عنوان المتولي الشرعي ليس منصبا سياسيا أو اداريا أو حكوميا وانما هو منصب بتكليف شرعي من المرجعية العليا في النجف الاشرف علما أن التكليف بهذه المهمة على وفق الاستفتاءات ذات الصلة تكون بتوجيه من الحاكم الشرعي إذ أن مراجع النجف الأشرف (السيد على السيستاني والسيد محمد سعيد الحكيم والشيخ اسحاق الفياض والشيخ بشير النجفي ) أدام الله ظلالهم الوارفة قد خولوا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والسيد احمد الصافي منذ عام 2003 .
الاجتهاد:
نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة السلام على أشرف المرسلين رسول الله محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
تابعت إدارة العتبة الحسينية المقدسة باستهجان بالغ ما صدر عن قناة الحرة من تقرير يغالط الحقيقة ويجانب الصواب ولعل الهدف من ورائه لم يكن مهنيا ألبتة فقد أثار التقرير علامات استفهام كبيرة وكثيرة ولاسيما استهداف العتبات بوصفها رمزا من رموز الاستقرار والنجاح فضلا على كونها مساحة تصحيح وتصويب طوال تعاقب الحكومات بعد 2003 وما تركته من ثغرات تستوجب ملأها بما ينفع البلاد والعباد .
إذ سعت إلى تأسيس منظومة مشاريع تلامس حاجة المجتمع وتطلعات الشعب العراقي في مختلف قطاعات الحياة فلم تكن العتبات مراكز دينية وحسب وإنما كانت مراكز تغيير للواقع الذي خلفته الأزمات طوال المدة المنصرمة وللإجابة عما ورد في التقرير من مغالطات نسترعي الانتباه وتستلزم الاجابة وعلى نحو الايجاز ولا سيما أن السؤال الأبرز في التقرير هو (أين تذهب أموال العتبات المقدسة) نقول:
اولا:- جميع مشاريع العتبة الحسينية المقدسة الاستثمارية منها والخدمية يخضع الانفاق فيها إلى تعليمات وقرارات الموازنة العامة للحكومة الاتحادية إذ يدقق قسم الرقبة المالية في العتبة جميع النفقات والايرادات ليدققها من بعد ذلك مدقق خارجي مجاز من وزارة المالية وترفع بعد ذلك إلى ديوان الوقف الشيعي الذي يضعها بين يدي ديوان الرقابة المالية الاتحادي لغرض المراجعة والتدقيق.
ثانيا:- أكثر أقسام العتبة الحسينية المقدسة خدمية في واقع الحال وإذا كانت ثمة ما يسمى بالأقسام الاستثمارية فهي على نحو الذي يدعم التنمية الاقتصادية وما يتقاضى عنها يكون لغرض ديمومة الخدمات التي تقدمها تلك الاقسام وهذه الاقسام الخدمية منها وما يسمى الاستثمارية (على نحو مجازي) لا تبتغي تحقيق الجنبة الربحية بقدر تحقيق اهداف خدمية واجتماعية وصحية على سبيل المثال يقوم مستشفى السفير بإجراء اكثر من 1000 عملية جراحية شهريا مجانا وعلى هذا النحو مستشفى الإمام زين العابدين (عليه السلام) الذي اجرى 120 عملية جراحية في الغالب للأطفال من مختلف محافظات العراق وعلى ايدي اطباء أجانب إذ قدم تسهيلات وتخفيض في الاجور يقدر ب (6) مليار دينار عراقي سنويا .
وأما جامعة وارث الانبياء التي تقدم خدماتها التعليمية على وفق احدث المواصفات التي تتطلبها الجودة العالية وبأقل الاجور مقارنة بما تتقاضاها الجامعات الاهلية الاخرى في العراق وكذلك الاجور في الدراسات المسائية في الجامعات الحكومية إذ تقدر الاعفاءات السنوية من أجور الدراسة في الجامعة للطلبة المتعففين وذوي الشهداء والسجناء ومنتسبي العتبة للعامين الماضيين من عمر الجامعة حوالي (450) مليون دينار عراقي على أن التقرير يتضمن مغالطة كون الجامعة تتقاضى اجوراً من الطلبة يتجاوز الـ(14) مليون دينار وانما اعلى اجر هو (3,800,000) في كلية الهندسة قسم الطب الحياتي وعلى اربع دفعات على مدار السنة .
ثالثا :- العتبة الحسينية المقدسة مسؤولة عن رواتب واعانات لقرابة (14) الف منتسب .
رابعا:- يشير التقرير إلى ما تتقاضاه مدينة سيد الاوصياء من أجر يبلغ 90$والحق ان هذا المبلغ مقابل شقة تسع لستة اشخاص علما انها تتكون من ثلاث غرف والمبالغ التي تستوفى هي لتمويل متطلبات وصيانة المدينة وذلك في الايام الاعتيادية والزيارات المليونية فيقدر عدد ما تستقبله هذه المدينة 4 مليون زائر سنويا تتكفل لهم بالطعام والسكن والنقل والخدمات الطبية الخ…. وفضلا عن استقبالها للوفود الحكومية وغير الحكومية مجانا لغرض اقامة مؤتمرات والمسابقات والندوات وورش العمل وغيرها فضلا عن استقبالها لافواج الحجاج سنويا ومن مختلف المحافظات العراقية.
خامسا:- اشار التقرير الى مرفق قيد الانشاء الا وهو صحن العقيلة زينب عليها السلام وذكر انه استثمار يعود على العتبة بعوائد كيف يكون ذلك وهو قيد الانشاء والذي سيقدم خدمات عامة للزائرين ولعل تصميمه يشهد على ذلك فهو يتضمن متحفاً للمدينة واماكن لإيواء الزائرين ومضيفاً لتقديم الطعام الخ … من خدمات مجانية على ان التكلفة الاجمالية لا نجاز هذا المشروع البالغة حوالي ( 500 ) مليون دولار .
سادسا:- ذكر التقرير استحواذ العتبة المقدسة على المدن التي انشأتها وزارة البلديات والاشغال العامة للزائرين وهذا يجافي الحقيقة اذ ان الوزارة ذاتها طلبت بضغط من اهالي كربلاء المقدسة ومن العتبات المقدسة ادارة تلك المدن لغرض ادامتها وديمومتها اذ قدمت خدماتها للزائرين والنازحين مجانا طيلة خمس سنوات تم تحويل ملكيتها الى العتبات المقدسة بعد شرائها من الوزارة على وفق الانظمة والقوانين المالية النافذة لتستخدم بعد ذلك كجامعات ولا سيما بعد انشاء مدن الزائرين بالقرب منها.
سابعا:- المراحل الدراسية اخذت العتبات المقدسة على عاتقها بتجهيز الكتب وطباعتها في الوقت المناسب لا بنائنا الطلبة علما ان ما تعهدت به المطابع لتجهيز وزارة التربية بالمنهاج المطلوب يصل الى 13 منهجاً من اصل 160 يجري طباعتها في مطابع اهلية وحكومية اخرى وقد وفر هذا الاجراء خلال عام 2019 (135) مليار دينار عراقي مما كان ينفق لطباعة المناهج خارج العراق.
ثامنا:- في اشارة الى قناة كربلاء الفضائية صرح التقرير بأن اهالي كربلاء (يقولون ان ميزانية القناة تفوق ميزانية الدولة ) فهل من المهنية بمكان ان يتضمن التقرير هذه المغالطة فكيف يكون للقناة ميزانية تفوق ميزانية الدولة ؟!!! وهل من المهنية ان تؤخذ البيانات المالية من مجهولين من المدينة ان صح ذلك الادعاء وهو كاذب قطعا .
تاسعا:- مما اشار اليه التقرير ان مشاريع العتبة المقدسة تتنصل عن دفع اجور الكهرباء والماء والحق ان فواتير الدفع التي تحتفظ بها أدارة العتبة تشهد على تسديد تلك الفواتير لدوائر الماء والكهرباء وبالإمكان الاطلاع عليها .
عاشرا :ـ وجود المتوليين الشرعيين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين من عام 2003 اراد التقرير بهذه النقطة ان يذم ولكنه مدح وذلك للأسباب التالية .
🔸️1. عنوان المتولي الشرعي ليس منصبا سياسيا او اداريا او حكوميا وانما هو منصب بتكليف شرعي من المرجعية العليا في النجف الاشرف علما ان التكليف بهذه المهمة على وفق الاستفتاءات ذات الصلة تكون بتوجيه من الحاكم الشرعي اذ ان مراجع النجف الاشرف (السيد على السيستاني والسيد محمد سعيد الحكيم والشيخ اسحاق الفياض والشيخ بشير النجفي ) أدام الله ظلالهم الوارفة قد خولوا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والسيد احمد الصافي منذ عام 2003
🔸️2. وما وجودهما طوال هذه المدة الا دليل على ثقة المرجعية بهذين الشخصين المباركين فضلا عن النزاهة والقدرة على تنظيم شؤون العتبات المقدسة بما يخدم ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه .