قضية قوم أو حزب أو فصيل وانما هي قضية الامة الاسلامية برمتها، مشيرا الى ان هذه تمر بمرحلة خطيرة مع استمرار المشروع الصهيوني بتصفيتها، محذرا من ان العدو الصهيوني ينفذ استراتيجية ومخططا لعينا ضد القدس معتبرا: إن كل محاولات التهويد وفرض الأمر الواقع لن تغير شيئاً من حقائق التاريخ والجغرافيا.
واكد هنية ان بوصلة الفلسطينيين واحدة وهي تحرير الأرض ونحن معنيون بالتواصل مع كل طرف يقف معنا لتحقيق هذه الاهداف وفي هذا الاطار اشاد اسماعيل هنية بالجمهورية الاسلامية وعلى دورها في دعم القضية الفلسطينية وقال: ينعقد المؤتمر في إيران التي تدعم المقاومة وتتجاوز الخطوط الحمر في دعمها لفلسطين بشكل خاص، كما شكر هنية قائد الثورة الاسلامية على إقامة المؤتمر الذي قال انه يحمل الكثير من الآمال والبشائر.
ولفت هنية الى ان المؤتمر: ينطلق من هوية الأمة المتمثلة بالقدس وانه ينعقد بالتزامن مع انتصار للمقاومة على ارض فلسطين المباركة
كما طالب هنية خلال كلمته “بتجريم كل عمليات التطبيع الاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية مع العدو الاسرائيلي” واكد بان العدو الصهيوني سيبقى هو العدو الرئيس للأمة الاسلامية الشعب الفلسطيني أينما وجد وان هذا الشعب لن يسمح لصفقة القرن أن تمر مشددا ان ترامب لايملك أن يعطي العدو أي شبر من فلسطين.
هذا وأكد وزیر الشؤون الدینیة السابق فی تونس’عبد الجلیل بن سالم’،خلال كلمته في المؤتمر أن القضیة الفلسطینیة هی محور الامة الاسلامیة، وان تحریر فلسطین والقدس الشریف تشكل قضیة محوریة للعالم الاسلامی.
ونوه الي ان الامام الخمینی (رحمه الله) كان عاملا لوحدة المسلمین بافكاره ورؤیته التی لم تكن طائفیة مطلقا وكان رافعا لواء الوحدة فی العالم الاسلامی.
واكد علي وجوب التخلص من التعصبات للوصول الي الوحدة الحقیقیة وقال : یتعرض العالم الاسلامی الیوم للكثیر من الهجمات بهدف القضاء علیه وان السبیل الوحید للتخلص منها هو اتحاد الامة الاسلامة.
واشار بن سالم الي البعد السیاسی للوحدة، قائلا ان القضیة الفلسطینیة والقدس الشریف یشكلان جوهر العالم الاسلامی لان القدس وتحریرها والدفاع عن الشعب الفلسطینی المظلوم هو من یوحد الامة الاسلامیة.
واعتبر وزیر الشؤون الدینیة السابق فی تونس، الثورة الاسلامیة فی ایران هدیة للجمیع؛ مؤكدا من جدید علي ان القضیة الفلسطینیة هی محور الامة الاسلامیة وان تحریر فلسطین والقدس الشریف قضیة محوریة فی العالم الاسلامی.
كما أكد مفتي سوريا الشيخ ‘أحمد بدر الدين حسون’، في كلمته خلال المؤتمر ان ربط المقاومة بالإرهاب يعد إتهاما لها؛ لافتا الي ان التدخل في الشؤون الداخلية لبلد ما دون موافقة قادته، هو الارهاب بعينه، لذلك ينبغي ان يكون هدفنا الأول معرفة جذور ظاهرة الإرهاب.
وأضاف الشيخ حسون ان الله سبحانه وتعالى حثّ الجميع علي الوحدة ناهيا اياهم عن النزاع مع بعضهم الآخر.
وفيما أشار الى ان ضرورة تعزيز الوحدة باتت اليوم ملموسة أكثر من ذي قبل، قال المفتي السوري ان الأمة الإسلامية تحولت اليوم الى مجموعة من الأجزاء وقد تم إبرام مجموعة من الصفقات من قبل الأعداء لسفك دماء المسلمين.
وأكد الشيخ حسون على الأمة الإسلامية أن لا تنصاع الى مصالح الآخرين والقوى العالمية؛ مدللا بالقول أن هذا الأمر لن يؤدي الا الي إهدار مصالح المسلمين وخسرانهم.
وفي جانب آخر من حديثه، نوّه مفتي سوريا على ضرورة تحرير القدس الشريف من براثن الأعداء؛ مؤكدا ان أي محاولة تأتي خلافا لهذا الهدف تعد مساعدة للأعداء.
كما أشار الى ظاهرة التكفير المشؤومة، داعيا بالقول ‘علينا أن نتغلب على هذه الظاهرة التي يتم تصديرها (من الخارج) الى بلداننا’.
هذا وقال رئيس المجلس الاعلي الاسلامي في العراق الشيخ همام حمودي، ‘نحن يجب أن نكون قادرين علي تحقيق أهدافنا بما في ذلك تحرير القدس؛ فالقدس هي قبلة المسلمين الاولي وتشكل أساس وحدتنا، ونحن لا نعترف بإجراءات مثل نقل السفارة الأمريكية إلي القدس’.
و أضاف الشيخ همام حمودي، ‘نحن يجب أن نكون قادرين علي تحقيق أهدافنا بما في ذلك تحرير القدس؛ فالقدس هي قبلة المسلمين الاولي وتشكل أساس وحدتنا، ونحن لا نعترف بإجراءات مثل نقل السفارة الأمريكية إلي القدس’.
أما عن تسمية هذه الأيام بأسبوع الوحدة الإسلامية وصف رئيس المجلس الإتحادي السني في باكستان ‘صاحب زادة محمد حامد رضا’، إطلاق عنوان ‘أسبوع الوحدة’ علي الفترة بين تاريخي المولد النبوي الشريف حسب روايتي اهل السنة والشيعة خلال الفترة من 12 لغاية 17 ربيع الأول من قبل الإمام الخميني الراحل (رض)، بأنه شكل خطوة قيمة نحو تعزيز الوحدة والتماسك بين المسلمين؛ مؤكدا ان الوحدة رمز نجاح الأمة الإسلامية في عصرنا الراهن.
وشدد علي انه لا يوجد أي حل سوي تعزيز الوحدة، أمام العالم الإسلامي خلال الظروف الراهنة في سياق الحفاظ علي التماسك وازالة المشاكل الحالية.
واعتبر الوحدة والصداقة والوئام من أهم رسائل نبي الرحمة سيدنا محمد (ص)؛ مضيفا، انه كما أكد مفجر الثورة الإسلامية سماحة الإمام الخميني الراحل ينبغي للمسلمين تعزيز الوحدة فيما بينهم بدلا عن الإهتمام بالخلافات البسيطة وتضخيمها.
و وصف ‘محمد حامد رضا’، أسبوع الوحدة بأنه فرصة جيدة لإماطة اللثام عن وجوه أعداء الإسلام؛ مؤكدا انه في حال ابتعاد المسلمين عن الفرقة والتركيز علي المفاهيم الأصيلة لدين الإسلام الحنيف، لن تتمكن أية قوة عالمية من التغلب عليهم وهزيمتهم.
وأما البحرين كان لها نصيب في المؤتمر حيث أشار المتحدثون خلال كلماتهم للانتخابات في البحرين، حيث قال عالم الدين البحريني، مدير الحوزة العلمية البحرينية في مدينة قم المقدسة ‘الشيخ عبد الله الدقاق’، ان الانتخابات التشريعية والبلدية التي تجري اليوم في البحرين ليست الا مهزلة؛
موكدا علي مقاطعتها من قبل الشعب البحريني. واضاف مدير الحوزة العلمية البحرينية في مدينة قم المقدسة (جنوب طهران)، ‘ان عنوان موتمر الوحدة الاسلامية هو فلسطين وان شاء الله يسهم هذا الموتمر لوضع لبنات كبيرة بهدف محاربة اسرائيل والاستكبار العالمي’.
و من البرامج الاخري للمؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للوحدة الإسلامية، الاحتفال الكبير بميلاد النبي الأكرم محمد (صلي الله عليه واله وسلم) في مرقد شاه عبد العظيم (س) (جنوب العاصمة طهران) و ليلة الشعر النبوي و عقد مختلف المعارض والاجتماع مع قائد الثورة الاسلامية.
وفي الجلسة الختامية للمؤتمر التي تعقد في قاعة المؤتمرات بمؤسسة الاذاعة والتلفزيون، سيلقي رئيس مجلس الشوري الاسلامي علي لاريجاني الكلمة الختامية للمؤتمر.
العالم + الاجتهاد