العنف والتطرف تجاه الجالية المسلمة في الغرب وظاهرة الاسلاموفوبيا

هناك عوامل تاريخية لظاهرة العداء والعنصرية والاسلاموفوبيا وتصاعد اليمين المتطرف ضد المسلمين.هناك اختلاف في العقيدة. وهناك عداء آخر. فبعد سقوط الاتحاد السوفياتي، طرح الغربيون ما اسموه “الخطر الاخضر” بعد سقوط “الخطر الاحمر”.

الاجتهاد: نظمت مؤسسة الابرار الاسلامية في لندن يوم الخميس، 6 يوليو، ندوة حول استهداف المسلمين في الغرب وظاهرة الاسلاموفوبيا وذلك بحضور الدكتور احمد الزين، والدكتورة زينب مفتاح.

نذكر خلاصة ما قدم في هذه الندوة موجزاً :

هذه الظروف شهدت ثلاث اعتداءات ارهابية في بريطانيا، في مانشستر وويستمنستر وجسر لندن.

حزب الجبهة الوطنية الفرنسي تأسس في 1971 على يدي جان ماري لوبان، شاركت ابنته في الانتخابات الاخيرة.

في المانيا حصل حزب البديل الالماني على 25 بالمائة من الاصوات في 2016، وفشل في الوصول الى البرلمان في 2013.

في بريطانيا حصل حزب الاستقلال، يوكيب، الذي اسسه نايجيل فاراج، واحزاب اخرى في اوروبا مثل اليونان والسويد والنمسا (حزب الحرية) وله 40 بالمائة من المقاعد، وحزب القانون والعدالة اليميني في النمسا، وسيطر حزبان يمينيان على آخر انتخابات في المجر، وفي الدنمارك حصل حزب الشعب المتطرف حصل على اكثر من 20 بالمائة، وفي هولندا هناك حزب الحرية المعادي للاسلام والمهاجرين، وحصل على 4 مقاعد في انتخابات البرلمان الاوروبي.

هذا استعراض لصعود ظاهرة التطرف اليميني.

حصلت عمليات ارهابية في عدد من البلدان الاوروبية، اودت بحياة الكثير من الابرياء، ووفرت فرصة مؤاتية للاحزاب اليمنية لتثبت وجودها وتكثف نشاطها ضد المهاجرين خصوصا المسلمين.

نشرت صحيفة الجارديان تقريرا في 8 يونيو احتوى احصاءات للهجمات على المسلمين منذ هجوم جسر لندن بحيث ارتفعت الاعتداءات العنصرية 40 بالمائة، جرائم ضد المسلمين ارتفعت الى 20 يوميا مقارنة مع 4 سابقا.

الدكتور احمد الزين

نعيش في بريطانيا ونشهد حوادث متلاحقة، منها ظاهرة العنف وجرائم الكراهية والعنصرية ضد المسلمين، وتطال كلا منا، واطفالنا ونساءنا. لا بد ان نعترف بوجود مشكلة، وهي ظاهرة العداء ضد المسلمين، تسمى الاسلاموفوبيا، وهي ظاهرة قديمة.

بسبب تصاعد الاعمال االارهابية التي حدثت مؤخرا زادت من حدة العداء وجرائم الكراهية ضد المسلمين.

وظهر عداء جديد غير مسبوق، وهو ظاهرة الارهاب العنصري وعلينا ان نفهمه واسبابه وكيفية معالجته.

الاحزاب اليمينية كانت تظهر العداء بشكل سلبي ولكن ليس بشكل دموي، كان هناك اعتداء على المساجد وتظاهرات وكتابات، ولكن الآن هناك شباب متطرف يؤمن بالقتل واستخدام اساليب داعش كالطعن بالسكاكين والدهس وحرق المنازل واستخدام الاسيد (الاحماض) على البشر.

ما اثار هذا الموضوع الهجوم الارهابي على المصلين في جامع فنزبري بارك. هذه الظاهرة تمثل مشكلة حقيقية.

اما على الصعيد الرسمي هناك اقرار رسمي من الحكومة بوجود مشكلة من اليمين المتطرف والارهاب العنصري المضاد، وقد اعترفت بذلك وزيرة الداخلية امبر رود في مقال نشرته في 21 حزيران، وقالت: لا نسمح بتمدد هذا الفكر المتطرف الذي يقابل الفكر الوهابي المتطرف.

هذا الارهاب من الطرفين يتطلب من الجاليات المسلمة التعاون مع الشرطة البريطانية لحصر هذين الفكرين وعدم السماح للمجتمع البريطاني الذي يتغنى بالتعددية ان يطغى عليه حالة عدم التسامح وقيم مباديء حقوق الانسان.

اذن هناك مشكلة ملموسة من الجالية المسلمة ومن الحكومة البريطانية

فلماذا وجدت هذه الظواهر؟

هناك عوامل تاريخية لظاهرة العداء والعنصرية والاسلاموفوبيا وتصاعد اليمين المتطرف ضد المسلمين. هناك اختلاف في العقيدة.وهناك عداء آخر. فبعد سقوط الاتحاد السوفياتي، طرح الغربيون ما اسموه “الخطر الاخضر” بعد سقوط “الخطر الاحمر”.

وهناك الفوارق الاقتصادية بين الغرب والعالم الاسلامي وتدفق اللاجئين الى بريطانيا والهجرة غير الشرعية والعمل غير الشرعي.

الغربي ينظر الى هؤلاء انهم مسلمون يقومون بجريمة ضد القانون، وبعض المسلمين يرتكب الجرائم كالمخدرات والسرقة، وينسب الاعلام هذه الجرائم الى الاسلام.

هناك حالات اخرى وهو النمو السكاني للجالية المسلمة في الغرب، هناك تكاثر لعدد المسلمين مقارنة بالبريطانيين الذين لا يهتمون بالولادات. فهم يخافون من اختلال التركيبة السكانية لصالح المسلمين. تقول الاحصاءات الرسمية ان عدد المسلمين 5 بالمائة، ويتوقعون ان ترتفع نبسبتهم في 2050 الى 20 بالمائة.

هناك عوامل اخرى سلبية، يعتبر المسلمون مسؤولين عنها.

فالكثير منهم لم يحترموا القانون، وبريطانيا معروفة بانها دولة القانون.

المسلمون خرقوا الاعراف الاجتماعية والقوانين واساؤوا الى الاسلام بتصرفاتهم، فلا يراعون قوانين السير والنظافة والعمل، فينظر الغربي الى هؤلاء المسلمين انهم متوحشون. المسلمون مسؤولون عن ذلك.

ما الحلول؟

علينا ان نبحث عن حلول لخفض ظاهرة العداء التي لها ابعاد تاريخية كالحروب والمجازر التي حدثت والتجاوزات التي حصلت في الاندلس.

نريد كمسلمين ان نتعاون مع الشرطة البريطانية والمجتمع المدني البريطاني وان تتضافر جهود العلماء والنشطاء لوضع استراتيجية موحدة لكي نحد من هذه الظاهرة ومنع تصاعدها، وعلينا ان نسعى لتخفيفها. ومن الخطوات العملية ما يلي:

اولا: يجب ان نظهر الجانب الحضاري من الدين الاسلامي، يجب ان نكون بمستوى الانسان الحضاري. فعلينا احترام القانون، فنحن نعيش في بلد القانون ونحترم النظام العام، بحسن التعاون في الكلام وقوانين السير والنظافة وقوانين العمل، وعدم السعي لسرقة الدولة.

ثانيا: علينا ان نقترب اكثر من المجتمع البريطاني، ويحدث نوع من الاجتماع، ليس على حساب عقيدتنا، من خلال الحوار، فالاسلام دعانا للتحاور مع من نختلف معهم: قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء.

ثالثا: يجب ان نزرع الطمأنينة في نفوس البريطانيين وان ديننا دين تسامح وليس دين قتل، وان الاسلام حرم قتل النفس البريئة “من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا”. ديننا دين محبة ونشترك مع الآخرين في الاخلاق والمحبة.

