بهدف تسليط الضوء على ظاهرة التكفير وطرق مواجهتها إلتقى موقع “الإجتهاد” الدكتور «حسين داورزني» رئيس قسم الفقه والقانون بكلية الشريعة في جامعة طهران وحاوره حول ظاهرة التكفير وإنتشار هذه الظاهرة وما يمكن أن تتركه من أثرٍ في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، ودور الفقهاء والمجتهدين في الحد من تكفير المجتمعات الإسلامية، حیث أكد داورزني على أنّ أفضل السبل لمواجهة هذه الظاهرة هي التمسك بالقرآن الكريم وسيرة النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)
خاص بموقع الاجتهاد: “التکفیر.. تلك الظاهرة التي باتت تُأرق المسلمين قبل غيرهم، وتشغل مجاميع الفقهاء ومجالس العلماء، وذلك بعد أن أصبح التکفیری يُشكل الخطر الأكبر على الإسلام وربما خطره يفوق مئات المرّات خطر ما يتم ترويجه عن المسلمين، ليصبح الإسلام الشماعة التي يُعلق عليها كلّ من هبّ ودب أخطاء المتطرفين والإرهابيين، فالتكفير وكما يؤكد العلماء والفقهاء، فالتكفير ينتج عنه تكفير مجتمعات كاملة، وهو ما شهدنا من أحكامٍ أطلقها الإرهابيون وباتوا يعملون على أساسها على طول العالم الإسلامي وعرضه.
موقع الاجتهاد وبهدف تسليط الضوء على ظاهرة التكفير وطرق مواجهتها إلتقى الدكتور «حسين داورزني» رئيس قسم الفقه والقانون بكلية الشريعة في جامعة طهران وحاوره حول ظاهرة التكفير وإنتشار هذه الظاهرة وما يمكن أن تتركه من أثرٍ في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، ودور الفقهاء والمجتهدين في الحد من تكفير المجتمعات الإسلامية، حیث أكد داورزني على أنّ أفضل السبل لمواجهة هذه الظاهرة هي التمسك بالقرآن الكريم وسيرة النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، حيث أن كل الأحاديث والروايات التي قد نُقلت عن الرسول الأكرم وعن آل بيته الأطهار، بالإضافة لأخلاق الرسول محمد (ص) حيث وصفه الله عز وجل بـ (إنك لعلى خلق عظيم)، جميعها تصبّ في بوتقة السلام الذي حمله الرسول الكريم إلى العالم أجمع، كما أنّ كلمة الإسلام في حد ذاتها تأتي بمعنى السلام والسلامة من الخطر، كما تحمل هذه الكلمة الكثير من الطمأنينة في داخلها، ولا تختصّ فقط بالمسلمين، لكنها تحمل السلام للمسلمين ولجميع الأمم والشعوب الأخرى.
التحريض على الإسلام يجب رفضه أيضاً من قبل الحكومات الغربية
ويؤكد داورزني على أنّ الإسلام بات اليوم ينتشر في أغلب المجتمعات والدول وبات صعباً على أية دولة أن تقول إنها خالصة لأتباع دينٍ واحد، فالكل متعدد الأديان والثقافات، فتكفير مجتمعٍ بشكل عام ومحاربته على هذا الأساس لم ترد لا في القرآن ولا في الأحاديث، مضيفاً أنّ التكفير لا يقتصر على دينٍ واحد أو مجتمع بعينه، ولذلك، فإنّ عمليات التخويف المصطنع من الإسلام والمسلمين مصدر تهديد للتوافق الاجتماعي والإنساني، وبما يُشكِّل بُعداً خطيراً آخر لهذه الظاهرة غير الإنسانية، مؤكداً على أنّ التحريض على الكراهية وازدراء الغير مرفوضان في القوانين الغربية، وبما أنّهم يدّعون العمل بمبادئ حقوق الإنسان التي تُجرّم إثارة الكراهية ضد الأديان وتنظر إلى الناس كمتساوين، بغضّ النظر عن معتقداتهم الدِّينية أو السياسية، فإن التحريض على الإسلام يجب رفضه أيضاً من قبل الحكومات الغربية، وأما الإرهاب فيجب العمل على مواجهته من قبل الجميع.
ولا يخفى على ذي عقلٍ ما يجرى على الساحة الإسلامية من فتن وافتراق وقع بين المسلمين وخاصة في مسائل يحسبها بعضهم من الأصول التي لا يسوغ فيها الاجتهاد بينما الآخرون يجعلونها من المسائل الخلافية الاجتهادية التي لا يسوغ فيها الاختلاف.
سبل مواجهة ظاهرة التكفير
وعن سبل مواجهة ظاهرة التكفير هذه، يؤكد داورزاني على أنّ ضرورة تعريف المجتمعات كافة بحقيقة الإسلام السمحة بعيداً عمّا يتم تروجيه من قبل الإرهابيين والتكفيريين، بالإضافة إلى العمل وبشكلٍ جاد على الصعيد الإعلامي الذي يعدُّ أفضل الوسائل في إيصال صورة الإسلام السمحة إلى جميع شعوب العالم، ومن ناحيةٍ أخرى توعية الشباب والمسلمين بشكلٍ عام بخطر التكفير وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام.
ويضيف داورزاني: “أفضل طريقة لإظهار الصورة الحقيقية للإسلام هي في أنفسنا نحن المسلمين وذلك من خلال تعاملنا وتصرفاتنا مع بقية الشعوب، وهو ما يؤكده الأئمة الأطهار والرسول الكريم بقولهم -كونوا دعاة الناس بغير السنتكم- وعلى هذا الأساس من غير المقبول إطلاقاً تكفير مجتمعات بعينها أو طوائف بعينها”.
متحدون في مواجهة التكفير
ويؤكد داورزاني على أنّ فقهاء المذاهب الإسلامية بمختلف اتجاهاتهم ومدارسهم متحدون في مواجهة التكفير، وأما الإختلافات التي يحاول البعض إبرازها وإعطائها أكبر من حجمها؛ إنما هي اختلافات في الجزئيات البسيطة، كما أنّ هذه الإختلافات يمكن أن تجد طريقها للحل، كما أنّ الوصول إلى تلك الحلول برأي داورزاني يمكن أن يكون بطرقٍ عملية تُأتي أُوكلها سريعاً كإقامة الندوات والحوارات العلمية الأمر الذي من شأنه أن يساعد بتقريب الأفكار وتلاقيها، مع إتخاذ منهج واضح للحوار.
ويتابع داورزني أنّ التكفيريين ليسوا بمسلمين حتى يكون بيننا –المسلمين- أي إتفاق أو تعاطف أو أي رابطة، فالمسلمون بغالبيتهم يؤكدون على أنّ التكفيريين ليسوا بمسلمين، فهم حفنة من الأشخاص الذين تمّت صناعتهم في مختبرات أجهزة الإستخبارات في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وذلك بهدف الإساءة للإسلام وإلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بالمسلمين وإطلاق الأحكام والفتاوى التي تُناسب صانعيهم، وذلك بعد أن يتم تلقينهم ماذا يجب عليهم فعله من أعمالٍ قذرة، مؤكداً على أنّ الخشونة والوحشية والقتل والهجوم على الأبرياء لا يمكن أن تكون رمزاً للسلام الذي يحمله الإسلام.
وأخيراً يختم داورزني بضرورة التفريق بين الإسلام كدِين سماوي يدعو إلى العدل والحرية والمساواة، وبين بعض المنظمات أو الجماعات التي تدعي أنّها تنتمي إليه وهي ليست محلّاً للقبول الإسلامي العام، وهنا يجب الحذر من إطلاق الكفر على طائفة أو شخص معين، وهذا العمل ليس لأي أحد بل لكبار أهل العلم فلا يحل ذلك لصغار العلماء وطلبة العلم فضلاً عن عامة الناس.
إعداد:السيد بهمن دهستاني