المدرسة الفيضية

المدرسة الفيضية.. حوزةٌ علميّةٌ عمرها مئات السنين

الاجتهاد: المدرسة الفيضية تعدّ من أهمّ المدارس في حوزة قم العلمية، وهي المركز الأساسي لتعليم الفقه الشيعيّ في إيران.

تقع هذه المدرسة في شمال الصحن القديم لحرم السيدة المعصومة عليها السلام ويعزى بناء هذه المدرسة إلى شاه طهماسب وفقا لما ثُبِّت في اللوحة المعلّقة على جدار الإيوان الجنوبيّ، وكان فتح علي شاه قد أقدم على تشييد البناء الحالي سنة 1213 و1214 هـ.

تخرج منها الكثير من كبار العلماء الذين حلّوا فيها لطلب العلم والتدريس، وقد سكنوا في نفس الوقت في هذه المدرسة، وكان لها الدور البارز في انطلاق الثورة الإسلاميّة في إيران ونجاحها، إذ كانت تقام فيها الاحتجاجات وتلقى الخطب الثوريّة من على منبرها، وقد بني في الطابق السفلي من المدرسة بعد انتصار الثورة الإسلامية (قبو [سرداب])، كما تم إعادة بناء المكتبة وتوسيعها.

واجهة بوابة المدرسة الفيضية مصممة على نمط العقد القوطي. طول صحنها الأصلي 50 مترا وعرضه 89 مترا. لها أربعة إيوانات في طابقي المدرسة. هناك أربعون غرفة في الطابق الأرضي وأربعون غرفة في الطابق الأعلى. وقد زُيّنت واجهة باب المدرسة والإيوانات ومقدمة الغرف بالقاشاني.

أُسست المدرسة في العهد الصفويّ، وقد اكتسبت مزية خاصّة لقربها من حرم السيدة المعصومة عليها السلام والتصاقها به تقريباً، وأنّ اللوحة المعلّقة على واجهة باب الإيوان الجنوبي للمدرسة الذي ينفتح على الصحن تظهر أنّ المدرسة من الأبنية التي شيّدت في عهد الشاه طهماسب الأول. وقد جاء في هذه اللوحة النص التالي:

(قد اتفق بناء هذه العمارة الشريفة والعتبة السنية والسدة العلية الفاطمية في زمان دولة سلطان أعاظم السلاطين برهان أكارم خلف الخواقين خليفة الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين المعصومين مشيد مباني الشريعة المصطفوية مؤسس أساس الملة المرتضوية رافع ألوية العدل والاحسان أبو المظفر شاه طهماسب بهادر خان… بسعاية أكابر السادات والنقباء الأشراف الأمير شرف الدين إسحق تاج الشرف الموسوي في سنة 934 هـ).

ووفقاً للمصادر التاريخية الرصينة يرجع تاريخ البناء الأوّل للمدرسة الفيضية والتي كانت تسمى مدرسة الآستانة إلى القرن السادس الهجريّ واشتهرت بهذا الاسم حتى أواخر القرن الحادي عشر.

وقد أشارت الوثائق المتبقية من ذلك القرن إلى هذه المدرسة. ثم تم إعادة بناء هذه المدرسة في العهد الصفوي وأصبحت تدعى المدرسة الفيضيّة.

قيل إنّ تسمية هذه المدرسة بـالفيضية جاءت نسبة إلى الفيض الكاشاني من العلماء الكبار في العهد الصفوي وصهر العالم الجليل الشيخ ملا صدرا الشيرازي، والذي كان أستاذا في تلك المدرسة وكانت محلا لإقامته، فترة حضوره في مدينة قم، وهناك من يدّعي أنّ هذه التسمية كانت بعد إعادة بناء المدرسة في العهد القاجاري وباقتراح علماء تلك الفترة. وقد يكون الرأي الأرجح هو الثاني نظرا إلى أنّ أسرة الفيض كانت تتحمل مسؤولية الإدارة الدينية للمدينة حينئذ.

يُذكّر أنَّ إدراج هذا الموقع ضمن الآثار الوطنية تمّ بتاريخ 20 محرّم الحرام سنة 1429 هـ تحت الرقم 20715.

 

المصدر: شبكة المعارف للتراث الإسلامي – العتبة العباسية المقدسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky