السؤال: في الزيارات الخاصة كزيارة الأربعين للإمام الحسين”عليه السلام” وزيارة العاشر من المحرم ووفاة الإمام الكاظم “عليه السلام” تأتي هناك أعداد كبيرة من الرجال والنساء فيحصل الاختلاط بين الجنسين فهل يجوز للنساء الذهاب إلى تلك الزيارات؟ الجواب: لست أدري لم لا تسأل عن ذهاب النساء إلى الحج والطواف والسعي، والزحام هناك مع الاختلاط ليس بأقل مما في الزيارات التي أشرت إليها، كما لست أدري لم لا يتجه اهتمامك إلى الاختلاط الحاصل في الأسواق والكليات والجامعات ولم تخص الزيارات، ثم اعلم أن الاختلاط لا يمكن منعه مطلقاً وإنما الممكن هو نشر الدين والثقافة الدينية الشرعية لئلا يحدث ما لا يجوز فعله والله الهادي.
الاجتهاد: بمناسبة قرب زيارة الأربعين وانطلاق مواكب المشي على الأقدام من أنحاء العراق الى كربلاء لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، نقدم لكم بعض المسائل الشرعية الخاصة بزيارة الأربعين في ضوء فتاوى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفي.
ما شرعية السير في جميع الزيارات إلى النجف و کربلاء؟
يستحب ذلك وفيه أجر وثواب عظيم لورود روایات في ذلك والله العالم.
اعتاد أهل العراق أن يتوجهوا إلى زيارة الإمام الحسين “عليه السلام” سيراً على الأقدام ويقطعون خلال مسيرتهم هذه مئات الكيلومترات في أيام كثيرة متواصلة بظل أجواء روحية منقطعة النظير:
1. ما حكم هذا العمل في الميزان الفقهي؟
۲. هل التوجه ماشياً لمن يستطيع أفضل أم كونه راكب؟
٣. ماذا تقولون لمن يقوم بخدمة هؤلاء الزوار على طول الطريق ويُنفِق الأموال الطائلة في سبيل ذلك؟ .
بماذا نَرُد على من يعيب علينا هذا العمل وصفنا بالرجعيين أو المتخلفين؟
5 . هل هناك ما تتفضلون به علينا من نصيحة وانتم أهل لذلك؟ أدامكم الله لنا ذخراً و شرفاً.
1- إنه عمل مستحب مؤكد قد ورد الحثّ عليه في الكتب المعتبرة والروايات المروية عنهم، نسأل الله أن يتقبل من المؤمنين هذا العمل ويزيد تمسكهم بأهل البيت”عليهم السلام” وأن يبقوا متفانين في الدفاع عن مبدأ الحسين”عليه السلام” والله الموفق.
۲- الذهاب إلى زيارة الحسين”عليه السلام” ماشياً أفضل لمن تمكن منه، مع عدم وجود ما يعارضه بالأهمية شرعاً. والله العالم.
٣- إنه عمل جيد وسيلقون جزاءهم على ذلك في الآخرة وفي الدنيا إن شاء الله، والله العالم.
4. ندعوهم إلى التأمل في الروايات الواردة في هذا الشأن ونحثّهم على الالتفات للفوائد الروحية و الدينية المترتبة على هذا العمل لعل الله يهديهم إلى سواء السبيل والله الموفق.
5- ينبغي الإصرار والمواصلة على هذا الموضوع، كما ينبغي الالتزام بالواجبات الشرعية والاجتناب عن المحرمات دائماً وخصوصاً في هذه المسيرة المباركة لزيارة قبر الحسين”عليه السلام” ولا ينبغي أن تهدأ ألسنتنا عن الاستغفار لشيعة أهل البيت”عليهم السلام” ولأنفسنا والصلاة على النبي وآله و ترديد المراثي والقصائد في قضية الحسين “عليه السلام”، والأهم من ذلك المحافظة على الصلاة جماعة وقرادي إن لم تتوفر الجماعة. واعلم أنه عمل يحبه الله ورسوله ويفرح المؤمنين ويغيض الكافرين والمنافقين والمتلبسين بزي المؤمنين مع خلوهم عن محتوى الإيمان والله الموفق.
6 – نقرأ في الكتب فضل من زار الحسين”عليه السلام” أو أمير المؤمنين”عليه السلام” ماشياً و نريد أن نسأل ما هو مفهوم زيارتهم مشياً، هل يفهم منه شد الرحال و تحمل أعباء ومشقة السير على القدمين لمسافات طويلة أم مثل المشي المقصود به في مثل هذه الرواية: (من مشى إلى المسجد لم يضع رجلاً على رطب ولا يابس، إلا سبَّحت له إلى الأرضين السبعة(1)، وهل هناك روايات تحثُّ على زيارة الأئمة مشياً لمسافات طويلة كما يفعل بعض الشيعة عندما يسيرون في أربعينية الحسين”عليه السلام” من مدن بعيدة كالنجف إلى كربلاء؟
وما حكم من يسير مشياً ويقطع مسافات طويلة للذهاب لكربلاء مع توفر وسائل النقل العصرية؟
يستحب زيارة الحسين “عليه السلام”مشياً كما يستحب راكباً وفي المشي ثواب عظيم وأجر جزیل. والله العالم.
7 – هل هناك شيء يجعل النساء يخرجن مشياً بهذا الكم الهائل للزيارة، وأنا من منظار عقلي القاصر أفضل لهن الوصول للإمام في السيارات لأن هنالك مصاعب كبيرة تتجاوز الحد العقلي وهنالك يصبح العقل مشغولاً فقط بالله “عز وجل” و لا يدرك شيء سوى وصوله للإمام، أرجو منكم علماءنا الأعلام توضیح مسألة خروج النساء من بيوتهن وترکهن في المسجد الذي أراد الله للنساء أن يقرن به، وهل هنالك من شيء يمنع من السير للنساء فقط؟
اعلم يا بني إنّ المشي إلى زيارة العتبات المقدسة ولا سيما زيارة الحسين”عليه السلام” أمر حسن مطلوب مرغوب شرعاً للرجال والنساء، وأما خروج المرأة من البيت فيجب أن يكون في إطار شرعي سواء كان للزيارة مشياً أو للزيارة راكبةً، يجب على الجميع تثقيف عوائلهم للمحافظة على الالتزام الديني في داخل البيت وخارجه في السيارة أو عند المشي، أو لا تعلم أن المفاسد التي تحدث بالسيارات لفقدان الالتزام الديني كثيرة جدا أيضا؟
نعم قرار المرأة في البيت أفضل حتى قيل أن بيتها مسجدها ولكن لا يعني ذلك حرمة الخروج مطلقاً إذا كان مع التحفظ الديني ولست ادري لم تفكر في المؤمنات الخارجات للزيارة مشياً على الأقدام مع التحفظ المطلوب ولا تفكر فيما يجري في الأسواق والجامعات والكليات أولست تدري أن نسبة العوائل التي تبعث بناتها إلى المدارس والكليات والجامعات عالية جداً أرجو الله أن لا يكون سؤالك نابعاً عن الرغبة في منع الناس عن زيارة الحسين بالحجة التي ذكرتها فتكون مصداقاً لمقولة الإمام علي بن أبي طالب (كلمةُ حق يراد بها باطل)(2) . والله العالم.
8 – الزوار المشاة إلى المراقد المقدسة يعانون من بعض الأمور کآلام الظهر والقدمين و ثقل الحاجيات وغير ذلك، فلو كانت هناك دراسة من قبل باحثين لهم خبرة واختصاص يمكنهم إعطاء حلول لهذه المشاكل وذلك بتوفير نموذج من الأحزمة المخففة لآلام الظهر و طريقة لرفع الحاجيات سهلة و غير ذلك، ما رأي سماحتكم في ذلك؟
امتحان الجهات الخيرية المتبرعة تقوم بما تتمكن، نرجو الله سبحانه أن يوفق الخيرين للقيام بمساعدة المشاة بصورة أفضل والله الموفق.
9 – في الزيارات الخاصة كزيارة الأربعين للإمام الحسين”عليه السلام” وزيارة العاشر من المحرم ووفاة الإمام الكاظم “عليه السلام” تأتي هناك أعداد كبيرة من الرجال والنساء فيحصل الاختلاط بين الجنسين فهل يجوز للنساء الذهاب إلى تلك الزيارات ؟
لست أدري لم لا تسأل عن ذهاب النساء إلى الحج والطواف والسعي، والزحام هناك مع الاختلاط ليس بأقل مما في الزيارات التي أشرت إليها، كما لست أدري لم لا يتجه اهتمامك إلى الاختلاط الحاصل في الأسواق والكليات والجامعات ولم تخص الزيارات، ثم اعلم أن الاختلاط لا يمكن منعه مطلقاً وإنما الممكن هو نشر الدين والثقافة الدينية الشرعية لئلا يحدث ما لا يجوز فعله والله الهادي.
—————
1 – بحار الأنوار 81 /13 .
2 – نهج البلاغة /82، وهي من الكلمات الخالدة التي ردّ بها الإمام علي “عليه السلام” على الخوارج لما سمع قولهم: ( لاحكم إلا لله).
المصدر: كتاب؛ الشعائر الحسينية ومراسيم العزاء.(في ضوء فتاوى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفي.) الناشر: مؤسسة الأنوار النجفية للثقافة والتنمية.