أشار فضيلة الشيخ الأستاذ حيدر حب الله في القسم الأول من الحوار الذي أجرته معه مجلّة (رسائل) الشهرية الفكريّة والثقافية في إيران، إلى العوامل الستة التي تعد من وجهة نظره من عوامل ضعف العلاقات بين الحوزة العلميّة في قم وسائر المراكز في العالم. كما أشار إلى النتائج السلبيّة لفتور هذه العلاقات. و يقدم سماحته في القسم الثاني من الحوار، الحلول والمقترحات للخروج من الوضع الراهن.
الاجتهاد:
ثالثاً: الحلول والمقترحات للخروج من الوضع الراهن
السؤال الثالث: ما هي الحلول التي نستطيع أن نخرج من خلالها من هذه الأزمة الكبيرة؟
ثمّة مقترحات عدّة هنا، سأتناول بعضها بعيداً عن مفرداتٍ هنا أو هناك في الحوزة العلميّة في قم، واقتراباً من أخذ المشهد العام بعين الاعتبار:
1 ـ تجنّب الحوزة العلميّة الغرق في التفاصيل السياسيّة الجزئيّة المتوتّرة
المقترح الأوّل: أن تسعى الحوزة العلميّة (في قم)، للنأي بنفسها عن القضايا السياسيّة الجزئيّة المتوتّرة، فهذا أفضل لموقعيّتها وقدرتها على التأثير، ولا أعني بذلك انفصال الحوزة عن السياسة مطلقاً، بل أعني ضرورة وجود آليّة ناجعة لاهتمام الحوزة بالوضع السياسي الجزئي دون هدر موقعيّتها وتأثيرها، ودون وضع نفسها في سياق توظيف الآخرين.
يزداد هذا الأمر وضوحاً في قضايا السياسة الخارجيّة، إذ يعنينا هنا موقف الحوزة من القضايا السياسيّة في المنطقة، خاصّة ما يمسّ سائر المذاهب الإسلاميّة، والسبب في ذلك أنّ إبداء الحوزة موقفها من بعض القضايا لا يُفهم في الخارج إلا بوصفه موقفاً دينيّاً يمثل الشيعة، وليس موقفاً سياسياً يمثل تياراً أو دولةً أو غير ذلك فقط، وهذا ما يضع تدخّل الحوزة في بعض القضايا بمثابة توفير لمناخ التصادم المذهبي، وهذا يعني أنه يجب أن تكون هناك حساسية عالية في اختيار المواقف السياسيّة التي تقدّمها حوزة قم أو بعض المرجعيّات والجهات العليا فيها مع ملفّات سياسيّة متوتّرة في العالم الإسلامي، بمعنى أن لا يكون شكل موقفنا السياسي مفضياً ـ قدر الإمكان ـ لتدمير شبكة علاقاتنا الثقافيّة والعلمية التي نحتاجها اليوم مع القوى الدينيّة في العالم.
2 ـ إلغاء مبادئ النفي والتنازع والاحتواء، لصالح مبادئ التعامل والتعارف والحوار
المقترح الثاني: إلغاء مبدأ نفي الآخر من أذهاننا، وإلغاء مبدأ التنازع، وكذلك إلغاء مبدأ احتواء الآخر وإدخاله ضمن دائرتنا. هذه السياسة يجب أن نغيّرها، فالمبدأ هو التعامل مع الآخر وكذلك الندّيّة له، وإلا فنحن قادمون دوماً على تصادم، إنّني أظنّ أنّ هذا الموضوع له تأثيرات سلبيّة عجيبة، بل لقد رأينا تأثيراته على الشيعة أنفسهم الذين تحسّس بعضهم منه، وهذا ما يتطلّب إدارة ذكيّة، وإلا فإذا استمرّينا على استخدام المنطق الاستعلائي أو منطق الهيمنة هذا، فسوف نخسر أولئك الذين نتواصل معهم عند أوّل فرصة لهم على بتر علاقتهم بنا.
مثل ذلك يحتاج إلى سلسلة طويلة من توعية الداخل الحوزوي بالأوضاع العلميّة والثقافيّة والدينيّة في بلدان العالم الإسلامي، وإدراكه لنخبهم ونتاجاتهم، لينمو طالب العلوم الدينيّة هنا يوماً بعد يوم وهو مطّلع على أنّ هناك حراكاً فكريّاً في العالم الإسلامي كلّه تقريباً، وأنّ عليه أن يتفاعل معه، لا أن يكون مجرّد تلميذ ولا مجرّد أستاذ.
دعني أكلّمك عن تجربة شخصيّة، فالكثير وربما أكثر طلاب العلوم الدينيّة هنا ليس لديهم أيّ صورة عن الفقه أو أصول الفقه السنّي، ولهذا فهو يتصوّر أنّه لا يوجد عندهم شيء أبداً، وأنّ أصول فقه الإماميّة وليدٌ إماميّ خالص، ولهذا فهو يشعر بالاستغناء عن أن يتعلّم شيئاً آخر! هناك شعور أشبه بنظري بالغرور، ولا يمكنني تبريره أخلاقيّاً، تماماً كما هي الحال على المقلب الآخر، وهذا يحتاج لتعديل جذري في برامج التربية والتعليم في الحوزة، تغيّر هذا الوضع كلّه، لنفهم بعضنا ومجتمعات الآخرين من سائر المسلمين بشكل أصحّ.
نعم، مؤخّراً انطلقت بعض الجهود المباركة منذ عصر السيد البروجردي، واليوم نجد مرجعيّات رائدة تشتغل في هذا السياق، مثل المؤسّسات التابعة للمرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، وتلك التابعة للمرجع الديني السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، وهذه خطوات ضروريّة للخروج من الوضع الحالي، لكنّ ما نصبو إليه هو أن يتحوّل هذا الوضع إلى جزء يومي طبيعي من برامج التربية والتعليم للحوزويّين جميعاً، حتى نستطيع أن ندخل في مرحلة جديدة في هذا السياق.
3 ـ الوعي العميق بعصر الانكشاف والتعرّي، لبناء خطاب ديني عام
المقترح الثالث: وعي عصر الانكشاف والتعرّي، بمعنى أنّ من الضروري للجميع ـ من أكبر مرجعٍ إلى أصغر طالب علم ـ أن يعرف أنّه لم يعد يعيش في غرفته الخاصّة أو يلقي خطاباً لمجتمعه الخاصّ، فقد بتنا اليوم في عصر المعلوماتيّة، وكلّ شيء نقوله صار مكشوفاً أمام الرأي العام الإسلامي والعالمي، ولم يعد هناك خطاب خاصّ، لقد انتهت هذه المرحلة، ويبدو لي أنّ الأغلبيّة لم تدرك هذه الحقيقة بعدُ بوعيٍ عميق، ولم يستوعب معناها.
معنى هذا الكلام أنّ حوزة قم وغيرها، يجب أن تخرج من ثقافة الخطاب الداخلي إلى سياق الخطاب الإسلامي العام، ليولد بحقّ بيننا الخطاب الإسلامي العام. أرجو أن نفهم جيداً هذه الفكرة: إنّ الخطاب الإسلامي العام لا يعني إلغاء الخصوصيّة، بل يعني إعادة تشكيل اللغة والمفردات والأولويّات تبعاً لعموميّة الخطاب، وتبعاً لإحساس المتكلّم بنوعيّة مخاطبيه أو بعبارة أخرى بأولئك المستهدفين بخطابه، إنّهم الآن منتشرون على امتداد العالم الإسلامي، وعليه أن يأخذ بعين الاعتبار تنوّعات أذهانهم وأفكارهم ومذاهبم وطوائفهم، وإذا لم يخرج خطابنا من الخطاب المغلق الداخلي إلى الخطاب المنفتح العام فأعتقد أنّنا سنبقى في أزمة التواصل؛ لأنّ الخطاب المغلق الداخلي عادةً ما يسبّب لنا أزمات تواصل مع الآخرين، خاصة في عصر انفجار المعلوماتية الذي نعيش.
