الاجتهاد موقع فقهي
الاجتهاد: ﻳﻌﺪ دراﺳﺔ ﺿﺮﻳﺢ (ﺍﻟﻘﺪﺱ الرﺿﻮﻳﺔ) ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻤﻬﻤﺔ، إذ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻔﻜﺮ الشيعي ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص وﻳﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻀﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺸﻬﺪ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻨﺎﺑﺾ اﻟﺬى ﻳﺠﺘﺬب اﻟﺰوار ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ الشيعي؛ ﻫﺬا اﻟﻀﺮﻳﺢ ﻟﻺﻣﺎم علي اﻟﺮﺿﺎ ﺛﺎﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ اﻻﺛﻨﻰ ﻋﺸﺮ وﻫﻮ اﻟﻤﺰار اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺧﺮاﺳﺎن، وﺑﺴﺒﺒﻪ ﺣﻈﻰ اﻟﻤﻜﺎن ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺲ واﻹﻛﺒﺎر. / بقلم: الدكتور منى سرور عبدالعزيز
واﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﻤﺤﻮرﻳﺔ (للقدس الرضوية)، ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻳﺘﻨﺎول ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻘﺪس اﻟﺮﺿﻮﻳﺔ ﻓﻰ ﺗﻄﻮر الفكر الشيعي في إﻳﺮان، وﻣﻮﻗﻊ اﻟﺤﻮزة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ، وﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳﺘﻔﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﻴﻦ ﻣﻨﻪ ﻓﻰ ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، واﺳﺘﻔﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﻴﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻀﺮﻳﺢ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎً؛ إذ ﻣﺜﻞ ﻋﺎﻣﻼ ً ﻣﻬﻤﺎً، وﻣﺮﻛﺰ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﺳﻌﺔ اﻻﻧﺘﺸﺎر، ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ في اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، وﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ، وﺧﺎﺻﺔ أن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﺣﻮزة (اﻟﻘﺪس اﻟﺮﺿﻮﻳﺔ)، وﺗﻌﺎﻟﺞ اﻟﺪراﺳﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ أﺛﺮ ﻫﺬا اﻟﻀﺮﻳﺢ.
وﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﺪراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﻘﺪﻣﺔ وﺗﻤﻬﻴﺪ وﺛﻼث ﻣﺒﺎﺣﺚ وﺧﺎﺗﻤﺔ وﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ. وﺗﺸﺘﻤﻞ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﺎم ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ واﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﻤﺘﺒﻊ ﻓﻴﻪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻛﻤﺎ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺒﺤﺚ وﻫﺪﻓﻪ.
أﻣﺎ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻓﻴﺘﻨﺎول اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻹﻣﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺿﺎ ووﺻﻒ اﻟﻀﺮﻳﺢ وﺗﻄﻮر ﻧﺸﺄﺗﻪ.
وﻳﻨﺎﻗﺶ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول اﻟﺤﻮزة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ وﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ودورﻫﺎ وﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎني ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ ﺗﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺪﻳﻨﻰ ﻟﻠﺤﻮزة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﺗﻨﺎول اﻟﻘﺪس اﻟﺮﺿﻮﻳﺔ والفقه السياسي ﻓﻰ إﻳﺮان ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺒﺪأ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﻴﻌﻰ وﻓﻜﺮة اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ واﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻄﻠﻖ واﻟﻤﻘﻴﺪ.
وﻳﺘﻨﺎول اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻘﺪس اﻟﺮﺿﻮﻳﺔ وﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﻮﺿﻴﺢ ﻓﻜﺮة أن إﻳﺮان ﻛﺎﻧﺖ أول ﻛﻴﺎن ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻦ ﺛﻮرة دﻳﻨﻴﺔ واﻟﺘﻄﻮر اﻟﺜﻘﺎفي اﻟﺬى ﻻﻗﺘﻪ اﻟﻌﺘﺒﺔ اﻟﺮﺿﻮﻳﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
وﺗﻀﻢ اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ التي ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺒﺤﺚ، وﺧﻠﺺ اﻟﺒﺤﺚ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻨﻬﺎ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻀﺮﻳﺢ واﻋﺘﺒﺎرﻩ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻨﺎﺑﺾ واﻟﻤﻼذ ﻷﺻﺤﺎب اﻟﺤﺎﺟﺎت، اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺸﻬﺪ ودور الحوزة ﻓﻰ ﺗﻄﻮر الفكر الشيعي، ﻛﻤﺎ اﺗﻀﺢ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺟﻠﻰ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺤﻮزة واﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﺣﺪ ﻗﻼع ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﺜﻮرة، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ.
ﻳﺴﻌﻰ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻟﺪراﺳﺔ (ﺍﻟﻘﺪﺱ الرﺿﻮﻳﺔ)، وﺑﻴﺎن ﻣﺪى ﻣساﻫﻤﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺸﻴﻌﻰ، ودور اﻟﻀﺮﻳﺢ ﻓﻰ اﺟﺘﺬاب اﻟﺰوار ﻣـﻦ ﺟﻤﻴـﻊ أﻧﺤـﺎء اﻟﻌـﺎﻟﻢ اﻟﺸـﻴﻌﻰ. وذﻟﻚ ﻣـﻦ ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺔ ﺣﻮزة ﻋﻠﻤﻴـﺔ ﻟﻤﺸـﻬﺪ ﻟﺪراﺳـﺔ اﻟﻤـﺬﻫﺐ اﻟﺸـﻴﻌﻰ، وﺗﺠﻤـﻊ اﻟﻌﻠﻤـﺎء ﻓﻴﻬـﺎ، ﻛـﺬﻟﻚ اﻟﻤـﺪارس و واﻟﻤﻜﺘﺒﺎت، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮاً ﻛﺒﻴﺮاً ﻓﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮ الشيعي ﻓﻰ إﻳﺮان وﺻﺎرت ﻣﻮازﻳﺔ ﻟﻠﺤﻮزة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﻢ، وﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻟﻬﺎ.
ويسعى البحث للإجابة على عدد من الأسئلة وهى:
– ﻣﺎ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺤﻮزة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺮﺿﺎ اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ؟
– ﻣﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺮﺿﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻰ إﻳﺮان؟
– ﻛﻴﻒ اﺳﺘﻔﺎد اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن ﻣﻨﻪ ﻓﻰ ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ؟
فهرس المحتويات
التمهيد
الامام الرضا – اسمه ونسبه – الولادة والوفاة – أولاده – سفر الإمام إلى خراسان وولاية عهد المأمون استشهاده – مرقده – وصف الضريح .
ملخص البحث
المقدمة – منهج الدراسة- الدراسات السابقة –
المبحث الأول : الحوزة العلمية (تعريفها ونشأتها ودورها الاصلاحي)
تعريف الحوزة لغة – نشأة الحوزة العلمية – الأثر الفكرى للحوزة العلمية في العصر الحديث – المشروع الإصلاحي للحوزة العلمية – اصلاح الحوزات في عهد المرجع الأعلى خامنئي – المهام العلمية والاصلاحية للحوزات الشيعية
المبحث الثاني: القدس الرضوية والفقه السياسي في إيران
علماء الحوزات بين الفقه والسياسة – أثر الحوزة في تطور الفكر السياسي الشيعي – الاشكاليات المتعلقة بولاية الفقيه:
أ- الولاية بين المطلق والمقيد – ب- التوجهات الإصلاحية – ج- موقع العرف من الشرع – د – مبدأ المصلحة الشيعى – هـ– عدم التوافق مع العالم الخارجى
القدس الرضوية وأثرها في الثقافة الايرانية المعاصرة من خلال آراء على خامنئي
أولا: المجال السياسي
ثانيًا: المجال الاجتماعي
ثالثًا: المجال الثقافي
المبحث الثالث: القدس الرضوية وتصدير الثورة الإسلامية
الخاتمة
الهوامش
تحميل المقالة
.pdf ﺍﻟﻘﺪﺱ الرﺿﻮﻳﺔ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ
المصدر: مجلة رسالة المشرق التي تصدر عن جامعة القاهرة، مرکز الدراسات الشرقية / المجلد 36، العدد 1، مايو 2021،
