منية الطالبين في تفسير القرآن المبين، جديد آية الله السبحاني

الاجتهاد: من أحدث الإصدارات في مجال الدراسات التفسيرية كتاب «منية الطالبين في تفسير القرآن المبين» تأليف سماحة آية الله الشيخ جعفر السبحاني، وقد صدر في ثلاثين مجلداً مضافاً إلى مجلد الدلیل، عن مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام، ويعد من أبرز التفاسير الشيعية في العصر الحاضر.

المنهج الذي اعتمده المؤلف في هذا التفسير يقوم على إيراد الآية أو الآيات أولاً، ثم بيان معاني المفردات والعبارات التي تحتاج إلى شرح، وبعد ذلك يذكر تفسير الآيات، تحت عنوانين: «المفردات» و«التفسير».

استلهم المؤلف نهجه من الحديث المتواتر حول الثقلين، ومن سنة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام، وهو ما سار عليه أيضاً شيخ الطائفة الطوسي في تفسيره «التبيان»، الذي كان أساساً لتفسير «مجمع البيان» للشيخ الطبرسي، والذي تألق في الساحة الشيعية حتى ظهور تفسير «الميزان».

تفسير «منية الطالبين» من أحدث التفاسير التي كتبها أحد كبار علماء العصر، وقد قارب نشره على الاكتمال. سماحة آية الله السبحاني، الذي قضى أكثر من ٩٠ سنة من عمره المبارك، منها ٧٥ سنة في حوزة قم المباركة، هو عالم متكلم، فقيه أصولي، ومؤلف غزير الإنتاج، له مؤلفات متنوعة وكثيرة.

«منية الطالبين» من أحدث التفاسير الشيعية المكتوبة باللغة العربية بعد «الميزان»، وهو تفسير ترتيبي يغطي جميع سور القرآن الكريم.

هذا وسبق للمؤلف أن كتب تفسير بعض السور، كما ألّف تفسيرين موضوعيين: «منشور جاويد» بالفارسية، و«مفاهيم القرآن» بالعربية، كل منهما في عشرة مجلدات. ومنذ عام 1433 هـ ق. بدأ في تأليف تفسير ترتيبي شامل للقرآن الكريم بعنوان «منية الطالبين»،

كان المؤلف يهدف إلى أن يغطي كل جزء من القرآن في مجلد واحد، إلا أن هذا لم يتحقق بدقة، فتوزع التفسير الكامل لسور الفاتحة إلى الناس في ٢٨ مجلداً، وسبقته مجلدات أولى مخصصة لعلوم القرآن، ليكتمل المشروع في ثلاثين مجلداً.

ذكر المؤلف في مقدمة المجلد الثلاثين أنه يتمنى أن يساعد هذا التفسير القرّاء في فهم المعاني والأسرار القرآنية، ومعرفة المفاهيم والأحكام الإلهية، وأن يفي باحتياجات المبلغين والمدرسين في شرح الآيات وبيانها.

الجزءان الأول والثاني من التفسير خُصّصا لعلوم القرآن، بينما خُصصت المجلدات من الثالث إلى الثلاثين لتفسير جميع سور القرآن ترتيبيّاً، بمنهج علمي وأدبي، متضمناً مباحث عقائدية، كلامية، تاريخية وروائية.

في نهاية المجلد الثالث، أضاف المؤلف رسالة موسعة حول «إعجاز القرآن وأركانه وشواهده»، وذلك بمناسبة تحدي الآيتين ٢٣ و٢٤ من سورة البقرة للمنكرين، موضحاً أن الرسالة المحمدية الخاتمة لا بد أن ترتبط بمعجزة خالدة هي القرآن الكريم.

وفي مقدمة المجلد ذاته، أشار إلى أن التفاسير الإسلامية جاءت متنوعة بحسب تخصصات المفسرين: فمنهم من ركز على الجانب اللغوي، ومنهم من اعتمد الروايات، أو التفسير الفقهي، أو التاريخي، أو العقائدي، أو حتى العلمي الطبيعي. أما في «منية الطالبين» فقد سعى المؤلف إلى الجمع بين هذه الأبعاد، وإن كان الطابع الكلامي هو الغالب على التفسير.

واستفاد آية الله الشيخ جعفر السبحاني في هذا التفسير من تفاسير مهمة، خاصةً «الميزان» للعلامة الطباطبائي،«التبیان» للشیخ الطوسی، و«مجمع البیان» للطبرسی و«التحرير والتنوير» لابن عاشور، و«التفسير الكبير» لفخر الرازي.

نأمل أن ينال هذا المشروع القرآني الكبير العناية والاهتمام من الباحثين في علوم التفسير والدراسات القرآنية، تعريفاً وتقويماً، واستعراضاً لمميزاته ونقداً لما قد يكون فيه من نقائص، ليكون بذلك خدمة رصينة لساحة القرآن الكريم.

 

المصدر: قسم النشر العلمي – وكالة أنباء الحوزة – قم المقدسة

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

Clicky