الاجتهاد: قال رجل الدین اللبناني، وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، “الشیخ صادق النابلسي” أنه لابدّ من إعادة التأسیس لوعي ديني جدید وتلقینه الوهابیین التكفيرين، لأن ذلك إن لن یحصل فستکون المواجهة العسکریة مع أتباع هذا الفکر حتمیة لامفرّ منها.
وأشار إلی ذلك، رجل الدین اللبناني، وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، “الشیخ صادق النابلسي” في حدیث لوكالة “إکنا” للأنباء القرآنية الدولية، قائلاً: إن هناك العدید من الإستراتیجیات التی یمکن من خلالها أن نواجه التوجهات التکفیریة في العالم الإسلامي، مضيفاً أن أولی هذه الإستراتیجیات هي المرتبطة بـ الوعي الدیني والتثقیف الدیني.
وأردف مبیناً أنه علینا إعادة بناء الأسس الدینية والأسس الثقافیة لهذه الجماعة وإن لم یحصل هذا الأمر فستکون المواجهة حتمیة علی المستوی العسکري کما حصل في سوریا والعراق، واليمن، وبعض المناطق الأخرى التي انتشر فيها الفكر التكفيري بشكل كبير.
وإستطرد موضحاً: علینا دعم هذه الإستراتیجیة عبر الآلیات الإعلامیة والتربویة في المدارس والجامعات حیث یجب أن یتم العمل علی تأسیس فکر تأسیسي جديد متنور یستطيع أن یلحظ سعة في الحوار وتقبل الآخر وفهم التعددیة فهماً منطقیاً.
وحول الصورة المشوهة التي یحملها الغرب عن الدین الإسلامي، قال الشیخ النابلسي: إن الصورة التي یحملها الغرب عنا هي صورة مشوهة بشکل کبیر لأن ما یعرفونه عن الإسلام مرتبط بالصورة التي تحصلت عندهم وإنطبعت في أذهانهم وهناك إتفاق بین الإسلام والوهابیة.
وقال إن الغربیین لا یعرفون أن هناك مدارس متعددة في الإسلام وأن هناك مذاهب کثیرة وأن الصورة الوهابیة التي یحفظونها عن الإسلام هي غیر مطابقة للواقع وغیر حقیقیة.
وأکد أنه من الضروری جداً أن نعید تظهیر الإسلام بصورة حقیقیة کما جاء به رسول الله (ص) وهذا یتطلب جهداً کبیراً علی مستوی المبلغین وعلی مستوی الإعلام وعلی المستوی التلقیني.
وتطرق إلی أهمیة الوحدة الإسلامیة قائلاً: إن وحدة المسلمین هي من العناوین البارزة التي یجب أن تطرح کل یوم لأن مشکلتنا في العالم الإسلامي تنبع من الفرقة والتحزب الطائفي والعرقي الکبیر الذي یأخذ أشکالاً کثیرةً.
وأضاف قائلاً: صحیح أن الإسلام یهضم ویقبل التعددیة والتنوع علی مستوی الفکر والعرق ولکن لایمکن أن یکون العرق أو الفکر الإلحادي هو الطاقي.
وقال إن مشکلة المسلمین هي أنهم لایتفقون وأن فکرة الوحدة هي التی تعید تحصینهم من جدید وتعید بناء الهویة الإسلامیة إذ یستطیعون من خلالها مواجهة الغزو الثقافي الغربي والغزو والإحتلال الإستعماري وسرقة الثروات وکل ما یحصل من فوضی وخراب في العالم الإسلامي.
وأکد أننا إن لم نعد إلی فکرة الوحدة لن نستطیع مواجهة الغرب ولا هذه الحرکات التخریبیة التي عاثت في الأرض فساداً وجعلت العالم الإسلامی مبعثراً ومشتتاً.
وأکد الشیخ صادق النابلسي قائلاً: إننا الیوم نحتاج إلی خطاب وحدوي قوي ونحتاج إلی إلتزام من کل العلماء والجمهور في العالم الإسلامي الإلتزام بعناوین الوحدة وأن نعمل علی أساس أننا أمة واحدة.
فيما يلي المقطع الصوتي المرفق الذي يحتوي على أجوبة الأسئلة التالية:
1 ـ برأيكم ما هي أهم الاستراتيجيات والآليات لمواجهة الحركات التكفيرية في العالم الإسلامي؟
2 ـ ما هو أثر انتشار الفكر الوهابي في المجتمعات الغربية في تقديم صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين؟
3 ـ كيف تقيمون مدى تأثير وحدة الأمة الإسلامية وتجنب الانقسام والفتنة على نجاح المسلمين في مواجهة الأفكار التكفيرية؟
4 ـ إلى أي مدى تتأثر أفكار وأفعال الجماعات التكفيرية بالفكر الضال للطائفة الوهابية؟
5 ـ بعض الخبراء والمحللين يؤكدون أن الوهابية هي سلاح الأمريكان ضد الإخوان المسلمین؟ ما هو رأيكم؟
6 ـ كما تعلمون أن أتباع الوهابية لايعتقدون بالتأويل يتمسكون بظواهر القرآن والروايات، ما هو تأثير هذا النهج الوهابي على تصرفات هذه الجماعة؟