تاريخ الاجتهاد

الفرق بين الاجتهاد عند الإمامية والعامة / الاستاذ الشيخ محمد السند

الاجتهاد: الاجتهاد عندنا هو عملية استطراق لفهم الاحكام الشرعية من النصوص الشرعية القرانية والروائية، اما الاجتهاد عندهم فهو عملية تكوين الراي وصناعته بغض النظر عن وجود واقع يراد الوصول اليها وانا همهم صناعة الراي. من كتاب: بحوث في الاجتهادِ والتقليد الأصولي

لا يحمل اصطلاح الاِجتهاد عند الامامية على ما ورد في الاستعمال اللغوي او الروائي او غيره، كما لا يحمل الاِجتهاد عندنا على الاجتهاد بالمعنى الذي تتبناه العامة من أن مجتهدهم يعمل بالراي والقياس والاستحسان وغيرها.

فيما عليه الامامية في استعمال الاجتهادْ ما هو الا مشاكلة للعامة في اللفظ فقط دون المعنى لان معنى الاجتهاد عندنا غير معناه عندهم.

توضيح ذلك: فارق اجتهادنا واجتهادهم

إن عملية الاستنباط والاجتهادْ عندنا تختلف جذريا عن اجتهاد العامة، فالاجتهاد عندنا هو عملية استطراق لفهم الاحكام الشرعية من النصوص الشرعية القرانية والروائية، اما الاجتهاد عندهم فهو عملية تكوين الراي وصناعته بغض النظر عن وجود واقع يراد الوصول اليها وانا همهم صناعة الراي.

ونوضح ذلك بتساؤل:
هناك سوال مطروح في بعض العلوم، مفاده هل آن وظيفة العقل الادراك فحسب او انشاء الحكم؟ و معنی کون العقل مدرك آن لادور له في صناعة الحكم، فهو بمثابة الة لالتقاط الأحكام من مضانها الصحيحة. اما اذا قلنا انه يحكم فمعنى ذلك أنه الأمر الناهي المنشي للحكم.

وهذه الخلاف مطروح في المدارس الفلسفية وان العقل مدرك فقط وليس له حکم کیا هو راي ابن سينا او ان هناك عقل حاکم كما هو الصحيح، وتفصيل ذلك في محله.

ومع ذلك فان الحكم العقلي في باب العقل العملي يختلف منشا وسنخا عن الحكم وانشاءه في باب الاجتهاد عند العامة وذلك لكون منطلق الحكم العقلي قضايا ومواد يقينية مطابقة للواقع بخلاف منطلق الحكم في اجتهاد العامة فانه يعتمد على الظنون بمختلف الدرجات ومختلف المناشئ، بل ليس من الضروري مطابقة للواقع لديه بل ليس من الضروري وجود واقع يطابق او لا يطابق کما سياتي بيانه في مبحث التصويب والتخطئة.

والنتيجة:
ان الاجتهادْ عندنا ليس بمعناه وطريقته عند العامة أو عند اهل اللغة او في الاستعمال الروائي کا عرفت، بل هو بمعنی مرادف لما ورد في الروايات من عنوان العالم والفقيه والعارف بالاحكام وغيرها کما مر، نعم الاحری استعمال ما ورد في تلك الروايات من عناوين وان كان الاصطلاح بعد وضوح معناه لا يفسد شيئا.

وهذا الخلط او توهم الخلط هو الذي أوقع الاخباريين في حساسية هذا اللفظ.

المصدر: كتاب بحوث في الاجتهاد والتقليد الأصولي وهو تقريرات أبحاث الاصول لسماحة الاستاذ الشيخ محمد السند” حفظه الله” بقلم الشيخ محمد رضا الساعدي

رابط تحميل الكتاب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky