الاجتهاد: بمناسبة افتتاح مسجد العقيلة زينب عليها السلام في مصر بعد اغلاقه لاكثر من سنتين لغرض ترميمه احببت أن أقدم لكم بحثا نافعا جدا وهو مستل من كتاب (مزارات أهل البيت (ع) وتأريخها) للمحقق السيد محمد حسين الحسيني الجلالي “ره” ص 258 في اثبات قبرها في مصر.
السيدة زينب (سلام الله عليها) :
تعتبر عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت الامام علي بن ابي طالب عليه السلام بطلة كربلاء مثال المرأة المسلمة التي استوعبت الأسلام وسعت في سبيله بكل ما اوتيت من حول وطول وبكل صلابة وصمود فلا غرو فهي خريجة مدرسة الأمام علي “عليه السلام”.
ولدت السيدة زينب في المدينة المنورة في الخامس من جمادى الاولى للسنة السادسة للهجرة وبها تربت في حجر النبوة ومهبط الوحي والتحقت بركب اخيها الامام الحسين عليه السلام في محرم عام ٦١ للهجرة وبعد حادث كربلاء الرهيبة كانت السيدة زينب تواصل البكاء والنياح على شهيد كربلاء في دارها بالمدينة مما اخاف الحكام الامويين وجودها في المدينة فقرروا ابعادها الى مصر وكانت بها حتى توفيت في الرابع عشر من رجب عام ٦٢ للهجرة هذه هي حصيلة ما وصلت اليه من التحقيق حول مرقدها وسبب قدومها الى القاهرة وتوضيح ذلك يقتضي استعراض النصوص التاريخية الموجودة اليوم .
قال الشيخ محمد بن محمد بن النعمان ( المفيد المتوفى سنة ٤١٣هج في كتاب الارشاد في بنات الامام علي ع مانصه زينب الكبرى وزينب الصغرى ام كلثوم وامها فاطمة بنت رسول الله(ص) وزينب الصغرى مع اخريات لامهات شتى .. انتهى .
وعليه كان للأمام علي عليه السلام ثلاث بنات كل منهن تسمى زينب وكذلك صرح شيخ الشرق يحيى بن الحسن العبيدلي المتوفى ٢٧٧هج ان له عليه السلام ثلاث بنات كل تسمى زينب ووصفهن بالكبرى والوسطى والصغرى والكلام هنا في خصوص تربة الكبرى التي هي شقيقة الحسين من امه وابيه والمعروفة ببطلة كربلاء والظاهر ان تربتها في القاهرة بناء على ما اورده النسابة العبيدلي المذكور وهو شيخ الشرف ابو الحسن بن يحيى بن الحسن العقيقي بن جعفر الحجة بن عبد الله بن الاعرج المولود عام ٢١٤ هج والمتوفى ٢٧٧هج وهو اول من صنف من الطالبيين وليس بوسع اي باحث الاستغناء عن النصوص والروايات التي اوردها العبيدلي في هذا الباب اذ ليس التاريخ الا استنباط من النصوص المروية واستيعابها ثم الاخذ باوثقها وهذا العبيدلي يعتبر اقدم واتقن النسابة و خاصة في هذا الموضوع .
وكتابه يسمى بـ(اخبار الزينبات) جمع زينب وذكره شيخنا العلامة الطهراني (آغا بزرك) اعلى الله مقامه باسم الزينبيات بالنسبة الى زينب والظاهر انه سهوٌ من قلمه الشريف فانه لا وجه لياء النسبة فيها وان الصحيح في النسبة زينبات جمع زينب .
وقال رحمه الله في الذريعة انه طبع بمصر عام ١٣٣٣ هـ وحدثني نسابة العصر فقيه اهل البيت السيد شهاب الدين المرعشي النجفي النازل بقم : انه راى نسخة من هذا الكتاب ملحقة بنسخة من كتاب التبيان للشيخ الطوسي في الخزانة الغروية في النجف ووصفها دام فظله (قدس سره) بنسخة قديمة.
وقال الجلالي: وبالرغم من السعي البليغ للوقوف على تلك النسخة لم يمكنني ذلك ولكن من حسن التوفيق ان الاستاذ السيد قاسم المصري كان قد عثر على نسخة قديمة من الكتاب ونشره في القاهرة في عام ١٣٣٣هج فجزاه الله خير الجزاء وقال : ان الأصل عنده كان بتاريخ ٦٧٦هج وان كاتبها الحاج محمد البلتاج الطائفي المجاور بالحرم الشريف النبوي وانه نقله عن اصل بتاريخ ٤٨٣ هج مخطوط بخط السيد محمد الحسيني الواسطي الاصل المتوطن بحيدر آباد وعلى هذه الطبعة اعتمادي وقد اورد العبيدلي ثمانية احاديث في ترجمة السيدة زينب اكتفي بحديثين منها :
– بالسند المرفوع الى رقية بنت عقبة بن نافع الفهري قالت: كنت فيمن استقبل زينب بنت علي عليه السلام لما قدمت مصر لمصيبة فتقدم اليها مسلمة وبكى فبكت وبكى الحاضرون وقالت هذا ماوعد الرحمن وصدق المرسلون ، ثم احتملها الى داره بالحمراء فاقامت احد عشر شهرا وخمسة عشر يوما وتوفيت وشهدت جنازتها وصلى عليها مسلمة بن مخلد في جمع بالجامع ورجعوا بها فدفنوها بالحمراء بمخدعها من الدار بوصيتها .
– حدثني اسمعيل بن محمد البصري عابد مصر ونزيلها قال اخبرني الشريف ابو عبد الله القرشي قال سمعت هند : توفيت زينب بنت علي عشية يوم الاحد لخمسة عشر يوما مضت من رجب سنة ٦٢ هج بالحمراء القصوى حيث بستان عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري . انتهى كلامه رفع مقامه .
ولغرض تعيين موقعة الدار هذه نترك الكلام للأستاذ المصري حسن قاسم في كتابه السيدة زينب الصفحة ٦٧ فقد قال ما نصه :
( المنطقة التي يقع بها المشهد الزينبي الان هي احدى الحمراوات الثلاث التي عرفت في صدر الاسلام … الى ان قال ثم مابرحت هذه المنطقة تعرف كذلك الى ان افتتح المسلمون ارض مصر وابتنى بها عمر بن العاص فسطاطه و بعد مضي سبعة اعوام على وفاة السيدة اعني في ٦٩ هج بنى عبد العزيز بن مروان بطرف من هذه المنطقة قنطرته التي ازيلت وعوض عنها بقنطرة السد وبها عرفت المنطقة ثم عرفت بخط قناطر السباع ) انتهى .
لمحة عن حياتها :
ولدت في ٥ / جمادى الاولى / سنة ٦ للهجرة / وسارت مع أبي الشهداء الحسين عليه السلام من مكة ثم الى كربلاء وتوفيت في الخامس عشر من رجب سنة ٦2= ٦٨٣م وعمرها ٥٧ عاما.
وكان زوجها عبد الله بن جعفر الطيار من الصحابة الاخيار وكان قد ولد في ارض الحبشة ايام الهجرة الاولى للمسلمين اليها وهو اول مولود بها في الاسلام روى عن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” وعن امه اسماء بنت عميس وعمه علي بن ابي طالب عليه السلام وتوفي عام ٨٠ هج ودفن بالبقيع ومن اولاده محمد الاكبر قتل بصفين وعون قتل بكربلاء .
قال الاستاذ قاسم (ثم بعد مرور عام على وفاتها وفي نفس اليوم الذي توفيت فيه اجمع اهل مصر قاطبة وفيهم الفقراء والقراء وغير ذلك واقاموا لها موسما عظيما برسم الذكرى على ماجرت به العادة ومن ذلك الحين لم ينقطع هذا الموسم الى وقتنا هذا من يوم وفاتها الى الان والى ماشاء الله وهذا الموسم المذكور هو المعبر عنه بالمولد الزينبي الذي يبتداء من اول شهر رجب من كل سنة وينتهي ليلة النصف من وهي ليلة ختام وتحي هذه الليالي بتلاوة آي القران الكريم والاذكار الشرعية ويكون لذلك مهرجان عظيم ويفد الناس من كل فج عميق الى زيارة ضريحها الشريف ولذلك يقصدها الناس بالزيارة بكثرة لاسيما يوم الاحد وهي عادة قديمة ورثها الخلف من السلف والاصل في ذلك ان افضل مايزار فيه الولي من الايام هو اليوم الذي توفي فيه ) انتهى .
وقد استوفى البحث حول المرقد بما لا يستغني عنه الباحث المتصف .
شبهة وحل :
قد توهم السيد الامين “ره” في كتابه اعيان الشيعة ج١٣ ص ٢٧١ حيث استظهر الى ان صاحبة القبر المطهر في القاهرة هي زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الانور بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب “عليه السلام” استنادا الى ماجاء في الطراز المذهب لميرزا عباس قلي خان طبع بمبي صفحة ٦٩ من انها صاحبة القبر المشهور المعروف بالسيدة زينب وقال السيد الامين مانصه :
(وهذا المشهد مزار عظيم مشيد بناؤه في غاية الأتقان فسيح الارجاء دخلته وزرته في سفري الى الحجاز بطريق مصر عام ١٣٤٠ هج ويعرف بمشهد السيدة زينب واهل مصر يتوافدون لزيارته زرافات ووحدانا وتلقى في الدروس وهم يعتقدون ان صاحبة القبر زينب بنت علي بن ابي طالب عليه السلام حتى اني رايت كتابا مطبوعا في مصر لا اتذكر الان اسمه ولا اسم مؤلفه وفيه ان صاحبة هذا المشهد هي زينب بنت علي بن ابي طالب ثم يتسائل انها كيف جائت الى مصر ولم يذكر ذلك احد ؟
ويجيب بانه يمكن ان تكون نقلت جثتها او جائت بطريق غير مالوف ولا معروف او نحوا من ذلك فتأمل واعجب) انتهى.
فانه مجرد توهم فانه رحمه الله مع جلالة قدره لم يقف على رسالة العبيدلي وكان غير عالم بها ولا بوجودها والا لما كان يكتفي بذكر كتاب لا يتذكر اسمه ولا اسم مؤلفه ويعرض عن كتاب العبيدلي النسابة المعتمد في الباب فان العبيدلي الذي ذكر زينب الكبرى كما تقدم ايضا ذكر في كتابه (أخبار الزينبات) زينب بنت يحيى المتوج المذكور واليك نص كلامه :
(زينب بنت يحيى بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب امها ام ولد حدثني ابو جعفر الحسين عن محمد بن يحيى العثماني قال كنت بمصر حين قدمت زينب بنت يحيى مع عمتها نفيسة بنت الحسن قال وسألتها كم لك في خدمة عمتك نفيسة قالت اربعين سنة وماتت زينب بنت يحيى بمصر ولا عقب لها ” انتهى .
واما عن موضع قبرها فيقول الاستاذ قاسم المصري:
في قرافة قريش شرقي مقام الشافعي مشهورة بالسيدة زينب بنت يحيى المتوج اخي السيدة نفيسة بنت السيد حسن المدني امير المدينة في خلافة ابي جعفر المنصور دخلت مصر عام ١٩٣ هج كما ذكره العبيدلي ” انتهى .
وهم آخر :
ومثل هذا الوهم ماحصل لنسابة النجف السيد الجليل عبد الرزاق كمونة دام فظله ( قدس سره ) فاحتمل ان صاحب القبر هي زينب بنت احمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد المعروف بابن الحنفية بن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
قال: (فنسبتها إلى علي بن ابي طالب بوسائط) قاله في مشاهد العترة صفحة ٢٤١ .