رابعا: علينا ان نطمئنهم اكثر. اوصانا رسول الله بان لا نؤذي ذميا: من آذى ذميا فقد آذاني. هناك جوانب حضارية في الاسلام علينا اظهارها، كيف نتحاور مع الجار وزميل العمل والصديق.

خامسا: جئنا الى بريطانيا ليس لاكراه البريطانيين على اعتناق الاسلام “لا اكراه في الدين”.

خامسا: ظاهرة الارهاب التي طرأت على المجتمع البريطاني مدعوم من السعودية. وقبل يومين صدر تقرير عن مؤسسة “هنري جاكسون” يؤكد ان السعودية وراء التطرف في بريطانيا وان هناك جهات مدعومة من الخارج لبث الذعر في بريطانيا. يجب علينا ان نؤكد للبريطانيين ان الاسلام لا يقر العنف والارهاب، وانما الارهاب مدعوم من انظمة الخليج من خلال جماعات سياسية ليس لها علاقة بالدين. عندما نحاور الشعب نجد نتائج واضحة، ونستطيع تغيير وجهة نظر البريطانيين تجاه المسلمين والاسلام.

زينب مفتاح: 

العنف ظاهرة ليست جديدة على العالم، ولكنها زادت في الآونة الاخيرة بسبب بعض الاطراف. و التقارير البريطانية الامنية تقول ان هناك ارتفاعا كبيرا في جرائم الكراهية تجاه المسلمين.

الجرائم زادت بعد حدوث ارهاب مانشستر ولندن بريدج وويستمنستر، وراينا خلال شهر رمضان عدة جرائم في المساجد.

هناك اسباب دفعت لهذه الكراهية.

وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في ذلك، مثل تويتر وفيسبوك، التلفزيون يبث الكثير من الذعر في الاوساط الاجتماعية.

المسلمات يحظين بقسط وافر من ردات الفعل، بسبب لباسهن، وهذا يؤدي الى كثرة الجرائم ضد المسلمات. هناك تهديد صريح وتهديد مبطن.

هناك تهديد بالقتل ونشر الرعب بين المسلمات، حتى ان الكثير من النساء اصبحن يخشين الخروج من المنزل.

هناك طرق للوقاية من بينها ما يلي:

اولا: عندما تخرج المرأة سواء للعمل ام لمدارس الاطفال ام للتسوق، عليها ان لا تذهب وحدها اذا استطاعت، وعليها ان تخبر القريبين منها الى اين هي ذاهبة، وعليها ان تعرف اي طريق تسلك.

ثانيا: لا بد ان يكون معها هاتفها النقال وبه شحنة ورصيد.

ثالثا: اذا استطاعت ان تصطحب أخريات فذلك افضل.

رابعا: على المرأة ان تسلك الشوارع العامة وتجنب الشوارع الفرعية لانها قليلة المارة وقليلة الاضاءة.

خامسا: يجب ان يكون معها قنينة ماء لتستخدمه فيما لو تعرضت لاعتداء بالحامض الحارق.

سادسا: لو احست المرأة بان احدا يلاحقها فيجب ان تتصل بـ 999 ثم تضغط 55، ليعرف الشرطة اين هي. فاذا احس ان احدا يلاحقه فعليه الاسراع بالهرب ويسعى للاتصال.

الحوارات بين المسلمين والجالية البريطانية والتقارب بين الاديان امور مهمة، لان ذلك يخفف من اثر الاعلام المسيء ووسائل التواصل الاجتماعي التي تشوه صورة الاسلام.

نحتاج لحوارات في المدن الكبرى وكذلك المدن الصغرى، خصوصا ان تلك المدن لا يعرف اهلها شيئا عن الاسلام، ومصدرهم للمعلومات هو الصحافة الرسمية التي لا تنقل صورة ايجابية او معلومات وافية وموضوعية.

المصدر: مؤسسة الابرار الاسلامية

 مدير الجلسة: احمد الحلفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky