الاجتهاد: كتاب “وليد الكعبة (ع)”، هو من الكتب الذي يقرر حول مولد أميرالمؤمنين (ع) وكيفته وتحليله ودراسته و رواياته وتاريخه.
الكتاب من مؤلفات السيد محمد رضا الحسيني الجلالي وقام بطبعه انتشارات المكتبة الحيدريّة / النجف الاشرف. يحتوي على مواضيع متعددة حول مولد الامام ومن جملتها: مولد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب في البيت؛ مولد أميرالمؤمنين و منشؤه مع النبي؛ مولد عليّ؛ علي وليد الكعبة ؛ الولادة في الكعبة المعظّمة فضيلة لعلي خصه بها رب البيت؛ ولادة أميرالمؤمنين خصوصية في الزمان و تفرد في المكان؛ روايات مختصرة في مولد أميرالمؤمنين في الكعبة و… .
السيد محمد رضا ابن الحجّة السيّد محسن الجلاليّ الحائريّ ابن المقدّس السيد عليّ الجلالي الكشميري ينتهي نسبه الى الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين علي السجّاد عليه السلام .
ولد في كربلاء المقدسة , في السابع من جمادى الاُولى عام (1365هجري).
دخل الحوزة العلمية وحصل علوم الأدب ومقدمات الفقه والاصول على مشايخها، ومنهم سماحة السيّد الوالد ومدرس الجيل في علوم الأدب الشيخ جعفر الرشتي والشيخ مهدي الحائري الشهير الكابليّ وغيرهم .
وسافر إلى النجف عام وبدأ السطوح العالية عند أساتذتها، كالسيّد الشهيد أسد الله المدنيّ التبريزي في المكاسب المحرّمة، والرسائل وشرح التجريد، والشيخ مسلم الملكوتي دام ظله , في الخيارات، والفقيد السيّد مرتضى الخلخالي الموسويّ (فقد في سجون العراق) في الأوّل من الكفاية وشرحها للمشكيني، و عند الشيخ صدرا البادكوبي في الثاني من الكفاية.
وحضر الدراسات العُليا في الفقه والاُصول عام ففي الاصول لدى الحجة السيّد محمد الحسيني القميّ وكذلك في الخيارات من المعاملات.
وفي العبادات لدى الأستاذ الاكبر زعيم الحوزة في النجف السيّد أبو القاسم الخوئي من أواسط الصلاة حتى الزكاة.
وحضر لفترة سنتين في فقه الصلاة لدى السيّد الخمينيّ قدس الله روحه.
ومارس التدريس منذ بدايات الطلب في كربلاء والنجف وقم، فدرّس شرح السيوطي على الألفية، والمغني، وغيرها من الكتب
واما من اجازه الحديث علماء من مختلف المذاهب واول من اجازنه هو الشيخ الثبت العلامة اغا بزرك الطهراني و عمره تسعة عشر عاما في النجف الاشرف؛ سماحة العلامة المحقّق الاديب القاضي السيّد محمد صادق بحر العلوم الحسنيّ؛ سماحة الحجة المتتبع العلاّمة الشيخ نجم الدين العسكريّ الطهرانيّ ؛ سماحة آية الله السيّد شهاب الدين المرعشيّ النجفيّ.
مقدمه المؤلف
الحقائق الواقعه، لا یمکن أن تزول عن واقعها مهما ترکت وأهملت، أو تغافل عنها أحد أو غطیت، أو شوّهت صورتها، أو غیرت بزیاده أو نقصان، أو أخفیت لبرهه من الزمن عن الأنظار، أو غمّت لفتره عن الأفکار.
فإنّها لم تزل ثابته فی صقعها، لا تزعزعها الأراجیف، لأنّ الشی ء ما لم یجب لم یوجد، وإذا وجد فهو واجب ثابت.
وإذا کانت الحقیقه إلّا هیّه، أوجدتها الإراده الربانیه التی لابدّ أن تکون لحکمه، فإنّ تلک الحکمه تقتضی إثباتها وظهورها ولو بعد حین، وانتشارها واشتهار نبئها ولو بعد ستین.
و «مولد علی علیه السلام فی الکعبه» من تلک الحقائق الراهنه، التی حصلت بإراده ربانیّه.
وذلک باعتراف الکلّ، سواء من أهل الشرک قبل الإسلام، ومن أسلم بعد البعثه الشریفه، ممن عاصر الواقعه العظیمه، أو سمع وشاهد من عاصرها.
وفی مقدّمه الکل: أهل الولید وذووه الذین هم الأعرف بما حصل له، وهم المسؤولون عنه، وهم المراجع المصدّقون فی معرفه شؤونه.
وفی طلیعه الجمیع- مَن قَرُبَ وَمن بَعُد- هو النبیّ الأکرم محمد صلی الله علیه و آله، الذی بشّر بالولید واستبشر به وأولاه غایه اهتمامه بشأنه، قبل ولادته، وحینها، وبعدها.
فالروایات المسنده المرفوعه عن الرسول صلی الله علیه و آله فی أمر ولاده علی علیه السلام فی الکعبه، مأثوره مشهوره، رواها من کبار الصحابه أمثال الصحابیّ الجلیل جابر بن عبد اللَّه الأنصاری رضی الله عنه (ت).
ورواها الأئمه من أهل البیت (الذین هم أدری بما فی البیت) عن آبائهم علیهم السلام.
وتداول نبأ هذه الحقیقه الناصعه: الرواه، والمحدّثون، والنسابه، والمؤرخون، والاُدباء المؤلّفون.
ودخل فی حلبه الإعلان عند الشعراء الموالون لعلیّ وآله منذ القدم وحتی عصرنا الحاضر.
ابتهاجاً بهذه المکرمه العظیمه التی خصّ اللَّه جلّت آلاؤه بها ولید البیت مستضیفاً له فی بیته الکریم، وأمام هذه الحقیقه الواقعه الثابته، وقف ذوو الحقد منه موقف العداء واللؤم من أعداء الحق والصدق، من الفاسدین الذین لم یستضیؤوا بنور الإسلام، واستسلموا ولمّا یدخل الإیمان فی قلوبهم، لأ نّهم اُشربوا حبّ الأوثان فی عروقهم، تلک التی رفضها الإسلام، وکسّرها الإمام، لیطهّر منها مولده المقدّس المبارک.
فما کان منهم سوی المحاولات الیائسه، للتشویه علی تلک الحقیقه الراهنه الناصعه، حیث لم یمکنهم- قطّ- إنکارها بصراحه، خوفاً من الفضیحه، وحذراً من أن تنکشف الأقنعه المزیفه التی تسلّلوا بها إلی المناصب والمقامات العالیه باسم الدین وخلافه الرسول وسقایه الحاج وعماده المسجد، وطبع المصحف وکتابته!
بینما هم یقتلون أهل الإیمان والدین، ویفتکون بعمار المساجد، ویحرقون المصاحف، ویمنعون السنّه ویحرقون کتبها ویحبسون رواتها.
ومن أجل ذلک، لجأوا إلی اُسلوب التزویر والجعل فافتعلوا ولاده اُخری فی البیت المکرّم، زعموا أ نّها کانت قبل الإسلام، فی عصر الجاهلیه، ولشخص ومن اُمّ من غیر ذوی الشأن والمقام، فی عصر ذلک الظلم الظلام.
لبئت قصوا من قضیه مولد الإمام، ویجعلوه أمراً غیر ذی بال حصل لسائر العوام.
غیر أن الزیف باد علی تلک المزعومه، فسریعاً ما ینکشف الغطاء، ویذهب الزبد جفاءاً، لبعد أن حقّق العلماء بطلان تلک الدعوی، علی غرابتها وانفراد راویها، وعدم وثاقته، وثبوت انحرافه عن علیّ وآله، وکون المتناقلین لها من السائرین وراء الأطماع فی دوامه العبث الأموی، والأغراض الأمیریّه التی ما فتئت تحرّف وتزیف ما لعلیّ علیه السلام من الفضائل والأمجاد، وتفتعل مثالها لذویهم من أصحاب الجلود المنفوخه من الذین لا یملکون من الصلاح والمروءه نقیراً ولا قمطیراً.
ومع أن تلک المزعومه الموضوعه لا تعادل ولا تقابل فضلاً أن تعارض أو تدافع حدیث مولد الإمام علی علیه السلام فی الکعبه، ذلک الحدیث المسند المجمع علی ثبوته وصحته، والذی انبری المسلمون عامّه، بکل مذاهبهم وطوائفهم، لنقله وتثبیت ذکره وروایته، کما تشرّف الاُدباء والشعراء بنثره فی روائعهم ونظمه فی قصائدهم.
فإنّ من المحققین من تصدّی لتلک المزعومه المقتعله- حکایه اُم حکیم وحکیم- بالردّ والإبطال.
ونقول: یکفی لاستبعادها والکشف عن بطلانها ما احتوت علیه من ذکر «مثبرها» وثیابها التی طرحت «لقی» وموضعها الذی طهر من أدناسها.
وغیر ذلک من آثار الرجس، التی تبرؤ الکعبه الشریفه- حتی عند الجاهلیه- من التقرّب إلیها، أو النسبه إلیها.
بینما حقیقیه «مولد علی علیه السلام فی الکعبه» منزّه عن کلّ ذلک الحدیث،
وتلک النسبه، بل ملؤه الطهر والنزاهه والطیب والحرمه والکرامه.
وأمّا ما یلوکه البعض من خبر تلک الاغلوطه فقد فنّده علماء الحدیث والرجال، والمحققون فی الأسانیه، وأثبتوا زیفها وکذبها وأنهما من الموضوعات التی بثها بنو اُمیّه.
ونحن فی هذه المجموعه، حاولنا أن ندرج تحت عنوان «ولید الکعبه» کلّ ما روی، أو اُلّف، أو قیل من نثر ونظم، منذ صدر الإسلام وإلی عصرنا الحاضر، حول هذه الحقیقه الثابته الزاهیه، وهذه المکرمه الربانیه التی خصّ بها ربّ البیت ولید البیت.
وقد احتوی الکتاب علی الأعمال والجهود السابقه:
منها:
مجموعه «مولد أمیر المؤمنین علیه السلام نصوص مستخرجه من التراث الإسلامی»
تحقیق الدکتور أحمد پاکتچی، نشر المؤسسه العالمیه لنهج البلاغه، الطبعه الاُولی، قم، 1424 ه.
أورد فیها نصوصاً لأربع کتب منسوبه إلی:
1- وهب بن وهب القرشی المعروف بأبی البختری القاضی (ت 200 ه) باسم مولد أمیر المؤمنین علیه السلام.
2- مولد أمیر المؤمنین علیه السلام فی البیت، للشیخ الصدوق القمی، محمد بن علی بن الحسین بن بابویه (ت 381 ه).
3- مولد أمیر المؤمنین علی علیه السلام، لأبی العلاء العطار الهمدانی، الحسن بن أحمد بن الحسن (ت 569 ه).
4- جزء من مولد أمیر المؤمنین علیه السلام، لأبی الحسن القمی، محمد بن أحمد بن علی بن شاذان (ت بعد 412 ه).
وقد اخترنا منها أفضل الروایات ونسبناها إلی أعلی رواتها کما تجد فی الرسائل المرقمه (1 و 2 و 3).
وألحق الدکتور پاکتچی ملحقاً جمع فیه «روایات مختصره فی مولد أمیر المؤمنین علیه السلام» أوردناه برقم (8).
ومن ذلک کتاب «علیٌّ ولید الکعبه» تألیف المحقّق الحجّه الشیخ محمّد علیّ الاُردوبادی الغروی (ت 1380 ه) أثبتناه کلّه برقم (4) معتمدین النسخه التی حقّقتها مؤسّسه «البعثه» فی قم، وقد أکملنا ما حذفه الطابع، وهو مجموعه
الأشعار الفارسیّه، فأثبتناها اعتماداً علی الطبعه الأُولی للکتاب، التی قدم لها سبط المؤلّف، وطبعت بمطبعه النجف فی النجف عام 1380 ه.
ومن ذلک ما قام به فی الاستدراک والتعقیب علی کتاب الاُردوبادی، عدّه من الاساتذه فی مقالات، وهی:
1- مقاله الاُستاذ شاکر شَبَع النجفی، المنشوره فی مجله (تراثنا).
2- مقاله الاُستاذ علی موسی الکعبی،المنشوره فی مجله (علوم الحدیث).
3- مقاله الاُستاذ محمّد سلیمان، المنشوره فی مجله (میقات الحجّ).
فأوردناها بالأرقام (5 و 6 و 7).
ومن ذلک کتاب «مولود جناب علی» للشاعر الترکی سلیمان جلال الدین، المطبوع فی ترکیا عام 1308 ه، أوردناه برقم (9).
وقد جعلنا «مسک ختامه» ما وقفنا علیه من مستدرکات فاتت السابقین من نصوص تاریخیّه وتصریحات أعلام النسب والأدب من منثور ومنظوم بالعربیّه والفارسیّه، وکذلک ما تأخّر تألیفه ونظمه من أعمال المعاصرین، فأوردناه برقم (10).
ولیس رائدنا فی هذا العمل سوی تخلید هذه الکرامه العظمی، لصاحب الإمامه الکبری أمیر المؤمنین علیه السلام وتجدید ذکراها، وإبرازاً للولاء لعلیّ وآله الأئمّه الأولیاء، أملاً فی الحشر مع موالیهم ومحبّیهم فی الدنیا، وتحت لوائهم فی یوم الجزاء.
والحمد للَّه أولاً وآخراً وصلّی اللَّه علی محمد وآله الأطهار.
حرّر فی الرابع من ربیع الأوّل عام 1425 ه فی قم المقدّسه.
وکتب السیّدمحمدرضا الحسینیّ الجلالیّ
کان اللَّه له
الكتاب: وليد الكعبة
المؤلف: السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدريّة
المطبعة: شريعت
الطبعة: ١
ISBN: 964-8163-92-8
الصفحات: ٤٩٥
تحميل الكتاب:
رابط قراءة الكتاب
https://books.rafed.net/view.php?type=c_fbook&b_id=3121&page=261