والسبب في هذا الوهم ايضا ماتقدم فان العبيدلي ذكرهذا ايضا قائلا زينب بنت احمد بن محمد بن عبدالله بن جعفر بن محمد بن علي بن ابي طالب ابو القاسم بن الحنفية ذكرلنا جعفر بن الحسن انها دخلت مصر هي واخ لها يدعى محمد في سنة ٢١٢ مائتين واثني عشرة او قال ثلاثة عشر). انتهى .
وقد ذكر الاستاذ المصري (حسن قاسم) موضع قبرها قائلا :
(خارج باب النصر ويعرف بمعبد السيدة زينب وهي بنت احمد بن محمد بن عبدالله بن جعفر بن محمد بن الحنفية بن علي بن ابي طالب ذكر العبيدلي انها قدمت مصر وعرف عن مشهدها المقريزي في الخطط) انتهى .
(وبالجملة) الزينبان المذكورتان هما غير زينب الكبرى وانهن جميعا نزلن مصر ولكن موضع تربة الزينبين المذكورتين معروفة ولا توهم او اشتباه او التباس في تربتهن وانما ذهب كل من العلمين الامين وكمونة بالرغم من رسوخ قدميهما الى هذا المذهب بسبب اطلاعهما على رسالة العبيدلي التي تعتبر اقدم مصدر معتمد في الباب وانما العصمة لاهلها .
من تاريخ المرقد :
يقع الضريح الطاهر -اليوم- في الميدان المعروف (بميدان السيدة زينب) بقرب الضريح قبران لعالمين جليلين من الاشراف الحسينيين هما العتريس واسمه محمد بن ابي المجد القرشي الحسيني والعيد روس وهو وجيه الدين ابو المراحم عبد الرحمن الحسيني اليمني المتوفى ١١٩٢هج وحدثني امام الحضرة الزينبية عام زيارتي للقاهرة ١٣٩٦هج في طريق الى الحج وهو الشيخ ابراهيم جهلوم انهما اختارا جوار السيدة زينب حيا واوصيا عندها ميتا وهما القبران الظاهران في الروضة الزينبية الطاهرة ولا قبر ظاهر غيرهما ، وبجنب الروضة الزينبية مسجد كبير ينعقد فيها حلقات الدرس والذكر والصلاة في مواقيتها وكان يؤمها انذاك الشيخ جهلوم وهناك لوحة تذكارية منصوبة تفيد ان توسعة المسجد حصلت في عهد جمال عبد الناصر بتاريخ ٢٤ جمادى الاخرة ١٣٨٤= ١٩٦٤م.
وقال السيد حسن محمد قاسم في كتابه (السيدة زينب ) ص ٧٨: ان اول من بنى عليه ابو تميم معد نزار بن المعز لدين الله عام ٣٦٩هج وقد وصف الرحالة ابو عبد الله محمد الكوهيني الفاسي المتوفى ٤١٨ هج زيارته للروضة بتاريخ ١٤ محرم ٣٦٩ هج بما نصه :
ثم دخلنا مشهد زينب بنت علي على ماقيل لنا فوجدناه داخل حجرة كبيرة وهو في طرفها البحري يشرف على الخليج فنزلنا اليه بدرج وعاليا الضريح وجدنا عليه در نورا قيل لنا انه من القمارى فستبعدنا ذلك لكن شممنا منه رائحة طيبة وراينا باعلى الضريح قبة بناؤها من الجص وراينا في صدر الحجرة ثلاث محاريب اطولها الذي في الوسط وعلى ذلك كله نقوش في غاية الاتقان ويعلوباب الحجرة زليخة قرانا فيها بعد البسملة ( ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ) هذا ماامر به عبد الله ووليه ابو تميم امير المؤمنين الامام العزيز بالله صلوات الله تعالى عليه وعلى ابائه الطاهرين وابنائه المكرمين امر بعمارة هذا المشهد على مقام السيدة الطاهرة بنت الزهراء البتول زينب بنت علي بن ابي طالب صلوات الله تعالى عليها وعلى ابائها الطاهرين وابنائها المكرمين ) انتهى .
وقد اورد الشيخ جعفر نقدي في كتابه زينب الكبرى مايأتي :
وفي القرن السادس ايام الملك العادل سيف الدين ابي بكر بن ايوب اجرى في المشهد عمارة امير مصر ونقيب اشراف الزينبيين بها الشريف فخر الدين ثعلب الجعفري الزينبي صاحب البساتين التي عرفت بمنشأة بن ثعلب و منشيء المدرسة الشريفية التي تعرف الان بجامع العربي بالجودرية ومابرح هذا المشهد على هذه العمارة الى ان كان في القرن العاشر الهجري فاهتم بعمارته وتشيده و جعل له مسجدا يتصل به الامير باشا الوزير والي مصر من قبل السلطان سليمان خان بن السلطان سليم الفاتح وكان ذلك من شهور سنة ٩٥٦هـ .
وفي سنة ١١٧ هج اعاد بنائه وشيد اركانه الامير عبد الرحمن كتخدا الفازوغلي وانشاء به ساقية وحوضا وبنى ايضا مقام الشيخ محمد العتريس .
وفي سنة ١٢١٠ جددت المقصورة الشريفة من النحاس الاصفر وكتب فيه على بابها ( ياسيدة زينب ابنة فاطمة الزهراء مددك ١٢١٠ هـ) .
وفي سنة ١١١٢ هج ظهر الصدع في حوائط المسجد و بنائه فندبت حكومة المماليك عثمان بك المرادي لتجديده وانشائه فابتداء بالبناء فيه ومالبث توقف العمل لدخول الفرنسيين القطر المصري فاكمله بعد ذلك يوسف باشا الوزير في شهور سنة ١٢١٦ هج وارخ ذلك بابيات خطت على لوح في المقام نصها :
نور بنت النبي يعلو
مسجدا فيه قبرها والمزار
قد بناه الوزير صدر المعالي
يوسف وهوةللعلى مختار
زاد جلاله كما قلت ارخ
مسجد مشرق به انوار
(قلت) هذا التاريخ كما تراه لايوافق العدد المذكور ولعله كان متقدما على تاريخ الاكمال.
قال: ثم حالت دون اتمام عمارته موانع فاكملها المغفور له محمد علي باشا الكبير جد الاسرة العلوية واراد عباس باشا ايام حكومته ان يجدد هذا المسجد ويوسعه و شرع في ذلك ووضع حجر الاساس بيده عام ١٢٧٠ هج ولكنه عاجله الاجل فانقطع العمل فاتمه من بعده المرحوم سعيد باشا وامر بتجديد الواجهة الغربية والبحرية ومقام العتريس و العيد روس وكان ذلك سنة ١٢٧٦ هج وبعد تمام هذه العمارة كتب على لوح تاريخها في ابيات نصها :
في ظل ايام السعيد محمد
رب الفخار مليك مصر الافخم
من فائض الاوقاف اتحف زينبا
عون الورى بنت النبي الاكرم
من بات ينوي للوضوء مؤرخا
يسعد فان وضوئه من زمزم
وكتب على باب المقام هذا البيت :
يازائريها قفوا بالباب وابتهلوا
بنت الرسول لهذا القطر مصباح
وفي سنة ١٢٩٤ هج جدد الباب المقابل لباب القبة من المرمر المصري والا ستانبولي على الهيئة الموجودة الان بامر الخديوي محمد توفيق باشا .
وفي سنة ١٢٩٧ هج امر بتجديد القبة والمسجد والمنارة فتم ذلك في عام ١٣٢٠ هج وكتب على ابواب القبة الشريفة :
باب الشفاعة عند قبة زينب
بلقاه غاد للمقام ورائح
من يجني توفيق العزيز مؤرخ
نور على باب الشفاعة رائح
وايضا :
قف توسل بباب بنت علي
بخضوع وسل اله السماء
يحظ بالعز والقبول وارخ
نور على باب الشفاعة رائح
وايضا :
رفعوا لزينب بنت طه قبة
علياء محكمة البناء مشيدة
نور القبول يقول عن تاريخها
باب الرضا والعدل باب السيدة
قلت: وهذا التاريخ كما تراه 1293هـ وهو ينقص واحداً عن تجديد الباب بأمر الخديوي محمد توفيق 1294هـ.
قال: وفي عصر هذا التاريخ نقشت القبة والمشهد بنقوش بديعة أكستها ثوباً جديداً وأنيرت أرجاء المسجد والمشهد بالأنوار الكهربائية. إنتهى كلامه.
قال الجلالي: راجعت كثيراً مما ذكره النقدي فوجدته صحيحاً وأوردته هنا بطوله لاستيفاء تاريخ المرقد حتى عصره..
وافتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، صباح الأحد، مسجد السيدة زينب بمنطقة مصر القديمة بالعاصمة المصرية، بعد ترميمه، بحضور السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن الدولة بصدد اتخاذ إجراءات لإخلاء بعض المساكن القديمة المتاخمة لعدد من المساجد التاريخية في مصر من أجل تطوير المنطقة المحيطة بتلك المساجد لإعادتها للشكل المناسب الذي كانت عليه في سابق عهدها.
ووجه السيسي، الشكر إلى سلطان طائفة البهرة والوفد المرافق له على دعم تطوير هذا المسجد ومساجد تاريخية أخرى قائلا إن كل الدعم موجود لإنجاح أي مشاريع أخرى في هذا المجال.
ساهم سلطان البهرة والطائفة في ترميم وتجديد عدد من مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية مثل: مسجد الحسين والحاكم بأمر الله بالقاهرة ، فضلاً عن تقديم الدعم للكثير من الأنشطة الخيرية المتنوعة منها التبرع لصندوق تحيا مصر الرئاسي بـ 16 مليون جنيه مصري ( 337,604.80 دولارا) في عام 2016.
من هم البهرة؟
وفقا لموقعهم الرسمي، يرجع المسلمون الداووديون البهرة تراثهم إلى الأئمة الفاطميين، باعتبارهم أحفاد النبي محمد (ص) مباشرة في مصر. وخلال القرنين العاشر والثاني عشر، حكموا أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي تمتد من شمال إفريقيا في الغرب إلى باكستان في الشرق.
وتعني كلمة “البهرة” التاجر. ويتبع الداووديون البهرة المذهب الشيعي الفاطمي الإسماعيلي الطيبي. وتقوم عقيدتهم على الإيمان بأهل البيت بصفتهم الخلفاء الشرعيين للنبي محمد (ص).
ويضم البهرة، بالإضافة إلى هذه الأغلبية الشيعية، والذين يكونون غالبا من طبقة التجار، أقلية سنية تكون عادةً من المزارعين الفلاحين.
والبهرة أحد فروع الطائفة الإسماعيلية الذين يعيشون في غرب الهند.
والطائفة نشأت في مصر ثم نقلت مركزها الديني فيما بعد إلى اليمن، واكتسبت موطئ قدم في الهند من خلال المبشرين في القرن الحادي عشر.
وبعد عام 1539، وهو الوقت الذي نمت فيه الجالية الهندية بشكل كبير، تم نقل مقر الطائفة من اليمن إلى سيدبور في الهند.
ومن العناصر الأساسية لعقيدة الداووديين البهرة أن الإمام المنحدر من النبي موجود دائما على الأرض لمواصلة مهمة إرشاد البشرية. ويُعتقد أن الإمام، مثل النبي، بلا خطيئة ومعصوم من الخطأ كما أنه طاهر ومقدس، ويعتبر مستودع المعرفة النبوية والمفسر النهائي للدين، وفقا لموقع “داوودي بهرة”.
تجدر الإشارة إلى أن “البهرة” لهم اهتمام خاص بإعمار بعض المقامات الشيعية والأضرحة المقدسة في العراق (مسجد الكوفة) وسوريا والأردن ومصر وفلسطين.