من الضروري أن يعرف كلّ واحد بأنّه لم يعد يخطاب بني جلدته فقط، بل هو يتكلّم مع العالم كلّه، وهذا ما يضع الحوزويّين في سياق الإحساس بأنّهم باتوا على تماس مع العالم.
4 ـ نحو تماسّ علمي مباشر مع الآخر
المقترح الرابع: الدخول في تماسّ مباشر مع المراكز العلميّة الأخرى، عبر عقد زيارات متبادلة علميّة مكثفة، وليس زيارات مجاملات وأخذ الصور، وذلك من خلال بعثات طلابيّة ـ حيث يمكن ـ إلى مراكز ومعاهد علميّة أخرى، فيتمّ إرسال بعض طلاب العلوم الدينيّة الشيعة إلى الأزهر ليدرسوا الفقه الشافعي فيه خمس سنوات مثلاً، ونحصل على متخصّصين شيعة في الفقه الشافعي، أو يفتح كرسي تدريس حقيقي حنفي في الحوزة العلميّة في قم ويتمّ استقطاب بعض أساتذة الفقه الحنفي من الخارج لهذه الغاية، والعكس صحيح.
وبكلمة أخرى: لا يمكن وضع الفضاء الحوزوي في شيء من هذا القبيل، إلا عبر وضعه جسدياً في هذا الفضاء، من خلال تعزيز العلاقات مع المراكز العلميّة الأخرى وتكثيف الزيارات المتبادلة، وفتح كراسي علميّة متبادلة، واستقبال وإرسال البعثات الطلابيّة المتبادلة، وحضور اللغات الإسلاميّة الأخرى بقوّة في حياة طلاب العلوم الدينيّة.
في هذا السياق يأتي موضوع إعادة ترتيب مناهج التعليم الحوزوي، لكي يطلع الطالب على أفكار ومدارس الآخرين كلّها منذ لحظة انطلاقته الدرسيّة.
إنّني مصرّ على أنّ نقطة البداية في الكثير من هذه الأمور هو تغيير مناهج التعليم، لم يعد مسموحاً أن ندرس فقط منطق المظفر، فهناك عشرة أنواع من المنطق في العالم، فالطالب عليه أن يدرس منطق المظفر وأن يعرف أن هناك المنطق الرياضي، وأنّ هناك المنطق التجريبي، وأنّ هناك المنطق الاستقرائي، وأنّ هناك المنطق الوضعي، وأنّ هناك المنطق الديالكتيكي الهيغلي، وغير ذلك.
لم يعد مسموحاً أن يدرس الطالب فقط الفقه الإمامي، دون معرفة موازية بفقه سائر مدارس المسلمين بل بالفقه الوضعي المدني، ولهذا لا يمكن أن نتواصل مع الآخرين، إذا لم يكن لدينا الإطلاع الكافي والحقيقي على ما عندهم، وهذه مهمة الجهات المسؤولة عن تدوين الكتب الدراسيّة، وعن توفير الكادر التعليمي المتخصّص بهذه الكتب.
5 ـ تغيير الأولويّات والتحوّل نحو خطاب الأمّة
المقترح الخامس: تغيير الأولويّات أو تعديلها، فإذا ظلّت الأولويّة الوحيدة هي حفظ النظام السياسي الإسلامي أو حفظ التشيّع والدفاع عنه، وهناك كانت الأولويّة حفظ العروبة، أو حفظ الإسلام السنّي المعتدى عليه! فلن نصل لنتيجة، يجب تعديل بِنية الأولويّات، لينضم إليها أولويّة الأمّة وأولويّة الإنسان المسلم، بوصفهما في عرض الأولويّتين السابقتين، وليست تبعاً لهما أو مناقضة لهما.. فعندما يفكّر المراجع والعلماء والكادر المخطّط بهذه العقليّة لربما يمكن بناء علاقات وتواصل.
الآخرون اليوم ـ حتى الحوزات الشيعيّة خارج قم ـ يتعاملون مع حوزة قم بوصفها تحمل صبغة سياسيّة/مذهبيّة أكثر من كونها تحمل صبغة دينية/علميّة، وهذه نقطة مهمّة ينبغي الانتباه لها، وإن كان من حقّ أي شخص أن تكون له رؤيته السياسيّة الخاصّة.
دعوني أوضح أكثر فكرتي في هذا المقترح، وأنا أدري أنّه ربما يكون هذا المقترح حسّاساً بعض الشيء، إنّ ما أراه هنا هو أنّ الأولويات في الحوزة العلميّة (في قم) حفظ النظام الإسلامي، وحفظ التشيع، وهاتان أولويّتان مقبولتان لا نقاش فيهما، لكن يجب أن لا نحصر أولويّاتنا بهذه؛ لأنّك لو فعلت ذلك فربما تعقّد من علاقاتك، وهذا يعني أنّنا بحاجة للانفتاح على أولويّة ثالثة، وهي أولويّة الأمّة الإسلاميّة. هذا مفهوم لا نتداوله نحن مع الأسف، مفهوم الأمة وأولويّة الأمة ومعياريّة الأمة وقضايا الأمة، مع أنّ المطلوب هو الدمج بينها وبين الأولويّتين المتقدّمتين؛ لإيجاد توازن.
مفهوم الإنسان المسلم أينما كان في العالم، هو جزء من أولويّاتي، فإذا بقيتُ على أولوية التشيع وبقي السنّي على أولويّة التسنّن، وبقيتُ على حفظ النظام الإسلامي وبقي ذلك على حفظ النظام الفلاني، فقد لا نتمكّن من بناء جسور تواصل حقيقيّة تضعنا في خندق واحد، لكن إذا وسّعت من أولويّاتي إلى أولويّة إضافية، وهي أولوية الأمّة فسوف يتغيّر الموقف.
أعتقد بأنّ الشيخ محمد مهدي شمس الدين من أكثر العلماء الذين اشتغلوا على قضيّة الأمّة في التنظير الكلامي والاجتهادي، ونحن ما نزال غائبين عن هذه الفكرة، نعم في الخطاب الإسلامي العام، الإمام الخميني طرح فكرة الأمّة بشكل واضح، لكن في الخطاب التنظيري الاجتهادي، فكرةُ الأمة لم يشتغل عليها إلا أمثال الشيخ شمس الدين في بعض كتاباته، نحن بحاجة إلى الاشتغال على مفهوم الأمّة بوصفه أولويّة حقيقية؛ لأنّك عندما تُدخل الأمّة في أولويّاتك، فسيصبح الآخر جزءاً من أولويّاتك تلقائيّاً، ومن الطبيعي هنا أن تفتح اُفقاً مختلفاً في التعامل معه بوصفه شريكاً لا بوصفه مستهدفاً بمشروعك، أمّا إذا كانت أولويّاتك منحصرة فقط في الإطار المذهبي أو السياسي، فإنّ الآخر لن يعود شريكاً، بل سيغدو مستهدَفاً أو خصماً.
لماذا أنا أؤكد على هذه القضيّة؛ لأنّ الآخرين ينظرون إلى حوزة قم إما بنظرة سياسيّة أو مذهبية فقط، وهذه مشكلة. لا نريد أن تتخلّى حوزة قم عن هويّتها السياسيّة، فكلّ إنسان له هويّته السياسيّة ولا يُجبر أحد على التخلّي عنه، كما لا نريد لها أن تتخلّى عن هويّتها المذهبيّة، فلكلّ إنسان هويّته المذهبيه وهو حرّ بآرائه، لكن نريد للحوزة العلميّة (في قم) أن تُصبح في وعي المسلمين مركزاً دينيّاً يحمل هويّة الأمّة وهمّها، تماماً كما كان يحمل المسلمون صورةً عن الإمام الخميني ـ أو السيد محمّد باقر الصدر ـ بوصفه رجلاً يحمل همّ الأمّة الإسلامية كلّها، ومعنيّ بقضاياها، ولا يحمل فقط هم طائفته أو بلده، وهذه نقطة مهمة.
كيف ستتمكّن الحوزة العلميّة (في قم) من أن تقدّم نفسها للعالم على أنّها تحمل همّ الأمة وتشتغل على قضاياها؟ دعني اُعطيك مثالاً، عندما يُحرق القرآن الكريم في هذا البلد أو ذاك البلد، أو يتعرّض النبي‘ إلى كاريكاتور ساخر، فإنّك تجد العالَم السنّي يتحرّك فوراً في الأسبوع الأوّل على سبيل المثال، بينما تجد الحوزة العلميّة (في قم) لا تتحرّك إلا في الأسبوع الرابع مثلاً، وهذا شيء رأيناه بأنفسنا في أكثر من مناسبة! ما معنى هذا الأمر فيما المطلوب منك أن تكون أنت المبادر، إذ بذلك سيشعر المسلمون في العالم أنّك تحمل هويّتهم وقضاياهم، ولست فقط تحمل قضاياك المذهبية أو الخاصّة، فمثل هذا النشاط إذا قامت به المرجعيّات العليا والمؤسّسات الكبرى الدينيّة، فسيعطي انطباعاً إيجابياً في العالم، ويمهّد الطريق لبناء علاقات مشتركة حقيقيّة.
6 ـ بناء العلاقات على قاعدة الاعتراف بالآخر على ما هو عليه
المقترح السادس: لا يمكن أن نبدأ بفتح علاقة مع الآخرين إذا كنّا نتصوّر أنّهم سيتغيّرون عمّا هم عليه. إنّ العلاقة مع الآخر قائمة على قبوله كما هو، وليس على تغييره ليتماهى معنا، وهذا يعني أنّ اختلاف المؤسّسات الدينية السنيّة أو حتى الشيعيّة خارج قم عن حوزة قم فكريّاً أو مذهبيّاً أو سياسياً أو في الأولويّات لا يعني أنّه لا يمكن بناء علاقة، بل أساساً لا معنى للعلاقة الثابتة إلا في ظرف عدم التوافق. هذا هو مفهومي لها.
معنى كلامي هذا أنّه إذا أردنا أن نتعامل مع الآخرين، فيجب أن نقبلهم على ما هم عليه، بمعنى أنّ الحوزة العلميّة (في قم) يلزمها ـ لكي تفتح علاقات طيّبة مع الآخرين ـ أن تتعامل معهم راضيةً بما هم عليه، وليس بذهنية أنّها تريدهم أن يتغيّروا عما هم عليه، هذا مهمّ جداً، فمن الطبيعي أن يأمل كلّ إنسان في أن يتغيّر الآخرون نحو ما يراه هو الأفضل، لكن من يريد أن يفتح علاقات مع الناس، يجب أن يرضى بما هم عليه، وإلا سيعجز عن فتح العلاقات، لماذا؟ لأنّه بعد فترة لن يتغيّروا وسيصاب هو في علاقته بصدمة؛ لأنّ العلاقة بنيت على أساس التغيير، فأصل العلاقة يجب أن يبنى على الرضا بالآخر، والرضا هو نوعٌ من الاعتراف به وقبوله رغم أنّك لا تراه على صواب في بعض الأمور، وأعتقد أنّ هذه الذهنية ليست موجودة في قم مع الأسف، فالحوزة العلميّة (في قم) إمّا تريد من علاقتها مع الآخرين أن تغيّرهم سياسياً أو مذهبيّاً أو اجتماعيّاً، وإلا فهي لا تفتح سوى علاقات شكليّة معهم!
..نشكركم سماحة الشيخ على هذا اللقاء.
الهوامش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) النصّ الكامل للحوار الذي أجرته مجلّة (رسائل) الشهرية الفكريّة والثقافية في إيران، ونشر باللغة الفارسيّة في العدد السابع منها في شهر اسفند 1396هـ. ش (شباط ـ آذار، 2018م).