الاجتهاد: الباحث الديني اللبناني الشهیر، العلامة الشيخ علي الکوراني الذي اشتهر أكثر بكتاب «عصر الظهور» ومناظراته الكثيرة مع أهل السنة، وعلى عكس انتمائه المذهبي فإنه يعتقد أنّ دعم الشعب الفلسطيني هو واجب شرعي على جميع المسلمين. يحاول أستاذ الحوزة العلمية أن يشرح الزوايا الفقهية لهذا الدعم. وفيما يلي نص الحوار الحصري لموقع «الاجتهاد» مع سماحته:
هل دعم الدول الاسلامية الأخرى ضد الظلم والظالم واجب على المسلمين و الحكومات الاسلامية؟
قضية القدس و فلسطين و الإعتداءات الغربية و اليهودية على الدول الإسلامية تفوق الظلم. هذا الأمر هو حرب واحتلال أرض. إذا قام الكفّار وأعداء الاسلام باحتلال أية منطقة من بلاد المسلمين فإن واجب المسلمين جميعاً هو التعبئة لدفع ذلك الاحتلال. هذه القضية تحظى بإجماع كافة المذاهب الفقهية وهذا الجهاد الدفاعي لا يحتاج إلى فتوى. يجب صدّ العدو بأية طريقة ممكنة. إضافة إلى ذلك فإنّ الإعتداء ليس على أرض فقط، بل تم الإعتداء على مقدسات المسلمين. لذلك فإنّ الدفاع عنها هو الدفاع عن المقدسات الدينية. بالتأكيد هذا الأمر ظلم للمسلمين و للشعب الفلسطيني.
لدينا العديد من العناوين الفقهية التي توصلنا إلى هذا الوجوب. بموجب هذا الحكم الإجماعي يجب أن يتم تعبئة المسلمين لتحرير هذه الأرض و إعادتها إلى أصحابها.
للأسف و بسبب دعايات الغرب و أوامرهم فلا أحد يسمع هذه الصرخة، ولا أحد يعمل بواجبه الشرعي هذا. أول شخص نهض لدعمهم الامام الخميني قدّس الله نفسه. لقد أعطة القضية الفلسطينية الأولوية الأولى وأسس يوم القدس من أجل تحذير المسلمين و تعبئتهم.
الامر المؤسف أكثر من هذا مجاراة بعض الدول العربية لاسرائيل، حيث تماشوا مع اسرائيل فقط من أجل رفض إيران و مواجهتها، بحجة أنّ عدونا هو إيران و علينا بالفعل مواجهة هذا العدو. في حين أنّ هذا انحراف و اتّحاد مع عدو الاسلام؛ لكن وبحمد الله، وعلى الرغم من أن الشعب الفلسطيني قد انخدع في البداية إلّا انه فهم الآن أنّ الدولة الوحيدة التي رفعت راية تحرير القدس ونهضت لدعمها هي إيران. نأمل أن يتحقق ما أخبر به قائد الثورة من أن تزول اسرائيل خلال 25 عام القادمة وقد مضى منها 3-4 سنوات وأن تتحرر الأراضي الفلسطينية.
إذاً لدينا إجماع على هذه الأمور الثلاثة:
1- الإجماع على الجهاد الدفاعي
2- الإجماع على دفع الظلم
3- الإجماع على الدفاع عن المقدسات الاسلامية.
مع هذه الإجماعات الثلاثة لا يبقى أي شك في وجوب دعم الشعب الفلسطيني.
في أي باب فقهي يمكن متابعة هذه المسألة؟
يمكن العثور على هذه المسألة في باب كتاب الجهاد و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي زوايا الكتب الفقهية. يعتقد الفقهاء بخصوص الجهاد الدفاعي أنه يجب على الرجل و المرأة المشاركة في ذلك دون أية شروط. يجب أن يتّحد الجميع لصد المعتدي.
هل من الضروري دعم الدول الأخري، حتى لو كان لذلك الدعم عواقب سياسية واقتصادية علينا؟
عندما يكون المجتمع بيد ولي الأمر الجامع للشرائط فإنه يتحدث مع مستشاريه و يصل إلى هذه النتيجة و هي أنه يجب في هذه الظروف الدفاع عن الاسلام وتحمل كافة عواقبه. ولي الأمر العادل هو من ينبغي أن يحدد المهم والأهم وَ لديه خبراء يدرسون كافة الجوانب.
هل هناك اختلاف في هذا الحكم بين مذهب ساكني هذه الدول؟
مذهب الشعب الفلسطيني لا يغيّر في هذه القضية شيئاً. الشيء الواجب هو حماية الاسلام و دفع المعتدي عن البلاد الاسلامية. يجب أن نضع جانباً أنهم نواصب أو مسلمون وحماية الاسلام و تحرير فلسطين و القدس.
ما هو رأي سماحتكم حول صفقة القرن؟
هذه مجرد أوهام. حلم إبليس في الجنّة والإسرائيليون يظنون أنهم سينجحون، لكن ولا فلسطيني واحد مستعد لهذا الأمر. هذه خيانة كبرى للشعب الفلسطيني.