الاجتهاد: واقعة الغدير يقول الشيعة: إنها متواترة. لكن أهل السنة لم ينقلوها بكتب الحديث. فكيف تكون بالمتواترة ولم يروها أهل السنة ولو بخبر آحاد ضعيف؟!
ج: لا ندري كيف تقول ذلك وواقعة الغدير قد اتفق على روايتها الشيعة والسنة، من المحدثين والمفسرين والمؤرخين، كما رووا كثيراً من الحوادث المشهورة، وتناولها الشعراء في شعرهم، وتعرض لها علماء الكلام في كتبهم.
ولم يعرف إنكارها إلا من بعض الشواذ من السنة. وقد استنكر عليه ذلك جماعة وقد ألّف فيها جماعة كتباً مستقلة.
منهم المرحوم الشيخ عبد الحسين الأميني (قدس سره). فقد ألف موسوعته (الغدير في الكتاب والسنة والأدب) الذي تقدم التعرض له عند ذكر المصادر الشيعية. وقد طبع منه حتى الآن ـ فيما نعلم ـ أحد عشر مجلداً.
وقد خصص الجزء الأول منه للكلام حول طرق ثبوت حديث الغدير وواقعته من روايات السنة. وقد أنهى الرواة لذلك في طرقهم من الصحابة إلى مائة وعشرة، ومن التابعين إلى أربعة وثمانين.
كما أنهى رواته من علماء السنة ومؤلفيهم طبقة بعد طبقة إلى ثلاثمائة وستين. وقد وثّق ذلك كله بالمصادر. ومن الطبيعي أن قضية بهذه السعة لا يسعنا استقصاء طرقها، واستيفاء ما ورد فيها نعم من الظاهر أن مراد الشيعة وغيرهم بتواترها ليس هو تواترها بجميع تفاصيلها وخصوصياتها، بل تواترها إجمالاً.
وإن كانت بعض حوادثها منقولة في بعض الكتب وببعض الطرق التي لا تصل حدّ التواتر. كما هو الحال في جميع الحوادث المتواترة، كاضطهاد المسلمين في مكة المكرمة، وهجرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للمدينة المنورة، وكثير من حروبه، وحجة الوداع، وغيرها.
ومن هنا يحسن بنا أن نذكر المهم من حوادثها، حسب تسلسلها الزمني، ومحلها من الواقعة المذكورة. ونتعرض في كل حادثة إلى مصادرها وطرق ثبوتها. وهي عدة حوادث. هنا.
في رحاب العقيدة الجزء الاول المرجع الديني الكبير آية الله السيد محمد سعيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه. صفحة ٢٢٦